يتوقّف مصير الحرب أحيانًا على خطأ بسيط في التقدير

نحو حرب عالمية ثالثة؟ سيناريوهات التصعيد الخمسة...!

نحو حرب عالمية ثالثة؟ سيناريوهات التصعيد الخمسة...!

-- توجيه ضربة روسية إلى قاعدة عسكرية في بولندا، سيثير رد فعل الأطلسي
-- التصعيد في شبه الجزيرة الكورية، يفتح الباب لدوامة جهنمية
-- خطأ عسكري سيقود إلى تصعيد بين القوى النووية
-- جر ترانسنيستريا إلى الحرب، سيناريو يرعب أوروبا
-- هجوم صينيّ على تايوان سيؤدي إلى تدخل أمريكي مباشر
-- يدرك الغرب تكلفة الرد العســـكري على كل حادث قد يطرأ


  من روسيا إلى كوريا الشمالية، عبر تايوان، عديدة هي الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى توسّع رقعة الحرب.

روسيا تضرب دولة من الناتو
    تسعى روسيا بكل الوسائل لقطع مصادر الإمداد عن الأوكرانيين بما في ذلك التزوّد بالأسلحة. ولهذا السبب، لا يستبعد الجنرال كريستوف جومارت، مدير المخابرات العسكرية من 2013 إلى 2017، توجيه ضربة روسية إلى قاعدة عسكرية في بولندا. “كل شيء يمر عبر بولندا. إذا لم يعد بإمكانهم التقدم في أوكرانيا، فقد يغري الروس استهداف قاعدة عسكرية تقع على الجانب الآخر من الحدود... هذا أمر معقول، وسيكون وسيلة أيضًا لاختبار الناتو، ودفع الأمريكيين والأوروبيين إلى أقصى حدودهم “، يرى الخبير.    وللقيام بذلك، من المرجح أن تستخدم روسيا صواريخ بعيدة المدى، والتي يمكن إطلاقها من أوكرانيا. ومن المحتمل أن تكون القاعدة الواقعة بالقرب من جاروسلاف، القريبة من الحدود، وعلى بعد 110 كيلومترات من لفيف، مستهدفة. المؤكد، أن هذه الضربة ستثير رد فعل الحلف الأطلسي. “كيف سيكون ردّ الفعل هذا؟ سيواجه التحالف معضلة”، يوضح كريستوف جومارت. تنص المادة 5 من معاهدة الحلف الأطلسي على رد المنظمة بأكملها في حال الاعتداء على أحد أعضائها، غير ان النصوص لا تحدد الأشكال التي يمكن أن يتخذها هذا الرد.

 “الذهاب إلى الحرب هو فتح الطريق أمام دوامة لا نعرف مداها، وعدم خوض الحرب سيكون أيضًا معقدًا للغاية.
   ففي الوقت الذي تطلب فيه السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف، لا يمكن القول إننا سنحميهما ونحن بصدد ترك عضو يتعرض للهجوم دون القيام بأي شيء. هذا هو بالضبط هدف الروس، إظهار أن الناتو منظمة لا مصداقية لها”، يعتقد الجنرال جومارت. وما الأكثر احتمالا في عينيه؟ أن يقرر الناتو توجيه ضربة مماثلة لقاعدة عسكرية روسية: “بالطبع يمكن للروس بعد ذلك الاستمرار، ونصل إلى التصعيد».
   بدلاً من الانزلاق نحو صراع نووي، والذي يود الطرفان تفاديه لأنه سيعني خطر التدمير النهائي لجزء من الكوكب –ان “قنبلة نووية تكتيكية هي ضعف أو ثلاث مرات هيروشيما، يذكّر الجنرال جومارت، ويعتقد أن حرب قصف بين أوروبا وروسيا يمكن أن يترتّب عليها ذلك. كما ان نقص القمح قد يتسبب في حدوث مجاعات في العديد من دول العالم، مما يدفع السلطات السياسية إلى التموقع. “هل يمكن أن نتخيل انضمام دول من إفريقيا أو جنوب آسيا إلى روسيا؟ كل شيء ممكن”، يقول كريستوف جومارت.
   وفرنسا؟ يشير العسكري إلى أن صواريخ روسيا بعيدة المدى قادرة على ضرب فرنسا “في بضع دقائق”. ولا يوجد حاليًا درع مضاد للصواريخ فعال ضد الصواريخ الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، الا ان العكس صحيح أيضًا. ويشير الضابط الكبير، إلى أن موقع فرنسا الجغرافي، البعيد عن مسرح القتال يخدمها، وأنه في ظل الظروف القائمة، ليس لموسكو في الوقت الحالي “مصلحة في مهاجمة فرنسا بشكل مباشر».

