آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com





الأنشطة أساس التقدم " سعيد عبد الله /موسيقي "
تراجع المواهب الإبداعية في الآونة الأخيرة يرجع إلى عدة أسباب مجتمعة، فلا يمكن أن الكتاب والإعلاميين والمهتمين بالموسيقى والفنون المختلفة يستقطبوا أصحاب المواهب لتدريبهم وصقل مواهبهم بالعلم والمعرفة، ولكن الأصل في اكتشاف المواهب هي الحظيرة الأساسية صاحبة الريادة ألا وهي أماكن التعليم من مدارس وجامعات.
المدارس وما تحتوية من تجمعات كثيرة من النشء كفيلة باكتشاف المواهب من خلال المناهج المتنوعة من فن الكتابة والتعبير الذي يضاف إلى فرع من فروع اللغة ومن هنا ممكن اكتشاف الكتاب، كما أن الإذاعة المدرسية التي كانت تحتوي على فقرات تمثل التوك شو حاليا لما لديها من تلاوة القرآن وإلقاء حديث شريف وأهم عناوين الأخبار الصادرة في الصحف ، وغيرها من الفقرات الترفيهية المنشطة للعقول قبل يوم دراسي طويل، فالإذاعة المدرسية جديرة باكتشاف معدين برامج ومذيعين وقراء قرآن وعذب الصوت وتطويعه، والمنهج يحتوي أيضا على حصص للأنشطة مثل التدبير المنزلي وفيه يتعلم الطلاب الطهي والحياكة والحرف اليدوية التي تشكل بعد ذلك امتداد المعرفة بالتراث وصناعته.
في السابق كانت المدارس تهتم بالموسيقى والمسرح والمسابقات الفنية، لكن اليوم تقلصت هذه التوجهات إلى التحصيل العلمي التطبيقي فقط وأغفلنا الاهتمام بالفنون صاحبة انتشار الذوق العام وتركنا الساحة للدخلاء بدون سيطرة أو تقنين لما يحدث على الساحة حاليا، حتى الجامعة في السابق كانت تصنع الفنانين كما تصنع العلماء، فالمسرح الجامعي كان يكتشف المواهب في جميع المجالات المرتبطة بالفن، من مخرج إلى المثل والمطرب وديكور الأزياء إلى اكتاب وغيرها من المواهب المتعلقة بالمسرح، فضلا عن المسابقات بين الجامعات وزيارة كبار الفنانين للجامعة لاكتشاف المواهب وضمهم إلى عالم الفن.
علينا أن نهتم كسابق عهدنا بالمدارس والجامعات لتفعيل الأنشطة حتى نتمكن من بناء أجيال لديهم الفن الأصيل ونبذ الدخلاء ونفيهم من الساحة، والاستفادة من رواد كل المجالات والاستعانة بهم لتأهيل من يرغب في الاستمرار لصقل موهبته وتطويرها.  



كن أنت " ممدوح جاد "
كل ما يمر بنا أو علينا أو فينا أو من خلالنا، إنما يمر لأمر بالغ الأهمية ولحكمة بليغة لن تفهمها إلا حينما يعطي أمره بفهمك وإدراكك لبواطن أمورك ، كل عاصفة تمر فى حياتنا ، وتقلب كياننا ، وتكسر فينا كل قائم وشامخ، كل مد أغرق ميناء سفرك ، أو وصولك ، أو وصول أحدهم إليك ، أو سفر أحدهم فيك ، ليحاول الوصول لبوابات عالمك لتأذن له بالعيش فيه، كل ذنب أخذت به وتتوب عنه أو تُصر عليه، كل أمر جلل دمر فينا أشياء ، أبكانا بحُرقه، وترك فينا علامات كالتشوه ، كل هذا مخطوط فى كتابك ومرسوم على جبينك،  فلا تكن حانقا أو حاقدا ، لا تستشيط من العاصفة ، فهي مأموره..!  تكسر داخلك الغصن الهزيل ، وترعب فيك الجزء الضعيف والمريض ، ليخلق لك الأقوى والمتين ليمتد بجذوره لسابع أرض ، لتخرج منك شجرة الوتد ، التي تورف بقوة شخصيتها وثباتها وظلالها الواثقة على حياتك ، وحياة من فى حنايا قلبك الطيب.
