آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

أفكر في كتابة مقال 
كلما زرت صفحتي على موقع الفيس بوك، تأملت جملة " فيما تفكر" و تسألت : هل يجب الإجابة بمصداقية، وهل المقصود التفكير الحالي أم تفكيرك الدائم في المستقبل وكل الأشياء التي تخصنا، أجدني أكتب عن الطقس أو أشارك الأحداث الداخلية والخارجة باستهجان تارة و باشمئزاز تارة أخرى، كما يفعل الجميع، واستمتع بالذاكرة المتقدة التي يتحلى بها الصديق الفيس بوك عندما يذكرني بصورة جمعتني مع من رحلوا بفعل التغيير المشروع أو الذين غيبهم الموت، وأضحك بصدق عندما لا أتذكر ولو تفصيله من الذاكرة القريبة، بم تفكر، أفكر في العلاقات الاسفيرية، و كيف حلت محل العلاقات الاجتماعية بسلاسة و نعومة، حتى كاد يفتقدها العشاق بعد تكرار الأزمات الناجمة عن مواقع التواصل الاجتماعي. 
 يا لها من مصادفة، فالحالة هنا تعبر تماما عن مجتمعنا العربي، تجد المتفرج الجيد لكل الآراء عن الوضع الاقتصادي في الوطن العربي يعرف أسباب التدهور، ولن يفوت عليه متعة متابعة سجال بين طائفيين يسرد كل منهم تاريخه البطولي، و يتعاطف مع من أصابتهم الكوارث الطبيعية وغيرها من مصائب الفتها القلوب، هو ذاته المتفرج الجيد - يصبح الثائر المغوار و يجود بوابل من الشتائم على أخيه في العروبة المعبر عن فكرته التي تخصه ولا تخدش لذلك الثائر أي حياء سوى إنها فكرة لصاحبها غير المعترف به من حيث الانتماء، يا أيتها الجميلات رجاء : لم لا تحاولن التفكير في أي شيء للسيطرة على العالم، مثلا ، علكن تنصرفن عن المغازلة المجانية للكل دون النظر لما بعد التعليق، فالغيرة يا الصديقات الفيس بوك لا تفرق بين العولمين الافتراضي و الواقعي،كل منها مؤلم على حد سواء، فالأفضل أن نفكر في الواقع الأجمل. 
أسماء أبوبكر ( أشرقت ) - مذيعة 

مواقع التصوير 
مواقع التصوير هي الأماكن التي يصور فيها فيلم أو برنامج تلفزيوني أو تجاري أو أي تقدم فيها عروض ترفيهية أخرى، ولموقع التصوير دور مهم في نجاح عملية صناعة أي فيلم، إذ يمكن لموقع التصوير المناسب أن يخلق تجربة لا تنسى للجمهور، يختار مكان التصوير لغرض ما، سواء كان ذلك لتوفير خلفية مناسبة للقصة أو لعرض جمال وتنوع عالمنا، وسواء أكان الموقع قصرا كبيرا، أم صحراء مهجورة، أم مناظر مدينة صاخبة، فإن كل موقع يطغى بسحره وأجوائه الفريدة على مشاهد الفيلم، وعلى مر تاريخ السينما، سعى صانعو الأفلام إلى البحث عن أكثر المواقع روعة لإحياء قصص أفلامهم وإضفاء سحر وجاذبية إليها، والآن، وبمساعدة التكنولوجيا الحديثة والمؤثرات الخاصة، يستطيع صانعو الأفلام إنشاء لقطات مذهلة تنقل الجمهور إلى عالم آخر، ومع ذلك، يأتي مع اختيار مواقع التصوير مجموعة من التحديات، مثل الطقس والاختلافات الثقافية والحواجز اللغوية وتأمين الخدمات اللوجستية، لذا يجب على صانعي الأفلام تجاوز مثل هذه التعقيدات إن هم أرادوا إيصال رؤيتهم إلى جمهورهم، ورغم هذه العقبات، تستمر صناعة السينما في الازدهار، إذ يبحث صانعو الأفلام عن مواقع جديدة ومثيرة يعرضونها في أفلامهم، وقد تتراوح هذه المواقع من الأستوديوهات الداخلية إلى المناظر الطبيعية الخارجية وما شابهها، يعد اختيار موقع التصوير الخارجي والداخلي أمرا مهما لانه قد يؤثر كثيرا على الجو والشكل العام لعملية لإنتاج، ويساعد موقع التصوير المختار بعناية في تحديد نغمة القصة وخلق تجربة غامرة للجمهور، على سبيل المثال، تساعد المناظر الطبيعية الصحراوية على إثارة مشاعر العزلة واليأس، في حين أن المدينة الصاخبة قد تنقل إحساسا بالفوضى والإثارة، ولهذا السبب يساعد اختيار الموقع الصحيح في إظهار الفترة الزمنية والعوامل الثقافية والمزاج العام، وإضافة إلى التأثير البصري، قد تؤثر مواقع التصوير ايضا على النواحي اللوجستية لعملية الإنتاج، لذا يجب مراعاة توفر الموارد والبنية التحتية، مثل وسائل النقل وأماكن الإقامة عند اختيار مكان التصوير، كما أن رغبة السكان المحليين والمسؤولين الحكوميين وتعاونهم من العوامل الهامة التي تجعل اختيار الموقع ناجحا أو فاشلا، ولهذا يبذل صانعو الأفلام مجهودات كبيرة للعثور على الموقع المثالي لأفلامهم، يعد إعداد موقع التصوير عملية تتطلب الكثير من التخطيط والتنظيم لضمان تحقيق الرؤية الإبداعية للمخرج ولتقديم محتوى بجودة عالية، من اختيار الموقع المناسب وتجهيز الإضاءة وتصميم الديكور، وصولا إلى إدارة الموقع أثناء التصوير والتحكم في الصوتيات، يمر فريق العمل بمراحل متعددة لضمان أن البيئة تلبي احتياجات التصوير الفني والتقني 
معاذ الطيب – مخرج سينمائي 

