الولايات المتحدة بعد وفاة جورج فلويد
مناهضة العنصرية في نسختها الجديدة تتحول إلى هوس...!
-- في سياق احتجاجات 2020، أصبح انتقاد أعمال الشغب مثيرًا للجدل على اليسار
-- هناك قضايا حقيقية تتعلق بالتفاوت، لكن جزءًا من الحركة يركز على قضايا ثانوية بشكل متزايد
-- لم تنشأ التوترات بشكل رئيسي بين المحافظين والتقدميين، ولكن بين المختلفين في تفسيرهم لما هو عنصري
-- عدة أنواع من الخطابات والاستراتيجيات المناهضة للعنصرية تتطور حاليًا بالتوازي في الولايات المتحدة
بعد ثلاثة أيام من وفاة جورج فلويد، غرد مستشار سياسي شاب يدعى ديفيد شور مقالًا حول تأثير أعمال الشغب التي اندلعت في الولايات المتحدة بعد اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968. وحسب هذه الورقة التي كتبها أستاذ العلوم السياسية الأمريكي من اصول أفريقية عمر واسو، ساهمت أعمال الشغب تلك وتغطيتها الإعلامية، في الحد من تصويت الديمقراطيين في المناطق المتضررة. وكانت الفرضية المطروحة هي أن صور العنف شجعت بعض الناس على التصويت المحافظ.
في سياق احتجاجات 2020، أصبح انتقاد أعمال الشغب مثيرًا للجدل على اليسار، وسرعان ما اتّهم شور بالعنصرية. وكتبت احدى الناشطات على تويتر، لقد اهان غضب السود وحدادهم، ودعت رئيس شور في العمل لتحذيره. في اليوم التالي، اعتذر شور على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه “يأسف لبدء هذا النقاش، وأنه سيكون أكثر حذراً الآن”... وبعد أيام قليلة، تم فصله.
كما تم طرده ايضا من مجموعة على الإنترنت من محللي البيانات، وقال المشرفون: “لا يمكننا البدء في إنهاء استعمار عقولنا إذا لم نحمي أمن الذين يقاتلون ضد نظرية تفوق العرق الأبيض”. وإذا ترجمنا المصطلحات، فإن هذه الجملة تعني أنه يجب ألا ننتقد الشخص الذي اتهم شور زورًا بالعنصرية.
كل التأويلات مباحة
في الأيام الأخيرة، تضاعف هذا النوع من الحالات. وبالنظر الى أن عدد المواقف والتعليقات التي باتت تعتبر الآن عنصرية في ازدياد، فان عمليات الاستنكار تضاعفت وأدت إلى العديد من الاستقالات أو الفصل أو الاعتذارات العامة. ولم تنشأ هذه التوترات بشكل رئيسي بين المحافظين والتقدميين، ولكن داخل اليسار، بين الأشخاص الذين يختلف تفسيرهم لما هو عنصري.
على سبيل المثال، اتهم العديد من الزملاء مراسل ذي انترسبت لي فانغ، بالعنصرية بعد مشاركة مقطع فيديو لمقابلة مع شاب أمريكي أسود استنكر أن حركة حياة السود مهمة لا تتحدث بما يكفي عن قتلى من السود في الأحياء التي ترتفع فيها نسب الجريمة (كان ابنا عمه قد ماتا). ويتم استخدام هذا النوع من الخطاب أحيانًا من طرف اليمين للتقليل من عنف الشرطة، لكن لي فانغ لم يقم سوى بمشاركة هذا الفيديو من بين آخرين.
ولكن في السياق النضالي الحالي، هذا النوع من النقاش مستحيل. وقد كتبت زميلة أمريكية من أصل أفريقي لفانغ على تويتر، أن تعليقه على الجريمة في أحياء السود كانت عنصرية، وأن لي فانغ نفسه كان عنصريًا. وهاجمه العديد من الزملاء والصحفيين الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم استدعاؤه من قبل رؤسائه، ثم اعتذر عن “جرحه” لزميلته، معترفاً بضرورة إجراء بعض المناقشات الدقيقة “مع الاحترام الأكبر للتجارب الشخصية للآخرين».
ردود فعل غير متناسبة
عدة أنواع من الخطابات والاستراتيجيات المناهضة للعنصرية تتطور حاليًا بالتوازي في الولايات المتحدة. من ناحية، الناشطون والسياسيون الذين يحتجون على عنف الشرطة وعدم المساواة العرقية ونظام قانوني غير عادل في كثير من الأحيان. ومن ناحية أخرى، نوع من الذعر يشجع الناس على رؤية أدنى اعتداء صغير كدراما تستحق العقاب عن طريق الفصل أو عن طريق التحرش عبر الإنترنت.
وفي هذا السياق، تعتبر الوشاية العامة أداة صالحة: تستخدم ممثلة شابة حاليًا شهرتها لإدانة المراهقين الذين نشروا محتوى عنصريًا على الشبكات الاجتماعية، وأحيانًا خارج السياق أو يعود تاريخها إلى عدة سنوات. وبدلاً من الحوار مع سلطات المدرسة للتحقيق في هذه المواقف وإدارتها، يتم رمي أسماء شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا فريسة على تويتر وانستغرام.
وفي حين أن هناك قضايا حقيقية تتعلق بالتفاوت في الولايات المتحدة، فإن جزءً من الحركة يركز على قضايا ثانوية بشكل متزايد، وهي استراتيجية تشجع الرقابة الذاتية وعدم الثقة والانقسام. وغالبًا ما يشار الى تعبير بسيط عن فكرة بالبنان، وأحيانًا يُنظر إليه على أنه تهديد وشيك، كما هو الحال عندما أثار نشر افتتاحية محافظة في نيويورك تايمز ثورة في الصحيفة.
دعا المقال، الذي كتبه السناتور الجمهوري توم كوتون، إلى إرسال الجيش للحفاظ على النظام ووقف التخريب والنهب في بعض المدن الأمريكية. وفي سياق قمع المظاهرات، من المفهوم أن تثير المقالة سيلا من النقد، لكن الحادث اتخذ أبعادًا غير متناسبة، وشوهد على الفور من زاوية عرقية. لقد شجب العديد من الصحفيين على تويتر المقال بتكرار نفس الكلمات: “هذا يعرّض الموظفين السود في صحيفة نيويورك تايمز للخطر».
الفكرة، هي أنه إذا استمعنا إلى السيناتور كوتون وكانت القوات في الشوارع، فيمكن مهاجمة الصحفيين السود. بعد العديد من اجتماعات الأزمة، استقال الشخص المسؤول عن صفحات الرأي. ولا تزال المقالة على الإنترنت، مع ملاحظة أنه ما كان يجب نشرها. أما بالنسبة للصحفيين الذين لديهم مفهوم مختلف لحرية التعبير، فإنهم يخاطرون بان يشتبه في أنهم عنصريون.
وبالمثل، انفجرت جمعية أدبية مؤخرًا لمجرد أن أحد أعضائها كتب في رسالة بريد إلكتروني أنه لا يوافق على فكرة أن عالم النشر هو نظام “تفوق البيض” الذي” يخنق الأصوات السوداء”، كما هو مبين في البيان الصحفي للجمعية لدعم حركة حياة السود مهمة.
مناهضة للعنصرية شبه دينية
لن لغة التعميم والمبالغة هذه مستوحاة من الكتاب الأكثر مبيعا الهشاشة البيضاء لروبن دي أنجيلو، والذي من أطروحاته أن جميع البيض عنصريون لأنهم يعيشون في مجتمع يهيمن فيه البيض، وأن عجزهم على الإقرار بعنصريتهم هو عبء رهيب يقع على عاتق الأشخاص العنصريين.
ولكن في صحيفة أمريكية كبرى أخرى، واشنطن بوست، نجد واحدة من أكثر الأمثلة سخافة على ثقافة الشجب الجديدة هذه. مستوحاة من المظاهرات الحالية المناهضة للعنصرية، قررت ليكسي غروبر وليريك برنس، على التوالي استشارية وفنانة، فضح امرأة تبلغ من العمر 56 عامًا كانت ترتدي قناعًا أسود في 2018 خلال حفلة هالوين.
كان تنكّر سو شافر نكتة، بالتأكيد، سيئة للغاية ومثيرة للصدمة، تهدف إلى السخرية من مراسلة فوكس نيوز ميجين كيلي، التي دافعت عن الوجوه السوداء على الهواء. لذلك كان زيها يتألف من تايور، وشارة ميجين كيلي ووجه أسود. وخلال الحفل، هاجمت غروبر وبرنس، شافر التي انتهى بها الامر الى الاعتذار والمغادرة.
