يستعدان للتواصل مجددا:
هل بإمكان الصين والولايات المتحدة تفادي حرب ساخنة...؟
-- الجنرال شو: في مواجهة مصيدة ثيوسيديدس وقضايا الحدود، يجب على الجيش الصيني تعزيز قدراته
-- لا يخلو المكان الذي سيحتضن الاجتماع من أهمية رمزية
-- ميزانية الدفاع الصينية المعلنة أقل بكثير من الميزانية الحقيقية
-- الميزانية العسكرية الأمريكية أكثر من جميع الميزانيات العسكرية في العالم مجتمعة
-- تأتي هذه المبادرة، في وقت شاع فيه الحديث عن مخاطر اندلاع حرب ساخنة بين الطرفين
أخيرًا، وبعد شهور من الصمت، تستعد الصين والولايات المتحدة للتواصل. وقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء الماضي 10 مارس، أن رئيسها، أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، سيلتقيان مع يانغ جيتشي، كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الصين، وكذلك وزير الخارجية وانغ يي في أنكوراج، ألاسكا، الاسبوع القادم. ماذا يعني استئناف التواصل بينما يثير عسكريو البلدين مجددا خطر النزاع المسلح؟
من المقرر عقد الاجتماع الخميس المقبل 18 الجاري. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إنه لا مجال لاتصالات أخرى رفيعة المستوى بين البلدين الا إذا تم التوصل إلى “نتائج ملموسة».
سيقام اللقاء في منتصف الطريق بين واشنطن وبكين، ولكن في الولايات المتحدة، ولا يخلو هذا من أهمية رمزية.
وقد أوضح نيد برايس، انه “كان من المهم بالنسبة لنا عقد اجتماع هذه الإدارة مع المسؤولين الصينيين على الأراضي الأمريكية بعد أن التقينا واستشرنا حلفائنا، في كل من آسيا وأوروبا».
بالإضافة إلى ذلك، ستجرى المقابلة بعد قمة افتراضية انعقدت الجمعة، 12 مارس للـ “الرباعية”، ذاك المنتدى الاستراتيجي الذي يجمع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.
وسيكون أنتوني بلينكين قد عاد من زيارة رســــمية إلى طوكيو وسيول، سيؤكد خلالها، على الأرجح، قوة التحالف بين أمريكا وهاتين الدولتين المجاورتين للصين.
يشار إلى أن يانغ جيتشي، هو رئيس مكتب الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، في حين أن وانغ يي، هو أحد مساعدي الرئيس شي جين بينغ المخلصين.
لذلك لا مجال، في هذه المرحلة، لمناقشة إمكانية عقد قمة بين الرئيس الصيني ونظيره جو بايدن.
إن أنتوني بلينكين وجيك سوليفان، سيسخّران هذا الاجتماع لمعالجة مجموعة واسعة من القضايا، منها تلك التي تسجّل فيها “خلافات عميقة” بين واشنطن وبكين: “سنكون صريحين في توضيح مخاوفنا بشأن التحديات التي يضعها الصينيون لأمن الولايات المتحدة وقيمها، وتلك الخاصة بحلفائنا وشركائنا. «
مصيدة ثيوسيديدس
وتأتي هذه المبادرة، المعدة بعناية من الجانب الأمريكي، في الوقت الذي تحدث فيه مسؤولون صينيون وأمريكيون، في الأيام الأخيرة، لشرح مخاوفهم من مخاطر اندلاع حرب ساخنة بين الصينيين والأمريكان.
في كتاب أمريكي صدر مؤخرًا “عام 2034: رواية من الحرب العالمية التالية”، يشرح القائد العام السابق لحلف الناتو الأدميرال جيمس ستافريديس كيف تصاعد حادث مسلح بين القوات البحرية الأمريكية والصينية في بحر الصين الجنوبي وأدى إلى حرب شاملة بين القوتين العظميين. “نحن في عام 2034 والحرب على وشك أن تندلع.
شق أسطول من ثلاث مدمرات أمريكية طريقه عبر بحر الصين الجنوبي، وبالقرب من أرخبيل ميشياف، واجهوا سفينة صينية... وفي هذا المكان ساءت الأمور».
