ستكون خطة لن تغير أمريكا فقط بل العالم أيضاً

مستشارو ترامب.. هكذا ستكون ولايته الثانية

مستشارو ترامب.. هكذا ستكون ولايته الثانية


تحدثت المراسلة لويز كالاغان إلى عشرات المستشارين والمندوبين وأعضاء الكونغرس على مدار الأيام الأربعة التي انعقد خلالها المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وخرجت باستنتاجات عما ستكون عليه الولاية الثانية لدونالد ترامب.
وكتبت كالاغان في صحيفة «صنداي تايمز» أن لترامب خطة مفصلة ومكتوبة وموجهة سينفذها فريق عمل بارع وأكثر تنظيماً، إذا فاز  في الانتخابات، وستكون خطة لن تغير أمريكا فقط، بل أيضاً دورها في العالم أيضاً.

الساعة الأولى
سيتحرك فريق ترامب بسرعة. بالفعل، يعمل الموظفون في مارالاغو، لترامب في فلوريدا، على صياغة أوامر تنفيذية يمكن تطبيقها في اليوم الأول لإدارة ترامب الجديدة.
قال أحد المنتمين إلى دائرة ترامب الأوسع: «أقول لك، إن العمل يجري على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. علينا أن نكون جاهزين في الساعة الأولى. علينا أن نكون مستعدين للانطلاق».
وقال رئيس مجلس النواب السابق وحليف ترامب كيفن مكارثي، إن حملة ترامب أصبحت أكثر ذكاء وانسيابية من ذي قبل. وأضاف «إنه يعرف الوظيفة الآن، وهو أكثر تركيزاً وأكثر انضباطاً. أعتقد أنه مستعد بشكل أفضل. لا أعتقد أن له الكثير من الاختلافات السياسية عن السابق، أعتقد أنه سيحاول إنهاء بعض الأشياء التي لم ينجزها».
أما ستيف بانون، مستشار ترامب السابق المسجون، فصاغ الأمر بشكل مختلف في حديثه إلى مجلة تايم فقال: «إنه في وضع الحرب الكاملة».

تطهير الدولة العميقة
وقال ترامب مرة للإعلامي الدكتور فيل: «يمكن تبرير الانتقام». وفي نداء للوحدة في المؤتمر، قال ترامب إنه يرشح نفسه لمنصب «رئيس أمريكا كلها، لا نصف أمريكا». ومع ذلك، أوضح أن الأولوية في ولايته الثانية ستكون لاستئصال الأعداء الذين يعتقد أنهم منعوه من تحقيق أجندته في ولايته الأولى، بمن فيهم الذين يعتبرهم متواطئين في محاولات عزله أو إزاحته من السلطة.
في مدونة صوتية في السنة الماضية قال كاش باتيل، وهو من المرشحين الأوفر حظاً لمنصب مستشار الأمن القومي: «سنخرج ونجد المتآمرين ليس فقط في الحكومة، ولكن في وسائل الإعلام .سنلاحقكم جنائياً أو مدنياً. سنكتشف ذلك».
ويصور الجمهوريون موظفي الحكومة، بمن فيهم القضاة، والمدعون العامون الذين لا يتوافقون مع أهداف ترامب، على أنهم لاعبون في «الدولة العميقة»، ويعملون ضد مصالحه ومصالح أمريكا. وفي الولاية الثانية، يمكن فصلهم وحل دوائر حكومية بأكملها. وسيخفض تمويل وزارة العدل، إلى جانب العديد من اللوائح التنظيمية للمناخ.
وقال دونالد ديفاين، المدير السابق لمكتب إدارة شؤون الموظفين في عهد رونالد ريغان، والمستشار السابق في إدارة ترامب، إن التطهير «لن يكون شكلاً من أشكال الاستيلاء النازي».
وتابع «أنت في حاجة إلى مزيد من السيطرة السياسية على البيروقراطية. الوحيدون الذين يشعرون بالانزعاج حقاً من الأمر هم الموظفون العموميون والنقابيون. المشكلة في العاصمة هي أن كل من في العاصمة إما يعمل في الحكومة أو له زوجة في الحكومة، أو أقارب فيها».

