مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي يعلن انطلاق فعاليات مهرجان برزخ بنسخته السنوية الخامسة
يتضمن المهرجان عرض أروع الإبداعات الموسيقية واستضافة حوارات معمقة مع الفنانين بمشاركة ثلاث فرق عالمية على مدى ثلاث أمسيات افتراضية
أعلن مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي عن انطلاق النسخة السنوية الخامسة من مهرجان برزخ الذي سيتضمن ثلاث أمسيات ستُبث فعالياتها عبر الإنترنت في 1 و3 و6 فبراير. ويقام المهرجان هذا العام تحت شعار “الجسر” بمشاركة ثلاث من أشهر الفرق الموسيقية العالمية، بالتزامن مع الاحتفال بـ “شهر تاريخ السود” الذي يصادف شهر فبراير في كل عام.
وتشمل قائمة المشاركين في المهرجان كلاً من الفرقة الفنزويلية من أصول أفريقية بقيادة المغنية بيتسايدا ماتشادو، وفرقة مارثا ريدبون روتس بروجكت الأمريكية من أصول أفريقية، وفرقة الجاز الأفريقية-الخليجية بوم ديوان بمشاركة عازف البيانو المبدع لموسيقى الجاز ندودوزو مخاتيني. وستحرص هذه الفرق على تقديم برامجها الفنية الحصرية، إضافة إلى المشاركة في حوارات مثمرة مع المجتمع الثقافي في الإمارات والعالم. وستُبث كل أمسية عبر الإنترنت، ما يتيح للجمهور خوض رحلة ثقافية وفنية فريدة تنبض بإيقاعات الموسيقى والحوار المتعمّق مع الفنانين.
تعليقاً على ذلك، قال بيل براجين، المدير الفني التنفيذي في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي: “يسهم مهرجان برزخ في تسليط الضوء على المفاهيم المتنوعة للهوية والتراث التي يحرص الموسيقيون على تسخيرها في أعمالهم، بما يسهم في دعم البحوث الفنية الجديدة والإبداع، والاحتفاء بالفنانين الذين تجاوزوا في إبداعاتهم الأنماط والحدود الثقافية المألوفة. ويتيح بث أمسيات المهرجان عبر الإنترنت الفرصة للجمهور لاستكشاف مفاهيم فنية متنوعة، والتعرف على التأثيرات الفريدة التي يضيفها كل فنان إلى إبداعاته».
وستقدم المغنية الفنزويلية من أصول أفريقية بيتسايدا ماتشادو لمحة أولية على مشروعها الفني الجديد بعنوان لاس كانتوراس الذي سيُقدَّم في الإمارات المتحدة لأول مرة عبر الإنترنت انطلاقاً من فنزويلا يوم 1 فبراير عند الساعة 8:00 مساءً. وتعاونت ماتشادو مع المهندس المعماري وخبير الفنون الشعبية الفنزويلي أوزوالدو لاريس، لتنسيق مجموعة من تسجيلات الموسيقى الريفية التاريخية لعدد من المغنيات من أرشيف مجموعة لاريس. وساعدت هذه الخطوة على الجمع بين الأنماط الموسيقية لمناطق مختلفة من فنزويلا، ما أتاح تقديم مجموعة فريدة تتضمن ملاحظات خطية وصوراً تاريخية وسياقاً متنوعاً للمغنيات. وسيتم إطلاق هذه التسجيلات للمرة الأولى عبر الإنترنت من خلال بث تسجيل صوتي ومرئي قبل إصدار الألبوم يضم الفنانين وفريق البحث، بالإضافة إلى تعليقات حية من قبل قادة المشروع.
وقالت بيتسايدا ماتشادو بهذا الصدد: “هنالك الكثير من المغنيات القادرات على تحقيق تواصل إنساني وروحي والتعبير عن كثير من القصص ومفاهيم الهوية والآلام والسعادة في المناطق التي ينتمين إليها؛ ولاشك أن الاستماع لهذه الإبداعات الفنية سيتيح لهن ولنا أيضاً فرصة استكشاف الماضي والتاريخ. وسنركز على هذه القضية من خلال مشروع لا كانتوراس الفني الذي سنقدمه في مهرجان برزخ؛ لنسهم بذلك في تشكيل تصورات جديدة حول إمكانات المغنيات الريفيات اللاتي يجسّدن أمثلة واقعية وملموسة عن التراث الثقافي المحلي في فنزويلا».
من جهة ثانية، ستقدم فرقة مارثا ريدبون روتس بروجكت، ومقرها في الولايات المتحدة، عرضها الأول عبر الإنترنت في الإمارات خلال أمسية موسيقية تقام يوم 3 فبراير، وتتضمن مزيجاً فريداً من موسيقى جبال الأبالاش مع أنماط السول والبلوز وموسيقى سكان أمريكا الأصليين، والتي تعكس بمجموعها التراث الفني العريق للفنانة ومؤلفة الأغاني مارثا ريدبون التي تنحدر من أصول أفريقية. وشاركت عازفة الكمان ومؤلفة الأغاني والملحّنة مارثا ريدبون مؤخراً في سلسلة حفلات تايني ديسك التي تقام بالشراكة مع مهرجان فيست العالمي وتم بثها في شهر يناير على قناة إذاعة إن بي آر ميوزك. كما فازت ريدبون مؤخراً بعدة جوائز بعد تلحينها لأغنيات راقصة للعمل المسرحي الرائد للفنانة نوتزاكي شانغي، والذي حمل عنوان إلى الفتيات ذوات البشرة الداكنة اللواتي فكّرن بالانتحار (حينما يكون قوس قزح كافياً)، من إنتاج المسرح العام. وسيعقب العرض، الذي سيتم تسجيله وبثه على الهواء من مسرح ناشيونال سوداست في ويليامزبرغ بمدينة نيويورك، حواراً مباشراً عبر الإنترنت مع الفنانة. كما ستنظم ريدبون ورشة عمل من جزأين بعنوان الحفاظ على الثقافة عبر الموسيقى: الإبداع الموسيقي لمواكبة المتغيرات الثقافية، يومي الأحد والثلاثاء 21 و23 فبراير.
وقالت ريدبون بهذا الصدد: “أنا سعيدة جداً لمشاركتي في مهرجان برزخ لهذا العام، والذي أتاح لي فرصة اللقاء والتفاعل مع مُبدعي الموسيقى، وسرد قصص ملهمة عن موطني وثقافتي الحضرية والجبلية، والتحاور مع الموسيقيين الذين نتشرف بمشاركة هذه الأمسيات الافتراضية معهم. وأعتقد أنه من الضروري التركيز هذا العام على الموسيقى وأثرها في التعافي، خاصة وأننا ندرك اليوم مدى أهمية الاستمرار في إبداع الموسيقى والفن والتلاقي مع الحفاظ في ذات الوقت على سلامتنا. ورغم بث الأمسيات عبر الإنترنت، سيشعر الجمهور بطاقة هذا الأداء ونحن بأمس الحاجة إليها اليوم، لأنني أعتقد بأن الروح الإنسانية هي العامل الرئيس الذي يربط فيما بيننا».
ومن ناحية أخرى، ستقدم فرقة الجاز الأفريقية-الخليجية بوم ديوان بمشاركة عازف البيانو المبدع لموسيقى الجاز ندودوزو مخاتيني عرضها المميز، الذي يمزج بين الإيقاعات والأصوات المستوحاة من تقاليد الغوص واستخراج اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، في 6 فبراير عند الساعة 8:00 مساءً. كما ستتضمن الأمسية عرضاً موسيقياً من تأليف الدكتور غازي المليفي، عازف الجيتار وعضو الهيئة التدريسية بجامعة نيويورك أبوظبي والباحث في موسيقى الشعوب، بالتعاون مع ضيف مميز هو عازف البيانو ندودوزو مخاتيني، أول موسيقي جنوب أفريقي يتعاقد مع شركة بلو نوت للتسجيلات الشهيرة. كما ستتحول الأمسية والحوار الفني إلى تجربة فريدة تنبض بالموسيقى الغامرة والعروض البصرية الراقصة وفنون التأليف والارتجال التي تتمحور حول إدراك الذات والمجتمع، والطابع الروحي في مواجهة الحداثة، بينما ستتناول الموسيقى مواضيع العولمة والمجتمع والحوار والتعافي.
وسيترافق العرض الذي يتم تسجيله في ثلاث دول في الصندوق الأسود في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي ، وفي استوديوهات ابن الدوخي في محافظة حولي في الكويت، ومسرح نقابة شرق لندن بجنوب إفريقيا مع برنامج ثقافي وتعليمي حول الإيقاعات الخليجية في دولة الإمارات بدعم من السفارة الأمريكية في دولة الإمارات. وفي يوم 14 فبراير، سيستضيف الدكتور المليفي، بالتعاون مع عازف الإيقاع في فرقة بوم ديوان عبدالعزيز الحملين ورشتي عمل باللغتين العربية والإنجليزية حول الجوانب الفنية للموسيقى. وستستكشف الورشتان، تحت عنوان إيقاعات بحر العرب، أنماط الإيقاعات الموسيقية لغواصي اللؤلؤ في الخليج العربي، والموسيقى المستوحاة من طرق التجارة عبر حضارات المحيط الهندي، بالإضافة إلى موسيقى الجاز العالمية. وستُقدم الورشتان بالشراكة مع جامعة عجمان، وجامعة زايد (كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية)، ومؤسسة “عفكرة”، ومؤسسة القاسمي، وبدعم من السفارة الأمريكية في دولة الإمارات.
وفي معرض التعليق على المشاركة في المهرجان، قال الدكتور المليفي: “أسعى دائماً إلى توسيع حدود التعبير والفهم البشري من خلال مشاريع التعاون الموسيقي. وأنا سعيد جداً بالمشاركة في فعاليات مهرجان برزخ لعام 2021، والتعاون مع عازف البيانو ندودوزو مخاتيني الذي شاركت معه في إطلاق مشروع فني مميز وفريد، يدفع للتأمل في قضايا متنوعة مثل الصلاة والبقاء والأمل بالاستناد إلى حواراتنا المثمرة التي تطرقنا من خلالها إلى الحالة التي تسود العالم اليوم».
وسيتم بث فعاليات مهرجان برزخ عبر الإنترنت، من خلال موقعي فيسبوك ويوتيوب والموقع الإلكتروني لمركز الفنون.