كان يمكن أن تنتهي القصة هناك، ولكن بعد عامين من الوقائع، اتصلت الشابتان بمصمم صحيفة واشنطن بوست الذي نظم الحفل ليطلبا منه تعريف السيدة، وهو ما رفض القيام به. اتصلتا حينها بواشنطن بوست، التي قررت إدارتها الرد من خلال إجراء تحقيق، خشية أن يتم ربط الصحيفة بحادث الوجه الاسود. لذلك نشرت الصحيفة مقالا طويلا ذكرت فيه اسم سو شافر، التي هي مصممة جرافيك وتم فصلها على الفور.
وقالت لصحيفة واشنطن بوست: “يهذا المقال ستكسبان الإذلال العلني الذي تريدانه، لكنهما لن يخلقا حوارًا حقيقيًا بيننا. أود أن توافقا على التحدث إلي، لقد ارتكبت خطأ، وأتفهم الآن أنه عندما يرتكب شخص أسود خطأ، يمكن أن يقتل «.
ثم اتخذت القصة منعطفا مدهشا. فقد قررت ليريك برنس، وهي أمريكية من أصول أفريقية، الاستقالة من منصبها في وكالة حكومية تضامنا مع شيفر لتعاقب نفسها عن “عنصريتها».
وتروي برنس إنها كفنانة، أنشأت مونولوجًا لطالبي اللجوء من أصل إسباني في الولايات المتحدة، ولكن لما كانت أمريكية من أصل أفريقي، كان الحديث عن تجربتهم مهينًا. وشاركت مؤخرًا قصتها على تويتر بلغة تُظهر كيف تشبه مناهضة العنصرية الجديدة خطاب تنمية شخصية ديني على نحو غامض:
«لقد طلبت المشورة من نشطاء حول كيفية التكفير عن أفعالي وأنا ما زلت أفعل ذلك. نحن بحاجة إلى إجراء نقاش حقيقي حول كيف نكون حلفاء حقيقيين ... أسخر الآن وقتا لأكون وحيدة للتفكير في كيفية التقدم والمضي قدمًا».
-- هناك قضايا حقيقية تتعلق بالتفاوت، لكن جزءًا من الحركة يركز على قضايا ثانوية بشكل متزايد
-- لم تنشأ التوترات بشكل رئيسي بين المحافظين والتقدميين، ولكن بين المختلفين في تفسيرهم لما هو عنصري
-- عدة أنواع من الخطابات والاستراتيجيات المناهضة للعنصرية تتطور حاليًا بالتوازي في الولايات المتحدة
بعد ثلاثة أيام من وفاة جورج فلويد، غرد مستشار سياسي شاب يدعى ديفيد شور مقالًا حول تأثير أعمال الشغب التي اندلعت في الولايات المتحدة بعد اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968. وحسب هذه الورقة التي كتبها أستاذ العلوم السياسية الأمريكي من اصول أفريقية عمر واسو، ساهمت أعمال الشغب تلك وتغطيتها الإعلامية، في الحد من تصويت الديمقراطيين في المناطق المتضررة. وكانت الفرضية المطروحة هي أن صور العنف شجعت بعض الناس على التصويت المحافظ.
في سياق احتجاجات 2020، أصبح انتقاد أعمال الشغب مثيرًا للجدل على اليسار، وسرعان ما اتّهم شور بالعنصرية. وكتبت احدى الناشطات على تويتر، لقد اهان غضب السود وحدادهم، ودعت رئيس شور في العمل لتحذيره. في اليوم التالي، اعتذر شور على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه “يأسف لبدء هذا النقاش، وأنه سيكون أكثر حذراً الآن”... وبعد أيام قليلة، تم فصله.
كما تم طرده ايضا من مجموعة على الإنترنت من محللي البيانات، وقال المشرفون: “لا يمكننا البدء في إنهاء استعمار عقولنا إذا لم نحمي أمن الذين يقاتلون ضد نظرية تفوق العرق الأبيض”. وإذا ترجمنا المصطلحات، فإن هذه الجملة تعني أنه يجب ألا ننتقد الشخص الذي اتهم شور زورًا بالعنصرية.