لا تفزع وتهلع من المد الذي أغرق موانيك ، دقق جيداً فقد جاء لك بشراع جديد وإذن للإبحار للبحر المفتوح، ادخل بقدميك وكيانك واغتسل وتطهر واغتنم ما تشاء من الكنوز ،فهي موكولة لك الأن بأمره، فمن اختفى من حياتك أتى غيره بوعي آخر بكيفية أخرى تليق بك وبكينونة حالك أياً كانت سهولتها أو صعوبتها، أتى من يعيش بك وفيك ، وليتعايش معك ومع كل تفصيله عيب فيك ، ويدعم كل ميزة وقوة ، حتى الضعف في خلاياك ، ليحتويك وتسكنه فيك ، بعللك بوجعك بخرافاتك بهواجسك بجنونك بصممك بعماك بألآم مشوارك،  لم يصطف فيك خلقاً ونفراً من آخر.



سنوات الجليد الملتهب " سحر الألفي /كاتبة "
دخل إلى بيته حاملا كل الطاقات السلبية من الخارج عابس الوجه مكفهرا .. تقاسيم وجهه تنم عن رغبته في صب جام غضبة على أحد وكالعادة سيصبه على تلك المسكينة التي تحاول ترطيب الأمور وتطييب خاطرة مستقبلة إياه بابتسامة بدأت بالتلاشي بمرور السنوات لأنه لم يلتفت إليها يوما كزهرة أهملها الساقي ، فأصبح وجودها على ثغرها كعدمه .. أمسكت معطفه بانكسار ، متسائلة: هل أعد لك الغداء، رد عابسا قبل أن تكمل جملتها ، وهل تسأليني بعد، لقد أبلغتك أني على الطريق من ساعة .. فقالت له من ساعة ومسافة الطريق عشر دقائق فقد برد سأعيد تسخينه .أدار ظهره متأففا يا لك من غبية .. لم يراع يوما ما مشاعرها ولا أحاسيسها رغم محاولاتها أن تقنعه بالعودة لعملها كي لا تكون عبئاً عليه فيتحجج بدراسة الأولاد ورعايتهم فأصبحت كقطعة أثاث بالمنزل لا يلتفت إليها إلا نادرا لتلبية نداء الطبيعة وقت حاجته متناسيا أنها أنثى.
 لقد حاولت مرارا وتكرارا إنقاذ هذا الزواج حتى باتت بالفعل مطلقة نفسيا ، دخلت إلى المطبخ ودموعها تترقرق في عينيها وأوشكت على الغشيان من حزنها فاقت على صوت رسالة .. حبيبتي:  الآن عدت إلى المنزل وكالعادة هذه الغبية افقدتني بريق ابتسامتي وطاقتي الايجابية التي استمدها منك طول النهار، فردت عليه لا تهتم أنا أيضا أقف بالمطبخ لأحضر الغداء لهذا المخلوق النكدي لم أعد أحتمل الحياة معه سأطلب الطلاق قريبا ، بعد انتهاء اختبارات الأولاد ، نعم حبيبتي ضروري ، وأنا أيضا سوف أطلقها بعد امتحانات الأولاد ولكنها ستطالبني بمبالغ وحقوق زوجية كالمهر والمؤخر وغيرة لذلك انتظر بفارغ الصبر أن تطلب هي أو تلجأ للخلع حتى لا أدفع وتتنازل عن حقوقها.
 ردت عليه أنا لن أطلب منه شيئاً وأن اضطر الأمر سأخلعه ،  فقط سأخرج بملابسي وأولادي حتى بيتي لن أبقى فيه لقد كرهت كل شيء لمسه يوما ما، فجأة تعالى الصوت: أيتها الحمقاء أين الأكل كل هذا لتعيدي تسخينه، ردت خائفة مكسورة :وماذا تفيد الحرارة مع جليد السنين، إنه جاهز تفضل، وعادت للجلوس مع أولادها بغرفتهم منتظرة رد الحبيب ولكنه لم ينته من تناول غدائه بعد .



الشيخ محمد رفعـت "  مازن تميم /كاتب صحفي "
الشيخ محمد رفعت لم يكن قارئاً بل كان فناناً وأستاذاً في أدائه الصوتي، وكانت روح الفنان تغمر جوانب مضيئة في حياته الخاصة والعامة فأثبت أن المواهب الرفيعة كل لا يتجزأ, فهو قارئ يقرأ بعشق أهل القآن ووهب كل حياته للقرآن الكريم، وهو علامة شهر رمضان وشعاره الخالد على مر الأيام والسنين ومجرد سماع صوته وهو يتلو القرآن الكريم أو يرفع الآذان في أي وقت يذكر بأجواء الشهر الكريم، وهو صوت السماء والصوت الملائكي.
ولد الشيخ محمد رفعت في شارع المغربلين في القاهرة في9مايو1882، وكان والده ضابطاً بالبوليس ثم عين مأموراً لقسم الخليفة وانتقلوا إلى حي الأغوات بشارع محمد علي، وكان الشيخ محمد رفعت ذا عينين واسعتين وجميلتين ولكن أصابه مرض كف من بصره، وفي صباح اليوم التالي استيقظ وهو يصرخ من شدة الألم في عينه ثم فقد بصر إحدى عينيه وما لبثت عينه الأخرى أن فقدت البصر.
أخذه والده إلى مسجد فاضل باشا وقرأ فيه سورة الكهف وكان يوم جمعة وظل هكذا يقرأ سورة الكهف كل يوم جمعة في هذا المسجد حتى بلغ من العمر 19 عاما، ثم بعد ذلك طلب منه القراءة في مسجد السيدة زينب في الفجر وفي ليالي رمضان فوصلت شهرته إلى مسامع كل الناس.
في نفس مسجد فاضل باشا التحق الشيخ محمد رفعت بالكتاب وهو في الخامس من عمره وأتم حفظ القرآن الكريم قبل أن يكمل العاشرة وتلقى دروساً في تفسير القرآن الكريم والقراءات السبع, وتعلم فن التجويد على يد أستاذيه الشيخ البغدادي والشيخ السحالوطي، ثم توفي والده فوجد نفسه عائلاً لأسرته وهو مازال صبياً فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به ولا يرتزق منه وأصبح يرتل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمسجد فاضل باشا حتى عين في الخامسة عشرة من عمره قارئاً لسورة يوم الجمعة وظل يقرأ به حتى أوقفه مرض الزغطة عن التلاوة.
بين أركان هذا المسجد ذاع صيته وجاءه المستمعون من شتى بقاع الأرض, وكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصليين ليستمعوا إلى صوت الملائكي وكان للمسجد شرفة كان يجلس بها الأجانب للاستماع إلى صوته وبمجرد انتهائه من التلاوة يتهافتون لتقبيل يده وظل يقرأ في هذا المسجد قرابة الثلاثين عاماً.
الشيخ محمد رفعت كان زاهداً عفيف النفس وكأنه جاء لخدمة القرآن الكريم ولم يكن طامعاً بالمال لاهثاً خلفه وكان صاحب مبدأ وكريم النفس وكان دائماً يقول إن سادن القرآن لا يمكن أبداً أن يهون أو يدان، وعرضت عليه المحطات الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر فرفض بحجة أن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذاع في إذاعتهم كما أنه كان يظن أن قراءة القرآن في الإذاعة حرام. وعرض عليه محمد عبد الوهاب أن يسجل القرآن كاملاً بأي مبلغ يحدده فرفض.
وأول تسجيل لصوت الشيخ محمد رفعت كان أهلياً فقد سجل له صديقه زكريا على اسطوانة، وفي ذالك الوقت طلبت الإذاعة البريطانية منه التسجيل لها القرأن الكريم فرفض ولم يوافق على تسجيل القرأن إلا بعد أن أفتى الشيخ المراغي وغيره أن تسجيله القرآن الكريم في الإذاعة ليس حراماً. والأسطوانة التي سجلها صديقه هي التي تذاع حتى اليوم حيث أنه عندما بدأ التسجيل للإذاعة كان قد ألم به المرض فجاءت التسجيلات سيئة.
وعندما افتتحت الإذاعة المصرية عام1933 كان الشيخ محمد رفعت هو أول من افتتحها بصوته العذب وقرأ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً وجاء صوته في الإذاعة المصرية ندياً خاشعاً وكأنه يروى أذاناً وقلوباً عطشت لسماع آيات القرآن وكأنها تقرأ لأول مرة، فلمع اسم الشيخ محمد رفعت وعشقت الملايين صوته. وتنافست إذاعات العالم الكبرى في برلين ولندن وباريس أثناء الحرب العالمية الثانية لتستهل برامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت إلا أنه لم يكن يعبأ لا بالمال وبلا بالثراء وأبى أن يكتسب من القرآن، ومع تمتع الشيخ محمد رفعت بحسن التصرف ومشاعر فياضة كان أيضاً وجدانه يهتز بعنف في المواقف الإنسانية وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيراً إلا في دموع خاشعة تغسل أحزانه. وكان الشيخ محمد رفعت بكاءً بطبعه ويقرأ على الهواء مرتين بصوته من خلال الإذاعة يومي الثلاثاء والجمعة ولمدة خمس وأربعين دقيقة في كل مرة والدموع تنهمر من عينيه.
وابتداء من عام 1943 أصيب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقة حتى أصيب بمرض "الزغطة" مما منعه من تلاوة القرآن الكريم ومن الكلام أيضا، حيث تعرض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية منع الصوت الملائكي النقي من الخروج ومنذ ذلك الوقت حرم الناس من صوته فيما عدا ثلاثة أشرطة كانت الإذاعة المصرية قد سجلتها قبل اشتداد المرض عليه.
حاول بعض أصدقائه ومحبيه ، أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج فلم يقبل هذه الأموال والتي بلغت نحو خمسين ألف جنيهاً جمعها له الصديق أحمد الصاوي في حملة اكتتاب دعا إليها وباع بيته في حي البغالة لينفق على العلاج، وقرر له وزير الأوقاف الدسوقي أباظة معاشاً شهرياً إلى أن توفاه الله في نفس يوم مولده وفي التاسع من مايو عام 1980 عن ثمانية وستين عاماً قضاها في رحاب القرآن الكريم.



القلب يعشق كل خروف " ميرا علي /كاتبة "
 عندما يقوم المسلمون بالأضحية والتي غالبا ما تكون من الخرفان، لأنها البطلة التي جاءت من الجنة لتفتدي إسماعيل من حلم والده إبراهيم عليهما السلام الذي هم بذبح إبنه لولا تدخل الله بتقديم الخروف ضحية عوضا عن إسماعيل عليه السلام كضحية!
وطبعا هذه القصة القرآنية لها من العبر والحكم الإلهية ما لا يصح لي شرحه فهو ليس في مجال تخصصي، مع معرفتي الكاملة بها وفق القراءات، ولكن مهما كانت قراءتي تمحيصية وتفحصية إلا أنها ليست كقراءات أهل الاختصاص وتعريفهم بها .
في زماننا هذا تعددت الأضاحي أو مدعي دور الضحية، وتباينت الخرفان والخروف المنقذ واحدٌ ومتكرر، نراه بشهامة وبسالة قرونه المتصدرة لمعالي رأسه الشامخ وهو متصدر الموقف الشهم النبيل متحدياً التعليقات، والأقاويل المزعجة في سبيل نيل الرضا والقبول به خروفا في ميادين التضحية.
وقد رأيت مشاهد، وسمعت عن قصص من آخرين، أو فلنقل من أخريات وهن يتحدثن عن روايات وخراريف ، ولكن لماذا كل هذا الاهتمام بهم، حاشا لله هو ليس اهتماماً بقدر ما هو نقد بهدف الإصلاح، والسبب أن مجموعةً من أولائك لهم عوائل، ومرتبطون بعائلهم الخروف المتباهي بهوية الخرفنة وكأنه فن امتاز به دون غيره من أشكال الفنون، الأولاد أو الزوجة التي نادراً ما تتمنى أن تكون ولو لمرةً بطلة إحدى رواياته، ولكنها وعلى الرغم من إصرارها في لم شمل العائل بالعائلة، لا توفق في نهاية المطاف إلا في إقناعه بأن من الحقوق أن لا يكون له فيهم كل هذا القدر من العقوق، لاسيما وأن العائلة لا تريد منه إلا ما تيسر فقط من وقته الغير المحسوب على الوقت الثمين الذي يسخره في حظائر الآخرين، ونزولاً عند الرغبات الملحة يستجيب لنداءات وتوسلات العائلة ليس من باب ضمير الخرفان، فذاك ضمير مخصص ليس للعائلة فيه نصيب لأنه عيب ، ولكن من باب التخلص من نكد الحريم كما يسميه أمثال كل من هم في زريبة الخرفان! أو في حظيرة الكباش التي لم تتخرج من مدرسة الخرفان بعد.
يقوم بأخذ عائلته الى أقرب كافتيريا على أساس التضحية بوقته الثمين في سبيل عائلته، فكأن أي نشاط عائلي يقوم به أمثال هؤلاء يعد تضحية ويشعرون بأنهم مخرفنين باستمرار، ويتذمرون منه ولا أدري بوسوسة من هم يقومون بذلك، أو بوسوسة الشيطان الذي تنازل عن كرامته كصاحب قرون حمراء ليكون مرشدا لخواريف مجردة إلا من الاسم والمعنى لأن المخرفنات لا يضحين بأغلى ما يملكن لخرفان، وفي هذه الأيام المباركة تمتلئ أسواق الغنم والمواشي بأجود أنواع الخراف لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا.



الوقت والذهب " نهلة خرستوفيدس /كاتبة "
للوقت أهمية بالغة في حياتنا وهو أثمن من الذهب فقيمته بالغة لإدارة كل مجالات الحياة فالوقت لا يرجع أبدا وكل ثانية تمر علينا بدون تتويجها لا يمكن اكتسابها مرة أخرى ، كنز يجب استثماره ولا يمكن الاستغناء عنه.
لذا على الإنسان أن يستغل الوقت بما ينفعه ويفيده، فالوقت أمانة لجعل الفرد دائم الحرص على تأدية واجباته تجاه عمله ومجتمعه وأسرته على أكمل وجه، فيعمل على قضاء وقته فيما يفيد، ويصبح في تطور مستمر ويتطلع إلى النجاح والإبداع في شتى المجالات، ويعد الوقت رأس المال الحقيقي لكل إنسان وهو عملة نادرة والوحيد الذي يحدد أين ومتى وكيف يصرفها هو أنت، وما أكثرهم من يجمعون المال طول الوقت ويسحبهم التيار وكأنهم في دوامة لا نهاية لها وبالنهاية لا يجدون متسعا للاستمتاع بالحياة ويظلون محبوسين داخل فكرة واحدة داخل صندوق زجاجي بعيدين كل البعد عن جمال الحياة، من الجميل أن نستثمر اوقاتنا في ما نحبه ونستمتع بيه بكل شغف ونركز علي استثمار انفسنا ايضا  لنحقق  نجاحات لم يسبق لها مثيل
وكما قيل عن الوقت: الوقت كالسيف إن لم تقطعه  قطعك، ويقول الشاعر أحمد شوقي في قصيدة له :
دقات قلب المرء قائلة له.....إن الحياة دقائق وثواني



إخماد الحريق والشائعة " منى عبد العزيز /كاتبة "
تخضع صياغة الخبر لعوامل ونوايا وتوجهات كثيرة ، والمفردات اللغوية  لنشر خبر عن حريق خطيرة بمعنى الكلمة ، وقد يسيء البعض استخدامها عن جهل أو عمد فنكون أمام خبر قابل للاشتعال ،  كلما كان هناك رافد رسمي يضمن إبراز الحقائق من موقع الحدث، ويمد الإعلام المحلي والعالمي بالمعلومات الدقيقة  كلما تمكنت الجهات المختصة من تحديد مكانتها وفقا للأرقام لا الأقوال.
