محاضرتان في ختام مشاركة نادي تراث الإمارات في ملتقى الراوي

محاضرتان في ختام مشاركة نادي تراث الإمارات في ملتقى الراوي


قدم نادي تراث الإمارات، أمس السبت، في ختام مشاركته في ملتقى الشارقة الدولي للراوي، محاضرتين ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للملتقى، حيث جاءت المحاضرة التي قدمتها فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث بعنوان “البعد الثقافي والتربوي لقصص الحيوان في التراث الإماراتي”، وأكدت فيها أن استخدام الحيوان قديم في قصص التراث العربي منذ عصر الجاهلية مروراً بعصور ما بعد الإسلام لاسيما عصر الترجمة أيام الدولة العباسية الذي ظهرت فيه قصص “كليلة ودمنة” و”ألف ليلة وليلة».

 وأشارت إلى استخدام القرآن الكريم الحيوان لضرب المثل والعبرة مثل حمار عزير وغراب ابني آدم وناقة صالح، وبعضها جاء في سياق الدعوة إلى التأمل في عظمة خلق الله وقدرته مثل الإبل، كما أن هناك حيوانات لعبت أدوار البطولة في القصص القرآني مثل نملة سليمان والهدهد.
وركزت المنصوري على الإبل وقصصها بوصفها مناط حياة الإماراتيين قديماً ومستودع ثروتهم مشيرة إلى أن أهميتها بالنسبة إلى المجتمع منذ القدم، جعلها تدخل في سياق الأساطير والقصص الشعبية، قبل أن تتناول بالتحليل حكاية “العقيلي واليازية” التي نشرت في مجلة “تراث” الصادرة عن النادي، حيث تأخذ فيها الإبل مكانة مركزية.

ونوهت المنصوري إلى أن قصص الحيوان في التراث الإماراتي تتبع السياقات نفسها تقريباً التي يسير وفقاً لها القصص القرآني، إذ تأتي الحيوانات في الحكايات الشعبية إما موضوعاً للحكاية، أو مركزاً لها، وفي بعض الأحيان تأتي كعامل مساعد من أجل إبراز قيمة اجتماعية بعينها.
كما بينت المنصوري الصفات الراسخة للحيوان في القصص الشعبية الإماراتية، حيث يأتي بعضها معادلاً دائماً للحكمة، والبعض الآخر معادلاً للشجاعة، أو الهيبة، أو القوة، أو المكر، وغيرها من القيم، وهي دلالة ترسخت في بنية الثقافة الجمعية وتحولت إلى رموز ثقافية يحتاج فكها وتحليلها إلى الاستعانة بعلوم الاجتماع والإناسة.

أما المحاضرة الثانية التي قدمها مدير تحرير مجلة “تراث” الروائي وليد علاء الدين بعنوان “الحكايات الشفاهية في السرد الروائي المعاصر- قصص الحيوان نموذجًا، وقراءة من رواية الغميضة”، فأشار في بدايتها إلى تعدد ظهور الحيوان وقصصه في معظم حضارات الشعوب، بداية من الأساطير التي لجأ إليها الإنسان لتفسير وجوده في الكون، مروراً بالحكايات الشعبية وصولا الى فنون الكتابة على اختلاف أنواعها، منوهاً إلى أن اختلاف أشكال المعالجة والطرح ينتج من اختلاف الهدف من استحضار الحيوان.

وقال علاء الدين إن السرد العربي المعاصر كذلك لم يخل من لجوء إلى عالم الحيوان، سواء من باب الترميز المقصود أو القناع أو باعتباره امتداداً طبيعياً لبيئة العمل، وإن ألعاب الروائيين وتقنياتهم السردية تعددت في ذلك بشكل يستحق الرصد والدراسة.
كما خصص علاء الدين جانباً من محاضرته لقراءة مختارات من روايته “الغميضة” الصادرة حديثاً عن دار الشروق المصرية، وتدور في عالم فانتازي يستعير خشبة المسرح، وتعتمد على عدد من الألاعيب الفنية المتشابكة ذات صلة بفكرة الوجه والقناع، وتعيد تقديم بعض حكايات ألف ليلة وليلة وتُسند بعض أدوارها لبشر يرتدون أقنعة الحيوانات.

وكان جناح نادي تراث الإمارات شهد حضوراً كبيراً خلال مشاركته في فعاليات الملتقى كما حظي بتغطيات إعلامية من عدة قنوات تلفزيونية محلية وعربية تزامنت مع زيارات الجناح من قبل الباحثين والأكاديميين والزوار من مختلف الدول حيث ظل الجناح يستقطب يومياً عشرات الزوار والسياح من مختلف الفئات العمرية والجنسيات ممن اجتذبتهم أنشطة الجناح من ورش حرفية وبحرية وخراريف كما استوقفت الباحثين والأكاديميين إصدارات النادي في حقول التراث، والتاريخ والثقافة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot