رئيس الدولة ومحمد بن راشد: المرأة الإماراتية تقدم نموذجاً ريادياً في الداخل والخارج
مادة التورين قد تسهم في تحفيز نمو خلايا المرض
مكون شائع بمشروبات الطاقة قد يفاقم خطر سرطان الدم
أظهرت دراسة حديثة أن مادة التورين، المضافة بكثرة في مشروبات الطاقة، قد تزيد من خطر تطور سرطان الدم عبر تغذية الخلايا السرطانية بطريقة التحلل السكري الأمر الذي يسلط الضوء على الحاجة لتقييم استهلاك التورين وتأثيرها على مرضى سرطان الدم.
حذرت دراسة حديثة نشرت في مجلة "نيتشر" من أخطار محتملة لمادة التورين، وهو حمض أميني يستخدم بكثرة في مشروبات الطاقة مثل "ريد بل" و"سيلسيوس"، حيث أشارت نتائج البحث إلى أن هذه المادة قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطانات الدم.
فقد اكتشف باحثون في معهد "ويلموت" لعلاج السرطان بجامعة روتشستر أن خلايا اللوكيميا (سرطان الدم) تمتص التورين، الذي يتكون داخل نخاع العظم، وتستعين به لتغذية نموها من خلال عملية تعرف باسم "التحلل السكري"، وهي الآلية التي تعتمد فيها الخلايا على تكسير الغلوكوز لإنتاج الطاقة، والتي تستخدمها الخلايا السرطانية للنمو والتكاثر.
ومن المعروف أن التورين ينتج طبيعياً داخل جسم الإنسان، ويتوفر أيضاً في مصادر غذائية مثل اللحوم والأسماك. ومع ذلك يضاف بكميات كبيرة إلى مشروبات الطاقة بفضل ما ينسب إليه من فوائد صحية، مثل تحسين التركيز الذهني وتقليل الالتهابات. كما يستخدم أحياناً لتخفيف الأعراض الجانبية الناتجة من العلاج الكيماوي لمرضى سرطان الدم.
غير أن الدراسة تحذر من أن الاستهلاك المفرط للتورين، لا سيما من خلال المكملات الغذائية ومشروبات الطاقة، قد يفاقم مرض اللوكيميا من خلال تزويد الخلايا السرطانية بمصدر إضافي للطاقة.
وقد ركزت الدراسة على فئران معدلة وراثياً تحمل جيناً خاصاً يعرف باسم "أس أل سي 6 أي 4"، الذي يعد مسؤولاً عن نقل التورين داخل الجسم. وفي إطار التجربة، حقن العلماء هذه الفئران بخلايا بشرية مصابة باللوكيميا لمراقبة تفاعلها. وأظهرت النتائج أن خلايا نخاع العظام السليمة لدى الفئران كانت تنتج التورين، بينما يقوم الجين المذكور بنقل هذه المادة إلى خلايا السرطان، مما يدعم نموها ويسهم في تطورها.
بناء على هذه النتائج، شدد الباحثون على ضرورة تقييم تأثير زيادة التورين بعناية، سواء بين مرضى سرطان الدم أو مستهلكي مشروبات الطاقة، خصوصاً في ظل انتشاره الكبير في الأسواق.وعلى رغم أن هذه النتائج لا تزال أولية، يعول الباحثون على إمكانية استهداف التورين في خلايا سرطان الدم كمفتاح لتطوير علاجات جديدة. وتأتي هذه الدراسة ضمن جهود مستمرة لفهم ما إذا كان للتورين تأثير في أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان القولون.
وفي السياق نفسه، تشير تقديرات الجمعية الأميركية للسرطان إلى أن عام 2025 قد يشهد تشخيص أكثر من 192 ألف حالة جديدة من سرطانات الدم في الولايات المتحدة، تشمل نحو 66,890 حالة من سرطان الدم، و89,070 حالة من سرطان الغدد الليمفاوية، و36,110 حالات من الميلوما.