رئيس الدولة يُصدر قراراً بإعادة تشكيل «مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة»
«التايمز»: بوتين يتفوّق مجدداً على زيلينسكي بسياسة «التوماهوك»
انتكست آمال الأوكرانيين في أن يدعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قضيّتهم بشكل حاسم؛ فبعد مكالمته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الخميس، ثم لقائه في اليوم التالي، مع فولوديمير زيلينسكي، بدا أن زعيم الكرملين قد حسم “دبلوماسية توماهوك” لمصلحته، وفق صحيفة “التايمز” البريطانية.
وبعدما رفض ترامب تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك التي كانت كييف تعوّل عليها لتحقيق تقدم في الحرب، قال الرئيس الأمريكي بعد اجتماعه مع الرئيس زيلينسكي يوم الجمعة، إنه يتطلع إلى لقاء الرئيس بوتين والدعوة إلى اتفاق سلام.والاتفاق، بحسب “التايمز” من شأنه أن يترك روسيا تسيطر على ما يقرب من خمس أوكرانيا، مستدلة على ذلك بقول ترامب للروس والأوكرانيين: “توقفوا عند خط المعركة ويجب على الجانبين العودة إلى ديارهم، والذهاب إلى أسرهم».ويعتقد دبلوماسي بريطاني أنه بعد مكالمة الخميس ولقاء الجمعة، “تأكد أن بوتين يتفوق مرة جديدة على زيلينسكي”، مشدداً على أن “لا جدوى من محاولة التظاهر بخلاف ذلك».
كيف حدث ذلك؟
بعد نجاحه في التوسط لإحلال السلام في غزة، بدا ترامب متفائلاً وهو يُعيد تركيزه على الحرب في أوكرانيا، ففي الأسبوع الماضي، زعمت إدارته أن الحملة الفعّالة للغاية التي شنتها كييف من الضربات بعيدة المدى ضد منشآت النفط الروسية، كانت نتيجة لبيانات الاستهداف التي قدمها الأمريكيون.
وبدا ترامب حينها ميّالاً للسماح للأوكرانيين بالحصول على صواريخ توماهوك كروز بعيدة المدى وعالية الدقة. وحذّر وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، من أن واشنطن “ستفرض تكاليف على روسيا” إذا استمرت في الصراع.
وانضمّ ألكسندر ستوب، رئيس فنلندا، إلى “حملة التفاؤل” مشيراً إلى أن ترامب “كان يعطي الجزرة لبوتين وكانت الجزرة في ألاسكا... والآن إذا نظرت إلى اللغة التي استخدمها مؤخراً، فقد كانت هناك المزيد من العصا».
ووفق تقرير “التايمز”، فإن زيلينسكي ربّما شعر أن اللحطة مثالية للاستفادة من العلاقة التي أصبحت أكثر ودية في الآونة الأخيرة والضغط على ترامب للحصول على المزيد من الدعم، وإن لم يحصل على توماهوك، فعلى الأقل “المزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية وقاذفات صواريخ هيمارز ستكون ذات قيمة فورية».
وفي المقابل، كان الكرملين يبدي استعداده لمواجهة التصعيد بالتصعيد، وبينما حذّر بوتين من أن تسليم الأوكرانيين صواريخ توماهوك سيكون خطوة استفزازية خطيرة، ألمح أيضاً إلى بعض الخيارات المتاحة له.
وشهدت أوروبا سلسلة حوادث مؤخراً متعلقة بالطائرات المسيرة، والتي كانت بحسب “التايمز” إشارة إلى مدى قدرة موسكو على “إحداث الفوضى، إن هي اختارت ذلك”. ووفق مصدر أمني بريطاني “فقد توقف كل شيء بسرعة كبيرة”، مشيراً إلى أن الرسالة كانت “إذا استطعت إغلاق الصنبور، فيمكنك إعادة فتحه بسهولة».
وأدخلت الحكومة الروسية تعديلات على القانون، من شأنها أن تُسهّل نشر جنود الاحتياط، دون أن تفصح عن موجة تعبئة محتملة. ورغم مزاعمه بنقص المتطوعين، ألمح بوتين إلى أنه في الوقت الذي تُكافح فيه أوكرانيا لجمع قواتها، يُمكنه بسهولة إيجاد المزيد من الجنود لإرسالهم إلى الحرب.
ميلانيا تتدخل
وفي الأثناءـ كانت السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، تتواصل شخصياً مع بوتين بشأن محنة الأطفال المحتجزين في روسيا، وردّ زعيم الكرملين بمديح كبير للرئيس الأمريكي “الذي يستحق نوبل” وفق قوله، لجهوده في صنع السلام بالشرق الأوسط.
وأصبحت الظروف مهيأة لبوتين لطلب محادثة هاتفية مع ترامب قبيل زيارة زيلينسكي، وعلى عكس لقائهما في ألاسكا في أغسطس-آب، لم يحاول الرئيس الروسي سحق نظيره الأمريكي بدرس تاريخي مطول، بل كان، على ما يبدو، محترما، بل ومُراعياً ببراعة في بعض المواضع، وفق “التايمز»
وبينما طعن في ادعاء زيلينسكي بأن روسيا وصلت إلى طريق مسدود في أوكرانيا، سمح بوتين للمحادثة بالتركيز على مواضيع تُهم ترامب، لا سيما فرص التعاون الاقتصادي بعد الحرب، وفرص أمريكا في التفوق على منافسيها التجاريين.
وكانت نتيجة المكالمة واضحة في عقب لقاء ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة، إذ تراجع عن منح أوكرانيا صواريخ توماهوك، وعاد للتركيز على الحل من خلال قنوات التفاوض، وانتظار ما ستسفر عنه قمة بودابست التي ستجمعه مجدداً مع بوتين.
صفقة أم لا صفقة؟
لا يزال ترامب مقتنعاً بأن مشاركته الشخصية وحدها كفيلة بتحقيق السلام، مع قوله المُكرّر “أنا الرئيس الوسيط، وأنا أمارس الوساطة”، حتى مع إقراره بوجود “خلافات” بين بوتين وزيلينسكي.
في المقابل، فإن الكرملين يدرك أنه لا يستطيع الاستمرار في اللعب على المنوال نفسه مع واشنطن؛ إذ تنقل “التايمز” عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية: “الأمر كله يتوقف على ما إذا كان بوتين يعتقد حقا أن الأوكرانيين على وشك الانهيار».