رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
ببساطة.. لا يشغل المعتدلون الخرافيون المناصب المهمة
محاولة تعزيز «المعتدلين» الإيرانيين... «مطاردة أشباح»
حذر مدير السياسة في منظمة “متحدون ضد إيران نووية” جايسون برودسكي إدارة بايدن من مغبة تصور أنها قادرة على تعزيز المعتدلين في إيران من خلال الاتفاق النووي.
وبدل مطاردة الأشباح، دعا برودسكي الإدارة للاستعداد إلى مواجهة مجموعة قوية وعميقة من المتشددين المتحمسين لإحباط أفضل الخطط الأمريكية.
صحيح أن النظام الإيراني في حاجة للتفاوض بسبب ما يعانيه من قيود كبيرة على المستوى المالي، لكن المرشد علي خامنئي قام بسلسلة خطوات تعزز موقع المتشددين في النظام الإيراني. وسيؤمن هؤلاء انتقالاً في قيادة منصب المرشد إضافة إلى مناصب حساسة أخرى.
الانحلال التدريجي للجيل الأول
كتب برودسكي في صحيفة “نيويورك دايلي نيوز” أن هذا المسار أدى إلى سحب أهلية حفيد مؤسس النظام الإيراني، حسن الخميني الذي يعد معتدلاً نسبياً، للترشح إلى مجلس خبراء القيادة في 2016.
وخــــــلال الأشـــــــهر الأخيــــــرة، فقـــدَ حكـــــمُ الملالي بعـــــض أبــــــــرز رجال الدين المؤثرين، هم آيات الله إبراهيــــــم أمينـي، محمد يزدي، ومحمد تقي مصباح يزدي.
كانت وفاة هؤلاء خسارة كبرى جسدت الانحلال التدريجي للجيل الأول من حكم رجال الدين المسنين، الذين لم يكونوا أعضاء عاديين في الحكم الثيوقراطي، إذ ظهر بعضهم على لائحة الخلفاء المحتملين لخامنئي في أوقات مختلفة، رغم أنهم يكبرونه سناً.
من هو إبراهيم أميني؟
يتحدر أميني من الجناح الأكثر براغماتية في النظام، وكان لفترة طويلة عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة.
يقال إنه زار خامنئي في 2009 ليشكو له تدخل ابنه مجتبى دعماً للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وتحالف أميني مع الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وخسر في 2016 السباق لرئاسة مجلس خبراء القيادة.
محمد يزدي
كان يزدي شخصية سياسية ودينية تتمتع بثقل كبير، بما أنه ترأس مكتب الخميني في قم وكان نائباً لرئيس مجلس الشورى. وعينه خامنئي رئيساً للسلطة القضائية بعدما أصبح المرشد الأعلى.
وحين شغل ذلك المنصب، ألغى يزدي منصب المدعي العام ما أدى إلى انتهاكات واسعة النطاق للإجراءات القانونية. وتسلم يزدي لاحقاً مناصب بارزة منها رئيس مجلس الخبراء، وعضو في مجلس صيانة الدستور.
مصباح-يزدي
في 1 يناير -كانون الثاني الماضي، خسر النظام المحافظ المتشدد مصباح-يزدي. لُقّب يزدي بـ”التمساح” وكان صانع ملوك في السياسات المحافظة ومؤسساً لمدرسة حقاني التي درست مجموعة مؤثرة من النخبة في النظام.
أبدى آراء متشددة فذكر في أحد كتبه أن لإيران الحق في تطوير أسلحة “خاصة”، وفُسرت عبارته بأنها إشارة إلى السلاح النووي. وقال مصباح-يزدي لأتباعه، إن “قبول الإسلام لا يتوافق مع الديموقراطية».
لن ينجح
يحض برودسكي واشنطن على إدراك أن تمكين المعتدلين لن ينجح على الأرجح، مهما كانت أهداف الاتفاق النووي، إذ سبق أن همّش النظام جميع المعتدلين في أكثر أجهزة الدولة حساسية.
لقد استبدل أميني ويزدي ومصباح-يزدي بقادة جدد مثل ابراهيم رئيسي، وأحمد خاتمي، وعلي رضا عرفي، وهم محافظون موالون لخامنئي، وسيرسمون مصير النظام.
الخلفاء المحتملون لخامنئي؟
تعلم رئيسي في مدرسة حقاني، وترأس واحدة من أكبر المؤسسات الدينية للنظام قبل أن يصل إلى رئاسة السلطة القضائية، التي تولاها يزدي. ويشغل رئيسي أيضاً منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، وهو منصب تولاه سابقاً أميني، الذي يعد أكثر براغماتية.
من جهة ثانية، أصبح خاتمي المتشدد والمعروف بخطاباته النارية عضواً في مجلس صيانة الدستور بدل يزدي. وفي يوليو -تموز 2019، أصبح عَرَفي، وهو محافظ آخر مقرب من خامنئي، عضواً في مجلس صيانة الدستور، بعدما اختاره خامنئي شخصياً لرئاسة جامعة المصطفى الدولية التي تعد مصدراً للتجنيد الأيديولوجي للنظام. وحل في هذا المنصب مكان المحافظ المعتدل محمد مؤمن.
مثل أسلافهم، يرى مراقبون في هؤلاء المسؤولين، مرشحين محتملين لخلافة المرشد. وقد يترشح بعضهم لخلافة أحمد جنتي في رئاسة مجلس الخبراء، أو أمانة مجلس صيانة الدستور.
مجرّدون من التأثير
تغذت واعتمدت مسيرة هؤلاء على خامنئي شخصياً ولا يتمتعون بحوافز للتسوية على سياسات يرونها ناجحة.
بلا شك، سيعملون على صياغة شخصيات وسياسات إيران في حقبة ما بعد خامنئي.
ولهذه الأسباب، يشدد برودسكي على ضرورة فهم واشنطن حدود قوتها في محاولة التأثير على نظام مبني على مناهضة الأمريكيين.
لقد ترسخ خلفاء خامنئي في النظام الإيراني.
بالتالي، فإن الاستعجال للانضمام إلى الاتفاق النووي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، لن يغير تلك الدينامية بما أن المرشد، لا الرئيس، صاحب الكلمة الأخيرة في صناعة القرار الخارجي.
وختم برودسكي مقاله كاتباً: “ببساطة، لا يشغل المعتدلون الخرافيون المناصب المهمة».