ضمن سلسلة فعاليات مبادرة “ لنرتقِ معاً “ التي أطلقتها المناهل للاستشارات وبدعوة من المستشارة الأسرية  الدّكتورة نهلة الضّويحيّ نظمت ندوةً فكريّة حواريّة تربويّة ثقافيّة في عجمان  أمس الأول بعنوان الثقافة والمعرفة وأثرها في تنمية المجتمع بمناسبة  يوم الثّقافة العالميّ  ، ودعت إليها نخبة من المثقّفين في الشّارقة وعجمان ، وأشتمل  الحوار على عدة  محاور  ثقافية أغنت النّدوة بمشاركة مجتمعيّة عبر مختلف وسائل التّواصل الاجتماعيّ عبر الاتصال المرئي  ، وتميّزت النّدوة بتعدّد آراء النُّخَب والقامات الثقافية والإعلامية  المشاركة.

واستهلت النّدوة بكلمة ترحيب بالضّيوف ألقتها الدكتورة نهلة الضويحي معربة عن شكرها للمشاركين  وهم الدّكتور الباحث أمجد أبو سويد والدّكتورة الإعلاميّة سحر حمزة والأستاذ الباحث التّربويّ والإعلاميّ نبيل صافية والأستاذ الإعلاميّ أحمد العمّار ، ثمّ انتقلت الدّكتورة نهلة للحديث عن أهمّيّة يوم الثّقافة العالميّ عموماً لما يحمله من قيم ومعانٍ ودلالات أخلاقيّة وتربويّة وإنسانيّة تهم أفراد المجتمع كافة  .

ثم تحدّث الدّكتور أمجد  أبو سويد حول دور  الثّقافة وأثرها وتأثيرها في المجتمع ، وفرّق خلال حديثه بين الثّقافة الإيجابيّة والسّلبيّة وأبعادها في تغيير المفاهيم ، مشيرا إلى أهمية ضرورة إيصال المعلومة وفق مهارات وعادات سلوكيّة صحيحة تؤدّي إلى مخرجات معرفيّة صحيحة .
 وأكّد الدكتور أبو سويد بأنّ الثّقافة لها ارتباط حقيقي بالوعي الاجتماعيّ محدّداً آفاق ذلك الوعي وتلك الثّقافة ، وميّز بين العلم المعرفيّ والعلم السّلوكيّ ، كما أوضح أنّ أحد المستشرقين قال :

« لكل إنسان لغتان ، لغته الأمّ واللغة العربيّة “ ، وبيّن أثر البيئة في التّربية ، كما أكّد أهمّيّة الوعي ومعركة الوعي وإثبات الذّات ، وأختتم  كلمته بالإشارة لحديث رسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم عن نعمة الفراغ والصّحّة ، وبيّن أنّهما نعمتان فضّل الله بهما  الإنسان  دون غيره من الكائنات ، وخصوصاً في مجال الصّحّة النّفسيّة وأثرها في المجتمع مبيّناً دور الطّمأنينة في الحياة انطلاقاً من القلب المؤمن والإيمان وارتباطه بالعلاقة الإنسانيّة والعقلانيّة .

وتحدّث الأستاذ الإعلاميّ أحمد العمّار عن ارتباط الثّقافة والإعلام مبينا  معنى الثّقافة وميّز بينها وبين المثاقفة ، وأكّد دور وسائل التّواصل الاجتماعيّ في نقل المحتوى بين الإيجابيّ والسّلبي ، كما ميّز بين مفردات اللغات وعددها بين مختلف اللغات العالميّة ، مبيّناً أهمّيّة دور الأمّة العربيّة في الثّقافة العالميّة .
وأشار  الأستاذ العمار أيضاً إلى انتهاء وجود اللغة نتيجة إهمال أبنائها لها ، وهذا له أثره في انتشار الثّقافة العربية ، وبالتّالي سيكون له دوره وتأثيره في حياتنا .

وتحدّث الضّيف الأستاذ الباحث التّربويّ والإعلاميّ نبيل صافية عن معنى الثّقافة والفرّق بين المثقّف والمتعلّم ، وبيّن أثر الثّقافة في المجتمع وضرورة التّنشئة الاجتماعيّة في ضوء العادات والتّقاليد والتّربية والتثقيف الإعلامي للمجتمع بكافة  أنواعه ، وميّز بين مصطلحَي ثقافة التّربية وتربية الثّقافة ، مبيّناً أهمّيّة دور التّربية والأخلاق في الثّقافة مشيراً لما قاله الشّاعر أحمد شوقي :
وإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت         فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وبيّن دور الأمّ والأسرة في التّربية لبناء ثقافة تربويّة صحيحة عندما أشار لقول الشّاعر حافظ إبراهيم :
الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها               أعددتَ شعباً طيّب الأعراقِ
كما ميّز الباحث صافية بين معنى الإنسان والبشر في امتلاك الوعي والثّقافة ، ومؤكّداً أهمّيّة اللغة العربيّة من منظور إسلاميّ وفكريّ وتربويّ ، وأشار إلى ضرورة الاهتمام بها كونها لغة القرآن الكريم داعياً للمحافظة عليها من مختلف الدّول العربيّة ، وقال من شعره في الدّعوة للارتقاء بها :

وإذا أرادوا أن يعيدوا صفوها      فليعملوا بأساسها تتحلّق
وتحدّثت الإعلاميّة الأستاذة  سحر حمزة عن أهمّيّة دور المرأة في الثّقافة كونها نواة المجتمع بما تشكّله في الأسرة من دور فاعل في مجال تربية الأخلاق ، موضحة  أثر المرأة في بناء المجتمع وتربية الإنسان منذ طفولته  ودورها بالارتقاء بالحياة الأسريّة ،مؤكّدة ضرورة المحافظة على الثّقافة العربيّة فكريّاً وعلميّاً ومعرفيّاً لما لها من أهمّيّة في المستوى العالميّ .

وتخلل الندوة نقاشات حوارية أجاب خلالها  الضّيوف على أسئلة المشاركين والمهتمّين والمتابعين عبر الاتصال المرئي في مختلف وسائل التّواصل الاجتماعيّ من خلال البث المباشر للندوة  .
واختتمت الدّكتورة نهلة النّدوة بالإشارة إلى أنّ الثّقافة تعدّ محوراً اجتماعيّاً يهدف لإنتاج سلوك معرفيّ وأخلاقيّ صحيح وقويم يجسّد مجموع القيم والمعايير الأخلاقيّة التي دعت إليها مختلف الأديان والشّرائع السّماويّة معربة عن شكرها لكافة المشاركين في الندوة في هذا اليوم العالمي للثقافة .