في إطار جهودها لإثراء قيم التسامح والتعايش بالمؤسسات الحكومية والخاصة:

نهيان بن مبارك يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التسامح والتعايش ومستشفى كند

نهيان بن مبارك يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التسامح والتعايش ومستشفى كند

-- نهيان بن مبارك: المستشفى يمتلك تاريخا طويلا في الرعاية الصحية والإنسانية نعتز به جميعاً

شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش أمس  بمدينة العين توقيع مذكرة تفاهم بين مستشفى كند ووزارة التسامح والتعايش، بحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، والدكتور سكوت كينيدي، أحد أبناء مؤسسي مستشفى كند، كما وقع المذكرة عن وزارة التسامح والتعايش سعادة عفراء الصابري المدير العام، وعن مستشفى كند، وقعها الدكتور تيم فنشر الرئيس التنفيذي للمستشفى .

تهدف المذكرة إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش بالمؤسسات الحكومية والخاصة ، بحيث يشكل مستشفى كند بموجب المذكرة  لجنة للتسامح بغرض تمثيل جميع الإسهامات التعاونية وقيادتها من خلال إنشاء إطار عمل داخل المستشفى لإعداد نظام لشهادات التسامح من المستويين الأول والثاني، ومن ثم تقوم بإعداد (بيان التزام) بقيم التسامح، إضافةً إلى وضع خطة استراتيجية للتواصل مع جميع الجهات المعنية، كما تتعهد المستشفى بدعم الوزارة في إعداد استبيانات وتقييمات أولية ونهائية فيما يتعلق بمجالات التسامح والتعايش، ومشاركة الوزارة في وضع  سياسة وخطة تنفيذ تتعلق برعاية الموظفين ودعمهم واشراكهم في مختلف العمليات المتعلقة بثقافة التسامح ومفاتيح الشخصية المتسامحة إضافة إلى رعاية المرضى ورضاهم ومشاركتهم.

      فيما تقوم وزارة التسامح والتعايش بدعم مستشفى كند في إعداد السياسات والممارسات وتنفيذها للمساعدة في تفعيل وخلق ثقافة تسامح، وتنفيذ برنامج تدريبي مخصص لفرسان التسامح فيما يتصل بقطاع الرعاية الصحية، إضافة إلى توفير منصة تدريب رئيسية للمرشحين المختارين داخل المستشفى.
وصرح معالي الشيخ نهيان: "إننا في شراكتنا مع مستشفى كند، نظهر مثالاً للتسامح والانفتاح، ونقدر جهود المستشفى المخلصة في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، تضمن الراحة والآمان للمرضى، حيث إن توقيع مذكرة التفاهم اليوم يعتبر تعزيزًا للجهود المشتركة بيننا".   

 وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية التي تمثل خطوة مهمة لدعم قيم وثقافة التسامح داخل المجتمع ومؤسساته، مؤكدا أن مستشفى كند تمثل صرحا شامخا في المجال الصحي بمدينة العين، ورمزا لجهود مقدرة قام بها المؤسسون الأول لهذا الطرح الصحي المهم، كما تمثل نموذجا لنجاح حكومتنا الرشيدة في دعم ومساندة وتطوير مختلف المؤسسات الناجحة بالدولة التي تتمتع بتاريخ طويل في خدمة المجتمع الإماراتي، مؤكدا أنه في العام 2019 وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أطلقت الهوية الجديدة لمستشفى الواحة في العين تحت مسمى "مستشفى كند"، تقديراً وعرفاناً للدور الذي قام به مؤسسا المستشفى بات وماريانا كينيدي في تطوير الرعاية الصحية لاسيما لحديثي الولادة في مدينة العين منذ ستينيات القرن الماضي، ولتوثيق الاسم المتداول للمستشفى والمتعارف عليه بين سكان مدينة العين، وتعزيزاً لقيم التعايش والتسامح، وهذا ما نفخر ونعتز به جميعا.

