واشنطن بوست: أي اتفاق مع إيران يجب أن يتجاوز الملف النووي
رأى الصحافي الأمريكي-الإيراني جايسون رضائيان أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يتجاوز الشأن النووي، من خلال استراتيجية واسعة النطاق للتعامل مع الإيرانيين، تشمل الحد من الأنشطة الإيرانية المزعزعة للمنطقة ودعم الداخل الإيراني.
وكتب رضائيان، لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنه مع اقتراب التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، تتضاءل خيارات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتعامل مع التحديات الأخرى التي تفرضها إيران.
وقال إنه “لطالما تمت الإشارة إلى كيفية التعامل مع التهديدات الإيرانية على أنها قرار ثنائي، حيث يمكن أن يؤدي التصرف بطريقة ما إلى ضمان السلام، فيما يؤدي التعامل معها بطريقة أخرى إلى الحرب».
وأضاف أن هذا هو السبب في أن إدارة بايدن تركز على البرنامج النووي فقط في الوقت الحالي، متجاهلة جميع التصرّفات المدمّرة الموجّهة ضد الشعب الإيراني وفي جميع أنحاء المنطقة».
صفقة أقل قبولاً
ولذلك رجّح أن “تتجاهل الصفقة الجديدة الحقائق المتغيّرة داخل المجتمع الإيراني، والتي يجب أخذها في الاعتبار”، وبالتالي أن تكون “أقل قبولاً لدى المواطن الإيراني العادي، وكذلك حلفاء واشنطن في المنطقة مقارنة بالصفقة ومن أجل جذب المزيد من المؤيدين للصفقة الجديدة، أشار رضائيان إلى أن الإدارة الأمريكية “قد تضطر لتقديم تنازلات لإرضاء حلفائها في المنطقة، ربما من خلال بيعها أسلحة متطوّرة، والذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي الحالي».
وأكد أن طموحات إيران النووية “خطيرة، لكن ليس بالطريقة التي يتم الإعلان عنها. فمن خلال المبالغة في التأكيد على هذه القضية الفردية، حاصرت إدارة بايدن نفسها”، وبالتالي “ستستمر في دفع ثمن استراتيجي لذلك، لكن عليها مقاومة الإغراء لزيادة جرأة القوى الإقليمية الأخرى».
تخبّط اقتصادي
في غضون ذلك، أكد رضائيان أن إيران تتخبّط تحت وطأة العقوبات الأمريكية وعجز حكومتها عن إدارة الشؤون الداخلية للبلاد، حيث يواجه النظام معارضة داخلية أقوى من أي وقت مضى منذ عام 1979.
وأوضح أنه “من الصعب على الشعب الإيراني أن يمضي قدمًا مع القيادة الإيرانية الحالية، وهذا هو بالضبط السبب الذي جعله يستثمر في تعزيز المجتمع المدني الإيراني، بعد أن تراجعت القدرة على القيام بذلك نتيجة العقوبات الشاملة وحظر السفر الذي فرضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ما وراء المجازات
وإذ أشار إلى أنه على واشنطن السعي لتمكين الإيرانيين العاديين، أكد رضائيان أنه للقيام بذلك، “على إدارة بايدن أن تفكر فيما وراء المجازات المرهقة”. وختم قائلًا إن “العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي أمر مهم، لكن يجب أن يكون ذلك مجرد بداية لاستراتيجية واسعة النطاق لزيادة التواصل مع الإيرانيين من خارج السلطة».