ندوة احتفائية بخالد خليفة «حارس أحلام المدينة» في النادي الثقافي العربي
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول ندوة أدبية بعنوان “خالد خليفة.. حارس أحلام المدينة”، تناولت تجربة الروائي السوري الراحل خالد خليفة الذي توفي في 30 سبتمبر الماضي، وهو صاحب رواريات “ مديح الكراهية، لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة، حارس الخديعة، الموت عمل شاق”، وهو أيضا شاعر وكاتب سيناريو ومقالات أدبية، وحاصل على جائزة نجيب محفوظ.
شارك في الندوة الشاعر حسين درويش والفنان ماهر صليبي والدكتور هايل الطالب، وأدارها القاص الناقد إسلام بوشكير الذي تحدث عن خالد خليفة الإنسان المحب للحياة الودود الذي لا تفارق البسمة محياه، وكذلك عن اكتشاف أخير في حياة خليفة هو اكتشافه لموهبته في الرسم، وذلك أثناء فترة الحجر أيام كورونا من سنة 2020، حيث منحه من طاقته وجهده في تلك الفترة كثيرا وأنجز لوحات كثيرة وكان في آخر أيامه يعد لإقامة معرض خاص بها.
أما الشاعر حسين درويش فتحدث عن خالد خليفة صديق طفولته، أحد أحياء حلب حيث كانت أسرتاهما جيرانا، وحيث لعبا وتسكعا في الأزقة، وتواصلت تلك الصداقة في أروقة الجامعة على منابر المتنديات الأدبية، حيث كان لجيلهما نشاط أدبي وثقافي متميز في أروقة جامعة حلب، وقد ساهما فيه بنشاط كبير، وهناك تشكلت رؤاهما الأدبية والشعرية، وفي تلك الفترة نشر خالد خليفة أول قصيدة له هي “حرب المنفى”، وأضاف درويش أن ملامح خالد الأدبية الأولى تشكلت في حلب، قبل أن ينتقل إلى دمشق، ليبدأ مسيرته الأدبية العملية بين الرواية والدراما، ولينطلق صيته إلى خارج سوريا، وقد كان محبا للحياة مقبلا عليها، ودودا مع أصدقائه.
أما الفنان ماهر صليبي فقال إنه ربطته بخالد خليفة صداقة قوية منذ نهاية التسعينيات، وكان قد بدأ كتابة السيناريو التلفزيوني، وكان يسعى من خلال كتابته إلى تأمين مصدر مادي يعيش به، ويجعله قادرا على التفرغ لكتابة الرواية التي أحبه وكانت مشروع حياته الأهم، وقد كان مسلسل “سيرة آل الجلالي” الذي كتبه خالد خليفة عام 1998، وعرض عام 2000، هو طريقه الأولى إلى أن يصبح كاتب سيناريو مكرسا، ويتلقى عروضا للكتابة باستمرار، وقد استوحاه من حياة سكان حلب وخاصة تجار السوق، وكان من أهم المسلسلات التي عرفت بالدراما السورية.
أما الناقد الدكتور هايل الطالب فتحدث عن خالد خليفة الروائي، وعن “ملهاة الموت ومأساة الحياة.. السبب المضمخ بالدم عند خالد خليفة”، وقال إن السر الأهم في تجربة خالد خليفة الروائية يكمن في سؤالين: هل المكان هو الذي نسكنه أو الذي يسكننا؟، حيث يبدو المكان عند خليفة هو ذلك الذي يسكن في داخل الإنسان ويحمله معه أينما رحل، وبشكل خاص في روايته “الموت عمل شاق” فموضوع الرواية هو الموت، حيث الجثة التي يراد لها أن تصل إلى القبر، والقبر هو الوطن البعيد الذي يكون الوصول إليه شاقا ومضنيا بالنسبة لشخصيات الرواية، فهل نقل الجثمان إلى الوطن له ضرورة، وجواب الرواية واضح بأن الوطن هو الحنين إلى أمومة المكان إلى تلك الروح التي نفقدها حين نغادر المكان الذي ننتمي إلبه، ولا يمكن أن نستعيدها إلا بالعودة إليه، وقد انتقل خليفة في هذه الرواية من الاحتشاد بالشخصيات إلى التجربة المرتبطة بشخصيات محدوده معطوبة منذورة للموت والمأساة، وإلى القصة المغلقة تماما التي منحته مساحة للشاعرية. معالجة الموت عبر سؤال جوهري.
والسؤال الثاني هو موضوع التأريخ للمجتمع مع بعد وجودي يتعلق بالحث في حقيقة الموت والحب والمصير، تلك الأسئلة الوجودية العميقة التي أرقه التفكير فيها، وكان التأريخ للمجتمع من زاوية فنية وليس من زاوية الوقائع الفعلية هو وسيلته إلى التعمق في تلك الأسئلة والبحث لها عن معنى أو عن جواب.