محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
(أحمد زكي 86)... بانوراما عن حياة النجم الأسمر
محمد توفيق يوثق العديد من الحكايات وعلاقة الراحل بزملائه
أصدر الكاتب محمد توفيق كتاباً جديداً عن حياة الفنان أحمد زكي، مسلطاً الضوء على العديد من الحكايات غير المتداولة عن النجم الأسمر.
في كتابه الجديد، اختار الكاتب محمد توفيق توثيق حياة الفنان أحمد زكي من خلال عام 1986، مستذكراً العديد من المواقف التي عاشها وعاصرها النجم الأسمر في حياته، وحكايات ومواقف سابقة ولاحقة لهذا التاريخ تركت أثراً كبيراً في حياته، مع بانوراما عن الأحداث السياسية والأوضاع الاجتماعية التي تركت تأثيراً على حياته مثل معظم المصريين.
اختار الكاتب عام 1986 ليكون محور الكتاب، ووصفه بأنه من أهم الأعوام في تاريخ أحمد زكي، إن لم يكن أهمها،
حيث رصد موافقة زكي على 22 فيلما جديدا وقراءته نحو 50 سيناريو، لكن جميعها لم تكتمل، بعضها بدأ تصويره بالفعل، وبعضها اختلف مع مؤلفه، وبعضها لم يصل فيه مع المخرج إلى اتفاق وبعضها، وجد أن المنتج لا يريد الفن بقدر ما يريد الربح.
ورصد أسماء هذه الأفلام ومنها (رجل من الحي السادس)، و(شقى العمر)، و(سليمان الحلبي)، و(الباب الأخضر)، بالإضافة إلى (الراقصة والسياسي) ومسلسلان تلفزيونيان ومسلسل إذاعي، إلى جانب ثلاثة أفلام بدأ تصويرها في تلك الفترة هي: (زوجة رجل مهم)، و(المخطوفة)،
و(أربعة في مهمة رسمية) بجانب 4 أفلام بدأ عرضها في السينما هي (البريء)، و(البداية)، و(شادر السمك) و(الحب فوق هضبة الهرم).
من الأمور التي يوثقها الكتاب تفاصيل التصريح بعرض فيلم (البريء)، والعرض الخاص الذي أقيم لأربعة وزراء في مقدمتهم وزيرا الدفاع والداخلية قبل السماح بعرض الفيلم الذي تزامن مع فترة اضطرابات في الأمن المركزي دفعت لإقالة وزير الداخلية، بالإضافة إلى استعراض أحداث سابقة ولاحقة لهذا العام عاشها النجم الأسمر في حياته.
تبادل أدوار
من الحكايات التي يوثقها الكتاب كيف حدث في هذا العام تبادل للأدوار بين محمود عبدالعزيز وأحمد زكي في السينما، ففيلم (سمك لبن تمر هندي) كان يفترض أن يقوم ببطولته أحمد زكي، ويجسد فيه شخصية (سبانخ) باعتباره شقيق المحامي حسن سبانخ، وهي الشخصية التي قدمها عادل إمام باعتباره جزءا ثانيا من فيلم (الأفوكاتو).
ورغم الجدل الذي صاحب الفيلم بالرقابة والاعتراضات التي حدثت قبل أن يسمح بتصويره، فإن مخرج الفيلم رأفت الميهي فوجئ باعتذار أحمد زكي، مما دفعه إلى ترشيح محمود عبدالعزيز الذي أجرى معه تعديلات طفيفة ليتناسب معه الدور وبدأ تصويره، في الوقت نفسه ذهبت بطولة فيلم (البيضة والحجر) من محمود عبدالعزيز إلى أحمد زكي.
ترشيح أحمد زكي لبطولة الفيلم جاءت من الكاتب محمود أبوزيد الذي عمل على المشروع في البداية كنص مسرحي كان يفترض أن يقوم ببطولته محمود عبدالعزيز، لكن خلال التحضيرات،
التي شارك فيها هاني مطاوع باعتباره مخرجاً للمسرحية، وقع الخلاف قبل أن يتوقف الأمر فترة ويعيده أبوزيد كفيلم سينمائي رشح لبطولته زكي الذي تحمس للفكرة ووافق على تقديمه.
أزمة صحية
ورغم حالة الانتعاش التي عاشها أحمد زكي وارتباطاته المتعددة فنياً والنجاحات التي حققها وجعلته يبات في الاستوديو تقريباً بعد تنقله بين البلاتوهات فإنه شعر بوعكة صحية حاول التغلب عليها طويلاً بالمسكنات التي كتبها له الأطباء بعد تشخيصها بأنها قرحة في المعدة قبل أن يتضاعف الوضع، ويطلب من صديقه عماد أديب أن يصطحب تقاريره الطبية في رحلته إلى لندن ليعرضها على الأطباء في (لندن كلينك).
