ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية

مدرج خورفكان يزهو بالعمل الفني مصلى يتسامى وزيرو 6 يحتضن جداريتي إحياء وإحساس حرف

مدرج خورفكان يزهو بالعمل الفني مصلى يتسامى وزيرو 6 يحتضن جداريتي إحياء وإحساس حرف


شهد مدرج خورفكان في المنطقة الشرقية افتتاح العمل الفني الخارجي “مصلى يتسامى 2” للفنان الكويتي جاسم النشمي، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية “تدرجات.وافتتح العمل الفني الاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، مدير المهرجان، بحضور المستشار الثقافي في القنصلية العامة لدولة الكويت لدى الإمارات د. عبد الله الكندري، إضافة إلى فنانين وإعلاميين من مختلف دول العالم.

واطلع القصير والكندري والحضور إلى أجزاء العمل الفني الذي يحجز ركناً كبيراً في باحات مدرج خورفكان، واستمعوا إلى شرح الفنان الكويتي الذي أشار إلى أن “مصلى يتسامى” يعد عملا يعكس الفنون الإسلامية بما تحمله من معان ودلالات تاريخية، خاصة وأن العمل مستلهم من “المشربية” (الشبك المستخدم للنوافذ في العمارة الإسلامية).وما مِنْ زائر إلى مدينة إلى خورفكّان إلّا وترك العمل الفني “مصلّى يتسامى 2” أثراً في نفسه، فهو يتّخذ من مدرج خورفكّان مكاناً، وبينما يقف في شبه عزلة على حافة المدرج، فإنه ينمو إلى أعلى كمبنى شاهق، في تدرجات لونية لافتة تدعو الملتقي إلى التفاعل مع تفاصيله الجاذبة.

وابتكر النشمي لمسة جديدة لـ “المصلّى”؛ حيث يُطبّق النظرية الهندسية الموجودة في الزخرفة الإسلامية التقليدية (المشربية) في فضاء ثلاثي الأبعاد، ويأخذ منطق البناء المعياري إلى حدّ حرفيّ، ممّا يعبر عن مشاعر السلام والسموّ في الفضاء.
ومن خلال تطوير تقنية التصنيع هذه، صنّع الفنان الكويتي جداراً فاصلاً نافذاً يعمل كمقسم للمساحة يفصل بين الشخص في الداخل وبقية العالم من حوله؛ ومن خلال التلاعب بالضوء والظلّ، ينبعث هذا التقسيم بهالة مقدّسة. فضلاً عن ذلك، فقد استلهم الجدار القائم بذاته من “المشربية” والنظرية “الذرّية”، حيث تمثل الذرّة فرداً، ولا يمكن للفرد أن يوجد من دون الأشخاص من حوله، وهذا عادة ما يخلق حالة جماعية يعتمد فيها الجميع على الفرد.

الكويتي جاسم النشمي المولود في العام 1991، حاصل على شهادات في الهندسة المعمارية والتصميم الحضاري من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ وجامعة ولاية أيوا في الولايات المتحدة، كما أمضى فصلاً دراسياً في كلية جمعية الهندسة المعمارية في لندن.
في المركز التجاري زيرو 6، افتتح الاستاذ محمد القصير، مدير المهرجان، جداريتي “إحياء” للفنان الإماراتي علي كشواني، و”إحساس حرف” للفنانة الإماراتية فاطمة الحمادي، بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين.

و”إحساس حرف” جدارية مستوحاة من تلال الصحراء المتناغمة والمتموّجة، حيث تتدرّج فيها الأبعاد والمعاني اللونية.
ويعكس العمل الحروفي المملوء بتفاصيل إبداعية لمعة الرمال، وانعكاس أشعّة الشمس الصفراء المتلألئة بتداخلات حروفية، وتمازجها مع بعضها البعض، عزفتها فرشاة الحمادي بهدوء ورقيّ للوصول إلى عين المشاهد بتدرّج أنيق.

واعتمدت الفنانة الإماراتية اعتماداً كلّياً على موضوع المهرجان “تدرّجات” في تنفيذ عملها، وهو ما نراه ماثلاً في جدارية امتلأت بالتدرّجات الحروفية واللونية في آن معاً.. تقول الحمادي: “دمجت في الجدارية البيئة، مع اللون، مع الحرف، في تناغم وتدرّج ينقلنا بهدوء من الظلام إلى النور، ومن الصغير إلى الكبير، ومن القريب إلى البعيد، بمشاعر تتّسم بالأصالة”.

نشأت فاطمة الحمادي وفي قلبها حبّ الفنون، وحقّقت حلمها بأن تصبح فنانة تشكيلية إماراتية، وحصلت على بكالوريوس تربية فنية في جامعة الإمارات في العام 1994.
ويعكس عمل علي كشواني تأثره بفنون عالمية مثل الفنّ الفارسي والهندي والفنّ الحديث، فضلاً الزخارف الإسلامية، فهو يستوحي “إحياء” من تلك الفنون الراسخة.
يتحدّث التجهيز عن إحياء وتجديد الفنّ العربي والإسلامي على مرّ السنين، كما يتناول التكيّف اللامتناهي للفنّ الإسلامي في مختلف وسائط الفنّ المرئي.

ويهدف هذا العمل الفنّي إلى تمكين المشاهد من فهم كيفيّة تصوير الفن الإسلامي على مرّ القرون، وكيف يستمرّ في التغيّر والتكيّف في الوقت الحاضر، وفي المستقبل. ويُظهر العمل الفنّي أيضاً أوجه التشابه والتباين بين كلّ هذه الأساليب والتقنيات الفنّيّة المختلفة.
علي كشواني فنّان إماراتي يبلغ من العمر 26 عاماً من الشارقة. تخرّج عام 2017 من الجامعة الأمريكيّة في الشارقة تخصّص إدارة التصميم؛ وهو يتابع حالياً درجة الماجستير في تاريخ الفنّ من جامعة السوربون أبوظبي.

يستلهم أسلوب فن الكشواني بشكل كبير من ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، والثقافة العربية بشكل عام.
 وبدءاً من ملامح الوجه العربي، وصولاً إلى المناظر الطبيعية المحلّيّة، يرتبط عمله بشكل دائم بتراث المنطقة. كما أنّ أعماله الفنية مستوحاة من حركات مختلفة في تاريخ الفنّ، مثل الفنّ الحديث، وآرت ديكو، وما بعد الانطباعية.