مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي يواصل فعالياته بتقديم عروض وندوات
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تواصلت مساء أمس قبل الأول في المركز الثقافي بمدينة دبا الحصن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، وذلك بحضور أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة ومدير المهرجان، إلى جانب نخبة من الفنانين والمسرحيين والنقاد من داخل الدولة وخارجها.
وشهد اليوم الثالث من المهرجان تقديم العرض المسرحي المغربي “حياة وحلم” لفرقة مسرح الشامات، من تأليف وإخراج بوسلهام الضعيف، وبطولة هند بلعولة وسفيان نعيم، حيث تناول العرض العلاقة بين الحكي والذاكرة في إطار درامي يتقاطع فيه الماضي بالحاضر.
واعتمد العرض على تقنيات الاسترجاع والمونتاج، ودمج ثلاث حكايات رئيسة ،ما أضفى بعداً إنسانياً وفلسفياً على النص، مدعوماً بأداء صوتي متميز وتوظيف شعري للغة المسرحية.
وفي الندوة النقدية التي أعقبت العرض وأدارها المخرج المغربي أحمد أمين الساهل، ناقش النقاد أسلوب العمل وبنيته السردية، مشيرين إلى التحديات التي يفرضها حضور الحكي على حركة الممثلين فوق الخشبة، فيما أوضح المخرج أن خيار السرد جاء لإحياء دور الكلمة في المسرح وإبراز قوتها التعبيرية.
وفي إطار الفعاليات المصاحبة، اختتمت مساء أمس الأول جلسات ملتقى الشارقة العشرين للمسرح العربي الذي أقيم تحت شعار “المسرح والحياة”، وأدار جلساته الدكتور خالد البناي، بمشاركة باحثين وأكاديميين من العالم العربي.
وقدّم الدكتور محمد العناز مداخلة بعنوان “تأويل الحياة في المسرح المغربي”، ركّز فيها على العلاقة بين الفن والحياة من منظور وجودي، مستعرضاً تجليات ذلك في مسرحية “الببوش أو أكلة الحلزون”، فيما تناولت الدكتورة كاتيا الطويل من لبنان “علاقة المسرح اللبناني بالواقع”،
مؤكدة قدرة المسرح على تجاوز انعكاس الواقع إلى طرح الأسئلة الجوهرية التي تمس صميم المجتمع.
كما قدم الفنان اللبناني زياد عيتاني شهادة بعنوان “كيف تحيا المدن بحياة خشباتها.. بيروت نموذجاً”، استعرض فيها تأثير المسرح في وجدان المدن وتاريخها، مشيراً إلى دور المسرح في لمّ شمل الناس بعد الحرب، وتجديد الأمل في بيروت بدءاً من عام 2015.
وفي ختام الملتقى، كرّم أحمد بورحيمة المشاركين من الفنانين والباحثين، وسلمهم شهادات تقدير لمساهماتهم في إنجاح الحدث.
وضمن البرنامج التدريبي للمهرجان، استضافت جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح ورشة بعنوان “توظيف الدمى في المسرح المدرسي”،
قدمها الفنان اللبناني الدكتور كريم دكروب بمشاركة 30 متدرباً،واشتملت الورشة على استعراض نظري لمسيرة فن الدمى،
يليه تطبيق عملي لصناعة “عروسة عصا” باستخدام خامات متعددة، ومناقشة دور الدمية في إثراء العرض المسرحي المدرسي.
وفي ختام الورشة، كرّمت علياء الزعابي، منسقة المهرجان، الدكتور كريم دكروب وقدمت له شهادة شكر وتقدير.