محرّم إنجه.. المرشح السابق لرئاسة تركيا عالق بين حزبين
تتجه الأنظار في تركيا نحو تأسيس تيارٍ سياسي جديد، لكن هذه المرة لن يكون مؤسسه عضوا سابقا في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، وإنما من حزب أشد خصومه وهو “الشعب الجمهوري” الذي يمثل حزب المعارضة الرئيسي في البلاد ويتزعّمه كمال كليتشدار أوغلو. وينوي محرّم إنجه (56 عاماً)، عضو حزب “الشعب الجمهوري” والمرشح الرئاسي السابق والمنافس لأردوغان في انتخابات العام 2018، تأسيس تكتل سياسي جديد في تركيا، وفق ما أفاد مستشاره الإعلامي، لكنه لم يقدّم طلباً لوزارة الداخلية للحصول على ترخيص إلى الآن. وقال مستشاره لـ”العربية.نت” إن “محرّم إنجه لن يؤسس حزباً جديداً، بل أطلق يوم 4 أيلول/سبتمبر الجاري، حركة سياسية تدعى (الوطن)”، مضيفاً أن “هذه الحركة ترفض الرجل الواحد سواءً على ضفة الحكومة أو معارضتها، وقد تتحول لحزب معارض لأردوغان في وقت لاحق». وتابع أن “إنجه يهدف من خلال هذه الحركة التي أعلن عن انطلاقتها قبل أيام إلى خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بعيداً عن حزبه الحالي، الشعب الجمهوري». وحتى اللحظة، لم يتقدّم إنجه باستقالته رسمياً من حزب المعارضة الرئيسي الذي يتهمه بتهميشه منذ خسارته في الانتخابات الرئاسية الماضية قبل أكثر من عامين، لكن مصادر من داخل “الشعب الجمهوري” كشفت لـ”العربية.نت” أن قيادة الحزب تخطط لاستبعاده من صفوفه بعد تحرّكاته “الفردية” الأخيرة. ويتهم إنجه، حزب “الشعب الجمهوري” أيضاً بعدم دعمه بشكلٍ كافٍ في الانتخابات الرئاسية التي خسر فيها أمام أردوغان ونال أكثر من 30% من أصوات الناخبين. وقال في أكثر من مناسبة بعد ذلك إن “الحزب لم يراقب عشرات صناديق الاقتراع آنذاك”، وكانت هذه بداية خلافاته مع زعيم الحزب كليتشدار أوغلو. وقال المحلل السياسي وهاب جوش كون، وهو بروفيسور في جامعة دجلة الحكومية التركية، إن “إنجه لم ينسحب بعد بشكلٍ رسمي من حزب الشعب الجمهوري، لكنه في ذات الوقت يهدف لتأسيس حركة سياسية جديدة وليس حزباً سياسياً». وأضاف لـ “العربية.نت” أن “هذه الحركة لن تؤثر كثيراً على حزبه الحالي لا سيما أن أنصار الشعب الجمهوري يهدفون إلى إسقاط أردوغان، وبالتالي لن يدعموا أي توجهات خارج حزبهم». وتابع “باعتقادي، لن ينجح إنجه في تحقيق أهداف هذه الحركة، فهو يحظى بتأييد الحزب الحاكم لتوجيه ضربة للمعارضة، وهذا يسد الطريق أمام أي دعمٍ محتملٍ له من حزبه الحالي». ومن جهته، قال سركيس قصارجيان، الصحافي المختص بالشأن التركي لـ”العربية.نت” إن “إنجه راغب في تأسيس حزبٍ جديد نتيجة خلافات عميقة بينه وبين رئيس حزب الشعب الجمهوري، لكنه يحاول المضي في مشروعه بخطواتٍ حذرة ومدروسة، ذلك لأنه يعرف أن جمهور هذا الحزب يرفض أي انقساماتٍ في صفوفه”، مضيفاً أنه “قد يكمن هذا السبب وراء ضعف الإقبال الجماهيري على اللقاء الذي عقده إنجه بمدينة سيواس قبل أيام». وتابع أن “إنجه يحاول جس نبض الشارع التركي خاصة كتلة الشعب الجمهوري، ففي تصريحاته لم يغلق الباب أمام إمكانية إقدامه على تأسيس حزبٍ جديد وفي الوقت نفسه لم يعلن بصراحة عن نيته بذلك، والهدف هو مراقبة ردود فعل الشارع». كما رأى أن “إنجه لن يقدم على خطوة تأسيس حزب جديد إلا في حال وقوع حدث طارئ أو كبير داخل حزب الشعب الجمهوري، لأنه عضو قديم في هذا الحزب وأكثر من يعرف أن معظم من تركوه فشلوا في تأسيس تياراتٍ جديدة أو التحول إلى شخصياتٍ فاعلة في الأحزاب الأخرى التي انضموا إليها». وكان إنجه قد انتقد بشدة “نظام الرجل الواحد” في إشارة إلى أردوغان وخصمه كليتشدار أوغلو في تجمّع سيواس الجماهيري يوم 4 سبتمبر الجاري والذي أعلن فيه عن انطلاقة “حركة الوطن». وقال لأنصاره، متعهداً بإيجاد طرقٍ لخلاص البلاد من حكم الرجل الواحد: “ليس محكوماً على تركيا أن تُحكم من جانب أحزاب الرجل الواحد. نريد أن نرى الضوء في نهاية النفق، وتحقيق مستقبل أفضل لنا». كما عبّر عن خيبة أمله من استبعاده من دائرة الضوء في مؤتمر حزب الشعب الجمهوري الذي عُقد نهاية تموز/يوليو الماضي. وقال في هذا الصدد: “بالطبع أشعر بالإهانة، لكنني لست شخصاً يفعل شيئاً طفولياً مثل إنشاء حزب لأنني كنت مستاءً من الجلوس في المقاعد الخلفية».
وأضاف إنجه: “غادرت بنسبة 31 في المئة، والآن أنا أسير في طريقي لزيادة رصيدي إلى 51 بالمئة”، في إشارة منه إلى نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2018 التي ظهر فيها كمنافسٍ لأردوغان بعد أن اختاره حزب الشعب الجمهوري لخوض هذه المهمة
وأضاف إنجه: “غادرت بنسبة 31 في المئة، والآن أنا أسير في طريقي لزيادة رصيدي إلى 51 بالمئة”، في إشارة منه إلى نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2018 التي ظهر فيها كمنافسٍ لأردوغان بعد أن اختاره حزب الشعب الجمهوري لخوض هذه المهمة