كل التأويلات مباحة
في الأيام الأخيرة، تضاعف هذا النوع من الحالات. وبالنظر الى أن عدد المواقف والتعليقات التي باتت تعتبر الآن عنصرية في ازدياد، فان عمليات الاستنكار تضاعفت وأدت إلى العديد من الاستقالات أو الفصل أو الاعتذارات العامة. ولم تنشأ هذه التوترات بشكل رئيسي بين المحافظين والتقدميين، ولكن داخل اليسار، بين الأشخاص الذين يختلف تفسيرهم لما هو عنصري.
على سبيل المثال، اتهم العديد من الزملاء مراسل ذي انترسبت لي فانغ، بالعنصرية بعد مشاركة مقطع فيديو لمقابلة مع شاب أمريكي أسود استنكر أن حركة حياة السود مهمة لا تتحدث بما يكفي عن قتلى من السود في الأحياء التي ترتفع فيها نسب الجريمة (كان ابنا عمه قد ماتا). ويتم استخدام هذا النوع من الخطاب أحيانًا من طرف اليمين للتقليل من عنف الشرطة، لكن لي فانغ لم يقم سوى بمشاركة هذا الفيديو من بين آخرين.
ولكن في السياق النضالي الحالي، هذا النوع من النقاش مستحيل. وقد كتبت زميلة أمريكية من أصل أفريقي لفانغ على تويتر، أن تعليقه على الجريمة في أحياء السود كانت عنصرية، وأن لي فانغ نفسه كان عنصريًا. وهاجمه العديد من الزملاء والصحفيين الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم استدعاؤه من قبل رؤسائه، ثم اعتذر عن “جرحه” لزميلته، معترفاً بضرورة إجراء بعض المناقشات الدقيقة “مع الاحترام الأكبر للتجارب الشخصية للآخرين».
ردود فعل غير متناسبة
عدة أنواع من الخطابات والاستراتيجيات المناهضة للعنصرية تتطور حاليًا بالتوازي في الولايات المتحدة. من ناحية، الناشطون والسياسيون الذين يحتجون على عنف الشرطة وعدم المساواة العرقية ونظام قانوني غير عادل في كثير من الأحيان. ومن ناحية أخرى، نوع من الذعر يشجع الناس على رؤية أدنى اعتداء صغير كدراما تستحق العقاب عن طريق الفصل أو عن طريق التحرش عبر الإنترنت.
وفي هذا السياق، تعتبر الوشاية العامة أداة صالحة: تستخدم ممثلة شابة حاليًا شهرتها لإدانة المراهقين الذين نشروا محتوى عنصريًا على الشبكات الاجتماعية، وأحيانًا خارج السياق أو يعود تاريخها إلى عدة سنوات. وبدلاً من الحوار مع سلطات المدرسة للتحقيق في هذه المواقف وإدارتها، يتم رمي أسماء شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا فريسة على تويتر وانستغرام.
وفي حين أن هناك قضايا حقيقية تتعلق بالتفاوت في الولايات المتحدة، فإن جزءً من الحركة يركز على قضايا ثانوية بشكل متزايد، وهي استراتيجية تشجع الرقابة الذاتية وعدم الثقة والانقسام. وغالبًا ما يشار الى تعبير بسيط عن فكرة بالبنان، وأحيانًا يُنظر إليه على أنه تهديد وشيك، كما هو الحال عندما أثار نشر افتتاحية محافظة في نيويورك تايمز ثورة في الصحيفة.
دعا المقال، الذي كتبه السناتور الجمهوري توم كوتون، إلى إرسال الجيش للحفاظ على النظام ووقف التخريب والنهب في بعض المدن الأمريكية. وفي سياق قمع المظاهرات، من المفهوم أن تثير المقالة سيلا من النقد، لكن الحادث اتخذ أبعادًا غير متناسبة، وشوهد على الفور من زاوية عرقية. لقد شجب العديد من الصحفيين على تويتر المقال بتكرار نفس الكلمات: “هذا يعرّض الموظفين السود في صحيفة نيويورك تايمز للخطر».