كان زكي في تلك الفترة مرشحا لبطولة فيلمين يجسد فيهما دور المريض،
أحدهما مع رغدة والآخر مع مديحة كامل، وهو ما جعله يشعر بعض الوقت أن شعوره بالمرض نتيجة تأثره بالسيناريوهات التي قرأها، لكن عماد أديب أقنعه بالسفر معه إلى لندن، ليسمع من الأطباء مباشرة في رحلة قصيرة لا تستغرق أكثر من 3 أيام يسبقها أحمد زكي بالانتهاء من تصوير المشاهد الضرورية التي لا تحتمل التأجيل،
على أن يستكمل التصوير فور عودته بعد الإجازة القصيرة.
لكن رحلة لندن، التي كان من المخطط أن تستمر 3 أيام، استمرت أكثر من 40 يوماً، بعدما اتضح إصابته بحصوات على المرارة التي توقفت عن أداء وظائفها قبل عامين من الرحلة، مما جعل الطبيب لا يسمح له بمغادرة المستشفى، نظراً لخطورة الوضع على حياته في الوقت الذي كان يرغب فيه بالعودة إلى مصر من أجل إنهاء بعض الارتباطات والعودة في وقت لاحق لإجراء الجراحة، وهو ما رفضه الطبيب بشكل قاطع.
مكث أحمد زكي في الغرفة 800 بمستشفى لندن كلينك، حيث خضع للجراحة التي جعلته يشعر بالخوف من مفارقة الحياة وترك نجله الوحيد هيثم قبل أن يكمل عامه الثاني وبعد أشهر من انفصاله عن زوجته التي أحبها هالة فؤاد، بوقت كانت العملية فرصة لمنحه اجازة للتأمل والتفكير في حياته، وهو على مشارف الأربعين.
ورغم الانفصال فإن أول أشخاص كانوا في انتظاره بعد الجراحة طليقته، ووالدها المخرج أحمد فؤاد، وهو ما جعله يشعر بأنه ليس وحيداً، حيث تركت هالة ووالدها ارتباطاتهما في مصر فور علمهما بمرضه والجراحة التي سيخضع لها من أجل مرافقته.
صدمة الرحيل
في تلك الفترة تلقى أحمد زكي نبأ وفاة والده الروحي صلاح جاهين، الذي توفي خلال سفره، فما كان منه إلا محاولة العودة إلى مصر، مما ضاعف من مشكلته الصحية، وتسببت حركته في فتح الجرح مجدداً، ليضطر إلى الدخول لغرفة العمليات مرة أخرى بسبب الصديد الذي أصيب به فكانت صدمة كبيرة بعدما تحسنت حالته الصحية بفضل الاتصالات الهاتفية العديدة التي تلقاها من زملائه وأصدقائه حتى جمهوره في مصر.
كانت العلاقة قوية بين صلاح جاهين وأحمد زكي الذي كان يعتبره بمنزلة والده الروحي، وسانده جاهين منذ أن كان طالباً بالسنة الأولى لمعهد التمثيل، وظلت العلاقة بينهما قوية حتى رحيل جاهين الذي أوصى بالاهتمام بالنجم الأسمر وكانت لقاءاتهما لا تنقطع.
خفف وجود هالة فؤاد مع أحمد زكي في تلك الفترة من صدمة رحيل صلاح جاهين جزئياً، ورغم الشائعات التي ظلت تلاحقهما فإنه وهالة نفيا أن تكون هناك نية لعودة الحياة الشخصية بينهما، بوقت فشلت محاولة اشتراكهما في فيلم (صفحة من كتاب الحب)، الذي كان يفترض أن تنتجه الفنانة خيرية أحمد، فبعد موافقتهما على العمل معاً في السينما تراجعا عن هذه الخطوة.
إفلاس مبكر
كانت كلفة إقامة أحمد زكي في المستشفى بلندن هي حصيلة ما جمعه على مدار أكثر من 10 سنوات بالعمل،
فعندما عاد إلى القاهرة وجد رصيده في البنك قد أصبح (صفر)،
نتيجة كلفة العلاج المرتفعة، إلى جانب الكثير من النفقات وعاد وباشر مشاريعه الفنية التي كان من بينها انهاء بعض المشاهد في فيلم (المخطوفة) وبداية تصوير مشاريع جديدة تعطلت في رحلة مرضه.
