«لوموند»: الجيش الفنزويلي في أضعف حالاته وسط تصاعد الضغوط الأمريكية

«لوموند»: الجيش الفنزويلي في أضعف حالاته وسط تصاعد الضغوط الأمريكية


تتزايد الضغوط العسكرية الأمريكية على فنزويلا في وقتٍ يعاني فيه الجيش الفنزويلي من ضعفٍ شديد نتيجة لتداعيات الأزمة الاقتصادية، والعقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإنه رغم هذه التحديات الكبيرة، لا تزال لدى فنزويلا أنظمة دفاع جوي متقدمة قد تجعل أي تدخلٍ عسكري أمريكي في المنطقة معقدا.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية (FAA) في 31 تشرين الأول-أكتوبر 2025 عن حظرٍ جوي في منطقة قبالة السواحل الجنوبية الشرقية لمدينة سيبا في بورتو ريكو، اعتبارا من 1 تشرين الثاني-نوفمبر ولمدة خمسة أشهر.
ووُصف الحظر بأنه “لأسبابٍ أمنية خاصة” بناءً على تعليمات من وزارة الدفاع الأمريكية، في الوقت الذي يتصاعد فيه التواجد العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي؛ ما يثير تساؤلاتٍ حول إمكانية تنفيذ تدخلٍ عسكري ضد فنزويلا.
كما تنتظر عشرات من طائرات F-35 الأمريكية التعليمات للانطلاق من القاعدة البحرية السابقة “رووزفلت رودز” في سيبا.
ورغم التصريحات المتناقضة من المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك نفي الرئيس السابق دونالد ترامب نية تنفيذ ضرباتٍ ضد فنزويلا، تشير تقارير إلى أن الخيار العسكري لا يزال قائما.
مع ذلك، أشار الباحث الفنزويلي في جامعة الأنديز في بوغوتا، فيكتور ميخاريز، إلى أن التدخل العسكري الأمريكي أصبح “على ما يبدو لا مفر منه”، مؤكدا في الوقت ذاته صعوبة تحديد الشكل الذي ستتخذه هذه التدخلات.
وتواجه القوات المسلحة الوطنية البوليفارية (FANB) صعوبةً كبيرة في التنافس مع القوة العسكرية الأمريكية المتمركزة قبالة سواحل فنزويلا، والتي تشمل مجموعةً من السفن الحربية، 
والطائرات المقاتلة F-35، والطائرات دون طيار MQ-9 Reaper.
في المقابل، لا تزال فنزويلا تعتمد على قوتها الدفاعية الجوية لتأمين حدودها، لا سيما من خلال امتلاكها أكثر من 5000 صاروخ Igla-S روسي الصنع، التي تُعد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا.
وشدد تقرير الصحيفة الفرنسية على أنه رغم ضعف المعدات العسكرية ونقص الصيانة، فإن فنزويلا تؤكد جاهزيتها لمواجهة أي هجوم، مدعومةً بجيشٍ قوامه أكثر من 125 ألف فرد.
ويرى الخبراء أن الجيش الفنزويلي يعاني من فراغٍ في القيادة نتيجة للسيطرة السياسية على المناصب العسكرية؛ ما يعزز الشكوك حول قدرته على الحفاظ على كفاءته في مواجهة أي هجوم خارجي.
كما أعربوا عن قلقهم من أن الاستراتيجية الأمريكية قد تستهدف الضغط على الجيش الفنزويلي عبر ضرباتٍ أرضية مستمرة على مدى فترةٍ طويلة.
وبالرغم من هذه الضغوط العسكرية، اعتمد المسؤولون الفنزويليون خطابا أكثر سلمية في الأيام الأخيرة.
وقد صرّح وزير الدفاع الفنزويلي في 30 تشرين الأول-أكتوبر أن “الشعب الفنزويلي لا يستحق أن يعيش تحت تهديداتٍ وحملات التحريض الأمريكية».
وخلص التقرير إلى القول إنّه مع استمرار تصاعد التوترات في المنطقة، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كان الجيش الفنزويلي قادرا على الصمود أمام القوة الأمريكية المتفوقة، أم أن الانقسامات الداخلية ستؤدي إلى انهيار هذه القوة الدفاعية الهشة.