في ختام الدورة الثانية لأنشطة مجلس شما محمد للفكر والمعرفة  تحت شعار " المعرفة رحلة نحو الأمل" التي تم خلالها تنفيذ " 38 " أمسية ، عقدت ندوة افتراضية لمناقشة كتاب "كيف تصبح إنسانا؟" للدكتور شريف عرفة ،  و أدارت الندوة الإعلامية ندى الشيباني ، وفي البداية تحدث الكاتب معربا عن شكره العميق على دعوته من الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان ، وطرح الكاتب تجربته مع الكتابة وعلم النفس الإيجابي ، وتجربته الخاصة مع هذا الكتاب ، والتي يعتبرها من أهم التجارب المعرفية والإبداعية التي مر بها ، ثم تطرق إلى مضمون الكتاب والذي يتحدث عن علاقة الإنسان بالحياة ، وكيف تطور نفسيا منذ العصور القديمة ، ومدى المنتقل إلينا من رواسب سلوكية من أسلافنا ،  وفي محاولة لإدراك الإنسان لمعنى الحياة ومعنى وجوده و علاقاته وإدراكه للكثير من المفاهيم من خلال رصده لكل مفهوم في فصل من الكتاب ؛ كالتفتح الذهني و والجمال والأخلاق والسعادة ، وأنهى الكتاب بالعلاقة بين الإنسانية والمشاعر،  وأوضح أنه استخدم نموذجا لدمج الأسلوب العلمي الرصين مع أسلوب التنمية الذاتية ،  كما تضمن الكتاب رسوما كاريكاتيرية من رسوماته والكثير من التمارين التفاعلية التي تعمل على توضيح المفاهيم والأفكار العلمية الواردة في الكتاب. وفي مداخلة الشيخة د. شما عبرت عن شكرها للدكتور شريف عرفة و الإعلامية ندى الشيباني على وجودهما، ثم تحدثت قائلة: عندما ننظر لماض البشرية ونرى أسلافنا ، ثم ننظر في دواخلنا ، ندرك أننا ما زلنا نحمل ميراثا من صراعهم مع الحياة من خلال رسائل التشفير داخل اللاوعي .

واليوم نحن مع كتاب يرصد لنا إنسانيتنا كما هي في هذا الزمن الحاضر ،  وينجح د. شريف برشاقة بأسلوبه ومعارفه أن يطرح العديد من العلاقات التي تربط الإنسان الحديث بكثير من المحيط النفسي والفكري والمعنوي والمادي وفي النهاية يصل بنا إلى تشكيل صورة كاملة للإنسانية الحقيقية التي نبحث عنها عبر رحلتنا منذ تاريخ ظهورنا على الأرض.
وطرحت عدة تساؤلات منها: هل المجتمع يربى أبناءه بطريقة صحيحه تجعل منه إنسانا حقيقيا و كيف يمكن يؤثر المجتمع إيجابيا في تنمية قيم الإنسانية ؟
وأضافت كثيرا ما نعيش لحظات شغف مع فكرة جديدة أو حلم جديد ولكن سرعان ما يخفت هذا الشغف ، فلماذا لا يدوم الشغف طويلا و كيف يمكن أن نحافظ على مستوى شغفنا بالفكرة ؟

وأجاب  د. . شريف عرفة  حسب علم النفس السلوكي، للبيئة تأثير كبير في تشكيل سلوكيات الإنسان وتصرفاته، وعليه، يمكن تصور تأثير كبير للمجتمع على نفسية أبنائه وتكوينهم المعرفي عن طريق غرس قيم الإنسانية باستخدام أدوات مختلفة.. منها التعليم، وسائل الإعلام ، الأداة الثالثة بالطبع هي تشكيل المجتمع ذاته ومدى ما يحظى به من تنوع ثقافي، وأضاف لا يستمر الشغف بالعمل بنفس الدرجة طوال الوقت؛  لأن حالتنا الشعورية والمزاجية متقلبة، ويمكن تجاوزها بألا ينبغي للشغف أن يكون الدافع الوحيد للإنجاز؛ فوجود عدد كبير من الأسباب و الدوافع، قد يساعد الإنسان على التفكير والانتقال فيما بينها لو خفت تأثير أحدها لسبب ما.. واستمر الحوار حول العديد من القضايا التي طرحت من خلال أسئلة ضيوف الندوة التي امتدت قرابة الساعتين .