نظّمت جامعة الإمارات العربية المتحدة مجلسها الرمضاني الأول تحت عنوان "دور الجامعات في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة"، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي- مدير الجامعة بالإنابة، وعدد من أعضاء الإدارة العليا ومدراء الإدارات والأكاديميين والباحثين، وذلك في إطار التزام الجامعة بدعم رؤية الدولة وأجندتها الوطنية 2030 -2050.

وأوضح سعادة الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي خلال كلمته الافتتاحية أن " جامعة الإمارات تعمل على دعم بيئة العمل الأكاديمي والتعليمي من خلال تنظيم الأنشطة اللاصفية والتي بدورها تساهم في إبراز دور الجامعة المجتمعي، وأن مجالس جامعة الإمارات الرمضانية 1446 ه، تهدف إلى مناقشة أبرز المواضيع الهامة في مختلف المجالات ودور المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية في إيجاد الحلول العلمية المبنية على التجربة والتحليل، حيث ستنظم جامعة الإمارات أربعة مجالس رمضانية مختلفة في مواضيع ذات صلة بالأولويات الوطنية كأهداف التنمية المستدامة، المناهج المستقبلية، الذكاء الاصطناعي في التعليم ودور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال الحوار المجتمعي الهادف.

وأضاف "تعتبر مجالس جامعة الإمارات الرمضانية منصة معرفية ومجتمعية هامة يشارك فيها الأكاديميين والباحثين وطلبة الجامعة حيث يتم عرض الممارسات الأكاديمية والعلمية في هذه المجالس بصورة حوار فعال، كما أن هذه المجالس تعتبر مجالس لنشر المعارف والعلوم في أهم المواضيع التي تهم التعليم العالي والمجتمع، وتسعى جامعة الإمارات في ربط مخرجات هذه المجالس في ما يخدم التطوير والتنمية".

وأشار إلى أهمية الالتزام برؤية دولة الإمارات العربية المتحدة  وقيادتها الرشيدة،  في تنفيذ الأجندة الوطنية للعام 2030-2050 لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة من خلال التعاون المشترك والفعال بين مختلف المؤسسات والجهات ذات الصلة وذلك لوضع تصورات تكاملية تساهم في تحقيق المستهدفات الوطنية،  وفي جامعة الإمارات يتم العمل من خلال مواءمة البرامج الأكاديمية وتضمين المناهج التي تساهم في نشر الوعي والمعرفة بأهداف التنمية المستدامة والدور المجتمعي لأفراد المجتمع في تحقيق الهدف المنشود. كما وتعمل الجامعة على دعم الأجندة الوطنية ومستهدفات التنمية المستدامة في تعزيز البحث العلمي من خلال برامج بحثية طلابية خاصة بأهداف التنمية المستدامة وتتم بالشراكة مع المؤسسات الحكومية وذلك لربط مخرجات البحث العلمي بالتحديات المجتمعية.  

شهد المجلس مناقشات معمّقة حول دور المؤسسات الأكاديمية في تطوير الأبحاث والابتكارات التي تعزز الاستدامة، إلى جانب أهمية دمج معايير التنمية المستدامة في المناهج الدراسية، كما سلّط الضوء على الشراكات بين الجامعات والقطاعين الحكومي والخاص لدعم المشروعات البيئية، وتعزيز الاقتصاد الدائري، وتطوير حلول مستدامة للتحديات العالمية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والمائي. وأكد المتحدثون خلال اللقاء على أن الجامعات تلعب دورًا محوريًا في بناء كوادر وطنية مؤهلة، قادرة على قيادة المبادرات الخضراء والمستدامة. كما تم استعراض تجارب رائدة في تبني التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي لدعم التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.

وركزت محاور المجلس الرمضاني حول دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات الاستدامة من خلال المناهج والتخصصات الأكاديمية، وفي المحور الثاني ناقش الحضور كيفية مساهمة الأبحاث الجامعية في إيجاد الحلول المستدامة للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. كما ركز المحور الثالث على مبادرات الجامعات في تحقيق الاستدامة من خلال المباني الخضراء وإدارة الموارد وتقليل البصمة الكربونية.

 وفي الختام تطرق المجلس إلى مؤشرات الأداء الحالية والتحديات والفرص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث شدد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون البحثي بين الجامعات محليًا ودوليًا، وتطوير سياسات تعليمية تواكب تطلعات الأجندة العالمية للاستدامة، بهدف إحداث تأثير إيجابي ومستدام على المجتمع والاقتصاد. 
ويأتي هذا المجلس ضمن سلسلة الفعاليات الرمضانية التي تنظمها الجامعة لتعزيز الحوار العلمي والمجتمعي حول القضايا الاستراتيجية التي تساهم في تحقيق رؤية الإمارات لمستقبل مستدام ومزدهر.