وهنا تأتي أهمية التعاون بين وزارة التسامح والتعايش ومستشفى كند بهدف إطلاق سلسلة من المبادرات التي تركز على أهمية ودلالة تبني قيم التسامح في قطاع الرعاية الصحية.
      ووجه معاليه التحية لإدارة مستشفى كند التي يمثل تاريخها صفحات مضيئة فحياة مدينة العين وكافة سكانها بداية من ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وهو تاريخ يشرف به كافة العاملين بالمستشفى اليوم، لأنه تاريخ قائم على القيم الإنسانية الأصيلة للمؤسسين الأوائل لهذا الصرح ولمن جاء بعدهم، مؤكدا أن نتائج هذا التعاون ستمثل انطلاقة جديدة لمشروع اعتماد الجهات المتسامحة بالجهات الخاصة  ، والمنوطة بها تعزيز ثقافة التسامح، وكذلك وضع المؤشرات الوطنية، وتطوير آليات العمل في مختلف المؤسسات الحكومية، وتشجيعهم على موائمة وتطوير سياساتهم ومنظومة خدماتهم سعياً نحو خلق مؤسسات تتميز بتسامحها واحترامها للتعايش والتعددية، وخاصة في القطاع الصحي.

  وأضاف معاليه أنه على ثقة من أن مستشفى كند ستكون في طليعة المؤسسات التي تعزز ثقافة الالتزام والاحترام والعمل الجماعي وحقوق الموظفين ولحوار والتواصل والتسامح عبر مجموعة من البرامج والممارسات، حتى يتمتع المنتمون لهذه المؤسسة العريقة بسلوكيات التسامح وسياسات تحترم الاختلاف وتحتفي بالتعدد وتضمن حقوق التعبير والرأي، كما وتوفر لوائح تشجع التسامح والعمل ضمن فرق المتعددة الثقافات .

وفي الختام، أشاد معاليه بشكل خاص بالجهود المتميزة التي تبذلها دائرة الصحة في أبوظبي، وبدورها الفعال في مواجهة جائحة كوفيد -19، وهي إجراءات أثبتت رؤية حكيمة من قيادة الإمارات، وتجسدت بحماية أمة بأكملها من الآثار المروعة للمرض الذي أصاب العالم بأسره.

وقال معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة أبوظبي: "إن التسامح هو نهج راسخ لدى دولة الإمارات منذ تأسيسها في ظل توجيهات ودعم قيادتنا الرشيدة التي تواصل سيرها على خطى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، برزت دولة الإمارات كونها نموذجاً ملهماً في التسامح والعطاء خلال تعاملها الاستثنائي مع جائحة كوفيد-19 من خلال مبادرات إنسانية تهدف للحفاظ على صحة المجتمع المحلي والدولي، واليوم نعتز بالتعاون الوثيق بين مستشفى كند ووزارة التسامح والتعايش لإطلاق سلسلة من المبادرات لتعزيز قيم التسامح التي تعد ركيزة في منظومة القطاع الصحي في الإمارة."

ومن جانبه قال الدكتور تيم فنشر الرئيس التنفيذي للمستشفى "نحن في مستشفى كند فخورون لاستمرارنا في دعم ممارسات الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد التعاون بيننا وبين وزارة التسامح من المبادرات التاريخية المهمة، فنحن نفخر بصدق بكوننا جزءًا من بيئة الرعاية الصحية رفيعة المستوى في الإمارات العربية المتحدة وإنه لشرف عظيم لنا أن نعمل مع وزارة التسامح والتعايش من أجل بث وتعزيز التراحم والمحبة والاحترام في قطاع الرعاية الصحية في أنحاء الإمارات بما يعكس على نحو رائع المحبة الكريمة التي أنعم بها الله علينا."

   فيما عبر الدكتور سكوت كينيدي عن سعادته وكل العاملين بالمستشفى بمواصلتنا البناء على إرث المحبة الذي تركه لنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ووالدي إرساءً لدعائم صداقتنا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة. أنا شخصيًا أتذكر مشاعر الدفء الرقيقة والضيافة التي غمرت مستشفى كند ومجتمع العين في السنوات الأولى للمستشفى. لم نكن نتعامل مع رواد المستشفى بوصفهم مرضى ولكننا جميعًا كنا نمثل عائلة واحدة. نحن نؤمن بإخلاص أن هذه الشراكة مع وزارة التسامح ستسهم في تعزيز هذا الإرث الرائع في جميع أنحاء الدولة.