ردع المهاجرين
في إدارة ترامب الثانية، لن تكون لافتات «الترحيل الجماعي الآن» التي رفعت خلال المؤتمر مجرد شعار. ومع كونغرس متعاطف، قد يصبح هذا واقعاً. قال ترامب إنه يعتزم بذل قصارى جهده لتجميع وترحيل 11 إلى 20 مليوناً يعيشون بشكل غير قانوني في أمريكا، ويشكلون نحو نصف العمال الزراعيين في البلاد.
في حديث مع المراسلة، قال مارك مورغان، المفوض السابق للجمارك وحماية الحدود الأمريكية وحليف ترامب، إن الإجراءات في الولاية الأولى، تأمين الحدود، وبناء جدار، وترحيل الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وزيادة الردع، سيعاد إدخالها بزخم منشطات.
وستضخ الأموال إلى الوكالات لتأمين الحدود وتعزيز قدرة قضاة اللجوء لإنهاء القضايا المتراكمة. وسيخطط لتعزيز التدقيق على الحدود، وإعادة تفعيل برنامج «البقاء في المكسيك»، حيث يعاد المهاجرون عبر الحدود في انتظار جلسات الاستماع لتمكينهم من اللجوء، وإنهاء إطلاق سراح المهاجرين في الولايات المتحدة بعد القبض عليهم على الحدود.
ستتطلب مثل هذه الجهود مقداراً هائلاً من التمويل، لكن مورغان يقول إن الأهداف قابلة للتحقيق.

ضرب العصابات المكسيكية
ادعى مورغان أن الولايات المتحدة ستنقل المعركة على الأرجح مباشرة إلى العصابات المكسيكية التي تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، خاصة حول الحدود. والهدف هو وقف استيراد الفنتانيل القاتلة عبر الحدود من المكسيك، وهو هدف قريب من قلب ملايين الأمريكيين الذين تأثرت حياتهم بالوفيات بسبب الجرعات الزائدة.
ويقول مسؤولو الأمن القومي ومسؤولون سابقون مقربون من ترامب إنهم على استعداد لإرسال قوات عبر الحدود، أو شن هجمات بطائرات دون طيار على أهداف مكسيكية، مع أو دون إذن الحكومة المكسيكية.
وقال مورغان: «علينا أن نتوقف عن النظر إلى المكسيكيين على أنهم شركاء حقيقيون لنا، لأنهم ليسوا كذلك. ولم يكونوا كذلك لفترة طويلة، لأنهم ببساطة لم تكن لديهم الإرادة السياسية، أو الشجاعة لعمل ما عليهم فعله لهزيمة العصابات، وهم يدمرون سلامة بلادنا، وأمنها القومي».