فتح جبهة جديدة
   على بعد كيلومترين من الحدود مع أوكرانيا، يعيش سكان كوباسنا على برميل بارود. هذه القرية في ترانسنيستريا، وهي منطقة تقع في أقصى شرق مولدوفا، ويديرها انفصاليون موالون لروسيا منذ عام 1992، بعد خمسة أشهر من حرب أهلية، هي موطن لأكبر مستودع للذخيرة السوفياتية في أوروبا الشرقية. يقال إن 22 ألف طن من المعدات مخزنة هناك، تحت حراسة الجنود الروس الذين رفضوا دخول مراقبين دوليين اليها طوال عشرين عامًا.
   في 26 أبريل، أفادت السلطات المحلية في ترانسنيستريا بإطلاق نار على كوباسنا، وهي معلومة غير مؤكدة. فهل كانت خدعة تهدف إلى زرع الذعر؟ “في سياق الحرب في أوكرانيا، يمكن أن يصبح هذا المستودع خرقة حمراء، يخشى دبلوماسي أوروبي. وإذا تم استهدافه من قبل أحد المتحاربين أو ذاك، فقد يؤدي ذلك إلى انفجار ضخم”، وجر ترانسنيستريا ومعها مولدوفا إلى الحرب.

   هذا السيناريو، يجعل أوروبا ترتعد. خاصة أن سلسلة من الحوادث الغامضة وقعت في 25 أبريل في ترانسنيستريا. تعرض مبنى “وزارة الأمن الداخلي” للقصف بقنابل يدوية في تيراسبول، عاصمة هذه الدولة الشبح -التي لا تعترف بها أي دولة -بينما دمّر هوائيان لاسلكي في مكان قريب من هناك.  تبادل الأوكرانيون والروس التهم. “من ناحية، يقول الروس لأنفسهم أنه في مرحلة أو أخرى سيتعين عليهم لعب ورقة ترانسنيستريا إذا شنوا هجومًا على منطقة أوديسا، في جنوب أوكرانيا”، يوضح الباحث فلوران بارمينتييه، مؤلف كتاب “مولدافيا على مفترق طرق العوالم” (منشورات نون ليو، 2019).  على بعد 60 كيلومترا فقط من أوديسا، ستكون ترانسنيستريا قاعدة لوجستية ملائمة للجيش الروسي. ويتابع الباحث: “على الجانب الآخر، قد يعتقد الأوكرانيون أنه لتفادي الاستيلاء على أوديسا، سيكون من الأفضل ‘ضرب’ المصالح الروسية في ترانسنيستريا كإجراء وقائي».

   في 21 أبريل، رفعت تصريحات جنرال في الجيش الروسي حدة التوتر. قال رستم مينكاييف: “السيطرة على جنوب أوكرانيا هي ممر آخر إلى ترانسنيستريا، حيث السكان الناطقون بالروسية هم أيضًا ضحية للقمع”. لا أحد يعرف ما إذا كان هذا الضابط يخادع.
   أن “خطر انتشار الصراع مرتفع بشكل متزايد، لأن الحرب مستمرة وتخلق دينامياتها الخاصة”، يؤكد فلوران بارمنتييه. إذا فتح فلاديمير بوتين جبهة جديدة في مولدوفا، فمن الممكن أن تنجذب أوروبا بأكملها إليها. لأن رومانيا، المتاخمة لمولدوفا من الغرب، لها علاقات تاريخية مع هذا البلد. “من بين سكان مولدوفا البالغ عددهم 2.6 مليون، ما لا يقل عن 800 ألف يحملون الجنسية الرومانية، يواصل الدبلوماسي الأوروبي، وسيكون من الصعب جدًا على بوخارست أن تقف مكتوفة الأيدي”. ومن شأن تدخل رومانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أن يغيّر الوضع، وسيدفع فرنسا بشكل أساسي، التي تقود قوة الرد السريع التابعة للحلف الأطلسي عام 2022.

