برعاية وحضور الشيخ مسلم بن حم العامري عضو المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي أقيم في مركز سالم بن حم الثقافي بمدينة العين وضمن فعاليات المركز بشهر الابتكار ندوة بعنوان "الإمارات وتكنولوجيا الفضاء" شارك فيها نخبة من الأساتذة المختصون أصحاب الخبرات الطويلة في مجال علوم الفضاء: الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، الأستاذ علي محمد صالح الشحي مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات، والمهندس حسن يوسف حسن آل علي مدير مشروع في مركز الفضاء بجامعة الإمارات وأدار الندوة الدكتور بخيت بن سالم العامري .
ناقشت الندوة التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء، والإنجازات التي تحققت في القطاع الفضائي خلال الأعوام الماضية، والمشاريع المستقبلية التي ستشكل نقلة نوعية في مكانة الدولة بين كبار دول العالم في قطاع الفضاء .

استهل الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الندوة بالحديث عن أبرز الإنجازات التي حققتها الدولة في ريادة الفضاء: قطعت بلادنا شوطاً كبيراً بجهودها وتخطيطها في هذا القطاع الواعد، ضمن خطوات، أهمها: في عام 2017 تم إطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء. وفي عام 2018 تم تدشين أول قمر صناعي في الدولة المسمى بِـ «خليفة سات» حيث تم إطلاقه في 29 أكتوبر من العام نفسه، وقد تم تطويره من قبل فريق مهندسين إماراتيين بالكامل بمقر مركز محمد بن راشد للفضاء. وفي عام 2019 تم إنجاز الرحلة التي انطلق بها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري على متن المحطة الفضائية الدولية وقد قضى رائد الفضاء هزاع المنصوري ثمانية أيام على متن المحطة. وفي عام 2020، تم انطلاق «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ. وفي عام 2021 تم الإعلان عن المهمة المعنية باستكشاف كوكب الزهرة.

وأكد الدكتور حميد بأن الإمارات أدركت برؤية قيادتها الرشيدة أهمية السباق المستقبلي، فخططت ووضعت السيناريوهات المختلفة، التي تتناسب مع طموحاتها العالية، وتتوافق مع تحديات العصر والمستقبل، لتكون جاهزة للمستقبل، متسلحة بالعلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مسترشدة بتطلعات قيادة لا مكان للمستحيل في فكرها وطموحها .
وتناول النعيمي اسرار علاقة الكون في القرآن الكريم، وكذلك إشارات علمية دقيقة، ومفاهيم فيزيائية وفكلية عن الكون، ومحتواه من المادة والطاقة والأجرام السماوية المختلفة، وعلاقة الإنسان بها، وكيف وصفت بآيات كريمات على نحو بديع التفصيل والدقة.

وتحدث الأستاذ علي محمد صالح الشحي مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات عن المهمة الثانية لـ"الإمارات لرواد الفضاء" إلى محطة الفضاء الدولية التي ستنطلق 26 فبراير الحالي التي ستكون أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، حيث سيخوضها رائد الفضاء سلطان النيادي، اختصاصي مهمة الطاقم الأساسي، في حين سيكون زميله هزاع المنصوري، اختصاصي مهمة، ضمن الطاقم الاحتياطي .
وقال علي الشحي: هذه المهمة ستجعل الإمارات الدولة الـ11، والأولى غير عضو بمحطة الفضاء الدولية، التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء.

وعن تفاصيل المهمة أضاف الشحي: ستنطلق المهمة، التي يطلق عليها Crew – 6، على متن مركبة دراجون، التابعة لشركة سبيس إكس، من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة، وستحمل على متنها سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، ناسا، ووارين هوبيرغ، قائد المركبة، ناسا، وأندري فيدياييف، اختصاصي مهمة، روسكوزموس .

من جانبه تناول المهندس حسن يوسف حسن آل علي مدير مشروع في مركز الفضاء بجامعة الإمارات اهتمام الدولة بالوصول إلى الريادة العالمية في قطاع الفضاء، والجهود الاستشرافية في هذا المجال حيث سيتم العمل على بناء مركبة فضائية إماراتية تتمكن من الوصول إلى كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتقطع رحلتها 3.6 مليار كيلومتر، وسيتم تنفيذ هذه الرحلة ختاماً بالهبوط في آخر كويكب خلال الخمس سنوات في «مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات2028» .

وأكد المشاركون أن دولة الإمارات نجحت في تعزيز مساعيها الرامية إلى دعم وتنمية القطاعات المتقدمة التي ترتكز على العلوم والتكنولوجيا في تحقيق مستهدفاتها التنموية، وتنتقل من خلالها إلى عصر المعرفة الذي يخدم الإنسان، ويلبي طموحات النهضة والنمو .
وتجربة الإمارات في قطاع الفضاء لا تحدها حدود، فلا سقف للطموحات التي تدعمها القيادة الرشيدة برؤية وطنية ثاقبة وإرادة قوية للنجاح وتخطيط مستدام يستشرف المستقبل .