وول ستريت جورنال: بايدن يمتهن «فن» التنازل لإيران ترامب

وول ستريت جورنال: بايدن يمتهن «فن» التنازل لإيران ترامب


خصصت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية افتتاحيتها لتطورات الملف النووي بين الولايات المتحدة وإيران، معتبرة أن العلاقة الوثيقة بين الرئيس جو بايدن والحلفاء والشركاء، قد تمنحه الأفضلية على سلفه دونالد ترامب في الشؤون الخارجية. لكن استراتيجيته مع إيران، ستكون بمثابة اختبار لسياسة استرضاء الأصدقاء، وإذا كانت ستسفر عن نتائج أفضل، من الوقوف أقوياء وحيدين.

وأغضب ترامب إيران، وحلفاء أمريكا الأوروبيين، بانسحابه من الاتفاق النووي في 2015 وإطلاقه حملة عقوبات “الضغط الأقصى”. أما بايدن فقال إن واشنطن ستعود إلى الاتفاق وترفع العقوبات إذا عادت طهران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق، بينما تطالب الأخيرة بالعكس. ويتعين على أحدهما أن يرمش أولاً.
ولم يستسلم البيت الأبيض كلياً، لكن هذا الأسبوع لم يكن مشجعاً. والخميس، قال وزير الخارجية أنطوني بلينكن، عقب اجتماع مع نظرائه الفرنسي، والبريطاني، والألماني، إن الولايات المتحدة ملتزمة بإحياء الاتفاق النووي. وفي وقت لاحق، وافقت الولايات المتحدة على عرضٍ أوروبي للتوسط مع الإيرانيين، الذين لم يردوا على الاقتراح بعد.

وتراهن طهران على مفاوضي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذين عاد كثيرون منهم إلى إدارة بايدن، لذلك لن يكون مفاجئاً أن توافق إيران على المحادثات.

وربما لن يكون ممكنا تفادي بعض المفاوضات غير الرسمية، لكنه كان أسبوعاً سيئاً بشكل خاص للولايات المتحدة لتقبل المبادرة.

ميليشيا مدعومة من إيران
وبعدما أصابت الصواريخ قاعدة أمريكية في الأسبوع، ما أسفر عن مقتل متعاقد وجرح تسعة آخرين، بينهم جندي أمريكي، أكدت وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة “ستحاسب المسؤولين” عن الهجوم.
ومن شبه المؤكد أن يوجه الاتهام إلى ميليشيا مدعومة من إيران، وأن الهجوم كان برضا ضمني أو صريح من إيران. ومع ذلك، قدمت الولايات المتحدة تنازلاً رئيسياً في العقوبات على إيران التي من شأنها مساعدتها على تمكين مثل هذه المجموعات. وتعتقد طهران أن بايدن متحمس جداً للمحادثات إلى درجة أنه سيتجاهل مثل هذه الهجمات على الأمريكيين.

وقال القائم بأعمال المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة، أيضاً إن الولايات المتحدة ستسحب طلباً تقدم به ترامب يقول فيه إن عقوبات الأمم المتحدة، بما فيها حظر السلاح على إيران، أُعيد تفعيلها بموجب آلية “سناب باك».
وكان هذا الطلب سبب جدل في الأمم المتحدة في العام الماضي، لكن واشنطن تقر بفاعلية الآن، بأن لإيران الحق في شراء أسلحة متقدمة. إنها طريقة غريبة “لمحاسبة” أشخاص حاولوا قتل أمريكيين.

مهمة المراقبين الدوليين
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ستحد جذرياً من مهمة المراقبين الدوليين الذين يتابعون نشاطاتها النووية.
وطالب بلينكن وأصدقاءه الأوروبيون، الإيرانيين بـ “تقويم عواقب مثل هذا العمل الخطير”. لكن قادة إيران قد يستنتجون أن رد فريق بايدن على انتهاكاتهم لن يذهب أبعد من إبداء الاستياء بلهجة شديدة. أما روسيا والصين فتراقبان عن كثب.

وتقول الولايات المتحدة إنها تريد من إيران العودة أولاً إلى اتفاق 2015، ثم التفاوض على اتفاق لاحق.
لكن طهران تقول إن هدفها العودة فقط إلى اتفاق 2015، الذي يوفر لها المليارات في مقابل تعليق صنع سلاح نووي، بينما يتجاهل التوسع الإقليمي لإيران، وبرنامجها الصاروخي.
إن المشكلة في فن التنازل، أنه يميل إلى مزيد من التنازلات، من جانب الولايات المتحدة، لا من إيران.