الفكرة، هي أنه إذا استمعنا إلى السيناتور كوتون وكانت القوات في الشوارع، فيمكن مهاجمة الصحفيين السود. بعد العديد من اجتماعات الأزمة، استقال الشخص المسؤول عن صفحات الرأي. ولا تزال المقالة على الإنترنت، مع ملاحظة أنه ما كان يجب نشرها. أما بالنسبة للصحفيين الذين لديهم مفهوم مختلف لحرية التعبير، فإنهم يخاطرون بان يشتبه في أنهم عنصريون.
وبالمثل، انفجرت جمعية أدبية مؤخرًا لمجرد أن أحد أعضائها كتب في رسالة بريد إلكتروني أنه لا يوافق على فكرة أن عالم النشر هو نظام “تفوق البيض” الذي” يخنق الأصوات السوداء”، كما هو مبين في البيان الصحفي للجمعية لدعم حركة حياة السود مهمة.
مناهضة للعنصرية شبه دينية
لن لغة التعميم والمبالغة هذه مستوحاة من الكتاب الأكثر مبيعا الهشاشة البيضاء لروبن دي أنجيلو، والذي من أطروحاته أن جميع البيض عنصريون لأنهم يعيشون في مجتمع يهيمن فيه البيض، وأن عجزهم على الإقرار بعنصريتهم هو عبء رهيب يقع على عاتق الأشخاص العنصريين.
ولكن في صحيفة أمريكية كبرى أخرى، واشنطن بوست، نجد واحدة من أكثر الأمثلة سخافة على ثقافة الشجب الجديدة هذه. مستوحاة من المظاهرات الحالية المناهضة للعنصرية، قررت ليكسي غروبر وليريك برنس، على التوالي استشارية وفنانة، فضح امرأة تبلغ من العمر 56 عامًا كانت ترتدي قناعًا أسود في 2018 خلال حفلة هالوين.
كان تنكّر سو شافر نكتة، بالتأكيد، سيئة للغاية ومثيرة للصدمة، تهدف إلى السخرية من مراسلة فوكس نيوز ميجين كيلي، التي دافعت عن الوجوه السوداء على الهواء. لذلك كان زيها يتألف من تايور، وشارة ميجين كيلي ووجه أسود. وخلال الحفل، هاجمت غروبر وبرنس، شافر التي انتهى بها الامر الى الاعتذار والمغادرة.
كان يمكن أن تنتهي القصة هناك، ولكن بعد عامين من الوقائع، اتصلت الشابتان بمصمم صحيفة واشنطن بوست الذي نظم الحفل ليطلبا منه تعريف السيدة، وهو ما رفض القيام به. اتصلتا حينها بواشنطن بوست، التي قررت إدارتها الرد من خلال إجراء تحقيق، خشية أن يتم ربط الصحيفة بحادث الوجه الاسود. لذلك نشرت الصحيفة مقالا طويلا ذكرت فيه اسم سو شافر، التي هي مصممة جرافيك وتم فصلها على الفور.
وقالت لصحيفة واشنطن بوست: “يهذا المقال ستكسبان الإذلال العلني الذي تريدانه، لكنهما لن يخلقا حوارًا حقيقيًا بيننا. أود أن توافقا على التحدث إلي، لقد ارتكبت خطأ، وأتفهم الآن أنه عندما يرتكب شخص أسود خطأ، يمكن أن يقتل «.
ثم اتخذت القصة منعطفا مدهشا. فقد قررت ليريك برنس، وهي أمريكية من أصول أفريقية، الاستقالة من منصبها في وكالة حكومية تضامنا مع شيفر لتعاقب نفسها عن “عنصريتها».
وتروي برنس إنها كفنانة، أنشأت مونولوجًا لطالبي اللجوء من أصل إسباني في الولايات المتحدة، ولكن لما كانت أمريكية من أصل أفريقي، كان الحديث عن تجربتهم مهينًا. وشاركت مؤخرًا قصتها على تويتر بلغة تُظهر كيف تشبه مناهضة العنصرية الجديدة خطاب تنمية شخصية ديني على نحو غامض:
«لقد طلبت المشورة من نشطاء حول كيفية التكفير عن أفعالي وأنا ما زلت أفعل ذلك. نحن بحاجة إلى إجراء نقاش حقيقي حول كيف نكون حلفاء حقيقيين ... أسخر الآن وقتا لأكون وحيدة للتفكير في كيفية التقدم والمضي قدمًا».