في هذا العام تواصلت مشاريع أحمد زكي الفنية، منها ما خرج للنور، ومنها ما لم يخرج لأسباب عديدة من بينها المشكلات التي حدثت فيها، والبعض الآخر لأسباب ليس للنجم الأسمر علاقة بها،
لكنه واصل مسيرته من دون تردد متحمساً لتقديم أفضل ما لديه.
في كتابه الجديد، اختار الكاتب محمد توفيق توثيق حياة الفنان أحمد زكي من خلال عام 1986، مستذكراً العديد من المواقف التي عاشها وعاصرها النجم الأسمر في حياته، وحكايات ومواقف سابقة ولاحقة لهذا التاريخ تركت أثراً كبيراً في حياته، مع بانوراما عن الأحداث السياسية والأوضاع الاجتماعية التي تركت تأثيراً على حياته مثل معظم المصريين.
اختار الكاتب عام 1986 ليكون محور الكتاب، ووصفه بأنه من أهم الأعوام في تاريخ أحمد زكي، إن لم يكن أهمها،
حيث رصد موافقة زكي على 22 فيلما جديدا وقراءته نحو 50 سيناريو، لكن جميعها لم تكتمل، بعضها بدأ تصويره بالفعل، وبعضها اختلف مع مؤلفه، وبعضها لم يصل فيه مع المخرج إلى اتفاق وبعضها، وجد أن المنتج لا يريد الفن بقدر ما يريد الربح.
ورصد أسماء هذه الأفلام ومنها (رجل من الحي السادس)، و(شقى العمر)، و(سليمان الحلبي)، و(الباب الأخضر)، بالإضافة إلى (الراقصة والسياسي) ومسلسلان تلفزيونيان ومسلسل إذاعي، إلى جانب ثلاثة أفلام بدأ تصويرها في تلك الفترة هي: (زوجة رجل مهم)، و(المخطوفة)،
و(أربعة في مهمة رسمية) بجانب 4 أفلام بدأ عرضها في السينما هي (البريء)، و(البداية)، و(شادر السمك) و(الحب فوق هضبة الهرم).
من الأمور التي يوثقها الكتاب تفاصيل التصريح بعرض فيلم (البريء)، والعرض الخاص الذي أقيم لأربعة وزراء في مقدمتهم وزيرا الدفاع والداخلية قبل السماح بعرض الفيلم الذي تزامن مع فترة اضطرابات في الأمن المركزي دفعت لإقالة وزير الداخلية، بالإضافة إلى استعراض أحداث سابقة ولاحقة لهذا العام عاشها النجم الأسمر في حياته.
تبادل أدوار
من الحكايات التي يوثقها الكتاب كيف حدث في هذا العام تبادل للأدوار بين محمود عبدالعزيز وأحمد زكي في السينما، ففيلم (سمك لبن تمر هندي) كان يفترض أن يقوم ببطولته أحمد زكي، ويجسد فيه شخصية (سبانخ) باعتباره شقيق المحامي حسن سبانخ، وهي الشخصية التي قدمها عادل إمام باعتباره جزءا ثانيا من فيلم (الأفوكاتو).
ورغم الجدل الذي صاحب الفيلم بالرقابة والاعتراضات التي حدثت قبل أن يسمح بتصويره، فإن مخرج الفيلم رأفت الميهي فوجئ باعتذار أحمد زكي، مما دفعه إلى ترشيح محمود عبدالعزيز الذي أجرى معه تعديلات طفيفة ليتناسب معه الدور وبدأ تصويره، في الوقت نفسه ذهبت بطولة فيلم (البيضة والحجر) من محمود عبدالعزيز إلى أحمد زكي.
ترشيح أحمد زكي لبطولة الفيلم جاءت من الكاتب محمود أبوزيد الذي عمل على المشروع في البداية كنص مسرحي كان يفترض أن يقوم ببطولته محمود عبدالعزيز، لكن خلال التحضيرات،
التي شارك فيها هاني مطاوع باعتباره مخرجاً للمسرحية، وقع الخلاف قبل أن يتوقف الأمر فترة ويعيده أبوزيد كفيلم سينمائي رشح لبطولته زكي الذي تحمس للفكرة ووافق على تقديمه.
أزمة صحية
ورغم حالة الانتعاش التي عاشها أحمد زكي وارتباطاته المتعددة فنياً والنجاحات التي حققها وجعلته يبات في الاستوديو تقريباً بعد تنقله بين البلاتوهات فإنه شعر بوعكة صحية حاول التغلب عليها طويلاً بالمسكنات التي كتبها له الأطباء بعد تشخيصها بأنها قرحة في المعدة قبل أن يتضاعف الوضع، ويطلب من صديقه عماد أديب أن يصطحب تقاريره الطبية في رحلته إلى لندن ليعرضها على الأطباء في (لندن كلينك).