لعب المكتب الإعلامي لحكومة دبي دورا محوريا في تناول خبر حريق حاوية على سفينة بميناء جبل علي، بينما كانت فرق الإطفاء تتعامل مع النيران بما لديها من كوادر بشرية ، وتقنيات متطورة  مكنتها من السيطرة على الحريق في زمن قياسي (40 دقيقة)، كان الفريق الإعلامي هو الأخر يبدع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت التغريدة الأولى على تويتر لتسابق وتنافس أي شائعة وتحولت في لمح البصر إلى مصدر للخبر ، وبالمثل على صفحة الفيس بوك ، عكس التسلسل الزمني الجهود المشتركة في إطفاء الحريق والشائعة في آن واحد .
فالجميع  يراقب بكل ما لديه من فضول ومصالح وأعمال ، ويسعى لمعرفة ما يحدث في ميناء ضمن أهم مواني العالم، وفي مدينة تفوقت في استضافة الأحداث والفعاليات وسط أجواء البهجة والسعادة وبما يتوافق مع المعايير الدولية في الأمن والسلامة، وبالرجوع إلى صفحة المكتب الإعلامي ومن خلال مراجعة وتحليل الأخبار بالتسلسل الزمني ، يستطيع أي متخصص في الإعلام وإدارة الازمات أن يقيس سرعة وفعالية الاستجابة بمجموعة من النقاط مثل لحظة التدخل، عنوان الخبر ومضمونه وتنوعه بين المادة التحريرية والمصورة، واللقاءات التي تمت مع المسؤول.
لعل تلك التجربة تكون درسا يستفاد منه في أهمية امتلاك جهاز رسمي تكون مهمته الأساسية نشر الحقائق خاصة وقت وقوع حادث وقبل أن يمارس البعض هوايته في نشر الأكاذيب والتهويل في وقت الأزمة والتقليل وقت الإنجازات.
لكن ذلك لا يعتمد على مجرد إصدار تشريع بإنشاء مكاتب إعلامية مماثلة وتزويدها بالكفاءات القادرة على القيام بالمهمة منفردة، فالإعلام ليس سوى ناقل للخبر ، والعنوان النهائي لا تحدده الصحف الرسمية منفردة أو الشائعات ، بل تصنعه الإرادة السياسية الجادة بكل ما لديها من رؤية وطموح متجدد ، والمؤسسات والقطاعات التي تم تكليفها بحماية الأرواح والممتلكات فعملت على تأهيل وتدريب  الكوادر على الأنظمة والتطبيقات العملية الحديثة لضمان سرعة الاستجابة .



الإنتاج التلفزيوني "  معاذ الطيب /مخرج "
تتنوع وسائل الإعلام التي نتلقى من خلالها الأخبار، ونتعرف على الثقافات المختلفة، سواءً بالصوت عبر الإذاعات، أو بالقراءة عبر الصحف، أو عن طريق مشاهدة التلفاز، أو متابعة شبكات التواصُل الاجتماعي، حيث تنتجُ لنا تلك الوسائل كلّها المواد الإعلامية، وتقدم لنا المعلومة في كل يوم، وربّما في كلّ دقيقة، ولذلك فإنّ هذه الوسائل تنفِّذ عمليّات الإنتاج المرئيّ، أو المسموع، ومنها الإنتاج التلفزيوني، الذي يمكن تعريفه بأنه: عمليّة إعادة صياغة الأفكار الإبداعيّة، ضمن قوالب فنّية جذّابة، ومُقنعة، وموثرة في المتلقي، حيث تعتمد على الصورة، أو الصوت، أو كلاهما، كما أنّه يشترط لإتمامها تكاتف مجموعة من الخبرات، والجهود، من طاقَم العمل المسؤول عن الإنتاج التلفزيوني.
ترتكز عملية الإنتاج التلفزيوني إلى مدى اكتمال، وإتقان عناصره، وهذا ما يميز أي عمل إعلامي عن غيره، ومن أهمّ عناصر الإنتاج التلفزيونيّ ما يأتي :
الرؤية المحددة للعمل حيث تساعد في التركيز على الأولويات، والأهداف التي تحققها، مما يؤدي إلى بناء عدد من القرارات المهمة في عملية الإنتاج بشكل عام، ولا بد للفريق من أن يكون على درايةٍ برؤية، وأهداف العمل الإعلامي. ثم معرفة الجمهور المستهدف الذي سيشاهد البرنامج، ودراسة اهتماماته، ومُستوياته الاجتماعية، وتركيبته السكانية، والاقتصادية، حتى يصبح بالإمكان تخصيص الرسائل الإعلامية المناسبة له، بالشكل، والأسلوب الذي يتناسب معه. تحديد القيمة المضافة التي ستجذب المستثمرين، والمعلنين، لتقديم عروضهم فيما يتعلق برعاية البرنامج، وتقدير قيمة الرعايا التي سيقدمونها، وذلك عن طريق جعل أسلوب العرض، والمضمون، مُحبباً للمشاهد، والمعلن معاً. الحرص على الاستدامة في ربط الجمهور بالبرنامج، وربط البرنامج بالجمهور، أي أن يكون العمل فيه مستمدًا من ثقافة الجمهور، وما يحفزه، ممّا يجعل الجمهور راغباً بذلك النوع من العروض، ومُنجذباً إليها، إذ يمكن استلهام الأفكار من المحيط الثقافي المشترك مع الجمهور، أو من خلال الثقافة السائدة، أو عن طريق استطلاع الرأي، والعَصف الذهني مع فريق الإنتاج، وغيرها من الوسائل. وجود فريق إنتاج تلفزيوني متعاون، إذ إنّ لكل عُضو من أعضائه دوراً فعّالاً، ومسؤولية محددة، كالتخطيط للميزانية، والتعامل مع الأجهزة والمعدات، والابتكار، عِلماً بأنّ هذا الفريق يتضمن المخرج، والمنتج، والطاقم الفني، والكاتب، وغيرهم. الاهتمام بمرحلة ما قبل الإنتاج، حيث يجتمع المخرج، ومدير الإنتاج، ومدير الإخراج، لمراجعة النصوص، وتحديد الأدوار، وإعداد الجداول. الاهتمام بتقنيات التصوير، حيث تستخدم في عملية تصوير البرامج طريقتان، هما: طريقة الفيلم الواحد التي يمكن استخدامها، لإنتاج المسلسلات، أو طريقة شريط الكاميرا المتعدد التي يمكن استخدامها، لإنتاج البرامج الإخبارية، والحوارية، وغيرها. العناية بمرحلة ما بعد الإنتاج، حيث إنّ هذه المرحلة تبدأ بعمليّة التصوير، وتنتهي بتسليم المشروع إلى الشبكة المعنية ببثّه، إلا أن أهم جزء في هذه المرحلة هو التحرير، إذ يتم عرض الفيلم من خلال جلسة التصوير اليومية، ثم تقسيمها إلى مشاهد، ومقاطع، من قبل المحررين.