رئيس الدولة يعين محمد المنصوري وكيلاً لوزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون البنية التحتية والنقل
«حرب الظل» تتمدد.. طائرات تجسس بريطانية تصل روسيا بمساندة أمريكية
دخلت “الحرب الهجينة” مرحلة التبادل بين روسيا والغرب، مع إطلاق بريطانيا، بمساندة أمريكية، طائرات تجسس لمراقبة الحدود مع موسكو، في تصعيد ضمن مخاوف تمدد “حرب الظل».
وأعلن سلاح الجو الملكي البريطاني نشر طائرتي مراقبة متخصصتين في مهمة استطلاع جوي مدتها 12 ساعة، تغطي مسافة تقارب 10 آلاف ميل على طول الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، الأولى هي طائرة استطلاع إلكتروني مصممة لاعتراض الاتصالات العسكرية، والثانية دورية بحرية متخصصة في الحرب ضد الغواصات.
ووفق تقرير لصحيفة “التيليغراف” البريطانية، فإن العملية جاءت كـ”رد فعل مباشر على سلسلة من التوغلات الروسية” الأخيرة، التي شملت طائرات دون طيار ومقاتلات انتهكت المجال الجوي لدول أعضاء في الناتو.
وبدأت الرحلة من الشمال العالي في منطقة القطب الشمالي البعيدة، واستمرت جنوباً على طول الحدود الروسية، مروراً ببيلاروسيا وأوكرانيا. كما تم دعم الطائرتين من قبل طائرة KC-135 Stratotanker تابعة للقوات الجوية الأمريكية من الجناح رقم 100، والتي قدمت خدمات التزود بالوقود جواً؛ ما مكن الطائرات البريطانية من الوصول إلى مسافات أبعد مما تسمح به حمولة وقود واحدة.
ونقلت “التيليغراف” عن جون هيلي، وزير الدفاع البريطاني، أن المهمة المشتركة مع الحلفاء الأمريكيين والناتو “ليست مجرد جمع معلومات استخباراتية قيمة لتعزيز الوعي العملياتي للقوات المسلحة، بل هي أيضاً رسالة قوية عن وحدة الناتو».
وأضاف هيلي: “كانت هذه مهمة مشتركة مع حلفائنا في الولايات المتحدة وحلف الناتو. ولا يقتصر الأمر على توفير معلومات استخباراتية قيّمة لتعزيز الوعي العملياتي لقواتنا المسلحة، بل يبعث أيضا برسالة قوية عن وحدة الحلف إلى خصومنا».
من جانبه، أعرب الكابتن ماثيو دوبين من سلاح الجو الملكي البريطاني عن أهمية مثل هذه المهام في إظهار وحدة الحلف واستعداده للدفاع عن أعضائه ضد أي “عدوان».
تأتي هذه العملية في أعقاب سلسلة من الحوادث الجوية الروسية التي أثارت القلق في أوروبا؛ ففي الشهر الماضي، سافرت مجموعة من الطائرات الروسية دون طيار فوق أوكرانيا إلى بولندا؛ ما دفع الناتو إلى إرسال طائرات نفاثة لإسقاطها.
كما تسلّلت طائرة روسية دون طيار من طراز جيران إلى المجال الجوي الروماني في 14 سبتمبر-أيلول، بالقرب من الحدود الجنوبية لأوكرانيا. وفي 19 سبتمبر، انتهكت ثلاث طائرات مقاتلة روسية من طراز ميغ-31 المجال الجوي الإستوني لمدة 12 دقيقة.
كما رصدت دول إسكندنافية مثل الدنمارك والسويد والنرويج وألمانيا ما لا يقل عن 18 طائرة دون طيار مجهولة الهوية في شهري سبتمبر وأكتوبر-تشرين الأول؛ ما أدى إلى تعطيل عمليات المطارات.
ونفت روسيا تورطها في هذه الحوادث، لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أدلى بتصريح في منتدى السياسة الخارجية في سوتشي الأسبوع الماضي، قائلاً إنه “لن يرسل أي طائرات دون طيار أخرى... لا إلى فرنسا، ولا إلى الدنمارك، ولا إلى كوبنهاغن».
وأثارت هذه التوغلات جدلاً حاداً داخل الناتو حول كيفية الرد؛ إذ اقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي أن التحالف قد يفتح النار على الطائرات الروسية المنتهكة؛ إذ أطلق الناتو في 12 سبتمبر-أيلول، عملية “الحارس الشرقي” لحماية أراضيه الشرقية، ونشر طائرتين مقاتلتين بريطانيتين تحملان رمزي النداء “فوضى 1-1” و”فوضى 1-2” في أول مهمة مراقبة فوق بولندا في 21 سبتمبر-أيلول.