رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة خالد بن محمد ويعزون أمير قطر بوفاة مريم بنت عبدالله
هل تتمدد حرب أوكرانيا شمالاً مع توسع ناتو إلى فنلندا والسويد؟
تساءل محرر شؤون الأمن القومي في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية مارك أبيسكوبوس، عن احتمال توسع الأزمة الأوكرانية إلى شمال أوروبا، بعدما أعلن زعماء فنلندا الخميس أنهم سيسعون إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “دون تأخير”، ما يشكل تغييراً جذرياً في سياسة الحياد التي انتهجتها هلسنكي منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن توسع ناتو بضم فنلندا والسويد قد يثبت أنه أكثر خطورة مما تتوقعه قيادته. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، أن أنقرة لا تدعم ضم هلسنكي واستوكهولم. وقررت تركيا التي تعتبر من أكثر أعضاء الحلف أهمية من الناحية الجيوسياسية، الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن تُصبح لاعباً رئيسياً في محادثات السلام بين موسكو وكييف.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش، أنه سيعترض على انضمام فنلندا والسويد إلى ناتو، بسبب القانون الانتخابي في البوسنة والهرسك.
ويحتفظ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من جهته بأوراقه، لكن سبق له أن اتخذ موقفاً مشككاً في مسألة توسع الأطلسي، ويواصل الوقوف ضد بعض الإجراءات العقابية التي يعتزم الاتحاد الأوروبي وناتو اتخاذها ضد روسيا.
وكما هو متوقع، ندد الكرملين بقرار هلسنكي وهدد برد “انتقامي”. ولمح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف إلى احتمال نشر روسيا أسلحة نووية وصواريخ أسرع من الصوت في منطقة البلطيق.
لكن وزير الدفاع الليتواني قلل من التهديدات الروسية قائلاً إن الأسلحة النووية “كانت موجودة دائماً” في جيب كالينينغرادوسط أوروبا.
ويبدو أن الأمر، مع نشر المزيد من الأسلحة النووية المتطورة أو أنظمة بقدرات نووية، سيزيد التوتر العسكري في منطقة البلطيق.
وأطلق نائب المندوب الروسي الدائم إلى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي التهديد الأكثر مباشرة ضد هلسنكي واستوكهولم حتى الآن، قائلاً: “إنهما، فنلندا والسويد تعلمان أنه في اللحظة التي تصبحان فيها عضوين في ناتو، فإن ذلك سيؤدي إلى خطوات مضادة من الجانب الروسي. وإذا كانت هناك وحدات أطلسية على أراضي الدولتين، فإن هذه الأراضي ستتحول إلى أهداف لضربة محتملة». وتدعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بنشاط توسيع ناتو ليضم فنلندا والسويد. وتعكس جهود القوى الغربية الأساسية لتسهيل موجة جديدة من تمدد الحلف، السياسة المتبعة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، لإضعاف روسيا عسكرياً وعزلها جيوسياسياً.
لكن كيف يمكن أن ترد روسيا، التي تهدد باستمرار باستخدام أسلحة نووية تكتيكية واستراتيجية إذا تعرضت مصالحها الوجودية للتهديد، أو إذا حشرت في زاوية؟
من الأسباب التي دفعت روسيا إلى غزو أوكرانيا، القلق من احتمال زحف الناتو إلى حدودها الشرقية منذ انتهاء الحرب الباردة. وقريباً، قد يصل الناتو إلى أقرب مسافة من حدود روسيا، ما ينذر بتصعيد للنزاع الروسي الغربي، من حرب بالوكالة في أوكرانيا إلى مواجهة أوسع مع نتائج لا يمكن النتبؤ بها أو عواقب كارثية محتملة.