هواجس بشأن الاكتفاء الذاتي في الحاجات الضرورية

مفكرون يرسمون ملامح عالم ما بعد كورونا

مفكرون يرسمون ملامح عالم ما بعد كورونا


استطلع ريتشارد فلوريدا، أستاذ لدى كلية الإدارة في جامعة تورونتو، وزميل لدى جامعة نيويورك، آراء مفكرين عن عالم ما بعد كورونا، عقب تسعة أسابيع من إغلاق كبرى المدن، ووقوع خسائر كبيرة في الأرواح، وإغلاق قسم كبير من الاقتصاد العالمي.
وقال في مقال نشره في مجلة “فورين بوليسي” إنه لا يزال الشك وعدم اليقين يعبران عن هذه اللحظة التاريخية، وسط تساؤلات عما إذا كان سيعاد فتح الشركات وهل تتوافر فرص عمل جديدة؟ وهل يتجدد السفر والرحلات السياحية؟
وهل يكفي تدفق الأموال من المصارف المركزية والحكومات لمنع حدوث ركود عميق ودائم، أو أكثر؟.

تنبيه
ويقول جوزيف ستيغليتز، أستاذ الاقتصاد لدى جامعة كولومبيا، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2001: “كثيراً ما سخر العلماء من دعوات للدول باعتماد سياسات أمن الغذاء أو الطاقة. وزعموا بأنه في عالم معولم لا أهمية فيه للحدود، ونستطيع دائماً التوجه نحو دول أخرى إذا اعترض سبيلنا شيء ما. واليوم أصبحت فجأة للحدود أهمية، مع احتفاظ الدول بما لديها من كمامات ومعدات الطبية من أجل الحصول على الإمدادات. وكانت أزمة كورونا بمثابة تنبيه إلى أن الدولة تبقى موئل الوحدة الأساسية السياسية والاقتصادية”. ويضيف: “ينبغي أن يكون النظام الاقتصادي الذي سنبنيه بعد الوباء بعيد النظر، وأكثر مرونة وحساسية لحقيقة أن العولمة الاقتصادية قد تجاوزت بكثير العولمة السياسية”.
ويرى روبرت شيلر، أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل، والحائز على جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2013: “ولَّد كوفيد-19 أجواء حربية يوحي بإمكانية إحداث تحولات أساسية، رغم أن العدو عبارة عن فيروس لا قوة أجنبية. وبات من يعيشون في دول متقدمة أكثر تعاطفاً مع من يعانون في دول فقيرة لأنهم يتقاسمون تجربة مماثلة. كما بات هذا الوباء يجمعنا في لقاءات لا حصر لها، وفجأة بدا العالم أصغر وأكثر حميمية”.

مسمار آخر
وتقول كارمن رينهارت، أستاذة التمويل الدولي لدى معهد كينيدي في جامعة هارفارد: “مهدت الحرب العالمية الأولى والركود الاقتصادي العالمي في بداية الثلاثينات لزوال حقبة سابقة من العولمة”، والعولمة المعاصرة واجهت عدة ضربات منذ الأزمة المالية لعامي 2008-2009، من أزمة الدين الأوروبي وبريكست والحرب التجارية الأمريكية – الصينية.
ويتوقع أن تستمر، بعد السيطرة على الوباء، شكوك حول سلاسل التوريد العالمية، وسلامة السفر الدولي، وهواجس بشأن الاكتفاء الذاتي في الحاجات الضرورية.

جرح  
ويرى إسوار براساد، أستاذ السياسة التجارية لدى جامعة كورنيل، أن الكارثة الاقتصادية والمالية التي سببها الوباء قد تخلف جروحاً عميقة في الاقتصاد الدولي. وقد تدخلت البنوك المركزية لمواجهة التحدي من خلال التخلص من قواعدها الخاصة، واتخذت إجراءات غير عادية. وأثبتت المصارف المركزية أنها قادرة على العمل بمرونة وجرأة وإبداع في الأوقات العصيبة.

وأما لاورا داندريا تايسون، برفوسور لدى كلية هاس للأعمال في جامعة كاليفورنيا، فتتوقع تسريعاً للعمل الرقمي وهي اتجاهات أدت خلال العقدين الأخيرين إلى تآكل وظائف المهارات الوسطى، مع زيادة وظائف أصحاب الكفاءات العالية، ما ساهم في ركود متوسط الأجور وزيادة التفاوت في الدخل. وترى تايسون أن عدداً من الوظائف ذات الأجور المنخفضة، والتي لا يتمتع أصحابها بمهارات عالية، وخاصة تلك التي تقدمها الشركات الصغيرة، لن تعود مع الانتعاش وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد القضاء على وباء كورونا.

وفي سياق آخر، قال كيشور ماهبوباني، زميل متميز في معهد آسيا للبحوث بجامعة سنغافورة الوطنية، إن وباء كوفيد-19 سيسرع تحولاً بدأ بالفعل: الانتقال من عولمة تتمحور حول الولايات المتحدة إلى عولمة تتمحور حول الصين.
ويستنتج كاتب المقال بأن عالم ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبله.
    

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot