جمعية الصحفيين الإماراتية تطلق اسم نوال الصباح على جائزة أفضل صانع محتوى
بنيت على اعتراض مكالمات بين مسلحين سوريين ولبنانيين متحالفين مع طهران
وثائق البنتاغون: إيران تخطط لهجمات على القوات الأمريكية في سوريا
كشفت وثائق “ديسكورد” خطة إيرانية لقتل أمريكيين، في إطار استراتيجية أكبر تدعمها روسيا لطرد الولايات المتحدة من سوريا.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، التي نشرت محتوى وثائق مسربة، ضمن وثائق البنتاغون التي كشفها عنصر في الحرس الوطني الأمريكي، وانتشرت في أبريل (نيسان) الماضي، أن إيران وحلفاءها يدربون قوات على استخدام قنابل خارقة للدروع مصممة لاستهداف المركبات العسكرية الأمريكية وقتل الجنود.
واعتبرت الصحيفة أن هجمات كتلك تعد “تصعيداً في حملة إيران لاستخدام وكلاء من الميلشيات في سوريا لإطلاق صواريخ، وشن هجمات بمسيرات على القوات الأمريكية في سوريا».
جرح 6 جنود أمريكي
ومقتل متعاقد
وكانت الهجمات بالطائرات المسيرة تسببت بجرح 6 جنود أمريكيين ومقتل متعاقد دفاعي أمريكي.
ويقول خبراء ومسؤولون دفاعيون إن القنابل المتفجرة الجديدة “يمكنها أن تزيد حصيلة الضحايا الأمريكيين، وتهـــــــدد بمواجهــــة عسكرية أوسع بين الولايات المتحدة وإيران».
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أن هذا النوع من الأسلحة، الذي يسمى “القنابل الخـارقة المتفجرة EFP»، استخدم سابقاً من وكـــلاء لإيــــــــران لشـن هجمات قاتلة على القوافل العسكرية الأمريكية، خلال احتلال العراق (2003 - 2011).
وأكد مسؤولون أمريكيون أن “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني “وجّه وأشرف على اختبارات تلك الأجهزة المتفجرة”، والتي قال خبراء إنها تقسم دروع الدبابات.
ووفقاً للمسؤولين فإن تلك الاختبارات تمت في شرق العاصمة السورية دمشق.
ويبدو أن المعلومات التي تضمنتها الوثائق بُنيت على اعتراض مكالمات بين مسلحين سوريين ولبنانيين متحالفين مع إيران.
وأحبطت محاولة واحدة لاستخدام تلك القنابل ضد القوات الأمريكية في فبراير (شباط) الماضي، حين صادرت القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا تلك القنابل.
تغيير كبير
ولاحظ مايكل نايت، وهو خبير في شؤون الميليشيات المدعومة من إيران ومؤسس موقع “ميليشيا سبوتلايت” تغييراً كبيراً في مدى قبول الإيرانيين بقتل أمريكيين في سوريا، مشيراً إلى “الحصيلة المفجعة للضحايا التي أوقعتها تلك القنابل خلال حرب العراق”. وأضاف: “هذه الأشياء تقتل بلا شك. وهم يفكرون بجدية في كيفية فعل ذلك».
وتتحدث إحدى الوثائق المسربة عن جهود أوسع لموسكو ودمشق وطهران لطرد القوات الأمريكية من سوريا، وهو هدف “لطالما سعى إليه الرئيس السوري بشار الأسد” لاستعادة المناطق الشرقية من سوريا، والتي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة من واشنطن.
وأبقت الإدارات الأمريكية الثلاث الأخيرة مجموعة صغيرة من الجنود في سوريا يبلغ قوامها نحو 900 جندي، يدعمهم مئات من المتعاقدين، لمنع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من العودة إلى البلد، و”إحباط الطموحات الإيرانية والروسية في المنطقة، وتوفير دعم لأهداف استراتيجية أخرى».
وبررت الإدارات الأمريكية نشر تلك القوات تحت تفويض استخدام القوة في حربي العراق وأفغانستان والذي يعود إلى عام 2001، والذي مرره الكونغرس بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
الرد على
ضربات إسرائيلية
ولكن الوجود الأمريكي في سوريا يخلق أيضاً فرصاً للنزاعات، إذ وصفت وثيقة أخرى كيف تحضر إيران ووكلاؤها للرد على الضربات الإسرائيلية التي تستهدف قواتهم في سوريا عبر ضرب القواعد الأمريكية في سوريا.
وتصف الوثائق المسربة، خططاً لحملة واسعة لخصوم الولايات المتحدة تتضمن “التحريض على المقاومة الشعبية، ودعم حملات لشن هجمات على القوات الأمريكية في شرق وشمال شرقي سوريا».
وذكرت الوثائق أن مسؤولين استخباراتيين روساً وإيرانيين رفيعي المستوى التقوا في نوفمبر (تشرين الثـــــاني) الماضي، واتفقوا على تأسيس “مركز تنسيق” لتوجيه تلك الحملة، وفقاً لتقييم استخباراتي أمريكي تم إعداده في يناير(كانون الثاني).
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أنه لا توجد إشارات على تورط روسي مباشر في التخطيط لهجمات على القوات الأمريكية، ولكن الوثائق أظهرت دوراً نشطاً لروسيا في جهود أوسع ضد المصالح الأميركية.
وفي الأشهر التي أعقبت التقارير انخرطت روسيا في “استفزازات” ضد القوات الأمريكية، بينها خرق اتفاقات تجنب النزاع، والتحليق فوق القواعد الأميركية، ومضايقة الطائرات الأميركية.
وكان طرد الولايات المتحدة من سوريا دائماً هدفاً لروسيا، إلا إنشاء مركز تنسيق لتحقيق هذا الهدف، هو أمر جديد، بحسب آرون شتاين، الباحث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية.
«رد محدود»
وفي حالة وقوع هجمات تؤدي إلى سقوط جنود أمريكيين، فإن إيران وروسيا تعتقدان أن بإمكانهما إدارة التصعيد، لأن الولايات المتحدة ستقوم بـ”رد محدود” ضد أهداف داخل سوريا، وهو الخيار الذي ذهبت إليه إدارتا بايدن وترامب، وفقاً لشتاين.
وأوردت إحدى الوثائق أن أحد صناع القنابل الذي يعمل مع حزب الله اللبناني، حاول إجراء تجارب على نوع جديد من تلك القنابل الخارقة للدروع، في يناير الماضي في سوريا.
وذكرت أن الجهاز يبلغ حجمه أقل من 5 بوصات، وهو جهاز قوي ويمكن إخفاؤه بسهولة.
وخلال اختبارين، تمكن الجهاز من اختراق دروع دبابات سمكها 3 بوصات من مسافة 75 قدماً، فيما فشل اختبار ثالث.
وقالت الوثيقة إن مسؤولين في فيلق القدس الإيراني، ساعدوا في تصميم القنبلة، وقدموا النصح بشأن طرق استخدامه.