في الوقت نفسه تقريبًا، يوم الجمعة 5 مارس، أثار الجنرال شو تشي ليانغ، أكبر مسؤول عسكري صيني بعد شي جين بينغ، رئيس اللجنة العسكرية المركزية، شبح الصراع مع الولايات المتحدة.
“في مواجهة مصيدة ثيوسيديدس وقضايا الحدود، يجب على الجيش تعزيز قدراته، قــــــال الجنرال شـو، وهو أيضًا أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني البالغ عددهم 25، ويجب أن نحقق تقدمًا في أساليبنا القتالية، وأن نرسي أسس التحديث العسكري».
«فخ ثيوسيديدس” هذا، الذي يقام عندما تأتي قوة ناشئة لتحدي القوة المهيمنة، يشير إلى وقوف أثينا ضد سبارتا خلال الحرب البيلوبونيسية في اليونان القديمة. إنه محور كتاب لجراهام أليسون، عالم السياسة وأستاذ مميّز بجامعة هارفارد، نُشر عام 2019 بالفرنسية تحت عنوان “نحو الحرب، أمريكا والصين في فخ ثيوسيديدس؟”، يشرح المؤلف كيف تتجه القوتان العالميتان العظيمتان نحو حرب لا تريدانها.
هذه هي المرة الأولى التي يُصدق فيها مسؤول عسكري صيني هذه الأطروحة. فقد رفض شي جين بينغ الفكرة عام 2015، خلال زيارة إلى سياتل.
“لا يوجد شيء اسمه فخ ثوسيديدس، ولكن إذا ارتكبت بعض القوى العظمى بانتظام حسابات استراتيجية خطأ، فيمكنها أن تخلق مثل هذه الفخاخ لنفسها”، أكد حينها.
غزو تايوان
في 5 مارس، أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، عن ميزانية عسكرية قدرها 1.355 مليار يوان (209 مليار دولار) لعام 2021، بزيادة 6 فاصل 8 بالمائة عن عام 2020، وهي ميزانية تنمو باطراد في السنوات الأخيرة. إنها بالتأكيد بعيدة جدًا عن الميزانية العسكرية الأمريكية -934 مليار دولار لعام 2021، أكثر من جميع الميزانيات العسكرية في العالم مجتمعة -لكنها تحتل المرتبة الثانية في العالم.
واوضح رئيس الحكومة الصينية في خطابه الذي ألقاه في افتتاح الجلسة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، إن هذه الميزانية ستسمح لجيش التحرير الشعبي “بتعزيز قدراته على الاستعداد القتالي».
هذه الميزانية، على سبيل المقارنة، تبلغ ستة عشر ضعفًا لميزانية تايوان، والتي تبلغ 13.2 مليار دولار، بزيادة 4 بالمائة على أساس سنوي. علاوة على ذلك، يرى الخبراء أن هذه الميزانية الرسمية أقل بكثير من الميزانية الحقيقية، ولا تأخذ في الاعتبار على وجه الخصوص تكلفة البحث عن الأسلحة الجديدة.
لماذا هذه الميزانية؟ هل الصين مهددة بغزو أجنبي وشيك أو بعيد؟ من الواضح أنه لا... هل لمهاجمة تايوان في يوم من الأيام؟ هل سينتهي المطاف بأخوة الدم الصينيين الى التقاتل؟
حول هذا الموضوع المتفجر، قال الأدميرال الأمريكي فيليب ديفيدسون، القائد العام لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، الثلاثاء، 9 مــــــارس، إن الصيـن قـــــد تحاول غــــزو تايوان قبــــــل نهايــــة العقد، مستفيدة من تقدمها العسكري في المنطقة من أجل تحقيق أسبقية على الولايات المتحدة.
“إنني قلق من أن “الصينيين” يصعّدون طموحاتهم لتخطي الولايات المتحدة وزعامتنا في النظام الدولي بحلول عام 2050”، أوضح المسؤول العسكري الأمريكي للجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ، نقلت عنه صحيفة الغارديان، ومن الواضح أن تايوان إحدى طموحاتهم قبل ذاك التاريخ، وأعتقد أن التهديد جليّ خلال العقد المقبل، بل خلال السنوات الست المقبلة».
