عقدت ندوة الثقافة والعلوم ندوة حول دور المتاحف وأهميتها، وقد شارك فيها كل من الأستاذة علياء الملا أمين متحف الشارقة للفنون،
والفنانة التشكيلية والمصممة الأستاذة وفاء الصباغ والمؤرخ والمصور الفوتوغرافي الأردني الأستاذ عبدالرحيم العرجان، بحضور معالي محمد المر ود. صلاح القاسم ود. نجاة مكي والمهندس رشاد بوخش والشاعر محمود نور ونخبة من المهتمين والمثقفين ورجال الصحافة والإعلام.
أدار الندوة الروائي ناصر عراق متسائلاً حول دور المدرسة والجامعة في تعزيز ثقافة ارتياد المتاحف بانتظام، وأهمية أن تشجع الأسرة أبناءها على زيارة المتاحف واحترامها. وضرورة توطيد العلاقة مع الصحف والقنوات الفضائية من أجل الترويج لفضيلة زيارة المتاحف المختلفة.

بالإضافة إلى كيفية استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بالمتاحف وتشجيع الناس على زيارتها، وما مدى إمكانية التعاون بين المتاحف المتعددة في الدولة من أجل جذب المزيد من الجمهور.
مشيراً إلى أهمية إطلاق المتاحف المسابقات والجوائز السخية لجذب الجمهور، ومدى إمكانية إمداد المتحف بمقتنيات جديدة باستمرار، ويتم الترويج لها إعلاميا بشكل جيد. وهل ميزانية المتاحف كافية لتفعيل دورها في السمو بالذائقة الفنية؟ أم المطلوب تخصيص ميزانيات أكبر.
ولماذا لا يطلق كل متحف مطبوعة ورقية تصدر بانتظام (شهرية أو فصلية) عن محتوياته وبرامجه وفعالياته، كما تنشر هذه المطبوعة الثقافة التشكيلية بشكل عام.

وأضاف عراق لماذا لا ينظم المتحف ندوات ومحاضرات داخل إحدى قاعاته بشكل منتظم بهدف تعميم الثقافة الفنية وبالأخص ثقافة ارتياد المتاحف والتزوّد بالفنون الرفيعة؟ ومدى إمكانية تنظيم معارض فنية للفنانين الإماراتيين والعرب والعالم داخل أروقة المتحف، بحيث يتجاور العمل الجديد مع العرض المتحفي، فيثير عقل الزائر وخياله؟

وذكرت علياء الملا أن متحف الشارقة للفنون اغلق في بداية 2020 ولن تم وضع خطة وتحويل غالبية المعارض التي كانت ستفتح في ظل جائحة كورونا إلى معارض رقمية، واستمر هذا الوضع قائم حتى افتتاح المتاحف رسمياً رغم أن هناك مطالب جماهيرية باستمرارية المعارض الرقمية من طلاب ومهتمين من جهات عدة، فاستطعنا الدمج وتنظيم معارض وورش رقمية وتخصيص برامج تقدم عن بعد.
وأضافت الملا أن المتحف حالياً يلقى حضوراً جماهيرياً ضمن خطة وبرامج المعارض، وتم وهيئة الشارقة للمتاحف تضم 16 متحفاً وهناك آلية عمل للبرامج والأنشطة لاستقطاب الجماهير وفقا للإجراءات المعمول بها.

وأكدت أن هيئة الشارقة للفنون لديها اتفاقيات مع وزارة التربية والتعليم ومجلس الشارقة للتعليم وجامعة الشارقة لتنظيم زيارات والاستفادة الفنية والمعرفية من مقتنيات المتاحف، كما أطلقت مبادرة متاحف على الطريق عبارة عن باص صمم بشكل متحفي يضم مقتنيات من مختلف الفنون والمراحل وكان الباص يتنقل بين المدارس لعرض مقتنياته، وبعد العرض يتم تنظيم ورشة لمحتويات المعرض المتنقل.
وعن الاقتناء المتحفي أكدت الملا أن هناك سياسات ومعايير للاقتناء وميزانية مخصصة لذك، واختلفت سياسات الاقتناء وأصبحت أكثر تخصصية وتمر بعدة مراحل من الفرز.

وعلق عبدالرحيم العرجان من الأردن وصاحب جاليري أنه تواصل تكنولوجيا قبل الجائح لأنه يعتبر أن الوسائط الاجتماعية أداة مهمة في مجال الإعلام والنشر، وقد ثبت ذلك في ظل الجائحة، وتم خلال فترة الركود تحويل كافة المعروضات والبيانات الكترونيا مما يفسح المجال لمزيد من التعاون الإلكتروني مع مختلف المتاحف. كذلك تم عمل قاعدة بيانات لكثير من الآثار الموجودة محلياً أو عربياً.

وأشار العرجان أن غالبية المتاحف في الأردن لديها قسم مخصص للترويج الإعلامي ويسهم في جذب المتابعين والمشاهدين سواء واقعياً أو عبر مختلف الوسائط الإعلامية. وأن ما يعزز عمل المتحف العلاقات المتواصلة مع المؤسسات الثقافية والفنانين في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى أن المتحف لديه إصدار لمجلة فنية رقمية تجذب عديد من المهتمين والفنانين.

وعن تحديات تصميم المتاحف أشارت المهندسة وفاء الصباغ أن لكل عمل متطلباته ورؤيته الخاصة، وحول زوار ورواد المتاحف أكدت أنها ثقافة لابد أن تعلم من الصغر لأنها تخلق وعي ومعرفة، والمتاحف ليست فقط أعمال صامتة ولكن مقتنيات تعبر عن تاريخ ومراحل ولكل متحف ذائقته وخاصة لأن هناك متاحف تخصصية جاذبة كمتحف المواصلات أو القطارات أو المتحف الزراعي وغيرها من المتاحف التي تجذب مختلف الشرائح والفئات. وأضافت أن المدارس والأسرة لديهم دور مهم في التوعية كذلك الإعلام والقنوات التلفزيونية أو الإذاعية الثقافية التي عليها دور توجيهي مهم.

 وذكر معالي محمد المر أنه مهتم بأرشفة التصوير الفوتوغرافي والذي يعد مهملاً في عالمنا العربي، وهناك جهود فردية خاصة مثل مؤسسة الصورة في بيروت والتي تضم رغم الاتساع مجموعات محدودة، فالتصوير الفوتوغرافي له أهمية محورية، فهناك متاحف كبرى وطنية تهتم بجمع الأرشيف الفوتوغرافي، كذلك المكتبات الجامعية في الدول الأجنبية ومتاحف الفنون تضم قسم للتصوير الفوتوغرافي يرص مراحل مختلفة، ولكن في عالمنا العربي لا نوثق أو نؤرشف تاريخنا الفوتوغرافي وهناك مصورين رواد لابد أن توثق تجاربهم. ونتمنى أن يكون هناك وعيا عربيا بضرورة الاعتناء بأرشيف التصوير الفوتوغرافي في كافة المؤسسات.
وأكد على ضرورة الاهتمام بسياسة اقتناء المعروضات ولابد لكل متحف أن يكون لديه خارطة طريق لاقتناء المجموعات الفنية المتحفية،
لمراكمة أعمال فنية جيدة ومتميزة.

وشدد على ضرورة إيلاء المتاحف اهتمام أكثر من قبل المؤسسة التعليمية لأن المتاحف مرتبطة بالعملية التربوية ولابد أن توجد مساحات فنية ومعرفية أوسع ضمن المناهج ويتم تدريسها بطريقة تثير الشغف والرغبة في التعلم.
وركز المر على أهمية تنظيم المتاحف لمعارض مؤقتة مما يروج للمتحف نفسه ويجذب فئات متنوعة ومختلفة حتى لا تكون المتاحف مجرد مبنى جامد صامت غير جاذب فالتثقيف والترويج الجيد وتنوع المقتنيات وتنشيطها أمر بالغ الأهمية.

وأشار المهندس رشاد بوخش رئيس المجلس الدولي للمتاحف أنه الإمارات يوجد بها 187 متحفا، منها 60 متحف حكومي، والباقي شيده مواطنون عشاق للفنون والآثار والتحف، وكان لجائحة كورونا الفضل في قيامي بعمل مسح كامل لحصر هذه المتاحف في مختلف إمارات الدولة ومناطقها، متاحف خاصة متنوعة توثق لمراحل وفترات وحرف مهمة، فهناك متحف للكريكت ويعد أكبر متحف للكريكيت في العالم وموجود في دبي، ومتحف تاريخ السينما ومتحف القهوة ومتحف الخنجر، وتضم إمارة رأس الخيمة وحدها أكثر من 33 متحفاً خاصاً.

وصرح بوخش أن المجلس الدولي بصدد إصدار دليل عن كافة متاحف الدولة بأهم مقتنياتها وأماكن تواجدها.
وذكر علي الضنحاني صاحب متحف شخصي في إمارة الفجيرة أن أصحاب المتاحف الشخصية يحتاجون إلى التثقيف والوعي بكيفية الحفاظ على مقتنياتهم لأنه جزء من تاريخ الدولة، يحتاجون إلى برامج توجههم وتوثق مقتنياتهم وتؤرخها حتى يتم إطلاع الزائرين عليها والتعريف بها.