للمرة الأولى في الشارقة، هيئة الشارقة للمتاحف تستضيفها عبر سلسلة «علامات فارقة»
معرض استعادي للفنانة سامية حلبي في أكثر من 200 عمل يروي قصة الفن والنضال
تستضيف هيئة الشارقة للمتاحف ضمن سلسلتها السنوية “علامات فارقة”، معرض استعادي للفنانة الفلسطينية الأمريكية سامية حلبي يُقام للمرة الأولى في إمارة الشارقة.
يقام المعرض في متحف الشارقة للفنون، ويستمر من 20 سبتمبر وحتى 7 يناير 2024، وما يجعل هذا المعرض خاصا هي الجهود التي بُذلت لجمع أكثر من 200 عمل فني من أعمال حلبي أنجزتها على مدى ستة عقود.
وتشمل الأعمال التي ستعرض مجموعة متنوعة وشاملة من التجريد والأعمال الرقمية إلى الرسومات الوثائقية القوية حيث سيتم استعارة هذه الأعمال من مجموعات محلية ودولية متعددة، بما في ذلك استوديو سامية حلبي الخاص في نيويورك، فيما ستتولى القيّمة إيناس ياسين الإشراف على هذا المعرض الشامل، الذي يتيح فرصة للجمهور لاستكشاف والتعرّف عن قرب على تطور وتنوع إبداعات الفنانة سامية حلبي على مر العقود.
وتتضمن الأعمال الفنية المعروضة أعمال تجريدية وأخرى رقمية تجسد مساهماتها الفنية الدائمة منها لوحة تمرجُح 1987، ولوحة الجبردق 1994، ولوحة الفواكه والقرع 1994، ولوحات تقلبات ربيعية، 1999 وفلامنكو خضراء، 1999 ولؤلؤي حليبي 1999.
ويشكل دور حلبي في تعريف اللغة التجريدية في الفن أحد الإنجازات الكبيرة والمهمة، كما أن التزامها المنهجي، إلى جانب النهج الصارم في كل مرحلة من مراحل استكشافها للتجريد، يجسد تفانيها ومساهمتها الكبيرة كرسامة تجريدية جعلتها رائدة في هذا المجال.
يشار إلى أن الفنانة التي ولدت في القدس بفلسطين عام 1936 وتقيم حالياً في نيويورك، قد تركت بصمة لا تمحى على الساحة الفنية العالمية، حيث كانت رحلتها المؤثرة، من تجربة المنفى والتهجير في عام 1948 إلى الدفاع بلا هوادة عن الحقوق الفلسطينية وحقوق الإنسان مصدر إلهام لمجموعة أعمالها العميقة التي تتضمن سلسلة تخلد ذكرى مجزرة كفر قاسم، وتجسد إخلاص الفنانة لجذورها وتاريخ شعبها حيث سيتم عرض هذه السلسة في المعرض.وقالت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: “لا يمكن المبالغة في تقدير التأثير العميق لسامية حلبي على المشهد الفني العالمي والإقليمي، حيث تركت قدرتها الفريدة على استخلاص الموضوعات المعقدة وتحويلها إلى أعمال مجردة مثيرة، بصمة لا تمحى في مشهد الفن المعاصر”، ونعتبر هذا المعرض الاستعادي الفريد بمثابة شهادة على عبقريتها والأثر الدائم لعملها.»
وأضافت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف:” من خلال عرض أعمال الفنانة، تؤكد هيئة الشارقة للمتاحف مرة أخرى التزامها بدعم وتشجيع الفنانين المتميزين من العالم العربي وخارجه، حيث وفّرت سلسلة “ علامات فارقة “ منذ إطلاقها في عام 2010، منصة قيمة لعرض مساهمات الفنانين العرب البارزين في الفن والثقافة العالمية“.
بدورها أشارت الفنانة سامية حلبي إلى أن عنوان سلسلة معارض “علامات فارقة” يرتبط لديها بالتأثير الكبير الذي أحدثته أعمالها على تاريخ الفن العربي العام، وكذلك على شباب اليوم وخاصة في العالم العربي مشيرة بأن متحف الشارقة للفنون ومن خلال هذا المعرض الاستعادي النادر يستعرض أكثر من ستين عامًا من عملية التفكير لديها كفنانة ويقدم أعمالها التي تجسد الحوار الذاتي الذي تخوضه مع نفسها.
وأضافت حلبي: ”لقد ناقشني العديد من المختصين في المقال الخاص بكتيب المعرض وأقول لهم ولزوار المعرض بأن أعمالي ليست تعبيرا عن مشاعري بل هي تجسيد للحوار الذاتي والحدسي لدي والذي يراقب الكلمة والذات الواعية بمنهج علمي،“ مضيفة بأنها تأمل أن يتعرف زوار المعرض على حدسهم وتجاربهم الشخصية من خلال أعمالها المعروضة.
يذكر أن السلسلة احتفلت في السنوات الماضية بأعمال فنانين مرموقين مثل عبد القادر الريس، نجاة مكي، جورج بهجوري، نور علي راشد، ثريا البقصمي، إسماعيل شمّوط، تمام الاكحل، باية محي الدين، وغيرهم.