إنهاء الحروب 
«اسمعي، دونالد ترامب يعقد صفقات». هذا ما قاله أحد الذين قدموا المشورة للرئيس السابق في السياسة الخارجية في المؤتمر لكالاغان «هذا كل شيء. وهذا ما يريد أن يفعله. ينظر إلى كيم جونغ أون، ويرى شققاً على الشاطئ خارج بيونغ يانغ. ينظر إلى أوكرانيا ويقول: سأتصل ببوتين وأقول له: أوقف الحرب أو سأضاعف المساعدات لأوكرانيا. وسيتصل بزيلينسكي ويقول له: أوقف الحرب وإلا سأقطع كل مساعداتكم».
ودعا المتحدثون في المؤتمر إلى إنهاء «الحروب التي لا تنتهي» في أوروبا والشرق الأوسط. وقال العديد من المتخصصين في السياسة الخارجية المقربين من ترامب للمراسلة، إن هذا يعني أنهم يعتزمون قطع التمويل عن أوكرانيا، وسحب القوات الأمريكية المتبقية في سوريا، والعراق. أما إسرائيل، ورغم أنها في الشرق الأوسط، لكنها معفاة من ذلك.
وقال إلبريدج كولبي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاغون قد يرشح لدور كبير في الأمن القومي، إن التيار الرئيسي في الحزب هو «الرفض الحقيقي لهذا النوع من مسار السياسة الخارجية الذي هيمن، سأقول، على مدى آخر ثلاثين أو خمسة وثلاثين عاماً».  وكولبي جزء من جناح في الحزب يعتقد أن الصين قد تكون على أعتاب غزو تايوان، وأن على الولايات المتحدة الاستعداد لإرسال قوات، وموارد للدفاع عنها.
وبعد أن صدر عن ترامب في الماضي تناقض في الدفاع عن تايوان، فإنه ومرشحه لنيابة الرئاسة جيه دي فانس متشددان مع الصين بسبب اعتقاد أن نمو الصناعة التحويلية الصينية، واستمرار واردات السلع إلى الولايات المتحدة، سيخلق طبقة وسطى مزدهرة في بكين وشانغهاي، على حساب العامل الأمريكي.
هم يؤمنون بمبدأ «أمريكا أولاً»، وما يقصدونه هو رفض عصر المحافظين الجدد بقيادة جورج بوش الابن وغزوه للعراق، وفرض الرسوم الجمركية لخفض الواردات، وتعزيز الصناعات التحويلية الأمريكية. وبطبيعة الحال، هم يعتزمون جعل أوروبا تدفع المزيد مقابل دفاعها.
وقال دبلوماسي غربي كبير في الولايات المتحدة أثناء تناول مشروب بعد الظهر: «انظري، إنهم لن ينسحبوا من حلف شمال الأطلسي. هذا ليس ما يقولونه لنا. لكننا نعلم أن علينا بذل المزيد من الجهد، وقد أوضحوا ذلك تماماً».

لا مزيد من البايدنوميكس
فكرة أن البايدنوميكس «سياسات بايدن الاقتصادية» دمرت حياة الأمريكيين العاديين وأنه يجب التخلص منها لصالح سياسة اقتصادية تركز على التصنيع الأمريكي، هي واحدة من أكثر الأفكار شعبية واستمرارية في حملة ترامب، الذي وعد بإعفاءات ضريبية للعمال، ويريد خفض تكاليف الطاقة.
مع ذلك، فإن المليارديرات في المؤتمر لم يكونوا منزعجين من حماسته المفترضة المؤيدة للعمال. لقد أوضح لهم ترامب أنه أفضل رهان لهم للهروب من زيادة الضرائب في عهد الديمقراطيين.
وقال أحد المانحين للمراسلة: «إنه أفضل من اليسار الراديكالي».
الغموض في ملف الإجهاض
يعاني الرئيس السابق من موقفه من الإجهاض، وهو المجال الذي قرر الديمقراطيون التركيز عليه في حملتهم. لقد تحول من تأييد حق الاختيار إلى قول إنه سيدافع عن «معاقبة» النساء اللواتي يسعين إلى الإجهاض، وهي تعليقات تراجع عنها لاحقاً. ودعت ورقة بحثية لمؤسسة هريتدج اليمينية المؤثرة أطلق عليها «مشروع 2025» إلى فرض قيود وطنية على حبوب الإجهاض، ما أثار مخاوف من تشدد نهج ترامب. 
وفي الوقت الحالي، سيترك الأمر للولايات للتشريع بدل دعم حظر وطني.
ولا يزال الإنجيليون يبجلون ترامب لأنه ملأ المحكمة العليا بقضاة محافظين، الأمر الذي سمح بإلغاء قضية رو ضد وايد، القضية التاريخية التي شرعت الإجهاض في 1973. ويمكن لإدارة ترامب الثانية أن تفتح الباب أمام إدانة بعض الأمريكيات بتهمة الإجهاض خارج الولاية.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot