محاولة اغتيال ترامب لحظة مروعة لأمريكا
وول ستريت جورنال تندد بالعداء السياسي وخطاب الكراهية
تمثل محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب مساء الســــــبت لحظــــــة مروعـة لأمريكا، كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير.
تقول صحيفة «وول سريت جورنال» في افتتاحيتها: «لا يمكننا القول إن هذه العملية بمثابة مفاجأة كاملة. لقد ارتفع العداء السياسي وخطاب الكراهية إلى مستوى أدى في كثير من الأحيان في الماضي الأمريكي إلى العنف ومحاولة القتل. لا يزال بعضنا يتذكر سنة 1968 جيداً».
وترى الصحيفة أن نجاة ترامب من الموت، بشبر واحد. معجزة، ولا يسع الرئيس السابق إلا أن يعتقد أن العناية الإلهية لعبت دوراً في إنقاذه..
كما قيــــــل إن رونـــــــالد ريغان كان يعتقد بعد إطــــــلاق النار عليه ونجاتــــــــه في 1981. ونجت البلاد أيضاً مما كان يمكن أن يكون دولة غاضبة من القصاص.
ومع ذلك، قُتل رجل وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة في تجمع كان يفترض أن يحتفل بالولاء السياسي والمشاركة الديمقراطية. قتل جهاز الخدمة السرية القاتل المزعوم، لكن السؤال هو كيف تمكن من الوصول إلى الأرض المرتفعة فوق مبنى قريب بما يكفي ليتمكن من إطلاق تلك الطلقات على الرئيس السابق؟!
تمثل التجمعات الانتخابية لترامب اختبارات أمنية صارمة، لكن الجهاز السري كانت أمامه سنوات لحمايته في هذه المناسبات.
وترى الصحيفة أنه لا يكفي القول إن مطلق النار كان خارج المحيط الأمني لأجهزة كشف المعادن وتفتيش الحقائب. إن هوية مطلق النار ودوافعه، وإذا كان له شركاء قد تكشف المزيد عن كيفية تمكنه من الوصول إلى مسافة قريبة لإطلاق النار.
ورأت أن على الجهاز السري تقديم بعض التوضيحات، وأن الشفافية في التحقيق ستكون حاسمة لتجنب انتشار نظريات المؤامرة على اليمين واليسار. ومساء السبت، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بملصقات مناهضة لترامب تقول إن إطلاق النار كان مدبراً لمساعدة حملته.
وخاطب الرئيس بايدن الأمة من منزله في عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير، كما كان عليه أن يفعل، وندد بشكل صحيح «بالعنف السياسي». وكذلك فعل قادة الحزبين السياسيين. لكن التصريحات لن تكون مهمة كثيراً إذا لم يتبعها تغيير في السلوك والخطاب.
ولفتت الصحيفة إلى أن مطلق النار وحده هو المسؤول عن أفعاله. لكن على القادة من الجانبين أن يتوقفوا عن وصف مخاطر الانتخابات بعبارات مروعة، مؤكدة أن الديمقراطية لن تنتهي إذا انتخب أحد المرشحين على حساب الآخر. إن الفاشية لن تولد إذا فاز ترامب، إلا إذا كـــان هناك القليل من الثقة في المؤسسات الأمريكية.
وأيدت الصحيفة بيان المدعي العام السابق بيل بار ليلة السبت، الذي قال إن على الديمقراطيين أن يتوقفوا عن حديثهم غير المسؤول بشكل صارخ عن تهديد ترامب الوجودي للديمقراطية، فهو ليس كذلك.
الانتقام
أحد المخاطر الكبرى هو أن يدفع إطلاق النار في بتلر بولاية بنسلفانيا، بعض اليمينيين إلى السعي للانتقام العنيف. هذا هو المكان الذي يوجد فيه التزام ترامب والجمهوريين، وفرصة سياسية، في مؤتمرهم في ميلووكي وحتى نوفمبر (تشرين الثاني).
ورأت الصحيفة أن الأمريكيين بعد يوم السبت سيبحثون عن قيادة مستقرة ومطمئنة. وتشـــــكل صــــــورة ترامب وهو يرفع قبضته أثناء إخراجه من المسرح عرضاً للتصميم الشخصي الذي سيتردد صداه خلال الحملة.
ولا أحد يشكك في استعداده للقتال، وكان بيانـــــــه الأول ليلة الســـــــــــــبت بمثابـة عرض ملحـــوظ ومشجع لضبط النفس.
واعتبرت أن فرصته الآن هي أن يقدم نفســـــــه شخصاً قادراً على تجاوز الهجوم على حياته وتوحيد البلاد.
وسيخطئ إذا ألقى باللوم على الديمقراطيين في محاولة الاغتيال.
وسيكسب المزيد من الأمريكيين إذا أخبر أتباعه أنهم في حاجة إلى القتـــال سلمياً وداخل النظام.
إذا كانت حملة ترامب ذكية، وتفكر في البلاد بالإضافة إلى الانتخابات، فإنها ستجعل مؤتمر ميلووكي دعوة إلى الوحدة السياسية والملائكة الأفضل للطبيعة الأمريكية، ما سيترك مجالاً واسعاً لانتقاد الديمقراطيين وسياساتهم الفاشلة. لكن البلاد تريد الخلاف والخطاب المدني، لا الحرب الأهلية.
وخلصت الصحيفة إلى أن محاولة اغتيال دونالد ترامب قد تكون لحظة تحفز على المزيد من الكراهية وتفاقم العنف، و»إذا كان الأمر كذلك، كان الله في عوننا».