هل يستغل ترامب محطة «المائة يوم» لاستعادة المبادرة؟

هل يستغل ترامب محطة «المائة يوم» لاستعادة المبادرة؟


يعتبر اليوم المائة من الرئاسة رمزياً، لاستعراض النجاح الأولي للرئيس، وقد يستخدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتطلع إلى المستقبل، واغتنامه كفرصة لاستعادة زمام المبادرة.
وشهد الشهران الأولان من هذه الإدارة تحولات جذرية، أشبه بالصدمة والرعب في السياسات. يومًا بعد يوم، أغرق فريق ترامب المنطقة بتوجيهات وإصلاحات سياسية جديدة - خفض الهدر، وفرض المساءلة. وتقول كيمبرلي ستراسل في صحيفة «وول ستريت جورنال» إن المبادرات كانت مزيجًا من التأني والفوضى، لكنها استفادت في الغالب من الشعور بالتدمير الإبداعي - وهو أمر أسعد الناخبين، الذين سئموا من هدر واشنطن وكسلها. وقد ساهم هذا الطوفان، بشكل منفصل، في إرهاق الديمقراطيين ونقاد الإعلام، وحرمهم من فرصة تحويل أي لحظة إلى قصة سلبية. وتضيف أن الأمر ليس كذلك الآن. فقد شهد الشهر الماضي تراجعًا لفريق ترامب، وهو تراجعٌ في الغالب من صنع يديه. يستطيع وزير الدفاع بيت هيغسيث أن يُلقي باللوم على «الصحافة الكاذبة» و»الدولة العميقة»، لكن الموالين الذين اختارهم بعناية كانوا في قلب هذه العاصفة. سواء أكان مخطئًا في تعيينهم أم في طردهم، فإن الخطأ كان منه. وكانت رسائله النصية على منصة «سيغنال» هي التي منحت الصحافة المتفرقة الفرصة التي كانت تتوق إليها. 
وكان سكوت برويت (من وكالة حماية البيئة)، نائب ترامب في ولايته الأولى، تعلم درسًا قاسيًا مفاده: «امنح القتلة شبراً واحدًا وسيقضون على حياتك السياسية».

قنبلة حقيقية
وكان ترامب هو من قرر تحويل تهديد الرسوم الجمركية (أداة تفاوضية قوية) إلى قنبلة حقيقية حيّة، ومحور سياسته الاقتصادية - بدلًا من إجراءاته القوية لإلغاء القيود التنظيمية، أو تخفيضاته الضريبية المُعززة للاقتصاد، أو خطته الواعدة لجعل أمريكا قوة عالمية في مجال الطاقة. وكانت النتيجة  اندفاعاتٌ يوميةٌ في الأسواق، وتحذيراتٌ اقتصاديةٌ يومية، وتكهناتٌ حول مصير رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. 
وكان فريق الرئيس هو من اختار تحويل عمليات الترحيل إلى مواجهةٍ مع القضاء، مانحًا الديمقراطيين شعارهم الجديد «الإجراءات القانونية الواجبة».
هذه الموجة من العلاقات العامة السلبية تُدفن ما كان في الواقع سيلًا مستمرًا من الإجراءات الإيجابية لترامب.
شهد الأسبوع الماضي وحده إصدار وزيرة التعليم ليندا مكماهون إصلاحًا مبدئيًا لمحاسبة الطلاب المقترضين عن ديونهم، وإعلان وزير الخارجية ماركو روبيو عن إعادة هيكلة شاملة ومتأخرة لمؤسسة «فوغي بوتوم». وقد قدّم ترامب خبرًا (تم تجاهله) في تصريحاتٍ من المكتب البيضاوي، عندما انتقد علنًا فكرة الحزب الجمهوري الرجعية المتمثلة في «ضريبة المليونيرات»، قائلًا إنها ستكون «مُزعزعة للاستقرار» وستدفع المستثمرين ومُنشئي فرص العمل إلى «مغادرة البلاد»، وهو أمر «سيئ». كما أصدر أوامر تقضي بالحد من استخدام المسؤولية عن التأثير غير المتناسب في الحكومة، وتحديث برامج القوى العاملة الفيدرالية، وإحياء صناعة صيد الأسماك الأمريكية. 
حس سياسي
ويتمتع ترامب بحس سياسي، وتشير جهوده هذا الأسبوع لكبح جماح تهديدات الرسوم الجمركية وإنهاء تكهنات باول بأنه يرغب هو الآخر في العودة إلى خطابه الرابح.
 ولا ينبغي أن يكون ذلك صعبًا، إذ يمتلك دليلًا قيّمًا لما يُجدي نفعًا في السياسة عمومًا: أجندة السوق الحرة التي اعتمدها في ولايته الأولى. 
لديه (في الغالب) رؤساء حكومات يشاركونه نهج السوق الحرة هذا، وهم مُلتزمون بتطبيقه.
وخلصت الكاتبة إلى أن إعادة ضبط الأمور هذه تتعلق أكثر بوضع هذه السياسات في الصدارة، والتخلص من مستشاريه الذين يُحرضونه على اتباع نهج مختلف.