لا تفضل لقب مصورة الحروب والهاتف المحمول قلب موازين عملها
نيكول تانغ في اكسبوجر2024 تعكس بالصور آثار الصراعات على البشر
احتضنت فعاليات النسخة الثامنة للمهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” ندوات فكرية وجلسات نقاشية عميقة محورها الأساسي الصورة، واستضافت “منصة X « في المهرجان، المقام بمركز إكسبو الشارقة حتى 5 مارس الجاري، جلسة نقاشية تحدثت فيها المصورة الصحفية نيكول تانغ، وهي من أبرز المصورات، اللاتي وثقنّ الأحداث في الشرق الأوسط، حيث سافرت إلى تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق وأوكرانيا، وعملت بشكل مستقل، لترصد بعدستها لقطات متنوعة من مناطق النزاع والصراع.
مسار التصوير
تقييم المصورة حالياً في نيويورك، ولكنها تنحدر من أسرة صينية، فقد ترعرعت في كنفها في هونغ كونغ وقالت خلال اللقاء: “مساري في التصوير الصحفي لم يكن مقصوداً، وقد كانت أسرتي تود التحاقي بالجامعة لإكمال الدراسة في القانون أو العلوم، لكني اخترت العمل الحر، ووجدت نفسي في بداية أحداث الربيع العربي، أحزم حقائب سفري من نيويورك، وعمري 24 سنة، لتغطية الأحداث في الشرق الأوسط، وكان ذلك في 2011، حيث سافرت إلى تونس وكذلك مصر، ومنها في الحافلات إلى ليبيا، وفي الطريق تعرفت على بعض الأصدقاء يعملون في مجال حقوق الإنسان، أخذوني تحت جناحهم، في أجواء اتسمت بالمخاطر والاشتباكات».
أحداث ومشاعر
وعرضت المصورة العديد من الصور في المواقع الأمامية من جبهات الصراع، ولحظات مفصلية في هذه النزاعات، حيث تقدم كل صورة قصة عن حدث أو تغيير درامي في الحروب، وقالت إن الكثير من الناس يصنفونها كمصورة حرب، لكنها رغم عملها على تصوير الحروب فهي تفضل مسمى المصورة الصحفية، حيث تتناول صورها أحياناً أخرى الجوانب الإنسانية وأحوال الناس في خضم هذه الصراعات، مبينة أن عملها في هذا المجال غير من نظرتها للكثير من الأمور، ففي حين كان جل حلمها سابقاً امتلاك شقة هادئة، فإن بعض الناس وسط هذه الأحداث لا يحلم سوى بالأمن، أو العودة إلى المدارس والحياة الطبيعية، فكانت متعايشة مع كل هذه المشاعر، مؤكدة أن المصور الذي لا يحمل مشاعر لا يستطيع أن ينجح.
قصص غير نمطية
وأكدت تانغ أنها غطت كل أماكن الصراع في ليبيا، وخصوصاً في الأماكن الساحلية، وكانت ترسل صورها إلى وكالات إخبارية ومؤسسات صحفية دولية، وقد فقدت العديد من الزملاء الصحفيين في هذه الأحداث، بعضهم يعمل لصالح الصحافة الأمريكية والبريطانية، كما عملت في سوريا ونقلت أحداثها، التي اعتبرتها واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية التي مرت في الزمن المعاصر.وأضافت: وثقت المجريات رغم تهديدات الاختطاف التي تعرض لها الصحفيون، كما تابعت مجريات الصراع مع حركة “داعش” في سوريا والعراق، وواصلت حديثها: “لقد رأيت خلال هذه الفترة سرعة تغير الإعلام، ودخول إعلام الهاتف المحمول في نقل أحداث الصراعات ففكرت بتغيير نمط مشاريعي التصويرية وطريقتي في السرد واعتماد أساليب غير نمطية، فصورت تأثير الحرب على مقومات مدينة حلب التاريخية والأثرية، والعالم الليلي في أماكن الصراع، حيث يتغير المشهد، من اشتباكات مباشرة إلى عالم للقناصين وتهريب الوقود وسط شوارع مهجورة وغيرها من المظاهر».
مشروع جديد
وأضافت، “كنت أحاول أن أنهي رحلتي في نقل الحروب سنة 2021، لكن أحداث الصراع في أوكرانيا، دعتني أيضا لنقلها، وقد عملت خلالها على مشروع تصوير يسلط الضوء على مراكز التأهيل النفسي المتزايدة للجنود الأوكرانيين، أقدم من خلالها قصصاً عن أحداث الحرب في أوكرانيا، حيث تقدم هذه المراكز علاجاً لاضطرابات صدمات الحرب وما خلفته من أذى نفسي عميق، وتشمل هذه العلاجات جلسات التأمل والصدمات الكهربائية الطبية وركوب الخيل، الذي يجعل الجنود الصامدين لفترة طويلة وسط الخنادق يهذون كالأطفال، ويعبرون عن مشاعرهم، وهو أمر صحي وجيد للمرء».وتابعت: “التصوير عملية نفسية بالدرجة الأولى تجعلك تفكر في تصوير كل ما يدور حولك من مشاعر، لذلك اخترت هذا المشروع، لتصوير آثار الحرب على الناس، وما يكتنف المشاكل العقلية والنفسية من التباس مرتبط بنظرة الآخرين ووصمة العار، في ظل ظروف الحرب الصعبة التي تدفع بعض الناس إلى الانتحار».