دبي للثقافة وبولغري تواصلان تعزيز التفاعل الثقافي بين الإمارات وروما

من دبي إلى روما.. معرض في العاصمة الإيطالية يحتفي بالأعمال الثلاثة الأولى في جائزة بولغري للفن المعاصر

من دبي إلى روما.. معرض في العاصمة الإيطالية يحتفي بالأعمال الثلاثة الأولى في جائزة بولغري للفن المعاصر


تواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي و”بولغري”، العلامة التجارية الإيطالية الرائدة في عالم المجوهرات والفخامة، تفعيل شراكتهما الاستراتيجية المثمرة، لتقوية جسور التواصل والتفاعل الثقافي والإبداعي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإيطالية. فقد أقامت العلامة الإيطالية المرموقة مؤتمر صحفي للإعلام عن المعرض الفني في روما للاحتفاء بأعمال الفنانين الفائزين بـ”جائزة بولغري للفن المعاصر”، إلى جانب تنظيم أمسية خاصة جمعت ممثلين رفيعي المستوى من البلدين في العاصمة الإيطالية.   

وابتداءً من 16 سبتمبر الجاري وحتى 10 ديسمبر 2022، يحتفي المعرض الفني الذي تنظمه بولغري تحت عنوان “من دبي إلى روما: تواصل الجمال عن طريق الإبداع” في المتجر الرئيسي لبولغري في شارع فيا كوندوتي بالعاصمة الإيطالية روما بأعمال الفنانين الذين حصدوا المراكز الثلاثة الأولى في النسخة الأولى من “جائزة بولغري للفن المعاصر” التي أطلقتها بولغري بالشراكة مع “دبي للثقافة” في يوليو 2021 بدعم من الجناح الإيطالي في معرض “إكسبو 2020 دبي».

كما جمعت أمسية خاصة عُقدت في المتجر الرئيسي لبولغري عدداً من الشخصيات البارزة وممثلي القطاع الثقافي في البلدين، وذلك سعياً نحو  توطيد أواصر التواصل بين المثقفين والمفكرين والمبدعين والشخصيات المؤثرة في البلدين بما يسهم في توسيع آفاق التعاون الإبداعي والثقافي الإماراتي الإيطالي، ويرسخ التكامل في المشهد الحضاري بينهما.

وحضر الأمسية من الإمارات معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، ومعالي عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية إيطالية، والدكتور سعيد خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في “دبي للثقافة”، ونور الرومي، أخصائي في إدارة المشاريع والفعاليات في دبي للثقافة وكاملة العلماء، أخصائي فعاليات في إدارة المشاريع والفعاليات في دبي للثقافة.

أما من الجانب الإيطالي، فقد ضمت الأمسية كلاً من: لوسيا بوسكايني- مسؤول عن العلامة التجارية والتراث في بولغري، باولو جليسنتي - المفوض العام لجناح إيطاليا ، إكسبو 2020 دبي، نيكولا بولغري - نائب رئيس مجموعة بولغري، بياتريس بولغري - محلف الجائزة ورئيسة فيلم In Between Art film، لوكا لو بينتو - المدير الفني لمتحف ماكرو للفن المعاصر في روما، روزانا بيناتشي - رئيسة وحدة العلاقات الدولية بوزارة الثقافة الإيطالية.

ويحتفي المعرض، الذي يصوّر الروابط الرائعة التي يمكن أن يخلقها الفن عبر بحثه عن مواطن الجمال، بأعمال الفنان الإيراني الأمريكي المقيم  في دبي، نيما نبافي، الفائز بالجائزة، والفنانَين الإماراتي جمعة الحاج والأردني كمال الزعبي، المقيم في دبي أيضاً، واللذين كانا ضمن القائمة النهائية التي ضمت ثلاثة أعمال تنافست على الجائزة. وكانت لجنة من ثلاثة خبراء ضمت جوسيبي موسكاتللو ونجوم الغانم وباتريشيا ميلنز قد اختارت الأعمال الثلاثة من بين 15 عملاً فنياً شاركت في الجائزة. وتم تتويج الفنان نبافي خلال حفل استضافه الجناح الإيطالي في إكسبو 2020 في فبراير 2022 بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة”، عضو مجلس دبي.

وتعكس الأعمال الثلاثة المعروضة مزيجاً مثيراً من الأبعاد الجمالية والتقنيات والمضامين التي تنطق بما استلهمه الفنانون الثلاثة من روعة تصاميم بولغري وعالم الجمال والأصالة الذي يميّز مدينة دبي وثقافتها. فقد جمع الفنان الذي حصد الجائزة، نيما نبافي، في عمله عناصر من عالميّ التجريد الهندسي والطبيعة؛ حيث تظهر داخل إطار لوحته ذو الشكل المَعينيّ مجموعة من الأشكال المتداخلة والمتناسقة والنابضة بالحياة، مشكّلةً تركيبة استثنائية تأسر عين الناظر إليها وتحفّزه على التأمل في عوالمها. ويهدف نبافي من خلال لوحته إلى التأكيد على أنه من خلال إبداع الإنسان، يمكن أن يولد التعقيد من البساطة، سواء تعلق الأمر بهيكل هندسي أو بتصميم قطعة من المجوهرات.

وفي عمله، استخدم جمعة الحاج لغة مختلفة تماماً، إذ تطغى على مساحاته ثلاثة ألوان؛ وهي الأحمر والأخضر والأزرق، والتي تمثّل ألوان الأحجار الكريمة الثلاثة الرئيسية – الياقوت الأحمر والزمرد والياقوت الأزرق – فضلاً عن كونها إحدى التشكيلات اللونية المفضلة في تصاميم بولغري والتي تميّز أيضاً المجوهرات الإماراتية التقليدية. العمل هو عبارة عن تركيب فني مؤلف من خمس لوحات مختلفة، كل منها بخلفية أحادية اللون، وجميعها مرتبة على شكل يوحي بتصميم عقد. ويشكّل النقش العربي أساس العمل الزخرفي في اللوحات؛ حروف بتشكيلاتها الأنيقة تضفي إحساساً بالسلام لدى مشاهدها.

أما الفنان كمال الزعبي الذي تشرّب فن الخزف منذ نعومة أظفاره، فقد أبدع منحوتة خلّاقة، مقدماً عملاً على شكل دائري يبدو للوهلة الأولى من عالم آخر، يستحضر بسحره الغامض سحر أندر وأثمن الأحجار الكريمة. تظهر النقوش البارزة المتعرجة في جميع أجزاء سطح المنحوتة، موحيةً بأن كل جوهرة تختصر داخلها آلاف السنين من الحياة وتوالي الأحداث الطبيعية.

يُذكر أن تحدي الجائزة التي أطلقتها “دبي للثقافة” و”بولغري” شمل ثلاث فئات من الفنون البصرية، تضم: الرسم والتصوير والنحت. وتهدف الجائزة السنوية إلى إلهام أصحاب المواهب في مجال الفنون المعاصرة في المجتمع الإبداعي بدبي والإمارات، وإتاحة منصة ثمينة لدعمهم وعرض إبداعاتهم أمام الجمهور الأوسع.

وكانت “جائزة بولغري للفن المعاصر” قد طلبت من مجموعة الفنانين الذين تم اختيارهم تقديم أعمال تتناول موضوع الجائزة؛ وهو “الجمال يجمع الناس”، من خلال التعبير بشكل خلّاق عن كيفية تواصل الناس جماليًا، وإبراز الحوار الذي يجمع بين مدن مثل دبي وروما عبر الموروث الفني والإبداعي الملهم للمدينتين.