من روسيا إلى الكونغو.. تيتيه تحشد دعما دوليا لخطط حل الأزمة الليبية
بدأت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هنا تيتيه، سلسلة من الزيارات التي شملت جمهورية الكونغو الديمقراطية وروسيا في مسعى لحشد الدعم الدولي لخريطة طريق حل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
وبعد مرور نحو شهر على إعلان هذه الخريطة، لم تبدأ بعد تيتيه خطوات ملموسة من أجل تنفيذها ما أثار مخاوف جدية من عرقلتها.
وقالت البعثة الأممية إلى ليبيا إن تيتيه أجرت محادثات وصفتها بالبناءة مع نائب وزير الخارجية الروسي، فيرشينين فاسيليفيتش، حيث ناقشا خريطة الطريق الليبية. وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي، إلياس الباروني، إن «تيتيه حاولت في روسيا عقد لقاءات وصفتها بأنها بناءة مع مسؤولين روس مثل نائب وزير الخارجية وأيضًا رئيس جمهورية الكونغو لمناقشة آليات تنفيذ خريطة الطريق الأممية التي عرضتها أمام مجلس الأمن في أغسطس 2025 والتي تقوم على 3 ركائز من خلال إطار قانوني سليم وتوحيد المؤسسات عبر حكومة موحدة وحوار مهيكل يضمن مشاركة واسعة لليبيين وأيضا نقاش مع الدول الفاعلة إقليمياً والمنظمات الإقليمية والدولية بشأن حل الأزمة. ويعني حشد الدعم الدولي عملياً، الحصول على مواقف سياسية وتصريحات رسمية لاحتواء الأزمة السياسية والأمنية والتنسيق الدبلوماسي مع الدول الفاعلة وهذا ما تسعى إليه تيتيه من خلال هذه الجولات، والبحث عن مساعدة فنية وملموسة للضغط على الأطراف الداخلية لحملها على المشاركة» بحسب الباروني. وأضاف في تصريح لـ»إرم نيوز» أن «تيتيه اختارت روسيا والكونغو هذه المرة؛ لأن موسكو لاعب إقليمي له نفوذ عسكري وسياسي في ليبيا، ويجب أن تظهر التزاما بالحلول السياسية من أجل تقليل أي عرقلة للخطط الأممية أو الاتفاقيات الدولية في ليبيا خاصة أن لروسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي». وأوضح: «أما الكونغو فيمثل رئيسها زعيما إقليميا مؤثرا في القارة الأفريقية، وسعت تيتيه لحشد دعمه ودعم دول أفريقية أخرى أمام محاولات بعض الدول التأثير على المشهد الليبي، ولقاء برازافيل يسعى إلى كسب شرعية إقليمية وكسب دعم الاتحاد الأفريقي للخطة الأممية». وتابع أن «دور الدول الأفريقية لا يزال ضعيفاً في الأزمة الليبية مقارنة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي هذه الزيارة إلى برازافيل تصب في تفعيل دور الدول الأفريقية في الملف الليبي». ويأتي هذا التطور في وقت تخشى فيه أطراف سياسية في ليبيا من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في ظل التصعيد المستمر بين الميليشيات في غرب ليبيا حيث اندلعت في الساعات الماضية اشتباكات في جنزور. وقال نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد دوغة، إن «تحركات تيتيه كلها تصب في اتجاه التحشيد والحصول على الدعم لإنجاح خطتها وهذا يعتبر أمرا طبيعيا بالنسبة لها وأيضا لضمان سير الخطة بشكل جيد ستحاول إيجاد توافق بين الدول التي لها تأثير في الملف الليبي». وتابع دوغة في تصريح لـ»إرم نيوز» أن «هناك تأخيرا ولكن ربما هذا التأخير من أجل الدعم والتحشيد أو ربما لديها بعض الأمور لم تتضح بعد ولكن خلال الأيام القادمة بالتأكيد ستتضح الرؤية وستكون الخطة قد اكتملت» وفق تعبيره.