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. عام 2020، نشر كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.
-- لا يخلو المكان الذي سيحتضن الاجتماع من أهمية رمزية
-- ميزانية الدفاع الصينية المعلنة أقل بكثير من الميزانية الحقيقية
-- الميزانية العسكرية الأمريكية أكثر من جميع الميزانيات العسكرية في العالم مجتمعة
-- تأتي هذه المبادرة، في وقت شاع فيه الحديث عن مخاطر اندلاع حرب ساخنة بين الطرفين
أخيرًا، وبعد شهور من الصمت، تستعد الصين والولايات المتحدة للتواصل. وقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء الماضي 10 مارس، أن رئيسها، أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، سيلتقيان مع يانغ جيتشي، كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الصين، وكذلك وزير الخارجية وانغ يي في أنكوراج، ألاسكا، الاسبوع القادم. ماذا يعني استئناف التواصل بينما يثير عسكريو البلدين مجددا خطر النزاع المسلح؟
من المقرر عقد الاجتماع الخميس المقبل 18 الجاري. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إنه لا مجال لاتصالات أخرى رفيعة المستوى بين البلدين الا إذا تم التوصل إلى “نتائج ملموسة».
سيقام اللقاء في منتصف الطريق بين واشنطن وبكين، ولكن في الولايات المتحدة، ولا يخلو هذا من أهمية رمزية.
وقد أوضح نيد برايس، انه “كان من المهم بالنسبة لنا عقد اجتماع هذه الإدارة مع المسؤولين الصينيين على الأراضي الأمريكية بعد أن التقينا واستشرنا حلفائنا، في كل من آسيا وأوروبا».
بالإضافة إلى ذلك، ستجرى المقابلة بعد قمة افتراضية انعقدت الجمعة، 12 مارس للـ “الرباعية”، ذاك المنتدى الاستراتيجي الذي يجمع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.
وسيكون أنتوني بلينكين قد عاد من زيارة رســــمية إلى طوكيو وسيول، سيؤكد خلالها، على الأرجح، قوة التحالف بين أمريكا وهاتين الدولتين المجاورتين للصين.
يشار إلى أن يانغ جيتشي، هو رئيس مكتب الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، في حين أن وانغ يي، هو أحد مساعدي الرئيس شي جين بينغ المخلصين.
لذلك لا مجال، في هذه المرحلة، لمناقشة إمكانية عقد قمة بين الرئيس الصيني ونظيره جو بايدن.
إن أنتوني بلينكين وجيك سوليفان، سيسخّران هذا الاجتماع لمعالجة مجموعة واسعة من القضايا، منها تلك التي تسجّل فيها “خلافات عميقة” بين واشنطن وبكين: “سنكون صريحين في توضيح مخاوفنا بشأن التحديات التي يضعها الصينيون لأمن الولايات المتحدة وقيمها، وتلك الخاصة بحلفائنا وشركائنا. «
مصيدة ثيوسيديدس
وتأتي هذه المبادرة، المعدة بعناية من الجانب الأمريكي، في الوقت الذي تحدث فيه مسؤولون صينيون وأمريكيون، في الأيام الأخيرة، لشرح مخاوفهم من مخاطر اندلاع حرب ساخنة بين الصينيين والأمريكان.
في كتاب أمريكي صدر مؤخرًا “عام 2034: رواية من الحرب العالمية التالية”، يشرح القائد العام السابق لحلف الناتو الأدميرال جيمس ستافريديس كيف تصاعد حادث مسلح بين القوات البحرية الأمريكية والصينية في بحر الصين الجنوبي وأدى إلى حرب شاملة بين القوتين العظميين. “نحن في عام 2034 والحرب على وشك أن تندلع.
شق أسطول من ثلاث مدمرات أمريكية طريقه عبر بحر الصين الجنوبي، وبالقرب من أرخبيل ميشياف، واجهوا سفينة صينية... وفي هذا المكان ساءت الأمور».
في الوقت نفسه تقريبًا، يوم الجمعة 5 مارس، أثار الجنرال شو تشي ليانغ، أكبر مسؤول عسكري صيني بعد شي جين بينغ، رئيس اللجنة العسكرية المركزية، شبح الصراع مع الولايات المتحدة.
“في مواجهة مصيدة ثيوسيديدس وقضايا الحدود، يجب على الجيش تعزيز قدراته، قــــــال الجنرال شـو، وهو أيضًا أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني البالغ عددهم 25، ويجب أن نحقق تقدمًا في أساليبنا القتالية، وأن نرسي أسس التحديث العسكري».
«فخ ثيوسيديدس” هذا، الذي يقام عندما تأتي قوة ناشئة لتحدي القوة المهيمنة، يشير إلى وقوف أثينا ضد سبارتا خلال الحرب البيلوبونيسية في اليونان القديمة. إنه محور كتاب لجراهام أليسون، عالم السياسة وأستاذ مميّز بجامعة هارفارد، نُشر عام 2019 بالفرنسية تحت عنوان “نحو الحرب، أمريكا والصين في فخ ثيوسيديدس؟”، يشرح المؤلف كيف تتجه القوتان العالميتان العظيمتان نحو حرب لا تريدانها.
هذه هي المرة الأولى التي يُصدق فيها مسؤول عسكري صيني هذه الأطروحة. فقد رفض شي جين بينغ الفكرة عام 2015، خلال زيارة إلى سياتل.
“لا يوجد شيء اسمه فخ ثوسيديدس، ولكن إذا ارتكبت بعض القوى العظمى بانتظام حسابات استراتيجية خطأ، فيمكنها أن تخلق مثل هذه الفخاخ لنفسها”، أكد حينها.
غزو تايوان
في 5 مارس، أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، عن ميزانية عسكرية قدرها 1.355 مليار يوان (209 مليار دولار) لعام 2021، بزيادة 6 فاصل 8 بالمائة عن عام 2020، وهي ميزانية تنمو باطراد في السنوات الأخيرة. إنها بالتأكيد بعيدة جدًا عن الميزانية العسكرية الأمريكية -934 مليار دولار لعام 2021، أكثر من جميع الميزانيات العسكرية في العالم مجتمعة -لكنها تحتل المرتبة الثانية في العالم.
واوضح رئيس الحكومة الصينية في خطابه الذي ألقاه في افتتاح الجلسة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، إن هذه الميزانية ستسمح لجيش التحرير الشعبي “بتعزيز قدراته على الاستعداد القتالي».
هذه الميزانية، على سبيل المقارنة، تبلغ ستة عشر ضعفًا لميزانية تايوان، والتي تبلغ 13.2 مليار دولار، بزيادة 4 بالمائة على أساس سنوي. علاوة على ذلك، يرى الخبراء أن هذه الميزانية الرسمية أقل بكثير من الميزانية الحقيقية، ولا تأخذ في الاعتبار على وجه الخصوص تكلفة البحث عن الأسلحة الجديدة.
لماذا هذه الميزانية؟ هل الصين مهددة بغزو أجنبي وشيك أو بعيد؟ من الواضح أنه لا... هل لمهاجمة تايوان في يوم من الأيام؟ هل سينتهي المطاف بأخوة الدم الصينيين الى التقاتل؟
حول هذا الموضوع المتفجر، قال الأدميرال الأمريكي فيليب ديفيدسون، القائد العام لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، الثلاثاء، 9 مــــــارس، إن الصيـن قـــــد تحاول غــــزو تايوان قبــــــل نهايــــة العقد، مستفيدة من تقدمها العسكري في المنطقة من أجل تحقيق أسبقية على الولايات المتحدة.
“إنني قلق من أن “الصينيين” يصعّدون طموحاتهم لتخطي الولايات المتحدة وزعامتنا في النظام الدولي بحلول عام 2050”، أوضح المسؤول العسكري الأمريكي للجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ، نقلت عنه صحيفة الغارديان، ومن الواضح أن تايوان إحدى طموحاتهم قبل ذاك التاريخ، وأعتقد أن التهديد جليّ خلال العقد المقبل، بل خلال السنوات الست المقبلة».
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. عام 2020، نشر كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.