أشاد مسؤولو التعليم التقني والمهني في دول مجلس التعاون الخليجي، بالمبادرة الإماراتية "مسبار الأمل"، مثمنين عالياً هذا السبق العالمي الذي تحققه القيادة الرشيدة في الإمارات، ليكون إنجازا عربيا تاريخيا، ونتاجا طبيعيا للجهود والإنجازات المتوالية والدائمة التي تحققها الإمارات، في كافة قطاعات الفضاء، والعمل والإنتاج والصناعة والتعليم المتخصص.

جاء ذلك خلال الندوة الافتراضية الالكترونية، التي نظمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية الشقيقة، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بعنوان : "الأزمات ومرونة التغيير في مستقبل صناعة التدريب التقني والمهني" حيث استعرض سعادة مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني "نموذج الإمارات في  التحول الرقمي والتعلم عن بعد في قطاع التعليم التقني والمهني" مؤكداً نجاح القيادة الرشيدة في الإمارات، في جعل الآثار الناجمة عن جائحة كوفيد 19 العالمية؛ صحية بنسبة 100% في قطاع التعليم، حيث عملت القيادة الرشيدة مبكرا على توفير الدعم التقني والمادي والمعنوي لكافة المؤسسات المعنية ومنها "أبوظبي التقني" اللازم لتمكين الطلبة من التعلم عن بعد منذ سنوات عديدة، وهو الأمر الذي جعل العملية التعليمية في المداس والجامعات تسير وفق الخطة الموضوعة لها بشكل متكامل، مشيرا إلى أن طلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية التابعة لـ"أبوظبي التقني"، قد حققوا تفوقا لافتا خلال جائحة كورونا، حيث أنهم مثلوا نحو 80% من أوائل  الثانوية العامة على مستوى الدولة، وهو مؤشر قوي على مدى نجاح الدولة والقيادة الرشيدة، في تمكين مؤسسات التعليم عامة، والتعليم التقني والمهني من تحقيق الإنجاز والإعجاز خلال زمن كورونا؛ الذي ترك آثاره السلبية على نحو مليار طفل انقطعوا عن التعليم في 161 دولة حول العالم.

وأوضح سعادة مبارك الشامسي خلال الندوة أن "أبوظبي التقني" قد بدأ المرحلة الأولى لمواجهة كافة الطوارئ، منذ العام 2011 بتطبيق برنامج الكتروني جديد، تم من خلاله؛ تحويل الكتب الورقية إلى الكترونية في جميع ثانويات التكنولوجيا التطبيقية بالدولة، وتسلم كافة الطلبة جهاز كمبيوتر لوحي؛ مزود بالبرامج والمواد والوسائل التي تجعل الطلبة والمدرسين في حالة تواصل لمدة 24 ساعة يومياً، ثم جاءت المرحلة الثانية؛ في مارس عام 2016 حيث طبق "أبوظبي التقني" نظام العمل عن بعد، بتطبيق خطة استمرارية الأعمال، من مقر بديل "كلية فاطمة للعلوم الصحية" الذي يبعد عن المقر الرئيسي للمركز، بنحو 40 كيلومتر، حيث شارك كافة الموظفين في تنفيذ الخطة، وإنجاز كافة المهام والواجبات على الوجه الاكمل، ومن ثم فقد جاءت المرحلة الثالثة خلال كوفيد 19 لتجد الجميع مستعد تماما للدراسة والعمل عن بعد، وهو ما حدث بالفعل، كما تم عقد لقاء افتراضي مع أولياء الأمور، تم خلاله ضمان التسبيق التام ما بين البيت والمدرسة، لضمان سير العملية التعليمية عن بعد بنجاح تام، كما أنشأ "أبوظبي التقني" في مقره الرئيسي؛ منصة الكترونية، مزودة بوحدة للدعم التقني، ووحدة لتلقى الشكاوى والمقترحات، لمتابعة سير العملية التعليمية عن بعد، وتحقيق الربط الإلكتروني المتكامل مع جميع المدارس والمؤسسات الجامعية والثانوية التابعة للمركز والتي تزخر بأكثر من 15 ألف طالب وطالبة، كما تم التأكيد على تدريب المعلمين والإداريين للعمل عن بعد.

وأضاف مدير عام "أبوظبي التقني" فقال "أما المرحلة الرابعة فتتمثل في نجاح المركز ليكون أولى المؤسسات التي طبقت العمل عن بعد بنسبة 100% في الإمارات، حيث تم العمل على تهيئة الموظفين لمواصلة الإنجاز، على أساس أن التواجد في مكاتب العمل؛ لن يكون متاحاً في فترة الحجر الصحي الذي فرضته جائحة "كوفيد 19"، وعليه قررنا أن نلتقي بالموظفين ونطلعهم على مستجدات الوضع واحتمالية العمل من المنزل وآلياته، ومن تم فقد تم تدريب الموظفين على آليات وبرامج التواصل بين الأفراد والأقسام أثناء فترة الحجر الصحي،

كما  قمنا بتعميم خطوات وتوجيهات حول آداب التواصل والاستخدام الفعال لبرامج التواصل أثناء تأدية العمل المؤسسي عن بعد، فيما تمثلت المرحلة الخامسة في طرح "أبوظبي التقني" منصة الكترونية جديدة"ITEACH " والتي تتضمن باقة من الدورات المتخصصة في القرآن الكريم، وإدارة المشاريع، وفن إدارة الوقت، والذكاء الاصطناعي، والموسيقى، وغيرها من التخصصات التي جذبت التربويين والطلبة وفئات مجتمعية عديدة، تم رصد تفاعلها من مختلف أنحاء العالم، كما تضمنت هذه المرحلة فتح باب التطوع أمام الطلبة والجميع لخدمة المجتمع، وهو ما حدث بالفعل حيث تطوعت طالبات كلية فاطمة للعلوم الصحية التابعة ل"أبوظبي التقني" في العمل بجانب خط الدفاع الأول، ممثلا في الأطباء والممرضين، في عدة تخصصات منها التمريض، والإسعاف والطوارئ، والتصوير الإشعاعي، والصيدلة، والعلاج الطبيعي، وهو الأمر الذي يؤكد فعليا على أن أزمة كورونا كانت صحية بنسبة 100% في قطاع التعليم المتخصص.

واختتم سعادة مبارك الشامسي حديثه داعيا الجميع الى متابعة الحدث العالمي الفريد وهو إطلاق "مسبار الأمل" باعتباره أول مشروع تقوم به الإمارات نيابة عن كل العرب؛ لاستكشاف المريخ ذلك الكوكب الأحمر الغامض، حيث يقوم المسبار بالدوران حول المريخ ودراسة ديناميكية عمل غلافه الجوي على نطاق عالمي، وفي كافة الأحوال والأوقات، مؤكداً على أن هذا المسبار سيساهم في تطوير منظومة التعليم التقني والمهني عربيا وعالمياً. وقد أقيمت الندوة تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن فهد الفهيد محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في السعودية الشقيقة ، وشارك فيها أيضا الدكتور عادل بن خليفة الزياني رئيس قطاع الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتم خلالها تبادل المعارف والخبرات والاستفادة من الأوراق العلمية المطروحة واستعراض عدداً من التجارب الناجحة في دول الخليج في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني خلال أزمة كورونا بالإضافة إلى مناقشة أبرز التقنيات والحلول الحديثة في التعليم والتدريب عن بُعد.