رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
تحتفظ روسيا بأصول كبيرة
هل تواجه روسيا هزيمة استراتيجية في سوريا؟
تناول أستاذ العلوم السياسية سيرغي رادشينكو الوضع الروسي في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بموسكو، مشيراً إلى أنه من الصعب أن يتخلى بوتين عن موطئ قدمه المهم على ساحل البحر المتوسط عبر نافذة دمشق، مؤكداً أن تطور الأوضاع يكشف عن ضعف النفوذ الروسي في المنطقة على أي حال.
وقال رادشينكو، أستاذ فخري في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، في مقاله بموقع مجلة «سبِكتايتور» البريطانية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل في سوريا قبل عقد من الزمان لكي ينقذ بشار الأسد من هزيمة وشيكة أمام ثورة شعبية كاسحة، مما ساهم في رفع مكانة روسيا في الشرق الأوسط وسمح لبوتين بتقديم روسيا باعتبارها «قوة عظمى».
ومع ذلك، فإن سقوط الأسد يقوّض هذا الادعاء، حيث فشلت روسيا - المنشغلة بالحرب في أوكرانيا - في الحفاظ على بقاء عميلها على رأس السلطة. ورغم أن موسكو منحت الأسد اللجوء، فلم تتمكن من منع الإطاحة به وإنقاذه من مصيره المشؤوم.
الهزيمة الاستراتيجية
وأكد الكاتب أنه من السابق لأوانه إعلان الهزيمة الاستراتيجية الكاملة لروسيا في المنطقة. فعلى الرغم من إزاحة الأسد، تحتفظ روسيا بأصول كبيرة في سوريا، بما في ذلك منشأتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية، إلى جانب آلاف الجنود.
وتعد هذه المرافق حاسمة لنفوذ روسيا الإقليمي، خاصة في أفريقيا، وتعمل كدلائل على مكانتها. ويبدو أن روسيا عازمة على الحفاظ على موطئ قدمها في سوريا. لكن الاحتفاظ بها سوف يعتمد على تعاون القوة الحاكمة الجديدة في سوريا.
سيطرت «هيئة تحرير الشام» على دمشق بعد فرار بشار الأسد، وهي جماعة لا تدين بشيء لبوتين. وتتمتع «هيئة تحرير الشام» الآن بنفوذ على روسيا وقد تجبرها على الانسحاب على حد قول الكاتب.
ومع ذلك، يشير رادشينكو إلى أن عدم الاستقرار المحيط بتعزيز هيئة تحرير الشام لسلطتها قد يؤخر مثل هذه الخطوة.
ورقة مساومة
وقد تقرر «هيئة تحرير الشام» أن طرد روسيا الآن قد يزعزع استقرار موقفها الهش، فتختار بدلاً من ذلك التسامح مع وجود موسكو. وقد استشهدت وسائل الإعلام الروسية بتصريحات غير مؤكدة من ممثلي هيئة تحرير الشام تشير إلى أنهم قد يحافظون على الاتفاقيات المفيدة لسوريا. وقبل سقوط الأسد مباشرة، شنت روسيا غارات جوية ضد مسلحين، مما أسفر عن مقتل العشرات. وفي السابع من ديسمبر (كانون الأول)، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «هيئة تحرير الشام» بأنها «إرهابية». ومع ذلك، دفعت الإطاحة بالأسد موسكو إلى تغيير خطابها ووصف «الإرهابيين» السابقين بـ «جماعات المعارضة المسلحة». وأوضح الكاتب أن هذا التحول السريع يسلط الضوء على حرص روسيا على كسب ود النظام الجديد.
حماية مصالح روسيا
ويبدو أن بوتين، الزعيم المعروف ببراغماتيته، مستعد للتعاون حتى مع الفصائل في سوريا لحماية مصالح روسيا. ومن خلال استغلال الانقسامات بين الفصائل السورية، تهدف روسيا إلى البقاء لاعباً رئيساً في السياسة السورية طالما استمر وجودها العسكري. وحذر رادشينكو من أن الخروج القسري من سوريا من شأنه أن يمثل نهاية لانخراط روسيا الذي دام عقوداً من الزمان في المنطقة، مما يؤدي إلى تآكل نفوذها في الشرق الأوسط وتعقيد مشاريعها في ليبيا وأفريقيا. ومن شأن مثل هذا الانسحاب أن يقلل من مكانة روسيا العالمية>