إنجاز دولي ينشره ويحققه أحنف عباس لأول مرة في العالم..وتشيد به هارفارد
مسؤول في «أبوظبي التقني» يكتشف مخطوطة «الوصايا بالجذور» لأبي كامل المصري أحد أبرز علماء الجبر في القرن التاسع الميلادي
• جامعة هارفرد: اكتشاف جديد يضيف إلى العمل الأساسي في الجبر للخوارزمي و بحث أصلي وتوليف ناضج لتاريخ الرياضيّات
إنجاز دولي علمي حققه باحث عربي رائد في تاريخ العلوم، هو أحنف شحادة عباس؛ مدير مجمعّي ثانويات التكنولوجيا التطبيقية بالعقابية والهيلي في مدينة العين التابعين لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، الذي اكتشف لأول مرة في العالم؛ مخطوطة علمية تحمل اسم “الوصايا بالجذور “ للعالم المصري العربي؛ أبو كامل شجاع بن أسلم المصري؛ الذي عاش في القرن التاسع الميلادي”الثالث الهجري” والذي يعد من ألمع العلماء الذين اشتغلوا بعلم الجبر في ذلك العصر، مثله مثل الخوارزمي، حيث كشف الباحث عن أسماء وحوادث لم تكن معروفة على نطاق واسع للمشتغلين بعلم تاريخ الرياضيّات وذلك من خلال البحث في المخطوطات العربية القديمة غير المصحّحة وغير المنشورة ومن خلال ما أورده أبو كامل بنفسه في هذه المخطوطة، التي حققها”أحنف عباس” وقدمها في بحث علمي الى جامعة هارفارد الأمركية التي أشادت به، مؤكدة صحة الاكتشاف والإنجاز.
وقد علقت جامعة هارفرد على هذا البحث قائلة”في بحثه العميق والطموح، قدّم أحنف عبّاس لأوّل مرّة نصًّا رياضيًّا من القرن التاسع كان يعتقد أنّه مفقود منذ فترة طويلة، ولم ينشره أو يعلق عليه أيّ باحث حتّى إكتشفه”أحنف عباس” مؤخراً، وكتاب أبو كامل عن الوصايا بالجذور؛ يضيف إلى العمل الأساسي في الجبر الذي كتبه الخوارزمي سابقًا. بالإضافة إلى أنّ الأطروحة تحتوي على بحث أصلي وتوليف ناضج للمراجع التاريخية الموجودة، كما تقدّم الأطروحة نتيجة أكاديميّة مهمّة في الدراسة المستمرّة لتاريخ الرياضيّات.»
وهو الأمر الذي أكده الدكتور ديفين ج. ستيوارت؛ أستاذ وباحث أمريكي متخصص في الدراسات الإسلامية واللغة العربية والأدب، عندما قال -في دراسة حديثة له- أن كتاب “ الوصايا بالجذور” هو مخطوطة لم يتّم نشرها أو طبعها بأيّة لغة حتى الآن-أي حتى إكتشفها أحنف عباس.
وقال أحنف عباس :بحمد الله قمت بطباعة بحثي وتحقيقي لكتاب “ الوصايا بالجذور” لأبي كامل شجاع بن أسلم المصري، مؤخراً حيث صدر فعلياً عن دار لبنان للنشر و الرسالة ناشرون خلال شهر يونيو 2023، بعد أن أكد المشتغلون في تاريخ العلوم أن هذه المخطوطة مفقودة، وأنها تشكل أهمية كبرى في علم تاريخ الرياضيات، ومن هنا إنطلقت رحلتي العلمية لإكتشاف هذه المخطوطة إستغرق سنوات من البحث المكثّف في مئات الفهارس المختصّة بالمخطوطات في العديد من المكتبات حول العالم، حيث تمكنت خلال العام 2019 من تحديد الموقع الجغرافي للمخطوطة
علماً بأن المخطوطة كُتبت قبل 1200 عام بواسطة أبو كامل و نُسِخت منذ 900 عام في القاهرة ثم نقلت الى الموصل ومنها الى القدس، ومن ثم حصلت على نسخة منها وقمت بتحقيقها علمياً والإعلان عن عثوري عليها؛ ببحث علمي أكاديمي تقدمت به إلى جامعة هارفرد الأمريكية في العام 2019، و تبرز أهمية أبو كامل من خلال تأثيره الهائل على تطور الرياضيات الذي امتد لعدة قرون ليس فقط على اتباعه من علماء العرب و المسلمين بل على علماء الرياضيات الغربيين أيضا، ويعد أول عالم جبر كبير بعد الخوارزمي بجميع المقاييس، كان مؤلفا غزير الانتاج وكانت أعماله أساسا لكتب فيبوناتشي “أحد أبرز علماء الرياضيات في العصور الوسطى” وعليه فأعمال أبي كامل لم تكن أساسا مهما فقط في تطوير علم الجبر العربي و لكن أيضا من خلال فيبوناتشي كان له أهمية أساسية في إدخال ونشر علم الجبر في أوروبا.
وأضاف قائلا” وتبرز أهمية هذا الكتاب من جوانب عديدة أشارت اليها جامعة هارفارد ومنها الكشف لأوّل مرّة عن أنّ أبا كامل قد تعلّم علم حساب الدينار والدرهم المُستخدم في حلّ مسائل علم المواريث من رجل في بغداد يدعى أحمد بن نصر كما أورد أبو كامل بنفسه في المخطوطة و هي معلومة تعرف لأول مرة للمشتغلين بتاريخ العلوم، بجانب الكشف عن تطوير أبو كامل لطرق استخدام الجبر لحلّ مسائل المواريث واستخدام الجذور في حلّ تلك المسائل، إضافة الى الكشف عن أنّ أبا كامل لم يعاصر سند بن علي فقط “أحد أبرز علماء الفلك والرياضيّات في تلك الفترة، القرن الثالث الهجري- التاسع الميلادي” ولكن شهد وفاته أيضا مما يؤكد الاعتقاد بأنّ أبا كامل كان لا يزال موجودًا في بغداد بعد سنة “246هـ -860 م”، وهو التاريخ التقريبي لموت سند بن علي، علماً بأن لأبي كامل كتاب آخر بعنوان “تمام الجبر وكماله والزيادة في أصوله “ الذي تمّ دمجه مع كتاب آخر من مؤلّفاته و هو كتاب “في الجبر والمقابلة».
وأختتم مدير مجمعّي التكنولوجيا التطبيقية بالعقابية والهيلي في العين التابعين ل” أبوظبي التقني” حديثه قائلاً”وبالتأكيد فإن للإدارة العليا في مركز “أبوظبي التقني” ممثلة في سعادة الدكتور مبارك سعيد الشامسي المدير العام، دورها البارز في توفير كافة عوامل ومقومات العمل الابتكاري لكافة منتسبي “أبوظبي التقني” الذي يقود منظومة متقدمة ومتطورة دائما، ومنفتحة نحو تقديم كل ما هو جديد ومفيد للعلم والبشرية، فشكراً جزيلاً لدولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة إذ كنت محظوظا لوجودي و عملي فيها لما فيها من تطور حضاري على جميع الأصعدة و كذلك احتضانها للمبدعين من مواطنين و مقيمين في بيئة مثالية قل نظيرها ، والشكر موصول لوالدي اللذين ضحيا وحرما نفسيهما من كثير من رفاهية الحياة لأكثر من اربعين عاماً رغبة منهم في تربية أربعة عشر ابناً وابنة؛ تخرجوا جميعاً من الجامعات، ولذلك فنحن جميعاً ممتنون لهما الى الأبد، كما أهدي هذا العمل للأمة العربية، وعائلتي ممثلة في رفيقة الدرب زوجتي ليان، وابني محمد، لصبرهما وتحفيزهما الدائم لي؛ لإنجاز هذا الكتاب العلمي التاريخي الهام الذي يرسخ مكانة الأمة العربية وتاريخها الذي ينير لنا الطريق نحو المستقبل المشرق بإذن الله».
يذكر أن” أحنف شحادة عباس” أكاديمي فلسطيني و باحث في تاريخ العلوم من ذوي الخبرة وله تاريخ حافل من العمل في صناعة إدارة التعليم و لديه خبرة في التفاوض وإدارة الابتكار والمهارات التحليلية والتدريب والتوجيه التنفيذي، وهو حاصل على درجة الماجستير في” الرياضيات من أجل التعليم” من جامعة هارفرد، ودرس البكالوريوس في تخصص الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت.