قد تغيّر قوانين اللعبة في الحريق الأوكراني:
هل سيتدخل الغرب إذا استخدمت روسيا أسلحة كيماوية...؟
-- استخدام الأسلحة الكيميائية سيشكل قطيعة في هذه الحرب بالنسبة للحلفاء: سيكون هناك ما قبل وما بعد
-- يحرص الغرب راهنا على عدم رسم أي «خط أحمر» جديد، قد يؤدي إلى تدخله
-- في الوقت الحالي، لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها في «غموض استراتيجي»
هل يمكن لتصعيد العنف أن يدفع الغربيين للتدخل عسكريا في أوكرانيا؟ أصبح السؤال ضرورة ملحة بشكل خاص بعد قمتي الناتو ومجموعة السبع في بروكسل يوم الخميس 24 مارس.
وحذر جو بايدن من أنه “إذا استخدمت روســــيا أسلحة كيميائية، فإن الناتــــو سـيرد”، مضيفًا، دون مزيد من التفاصيل، أن “طبيعة الرد ستعتمد على طبيعة الاستخدام”.
وأضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في حال وقوع هجوم من هذا القبيل، أن موسكو ستدفع “ثمنا باهظا للغاية».
ووصف الرئيس الأمريكي استخدام موسكو لهذه الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي بـ “التهديد المعقول”. السبب، اتهامات روسيا المتكررة في الأسابيع الأخيرة حول “برنامج أسلحة كيماوية وبيولوجية” أمريكي مزعوم في أوكرانيا.
أن “عناصر اللغة الروسية هي بشكل عام نذير لمبادراتهم التالية. وبشكل ملموس، فإن الأمر يتعلق بإلقاء اللوم على الخصم لما هي على وشك القيام به”، يشير مارتن كوينز، نائب مدير مكتب باريس لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، كما أن الروس عندما يتهمون أوكرانيا بامتلاك أسلحة كيماوية، فإن هذا قد يكون بمثابة وصف مسبق لاستخدام روسيا لهذه الأسلحة «.
غياب “الخطوط الحمراء»
يخشى العديد من المراقبين أيضًا أن يندفع رئيس الكرملين، في عملية هروب إلى الأمام، إلى العنف، محبطًا من فشل حربه الخاطفة والمقاومة الأوكرانية. وهذا ما يميل إلى إثباته القصف المكثف لمــــدن معينة مثل ماريوبول، التي دمرها القصف الروســي بنسبة تفوق 80 بالمائة.
إن “الروس قد يميلون إلى تشديد هجومهم أكثر من خلال اللجوء إلى أسلحة كيماوية، ولا سيما السيطرة على المدن التي سيكون في غاية الصعوبة الاستيلاء عليها، يؤكد الجنرال دومينيك ترينكواند، الخبير العسكري والرئيس السابق للبعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة، من الناحية التكتيكية، سيمثل ذلك أسبقية، لكنه سيسبب أيضًا صدمة نفسية للغرب «.
لقد سبق أن اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2013 استخدام هذا النوع من الأسلحة في سوريا، على أنه “خط أحمر”، حيث هدد بضربات جوية إذا تم تجاوز هذا الحد، غير أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ أي إجراء عند استخدام تلك الأسلحة.
في الوقت الحالي، يحرص الغربيون على عدم رسم أي “خط أحمر” جديد، قد يؤدي إلى تدخلهم. بالمقابل، قدّر إيمانويل ماكرون الخميس الماضي أن “الغموض الاستراتيجي وحسن التقدير أكثر فعالية”.
ومع ذلك، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن دول الناتو لا تريد “أن تصبح طرفا محاربا” في الصراع.
في هذه المرحلة، اكتفى الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، بالإعلان عن تسليم “معدات لمساعدة أوكرانيا على حماية نفسها من التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية».
ضغط شعبي
إن استخدام روسيا للأسلحة الكيماوية سيكون له تأثير على الرأي العام الغربي لا يمكن إنكاره. وتقول سامانثا دي بينديرن، الباحثة المتخصصة في أوراسيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة فكرية بلندن: “يمكن توقع ارتفاع الأصوات التي تدعو إلى التدخل العسكري لإنهاء المذبحة إذا لزم الأمر».
ويضيف الجنرال ترينكواند: “لن يكون هناك رد عسكري اوتوماتيكي لأن ذلك يعني مواجهة مباشرة مع روسيا، الأمر الذي طالما رفضته الدول الغربية حتى الآن.
لكن هذا الموقف قد يتغير إذا تسببت الخسائر الأوكرانية الهائلة المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائية في إثارة الشعوب الغربية «.
منذ مطلع مارس، قالت النائب الجمهورية عن وايومنغ، ليز تشيني، إن استخدام روسيا للأسلحة الكيماوية يجب أن ينظر إليه على أنه “خط أحمر”. وقالت ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني لشبكة ان بي سي، “يجب أن نكون واضحين للغاية في أننا ندرس جميع الخيارات، وأن استخدام الأسلحة الكيماوية هو بالتأكيد شيء سيغيّر حساباتنا».
وبالمثل، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية في 13 مارس، أن استخدام هذا النوع من الأسلحة من شأنه أن “يغيّر اللعبة” فيما يتعلق بموقف الناتو.
وقبل أيام، حذر وكيل وزارة الدفاع البريطاني، من أن “الرئيس بوتين يجب أن يفكر في حقيقة أنه عندما استخدمت دول أخرى أسلحة كيماوية، فإنها أثارت رد فعل دوليًا».
«إن استخدام الأسلحة الكيميائية سيشكل قطيعة في هذه الحرب بالنسبة للحلفاء: سيكون هناك ما قبل وما بعد، يرى الباحث مارتن كوينز، وهناك مجموعة كاملة من الردود المحتملة: المزيد من عمليات تسليم الأسلحة، وزيادة العقوبات الاقتصادية بل وضربات تستهدف القوات الروسية “.
لكن، كما يعترف هذا الخبير، ليس من الممكن في الوقت الحالي تحديد الخيار الذي سيتم اختياره.
-- يحرص الغرب راهنا على عدم رسم أي «خط أحمر» جديد، قد يؤدي إلى تدخله
-- في الوقت الحالي، لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها في «غموض استراتيجي»
هل يمكن لتصعيد العنف أن يدفع الغربيين للتدخل عسكريا في أوكرانيا؟ أصبح السؤال ضرورة ملحة بشكل خاص بعد قمتي الناتو ومجموعة السبع في بروكسل يوم الخميس 24 مارس.
وحذر جو بايدن من أنه “إذا استخدمت روســــيا أسلحة كيميائية، فإن الناتــــو سـيرد”، مضيفًا، دون مزيد من التفاصيل، أن “طبيعة الرد ستعتمد على طبيعة الاستخدام”.
وأضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في حال وقوع هجوم من هذا القبيل، أن موسكو ستدفع “ثمنا باهظا للغاية».
ووصف الرئيس الأمريكي استخدام موسكو لهذه الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي بـ “التهديد المعقول”. السبب، اتهامات روسيا المتكررة في الأسابيع الأخيرة حول “برنامج أسلحة كيماوية وبيولوجية” أمريكي مزعوم في أوكرانيا.
أن “عناصر اللغة الروسية هي بشكل عام نذير لمبادراتهم التالية. وبشكل ملموس، فإن الأمر يتعلق بإلقاء اللوم على الخصم لما هي على وشك القيام به”، يشير مارتن كوينز، نائب مدير مكتب باريس لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، كما أن الروس عندما يتهمون أوكرانيا بامتلاك أسلحة كيماوية، فإن هذا قد يكون بمثابة وصف مسبق لاستخدام روسيا لهذه الأسلحة «.
غياب “الخطوط الحمراء»
يخشى العديد من المراقبين أيضًا أن يندفع رئيس الكرملين، في عملية هروب إلى الأمام، إلى العنف، محبطًا من فشل حربه الخاطفة والمقاومة الأوكرانية. وهذا ما يميل إلى إثباته القصف المكثف لمــــدن معينة مثل ماريوبول، التي دمرها القصف الروســي بنسبة تفوق 80 بالمائة.
إن “الروس قد يميلون إلى تشديد هجومهم أكثر من خلال اللجوء إلى أسلحة كيماوية، ولا سيما السيطرة على المدن التي سيكون في غاية الصعوبة الاستيلاء عليها، يؤكد الجنرال دومينيك ترينكواند، الخبير العسكري والرئيس السابق للبعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة، من الناحية التكتيكية، سيمثل ذلك أسبقية، لكنه سيسبب أيضًا صدمة نفسية للغرب «.
لقد سبق أن اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2013 استخدام هذا النوع من الأسلحة في سوريا، على أنه “خط أحمر”، حيث هدد بضربات جوية إذا تم تجاوز هذا الحد، غير أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ أي إجراء عند استخدام تلك الأسلحة.
في الوقت الحالي، يحرص الغربيون على عدم رسم أي “خط أحمر” جديد، قد يؤدي إلى تدخلهم. بالمقابل، قدّر إيمانويل ماكرون الخميس الماضي أن “الغموض الاستراتيجي وحسن التقدير أكثر فعالية”.
ومع ذلك، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن دول الناتو لا تريد “أن تصبح طرفا محاربا” في الصراع.
في هذه المرحلة، اكتفى الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، بالإعلان عن تسليم “معدات لمساعدة أوكرانيا على حماية نفسها من التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية».
ضغط شعبي
إن استخدام روسيا للأسلحة الكيماوية سيكون له تأثير على الرأي العام الغربي لا يمكن إنكاره. وتقول سامانثا دي بينديرن، الباحثة المتخصصة في أوراسيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة فكرية بلندن: “يمكن توقع ارتفاع الأصوات التي تدعو إلى التدخل العسكري لإنهاء المذبحة إذا لزم الأمر».
ويضيف الجنرال ترينكواند: “لن يكون هناك رد عسكري اوتوماتيكي لأن ذلك يعني مواجهة مباشرة مع روسيا، الأمر الذي طالما رفضته الدول الغربية حتى الآن.
لكن هذا الموقف قد يتغير إذا تسببت الخسائر الأوكرانية الهائلة المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائية في إثارة الشعوب الغربية «.
منذ مطلع مارس، قالت النائب الجمهورية عن وايومنغ، ليز تشيني، إن استخدام روسيا للأسلحة الكيماوية يجب أن ينظر إليه على أنه “خط أحمر”. وقالت ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني لشبكة ان بي سي، “يجب أن نكون واضحين للغاية في أننا ندرس جميع الخيارات، وأن استخدام الأسلحة الكيماوية هو بالتأكيد شيء سيغيّر حساباتنا».
وبالمثل، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية في 13 مارس، أن استخدام هذا النوع من الأسلحة من شأنه أن “يغيّر اللعبة” فيما يتعلق بموقف الناتو.
وقبل أيام، حذر وكيل وزارة الدفاع البريطاني، من أن “الرئيس بوتين يجب أن يفكر في حقيقة أنه عندما استخدمت دول أخرى أسلحة كيماوية، فإنها أثارت رد فعل دوليًا».
«إن استخدام الأسلحة الكيميائية سيشكل قطيعة في هذه الحرب بالنسبة للحلفاء: سيكون هناك ما قبل وما بعد، يرى الباحث مارتن كوينز، وهناك مجموعة كاملة من الردود المحتملة: المزيد من عمليات تسليم الأسلحة، وزيادة العقوبات الاقتصادية بل وضربات تستهدف القوات الروسية “.
لكن، كما يعترف هذا الخبير، ليس من الممكن في الوقت الحالي تحديد الخيار الذي سيتم اختياره.