تم تأسيس مستشفى كند (المعروفة سابقًا باسم "مستشفى الواحة") في عام 1960 على يد الطبيبين بات وماريان كينيدي بدعوة كريمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان الزوجان بات وماريان كينيدي طبيبين من الولايات المتحدة الأمريكية هدفهما الأساسي في الحياة يتمحور حول كسب رضا الله عز وجل من خلال تقديم خدمات رعاية صحية استثنائية ومساعدات طبية عطوفة للجميع في المنطقة. كان للدكتورة ماريان كينيدي وفريقها السبق من خلال الإشراف على ولادة واحد وعشرون من أبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن بينهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. منذ تأسيسها، اشتهرت مستشفى كند بتقديم خدمات متميزة لرعاية التوليد والأطفال، ونحن ممتنون وفخورون للغاية بشهرتنا كأحد مقدمي خدمات الرعاية الصحية المتميزة للسيدات والأطفال في الشرق الأوسط.

تعد مستشفى كند مؤسسة غير هادفة للربح تسعى إلى إنشاء واحة للرعاية الصحية الاستثنائية للسيدات والأطفال وعائلاتهم. مستشفى كند أول مستشفى تأسست في إمارة أبوظبي وأول مستشفى خاصة في الإمارة تحصل على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة. علاوة على ذلك، تعد أول مستشفى في العالم تحصل على اعتمادات برنامج الرعاية السريرية من اللجنة الدولية المشتركة لبرنامج الولادة الطبيعية بعد العملية القيصرية للأمهات وبرنامج علاج متلازمة ضيق النفس لدى الأطفال حديثي الولادة.

سلط معالي يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية الضوء على إسهامات الطبيبين كينيدي في تعزيز مناخ التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في مقال رأي نُشر في عام 2019، حيث كتب ما يلي:

" في عام 1960، توغل طبيبان أمريكيان جاءا ضمن إرسالية في صحراء شبه الجزيرة العربية القاسية وأسسا مستشفى في مبنى من القوالب الطينية بأرضية ترابية وسقف من سعف النخيل. قد كان ذلك بالنسبة للبدو الذين يعيشون في تلك المنطقة ويمارسون شعائر الدين الإسلامي التجربة الأولى بالنسبة لهم مع الطب الحديث والتعامل الأول مع أشخاص يدينون بالمسيحية. على مدار العقود القليلة التالية وبفضل تشجيع ودعم شيوخ القبائل المحلية، نجح فريق الزوج والزوجة الطبي في تطوير المستشفى وحفظ كثير من الأرواح وإرساء دعائم إرث خالد من الاحترام والتقدير بين المسيحيين والمسلمين، وهو ما تجسد لاحقًا في دولة الإمارات العربية المتحدة . . .

. . .  منذ ستين عامًا في أعماق الصحراء، نجح أطباء الإرسالية وأهل قرى البدو في بناء جسر بين الديانتين من خلال أفعال تتسم بالطيبة والتفهم."
تسعى مستشفى كند دائمًا لتقديم خدمات رعاية طبية بمستوى عالمي في بيئة هادئة ومريحة تراعي الاعتبارات الثقافية. كان لمستشفى كند السبق في تقديم سلسلة من التطورات التكنولوجية لأول مرة، حيث قدمت خدمات الطب الإشعاعي وخدمات نقل الدم لأول مرة في الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى تقديم الخدمات المخبرية السريرية لأول مرة في منطقة العين. نجح أيضًا المهندسون في مستشفى كند في إنشاء القوالب الإسمنتية لأول مرة والتي استخدمت في تشييد المبنى المتين في منطقة العين. تقدم مستشفى كند منذ نشأتها خيارات الغرف العائلية الخاصة وخدمات كبار الشخصيات وحتى خيار إبقاء الوليد مع الأم في نفس الغرفة.
منذ عام 1960، قدم إلى العالم أكثر من 125,000 طفلًا بفضل الله من خلال جهود فريق مستشفى كند.