كان زكي في تلك الفترة مرشحا لبطولة فيلمين يجسد فيهما دور المريض،
أحدهما مع رغدة والآخر مع مديحة كامل، وهو ما جعله يشعر بعض الوقت أن شعوره بالمرض نتيجة تأثره بالسيناريوهات التي قرأها، لكن عماد أديب أقنعه بالسفر معه إلى لندن، ليسمع من الأطباء مباشرة في رحلة قصيرة لا تستغرق أكثر من 3 أيام يسبقها أحمد زكي بالانتهاء من تصوير المشاهد الضرورية التي لا تحتمل التأجيل،
على أن يستكمل التصوير فور عودته بعد الإجازة القصيرة.
لكن رحلة لندن، التي كان من المخطط أن تستمر 3 أيام، استمرت أكثر من 40 يوماً، بعدما اتضح إصابته بحصوات على المرارة التي توقفت عن أداء وظائفها قبل عامين من الرحلة، مما جعل الطبيب لا يسمح له بمغادرة المستشفى، نظراً لخطورة الوضع على حياته في الوقت الذي كان يرغب فيه بالعودة إلى مصر من أجل إنهاء بعض الارتباطات والعودة في وقت لاحق لإجراء الجراحة، وهو ما رفضه الطبيب بشكل قاطع.
مكث أحمد زكي في الغرفة 800 بمستشفى لندن كلينك، حيث خضع للجراحة التي جعلته يشعر بالخوف من مفارقة الحياة وترك نجله الوحيد هيثم قبل أن يكمل عامه الثاني وبعد أشهر من انفصاله عن زوجته التي أحبها هالة فؤاد، بوقت كانت العملية فرصة لمنحه اجازة للتأمل والتفكير في حياته، وهو على مشارف الأربعين.
ورغم الانفصال فإن أول أشخاص كانوا في انتظاره بعد الجراحة طليقته، ووالدها المخرج أحمد فؤاد، وهو ما جعله يشعر بأنه ليس وحيداً، حيث تركت هالة ووالدها ارتباطاتهما في مصر فور علمهما بمرضه والجراحة التي سيخضع لها من أجل مرافقته.
صدمة الرحيل
في تلك الفترة تلقى أحمد زكي نبأ وفاة والده الروحي صلاح جاهين، الذي توفي خلال سفره، فما كان منه إلا محاولة العودة إلى مصر، مما ضاعف من مشكلته الصحية، وتسببت حركته في فتح الجرح مجدداً، ليضطر إلى الدخول لغرفة العمليات مرة أخرى بسبب الصديد الذي أصيب به فكانت صدمة كبيرة بعدما تحسنت حالته الصحية بفضل الاتصالات الهاتفية العديدة التي تلقاها من زملائه وأصدقائه حتى جمهوره في مصر.
كانت العلاقة قوية بين صلاح جاهين وأحمد زكي الذي كان يعتبره بمنزلة والده الروحي، وسانده جاهين منذ أن كان طالباً بالسنة الأولى لمعهد التمثيل، وظلت العلاقة بينهما قوية حتى رحيل جاهين الذي أوصى بالاهتمام بالنجم الأسمر وكانت لقاءاتهما لا تنقطع.
خفف وجود هالة فؤاد مع أحمد زكي في تلك الفترة من صدمة رحيل صلاح جاهين جزئياً، ورغم الشائعات التي ظلت تلاحقهما فإنه وهالة نفيا أن تكون هناك نية لعودة الحياة الشخصية بينهما، بوقت فشلت محاولة اشتراكهما في فيلم (صفحة من كتاب الحب)، الذي كان يفترض أن تنتجه الفنانة خيرية أحمد، فبعد موافقتهما على العمل معاً في السينما تراجعا عن هذه الخطوة.
إفلاس مبكر
كانت كلفة إقامة أحمد زكي في المستشفى بلندن هي حصيلة ما جمعه على مدار أكثر من 10 سنوات بالعمل،
فعندما عاد إلى القاهرة وجد رصيده في البنك قد أصبح (صفر)،
نتيجة كلفة العلاج المرتفعة، إلى جانب الكثير من النفقات وعاد وباشر مشاريعه الفنية التي كان من بينها انهاء بعض المشاهد في فيلم (المخطوفة) وبداية تصوير مشاريع جديدة تعطلت في رحلة مرضه.
في هذا العام تواصلت مشاريع أحمد زكي الفنية، منها ما خرج للنور، ومنها ما لم يخرج لأسباب عديدة من بينها المشكلات التي حدثت فيها، والبعض الآخر لأسباب ليس للنجم الأسمر علاقة بها،
لكنه واصل مسيرته من دون تردد متحمساً لتقديم أفضل ما لديه.