ولاية بنسلفانيا.. نقطة تحوّل في حياة كامالا هاريس

ولاية بنسلفانيا.. نقطة تحوّل في حياة كامالا هاريس


ستقوم المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس بزيارتها الثانية إلى ولاية بنسلفانيا الغربية في أقل من أسبوع  أمس الأول الخميس، حيث تركز المرشحة الديمقراطية حملتها الرئاسية على الناخبين في طرفي الولاية. وظهرت هاريس في قاعة الاتحاد في بيتسبرغ، الاثنين، إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنها ستعود إلى المدينة يوم الخميس، قبل أيام من توجهها إلى مناظرة مع دونالد ترامب في فيلادلفيا. ويقول مسؤولو الحملة إنها ستبقى في الولاية طوال عطلة نهاية الأسبوع وهي تستعد للمناقشة.

استطلاعات متقاربة
تأتي رحلة هاريس الحالية إلى بنسلفانيا في فترة محورية، مع استطلاعات الرأي التي تضعها هي وترامب على نفس الدرجة تقريباً في السباق لتأمين أصوات بنسلفانيا التي تعتبر من ضمن الولايات المتأرجحة. وقالت كريستين كوبي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة دوكين في بيتسبرغ، في إشارة إلى عدد أصوات الهيئة الانتخابية اللازمة للفوز بالبيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لصحيفة «فايننشال تايمز»: «الولاية تلعب دورها، والطريق إلى 270 صوتاً لأي مرشح يمكن أن يُحسم عبر ولاية بنسلفانيا».
وتابعت أن «الحملات تعرف أن هذه الولاية مهمة جداً، إنهم يعرفون أن هناك تمثيلاً واسعاً للمواطنين داخل ولاية واحدة فقط». تصل هاريس أيضاً وسط صراع سياسي متصاعد حول ملكية شركة الصلب الأمريكي التي أعلنت هاريس معارضتها لبيعها وكذلك منافسها دونالد ترامب، حيث أصبح مستقبل الشركة قضية انتخابية. وعارض كل من هاريس وترامب استحواذ شركة «نيبون ستيل» اليابانية على الصلب الأمريكي بقيمة 15 مليار دولار، وهو موقف حمائي مصمم لجذب أصوات ذوي الياقات الزرقاء في الولاية. يوم الأربعاء، ذكرت «فايننشال تايمز» أن بايدن يستعد لعرقلة الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ترامب، الذي نجا بصعوبة من محاولة اغتيال في يوليو (تموز) الماضي في مقاطعة بتلر شمال بيتسبرغ، جعل ولاية بنسلفانيا أيضاً محور حملته.
  حملات بالملايين
قبل أيام أجرى الرئيس السابق مقابلة على تلفزيون «فوكس نيوز» مع المضيف شون هانيتي أمام جمهور مباشر في هاريسبرغ، عاصمة الولاية.
وبعد أن تعهد ترامب بـ»شفاء عالمنا»، متذرعاً بالثناء الذي تلقاه من فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، أعرب ترامب عن ثقته في الفوز في الانتخابات ووصف «حبه» لبنسلفانيا وقال: «سنكون مستعدين بشكل جيد للغاية للقيام بعمل رائع هنا».
وأنفقت كلتا الحملتين على الإعلان في ولاية بنسلفانيا أكثر من أي ولاية أخرى، وفقاً لتحليل «فايننشال تايمز»، حيث أنفقت حملة هاريس والجماعات المتحالفة معها ما يقرب من 146 مليون دولار حتى الآن وفريق ترامب ما يقرب من 132 مليون دولار.
يذكر أن الفائز في ولاية بنسلفانيا التي يمتد عدد سكانها إلى مناطق حضرية متنوعة مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، والضواحي الغنية ذات التعليم العالي والمناطق الريفية الفقيرة، برئاسة البيت الأبيض 10 مرات من الانتخابات الرئاسية الـ12 الماضية.
ووجد استطلاع للرأي أجرته شـــــبكة «سـي.إن.إن» من ولايـة بنسلفانيا نشــــــــر يوم الأربعــــــاء أن المرشـــــــحين متعادلين، كـــــل بدعــم من 47% من الناخبين المحتملين.
 كمــــا يظهر متوســــط استطلاعات الرأي على مستوى بنســـــــــلفانيا هاريس وترامب في تعادل إحصائي، حيث تتمتــــــــع هاريس بميـــــزة 0.4 نقطـــــــة فقط على ترامب.

ميزة لترامب
تشارلي دنت، عضو الكونغرس الجمهوري السابق من ولاية بنسلفانيا وناقد بارز لترامب، قال إنه نظراً لميل الرئيس السابق إلى الإفراط في أداء الاقتراع في الانتخابـــــــات الســــــابقة، فقد يكون لديـــــــه بالفعل ميزة على هاريس. 
لكنه أضاف أن هاريس في وضع أفضل مما كان عليه بايدن أمام ترامب في 2020.
 وقال دنت: «الميزة التي تتمتع بها هاريس هي أنها الوجه الأحدث والأكثر نضارة..
 كان بايدن يكافح في ولاية بنسلفانيا للأسباب نفسها التي كان يناضل فيها مع الناخبين في كل هذه الولايات الأخرى، إذ اعتقدوا أنه طاعن في السن، وكان هذا صحيحاً في ولاية بنسلفانيا تحديداً وفي جميع أنحاء البلاد».
وقال إد ريندل، الحاكم الديمقراطي السابق لبنسلفانيا والرئيس السابق للجنة الوطنية الديمقراطية، إن هاريس «زادت الحماس»، الأمر الذي سيجلب المزيد من الناخبين بشكل أكثر من بايدن.
وقـــــال الديمقراطيون والمحللون غيرـــــ الحزبيين إنه للفــــــــوز ببنســـلفانيا، ســــــــتحتاج هاريس إلى زيادة هوامشها في المعاقــــــل الديمقراطية التقليدية في فيلادلفيا وضواحيها مع وقف الخسائر في المناطق الريفية.

الطبقة الوسطى
لكنها واجهت شكوكاً بشأن موقفها المتغير حول التكسير الهيدروليكي للغاز الصخري، وهو جزء مهم من اقتصاد غرب بنسلفانيا.
وكان ينظر إلى حديثها عن الصخر الزيتي، مثل تعليقاتها هذا الأسبوع بأن الصلب الأمريكي يجب أن يظل «مملوكاً أمريكياً ومشغلاً أمريكياً»، على أنه تحركات محسوبة لجذب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء ونقابات العمال.
يقول مايكل لاروسا، مسؤول سابق في إدارة بايدن وأحد مواطني ولاية بنسلفانيا:
 «من المهم التحدث عن وظائف البناء والاتحاد وذوي الياقات الزرقاء.. لكن الديمقراطيون يميل إلى التعثر ويفقــــدون الناس في الطبقــــــة الوسطى، والأشخاص الذين ليسوا في وظائف البنــــــاء والياقة الزرقاء أو وظائف النقابات، والذين ليسوا أثريـــــاء ويشكلون الغالبية العظمى من ضواحي فيلادلفيا وبيتسبرغ وسكرانتون وريدينغ. من المهم حقاً أن تتحدث معهم هم أيضاً».