ذياب بن محمد بن زايد يستقبل رئيس جمهورية كوريا في واحة الكرامة
«واشنطن بوست»: تصعيد ترامب في فنزويلا يثير قلق قادة أمريكا اللاتينية
في لحظة إقليمية حساسة، ومع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في أمريكا اللاتينية، يثير النهج الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع فنزويلا موجة واسعة من القلق بين قادة المنطقة. وقالت كارين ديونغ، محررة الشؤون الأمنية القومية في تقرير في “واشنطن بوست يبدو أن الإدارة الأمريكية تتجه إلى إعادة صياغة علاقتها بدول نصف الكرة الغربي على أساس المكافأة والعقاب، في مشهد يعيد إلى الأذهان عقوداً من التدخلات الأمريكية في شؤون الجوار الجنوبي.
وأضافت معدة التقرير أن قمة الأمريكتين التي كان مقررة في الدومينيكان في مطلع ديسمبر- كانون الأول تأجلت بعدما أعلن ترامب غيابه عنه، مفضلاً حضور مراسم قرعة كأس العالم 2026. وأضافت أن الانقسامات العميقة بين دول المنطقة، والخشية من مواجهة دبلوماسية محتدمة، دفعت العديد من القادة إلى مقاطعة القمة من الأساس. ونقلت معدة التقرير عن مسؤول في المنطقة، لم تسمه، أن “الأجواء السائدة غير مناسبة لأي اجتماع ودي فالمناخ السياسي بات مسموماً».
وأوضحت ديونغ أن إدارة ترامب دفعت بتشكيلات بحرية وجوية ضخمة إلى منطقة الكارييب منذ سبتمبر -أيلول، لقصف مباشر لزوارق يشتبه في تورطها في تهريب المخدرات. كما سمح البيت الأبيض بعمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية، وهدد بعمليات برية داخل فنزويلا. وتابعت معدة التقرير أن هذه التحركات أعادت إلى الأذهان تاريخاً من التدخلات الأمريكية في أمريكا الوسطى والجنوبية، ما خلق شعوراً عاماً بأن واشنطن تعود إلى سياسة العصا الغليظة.
حلفاء ومكافآت
وأشار التقرير إلى أن نهج ترامب يقوم على معادلة واضحة، الدول التي تساند واشنطن تُكافأ، والتي تعارضها تتلقى الضغط أو العقاب. فقد حصلت الأرجنتين على 20 مليار دولار من الدعم المالي، فيما حصلت السلفادور على ملايين الدولارات مقابل توسيع قدرتها على استقبال مرحلين. أما باراغواي، وغواتيمالا فوافقتا على استقبال طالبي لجوء مقابل اتفاقيات أمنية، واقتصادية جديدة. وحسب التقرير، صُنّفت ترينيداد وتوباغو “شريكاً قوياً” بعدما أيّد رئيس وزرائها العمليات العسكرية الأمريكية ضد المهربين.
وفي المقابل، تقول معدة التقرير إن الدول التي انتقدت النهج الأمريكي دفعت الثمن. فقد جُمدت تأشيرة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، وفرضت عليه عقوبات بسبب تصريحاته التي دعا فيها الجنود الأمريكيين إلى رفض أوامر ترامب، الذي اتهمه بأنه زعيم مخدرات وهدد بعمل عسكري ضد بلاده، إن لم توقف شبكات الكوكايين، قائلاً: “إذا لم يُنهِ هذه العمليات، سنفعل ذلك نحن، ولن يكون الأمر لطيفاً”. أما المكسيك، ورغم اختلافها مع السياسة الأمريكية، فسعت إلى التعاون الاستخباراتي لاعتقال المهربين بدل ترك واشنطن تستهدفهم مباشرة.
قاعدة عسكرية جديدة
وأضافت معدة التقرير أن الإدارة الأمريكية تعمل على إنشاء قاعدة جوية جديدة في الإكوادور، وزيادة الوجود العسكري المؤقت في بنما، إلى جانب إعادة تنشيط قاعدة بحرية في بورتوريكو.
وذكر التقرير أن وزير الخارجية ماركو روبيو أعلن خلال زيارته للإكوادور قرب توقيع اتفاق تجارة حرة، ودعم واشنطن لطلب الإكوادور لدى صندوق النقد الدولي، إلى جانب 20 مليون دولار دعماً أمنياً وعسكرياً.
وتابعت معدة التقرير أن واشنطن تشجع ما يشبه تحالفاً صغيراً من الدول المتعاونة معها، مشيرة إلى اجتماع عُقد في بوليفيا، جمع مسؤولين أمريكيين مع قادة الأرجنتين، وباراغواي، وإكوادور، وبنما، في مؤشر على بناء تنسيق سياسي ينسجم مع الخط الأمريكي الجديد. وأشارت الكاتبة إلى أن سياسة ترامب مع المنطقة باتت تعتمد على الاختيار الحاسم، الدول إما أن تتعاون مع واشنطن، أو تواجه تبعات اقتصادية وسياسية خاصة في ظل القلق الأمريكي من نفوذ الصين، أكبر شريك تجاري لأمريكا الجنوبية، وروسيا الداعمة عسكرياً لفنزويلا.
على صفيح ساخن
وقالت معدة التقرير إن أمريكا اللاتينية تقف اليوم أمام مرحلة إعادة تشكيل استراتيجية قد تعيد عقارب الساعة إلى زمن التدخلات الصدامية.
وقالت إن كثيراً من دول المنطقة تنظر بقلق إلى السياسة الأمريكية الجديدة، وتتساءل عن تداعياتها على الاستقرار الإقليمي. واختتمت ديونغ تقريرها بالقول: “بين المكافآت والعقوبات، وبين الدعم العسكري والضغط السياسي، تواجه أمريكا اللاتينية اختباراً صعباً مع إدارة ترى كل علاقة من منظور الربح والخسارة».