 خطأ فادح ومزايدات
   يتوقّف مصير الحرب أحيانًا على خطأ بسيط في التقدير. “ تنفجر صواريخ روسية على بعد 20 كيلومترًا من الحدود البولندية، فهي قريبة جدًا، تؤكد أميلي زيما، الباحثة في العلاقات الدولية ومؤلفة كتاب الناتو (ماذا أعرف ؟، المنشورات الجامعية الفرنسية، 2021). في تلك اللحظة لا شيء يفصلنا عن هجوم روسي على إحدى دول الناتو، مع عواقب وخيمة محتملة”. ومن خلال استهداف مركز تدريب أوكراني قريب جدًا من بولندا في 13 مارس، زادت روسيا من خطر وقوع خطأ فادح واندلاع حريق مع الحلف الأطلسي.    «عندما يكون لديك عدد كبير من الجنود، والعديد من الأسلحة، والعديد من الضربات العسكرية في مساحة مشتركة هي أوروبا الشرقية، فإن خطر حدوث خطأ في التقييم أو الحساب يزيد بمقدار عشرة أضعاف”، يشير دبلوماسي فرنسي.
   يضع كل من الناتو وروسيا في اعتبارهما سابقة عام 2015، عندما أسقط الجيش التركي طائرة مقاتلة روسية بالقرب من سوريا. وكاد الحادث ان يتحول إلى صراع مفتوح بين موسكو وأنقرة، قبل أن يبتلع أردوغان كبرياءه ويرسل رسالة اعتذار طويلة إلى فلاديمير بوتين بعد ستة أشهر.
   يخشى الجانبان خطأ عسكرياً، ثم تصعيداً بين القوى النووية. وبناءً على طلب واشنطن، تم إنشاء قناة اتصال في أوائل مارس بين الروس والأمريكيين، من أجل إبلاغ بعضهم البعض بتحركات القوات الخطرة، وتفادي أي اشتباكات بين الجيشين. وسبق وضع النظام الروسي الأمريكي نفسه في سوريا منذ عام 2015، عندما كانت الولايات المتحدة تقصف داعش، وروسيا أعداء بشار الأسد.

   بالإضافة إلى تبادل المعلومات، يدقق الناتو عن كثب في أي مناورة محفوفة بالمخاطر من قبل الجيش الروسي. “تعرف القيادات العسكرية الغربية كل شيء في الوقت الفعلي. انهم يراقبون التدريبات العسكرية في بيلاروسيا أو تحركات القوات الروسية بفضل العديد من الأقمار الصناعية، يوضح يوهان ميشيل، المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الا ان خطر التصعيد في ساحات أخرى يظل قائما، ويبقى من الصعب الإحاطة بعقلانية صانعي القرار الروس ونواياهم”. ان ممر سوالكي، الذي يفصل بيلاروسيا عن المنطقة الروسية كالينينغراد، تجمع كل المخاوف، فمناورات روسيا في بحر البلطيق أو البحر الأسود، يمكن أن تنحرف في أي وقت، وتسبّب تصعيدا يصعب دائما الخروج منه. خاصة أن الكرملين يحبّ الاستفزاز، ويستمر في اختبار سقف الغرب.  في بداية الغزو، فاجأت أربع طائرات مقاتلة روسية فوق السويد. والأخطر من ذلك، أنه في أوائل مارس، عبرت طائرة عسكرية روسية بدون طيار ثلاث دول أعضاء في الناتو قبل أن تتحطم في موقف للسيارات بالقرب من زغرب، عاصمة كرواتيا. وهنا أيضًا، تظاهرت قيادات الاركان بتجاهل القضية، خوفًا من اشتعال الحريق، مما أثار استياءً كبيرًا لدى السلطات الكرواتية. يدرك الغرب تكلفة الرد العسكري على مثل هذا الحادث.

تايوان: حرب، مؤجلة
   في بداية شهر أبريل، نشرت صحيفة يومية في هونغ كونغ عنوانًا رئيسيًا: “هل حقًا ستتدخل الولايات المتحدة لإنقاذ تايوان إذا هاجمتها الصين؟”، وهذا يعني أن الهجوم على الجزيرة الصغيرة، التي تعتبرها بكين مقاطعة متمردة، لم يعد تخمينًا محفوفًا بالمخاطر. ويدرك التايوانيون ذلك: لا يمر أسبوع دون أن تحلّق طائرة صينية فوق منطقة تحديد دفاعهم الجوي. في العام الماضي، سجلت الجزيرة، التي يفصلها مضيق بطول 120 كيلومترًا عن البر الرئيسي، 969 غارة صينية، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف ما كان عليه في العام الذي قبله. مناورة تخويف؟ نعم، ولكن ليس فقط. “بالنسبة للصين، يتعلق الأمر أيضًا بإعداد واختبار القدرات الدفاعية للجزيرة”، يوضح ماتيو دوشاتيل، مدير برنامج آسيا في معهد مونتين، مؤلف كتاب “الصين عام 2022: الجيش في قلب الرهانات».
   هل أن هذا التكثيف للنشاط العسكري علامة على هجوم وشيك من جانب الصين، التي قد تستفيد من تحوّل انتباه المجتمع الدولي، لتنفيذ مشروع إعادة التوحيد؟
   «هذه الفرضية ليست الأكثر ترجيحًا على المدى القصير، يدقق ماتيو دوشاتيل، لأن هناك على وجه التحديد دروس عملية يمكن ان تتعلّمها بكين من الصراع الأوكراني. ان فكرة إعادة التوحيد بالقوة تستند إلى سيناريو استسلام تايواني في غضون أيام قليلة، قبل تدخل الولايات المتحدة، غير ان الوضع في أوكرانيا يُظهر أن الامر ليس بهذه البساطة. حتى مع هجوم واسع النطاق، أظهرت أوكرانيا القدرة على استيعاب الصدمة الأولى التي أخرت الدخول في المرحلة الثانية.

    في حالة تايوان، ستكون العملية أكثر صعوبة، “مع خسائر كبيرة جدًا للصين، في حال حدوث عملية برمائية أو عملية محمولة جواً”. عنصر آخر تم فحصه عن كثب: دور الحلفاء. “في الوقت الحالي، لا يوجد تشتت للانتباه الأمريكي: من يتخيل اليوم أن هجومًا صينيًا غير مبرر على تايوان لن يؤدي إلى مشاركة مباشرة من قبل الولايات المتحدة؟، يحلل الباحث. وإذا أظهر الشعب التايواني تصميمه على المواجهة، فسيتم تكثيف الدعم الأمريكي”، ناهيك عن التدخل العسكري لليابان وأستراليا في الصراع.     سبب آخر يشجع بكين على التحلي بالصبر: عقد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي هذا الخريف يجعل العمل العسكري الفوري غير مرجح. ولكن بمجرد تجاوز هذا الاجتماع، والذي من المفترض أن يسمح لـ شي جين بينغ بتمديد فترة ولايته كرئيس للصين، فإن عام 2023 يعد بأن يكون حارًا بشكل خاص. من المحتمل أن تؤدي الانتخابات الرئاسية في تايوان عام 2024 إلى تأجيج التوترات. “ما الذي يمكن أن يؤدي إلى إعلان الحرب؟، يتساءل ماتيو دوشاتيل، أكثر من مجرد حادثة، سيكون قرارًا صينيًا عقلانيًا لشن هجوم، وهو ما يصعب حدوثه قبل المؤتمر العشرين للحزب، ما لم يتحول الوضع في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة، الأمر الذي من شأنه أن يغير الوضع».

كوريا الشمالية: المواجهة
 مع كيم جونغ أون
   لا يوجد نقص في السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات في شبه الجزيرة الكورية. “يمكن أن يبدأ الصراع بتدمير طائرة كورية جنوبية بواسطة نظام الدفاع الصاروخي الكوري الشمالي، سواء كان ذلك عن قصد أو نتيجة حادث. كما أن مناوشة في البحر واردة أيضًا”، يقول أنطوان بونداز، الباحث في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية.
  عام 2010، اغرقت سفينة روكس تشيونان، وهي سفينة عسكرية كورية جنوبية، في البحر الأصفر بواسطة غواصة كورية شمالية، مما تسبب في مقتل 46 بحارًا. وعلى الرغم من التوترات الشديدة في ذلك الوقت، لم تتخذ كوريا الجنوبية أي عمل عسكري انتقاما. “لا يمكن استبعاد أن يكون رد فعل سيول مختلفًا بعد اثني عشر عامًا”، يمرّر أنطوان بونداز.

   في نفس الوقت، لا يخفي كيم جونغ أون رغبته في زيادة ترسانته الاستراتيجية: “سنواصل اتخاذ خطوات لتعزيز وتطوير القدرات النووية لأمتنا بوتيرة متسارعة”، قال زعيم كوريا الشمالية في 25 أبريل خلال عرض عسكري ضخم في بيونغ يانغ. على الجانب الاخر من الحدود، تعهّد الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب الجديد، المحافظ يون سوك يول، والذي سيتولى منصبه في 10 مايو، باتخاذ موقف متشدد ضد بيونغ يانغ. وفي عدم وجود آلية فعالة لخفض التصعيد، أو في غياب الإرادة السياسية لوضع حد للتوترات، يمكن حينها انفجار دوامة جهنمية.

   «يهدد الرئيس المنتخب يون سوك يول، بشن هجوم وقائي ضد كوريا الشمالية في حالة وجود إشارات تشير إلى هجوم نووي وشيك من بيونغ يانغ”، يشير تشيونغ سيونغ تشانغ، الباحث في معهد سيجونغ في سيول... موضوع سريع الاشتعال في كوريا الشمالية. في أوائل أبريل، حذرت كيم يو جونغ، الشقيقة المؤثرة لكيم جونغ أون، من أن بيونغ يانغ قد تستخدم، في مثل هذا السيناريو، أسلحة نووية ضد جارتها.
   «ان هذا النوع من الخطاب العدواني من الطرفين، إلى جانب سوء تقدير وتقييم أعمال الخصم، يمكن أن يؤديا إلى تصعيد قاتل”، يتابع تشيونغ سيونغ تشانغ، ويمكن أن يليه تدويل للصراع بسرعة. “تم التوقيع على تحالف عسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عام 1953، مما يعني أن الضمانات الأمنية يجب أن تُطبّق نظريًا، يشير أنطوان بونداز. وبالمثل، تنص معاهدة على المساعدة بين كوريا الشمالية والصين عند الهجوم على أي من البلدين”... فما الذي ستفعله القوتان العظميان إذن؟

   من جانبها، فرنسا -الراغبة في زيادة قدراتها العسكرية في منطقة الهندي-الهادئ -يمكن أن يجذبها الصراع. ان باريس عضو بارز، مع اثنتي عشرة دولة، في لجنة الهدنة العسكرية التابعة لقيادة الأمم المتحدة، والتي تم إنشاؤها في نهاية الحرب الكورية لضمان الامتثال لهذه الاتفاقية. “ستضطر باريس قانونيًا للتدخل لأنها ضامنة لهذه الهدنة، يلاحظ أنطوان بونداز، ولذلك من المحتمل أن تجد فرنسا نفسها متورطة، وربما عسكريًا».