تصيب واحداً من كل 3000 إلى 5000 طفل حديث الولادة
مستشفى سلمى لرعاية الأطفال وتأهيلهم يحقق إنجازاً رائداً في علاج الحالات النادرة والمعقدة لدى الأطفال
تمكّنت شركة "صحة"، التابعة لـــ"بيورهيلث"، أكبر مجموعة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، من تعزيز مكانتها الرائدة في مجال رعاية الأطفال، وذلك من خال نجاحها في علاج حالة مرضية صعبة في مستشفى سلمى لرعاية الأطفال وتأهيلهم.
وقد عالج المستشفى رضيعة تبلغ من العمر ثلاثة أسابيع تم تشخيص حالتها على أنها مصاب بمرض اعوجاج المفاصل الخلقي (AMC)، وهي حالة نادرة تصيب طفلاً واحداً من كل 3000 إلى 5000 طفل حديثي الولادة، ويعرف هذا المرض بعوارض تقلصات المفاصل.
كانت الرضيعة، التي وُلدت قبل موعدها المحدد، تعاني من اختلالات تنفسية حادة تطلبت تدخلاً طبياً عاجلاً، حيث قام الفريق الطبي بتنفيذ مجموعة من الإجراءات المتقدمة، بما في ذلك إجراء فغر القصبة الهوائية لمساعدتها على التنفس، وفغر المعدة لتوفير التغدية الأساسية مباشرة. بفضل هذه التدخلات، إلى جانب التقييم العصبي الشامل، شهدت حالة الرضيعة تحسناً ملحوظاً. وأظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ عدم وجود تشوهات، مما سمح بإلغاء خطة "عدم الإنعاش".
منذ إجراء التدخل الطبي، تمكنت الرضعية من التقدم بشكل ملحوظ، حيث استغنت عن جهاز التنفس الاصطناعي وتكيفت بنجاح مع صمام الكلام، وهي الآن تتنفس ذاتيًا باستخدام هواء الغرفة. إلى جانب العلاجات الطبية، كان النجاح الذي حققته مستشفى سلمى نتيجة لنهج علاجي شامل متعدد التخصصات جمع بين العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج النطق واللغة لضمان رعاية شاملة وتعافٍ فعّال.
ولعب العلاج الطبيعي دوراً محورياً في الحفاظ على حركة مفاصل الرضيعة وتحسينها، خاصةً مع التقلصات الشديدة التي يسببها مرض اعوجاج المفاصل الخلقي. وقالت فيفيان نيكاسو، أخصائية العلاج الطبيعي مستشفى سلمى لرعاية الأطفال وتأهيلهم: "ركز العلاج المبكر على التموضع المناسب لتعزيز نطاق الحركة مع متابعة دقيقة لاحتياجاتها التنفسية. ومع استقرار حالتها، تم توسيع العلاج ليشمل تمارين تقوية الحركة وجلسات جماعية لتحسين المهارات الحركية والتفاعل الاجتماعي". أما العلاج الوظيفي فقد كان ضرورياً لمعالجة التحديات الناجمة عن تاريخها الطبي المعقد. وقالت سامينا فريد. أخصائية العلاج الوظيفي مستشفى سلمى لرعاية الأطفال وتأهيلهم: "كانت تعتمد في البداية على أجهزة التنفس الصناعي والراحة في الفراش، ثم تمكنت الرضيعة تدريجياً من الانتقال إلى الجلوس في مقعد سيارة ثم عربة الأطفال. وقد أدت هذه الإجراءات إلى تحسين قدراتها الوظيفية بشكل كبير، مما سمح لها بالتفاعل مع بيئتها والآخرين." ركز علاج النطق واللغة على مساعدة الرضيعة في النطق والبلع. قالت سارانيا سانكار، أخصائية أمراض النطق واللغة مستشفى سلمى لرعاية الأطفال وتأهيلهم: " ركز العلاج على مراقبة استعدادها للتواصل، وإجراء تجارب صمام الكلام التي مكنتها من إصدار الأصوات والتفاعل مع مقدمي الرعاية. ومع تحسن حالتها، أجريت دراسة عن البلع قادت إلى وضع خطة علاجية مخصصة مكنتها من البدء بتجارب التغذية الفموية." وفي هذا السياق، صرّح الدكتور محمد هلال الدسوقي، استشاري طب الأطفال في مستشفى سلمى لرعاية الأطفال وتأهيلهم: " التعامل مع هذه الحالة المعقدة تطلب خبرة طبية متعددة التخصصات، وقد تمكن فريقنا المتخصص في مستشفى سلمى من تحقيق تقدم ملموس في حالتها، حيث أصبحت الآن تتنفس بشكل طبيعي وبدأت تتغذى عن طريق الفم. هذا الإنجاز يعكس قدرة المستشفى على معالجة أكثر الحالات ندرةً وتعقيداً وتقديم رعاية تأهيلية شاملة." يذكر أن حالة الرضيعة تستمر في إحراز تقدم ملحوظ، حيث نجحت في محاولات التغذية عن طريق الفم وتخضع لفحوصات دورية لمراقبة قدرتها البصرية. هذا الإنجاز يسلط الضوء على نهج الرعاية المتكاملة الذي تتبعه "صحة"، والذي يمزج بين أحدث التقنيات الطبية، والتعاون بين مختلف التخصصات، ونموذج الرعاية الذي يركز على المريض لتقديم رعاية عالية الجودة وسلسة عبر شبكة مرافقها .