رئيس الدولة: تطوير القوات المسلحة وتحديث قدراتها وتعزيز جاهزيتها أولوية إستراتيجية
بحضور شما بنت محمد بن خالد آل نهيان
مجلس الفكر والمعرفة يناقش رواية الحمامة
ناقشت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رواية (الحمامة) للكاتب الألماني باتريك زوسكيند ضمن منشط (ندوة الكتاب) بمجلس شما محمد للفكر والمعرفة وبحضور الروائي الكويتي عبد الله البصيص
بدأت الشيخة شما الندوة مهنئة الكاتب عبد الله البصيص بفوزه بجائزة دولة الكويت عن روايته "طعم الذئب" مشيرة إلى أن وجوده ومشاركته مناقشة الرواية هو إضافة وإثراء للحوار.
وقالت: رواية قصيرة إلا أنها تخبئ بين سطورها حكاية نملأ بها مئات الصفحات.. حكاية تختلف وتتباين بين قارئ وقارئ فكل إنسان سيقرأ رواية الحمامة لزوسكيند سيقف حائرا أمام فك شفرة رمزية الحمامة والتي أصابنا باتريك بصدمة في استخدامه تلك الرمزية والتي وضعها الكاتب في رمزية مختلفة كاسراً تلك الصور اللاواعية للحمامة التي تستقر في الوجدان الجمعي للبشرية كلها وليس لمجتمع بعينه وتلك الحالة هي التي توقفت عندها كثيرا في الرواية لماذا جعل باتريك بطله جوناثان يخاف الحمامة إلى هذه الدرجة من الجنون والرهبة؟
وأضافت (جوناثان) القابع بغرفته الصغيرة 30 عاما بعد حرب صاخبة من الحرب و الخيانة وفقد الأحبة وصراعات الحياة المربكة للروح، فكان هروبه للعاصمة باريس وبقائه بتلك الحجرة التي وصفها (جوناثان) وكأنها حبيبته وحلمه التي احتضنته بليال الشتاء وحمته من صخب الحياة الخارجية قابعا وسط حياة رتيبة بين عمله وحجرته برحله يومية مسلماً حريته للعمل والروتين مقررا العيش بسلام مضحيا بحريته الراغبة بالتغيير والتحرر من قيود الحياة التي مارسها المتشرد بالحديقة الذي كان لا يهمه العالم من حوله، وكيف يراه، فكان مجنونا يعيش صخبا حياتيا متغيرا كل يوم أما (جوناثان) فوجود باب ينسحب خلفه ويبتعد به عن الآخرين هو الأمان المطلق هنا نبدأ إدراك تلك الرمزية الغرائبية للحمامة التي وضعها باتريك في روايته إنها ترتكز على كسر إيمانه بحريته الخاصة في الانعزال عن الناس، حتى لو هددها الحب والجمال تتحول إلى مصدر للرعب والخوف ليس خوفا من الحمامة، ولكن خوفا من فقد حريته وحدودها التي رسمها لذاته خوفا من الانخراط داخل مجتمع غادره يوما منسحبا لغرفته التي احتوته وكانت عالمه الخاص وكونه الضيق مترامي الأطراف. مشيرة إلى أنها رواية بعمر يوم واحد من حياة (جوناثان) لكن بصخب حياة إنسان منذ الميلاد و بداية علاقته بالعالم وحتى انتظار الموت والخلاص
وطرحت سموها أسئلة جاء فيها: ماذا بعد أن رحلت الحمامة، هل ستتغير حياة (جوناثان) ؟
هل سيعود لما وراء باب الغرفة من جديد مبحرا بصمته وعزلته؟
فيما أشار الكاتب عبد الله البصيص أن الرواية ترمز للانعزالية وهي من الروايات التي لم تأخذ حقها من الاهتمام نقديا ولم يتم طرحها ومناقشتها على شكل واسع رغم أنها واحدة من أروع الروايات العالمية.