الاستقرار النفسي 
ينتج الاستقرار النفسي بعد تحقيق التوازن المطلوب بكل نواحي الحياة، فالقلق والتوتر أكثر أعداء هذا الاستقرار، ويزداد التوتر شراسة عندما يشعر المرء بعدم قدرته على تحقيق أقل الأهداف المطلوبة منه تجاه الذين تحت سيطرته ومسؤولين منه، خاصة ولو الأمر متعلق بالأبناء أو الوالدين وبرهما، يزداد القلق ويغيب النوم عن العيون لمجرد الإحساس المستمر بالفشل تجاه من يرعاهم، وتئن القلوب وتتشقق جدران الستر عندما يخرج للاقتراض لسداد نفقات أساسية مطلوبة على وجه السرعة. 
والغريب والمدهش أن العديد من الأسر لا يتوافر فيها هذا الاستقرار النفسي، وهو أبسط أمور الحياة من أجل الاستمرار في الكفاح وتأدية الواجب المنوط به، فالاستقرار الوظيفي أو الدخل الثابت أو المورد الحقيقي يؤمن الكثير من الفواتير الحياتية يسهم في تأمين النفس واستقرارها، أما عدم وجود هذه الأمور يضطر المسؤول أو الراعي أن يفكر مليا في سبل تحقيق الرغبة بتحقيق متطلبات من يرعاهم، وللأسف الكثير من الناس يلجأ للاقتراض رغم عن أنفسهم لسد احتياج المصروفات الطائلة التى تتماشى مع النمو، بل يتحمل على كاهله الكثير لتلبية رغبات الرعية، خاصة ولو كان الأبناء في سن يختلط بالمجتمع الخارجي، فتصبح المتطلبات التي كانت في الماضي من الكماليات صارت من الأساسيات الضرورية، مع العلم أن الاستغناء عنا لا يمثل ضرراً ولا يعتبر وصمة عار، فنظرة المجتمع اختلفت عن الماضي، حيث كان الأبناء في الماضي يبحثون عن راحة الأباء وعدم إحراجهم بأسلوب الضعف وعدم القدرة مثل ما يحدث الآن من الطلبات التي تصبح بمثابة أمر، وإن لم تتحقق صار الوالدان عاجزين عن تلبية طلب قد يكون تافهاً، ومن الممكن الاستغناء عنه، لكن المقارنة بالآخرين هو السبب وراء اللهث والمضي خلف البرند ولا يعلم الجهلاء أن مخترع البرند لا يرتديه، فالأغنياء يصنعون للفقراء. 
يقول أحد أشهر الأثرياء إن ارتداء ساعة ماركة بسعر يقدر بآلاف الدولارات يعتبر سفهاً، والساعة التي ثمنها خمسة دولار تفي بالغرض، ومن يشتري محفظة من الجلد الطبيعي واسم ماركة عالمية بخمسمائة دولار عليه أن يشتري محفظة بخمس دولار ويضع فيها أربعمائة وخمسة وتسعين دولاراً، هذا هو الفكر السليم الذي يجب أن يتبعه الجميع، فليس كل ما نريده في متناول يد الوالدين، ولا يصح مقارنة العائلة بأخرى، فمن المحتمل أن يصرح أحدهم أنه اشترى سلعة رخيصة جدا من أحد المحلات، فربما الرخيص بالنسبة له غالٍ جدا بالنسبة للمستمع، فالغالي والرخيص نسبي لا يمكن قياسه على الجميع، فعلاج الحالة مرتبط بالمريض ولا ينفع كل الدواء لنفس المريض 
على الأبناء أن يشعروا بآلام الآباء وتفكيرهم المستمر في إرضائهم، فليس كل طلب مباحاً في أي وقت لأن الحالة الاقتصادية التي تتعلق بالمنطقة محتاجة لتقنين كبير للموارد، خاصة وإن كان الأمر غير ضروري ومن الممكن الاستغناء عنه أو استبداله بشيء آخر أقل سعرا، فالمباهاة والتفاخر لابد أن يكون من الأبناء وليس مطالب من الأباء، فالرفاهية نسبية وليس كل ما يُرى حقيقة، فالأشكال والماركات صارت تصنع بنفس الشكل ويوهم الجميع أنه أصلي ولكن مزيف، فيذهب الآخر للأصلي وهو مؤمن بالمزيف، على الجميع أن يراعي الاستقرار النفسي للأسرة وكل راعٍ من الرعاة فليس هناك ما يقدمه أكثر مما قدم فلا تحملوهم أعباء الدلع والرفاهية والبحث عن الراحة على أكتافهم وعذابهم وعدم استقرارهم النفسي. 
الشيماء محمد – كاتبة 

مقياس الحب 
تقاس المشاعر والأحاسيس بالمضادات، فهى ليست سوائل تقاس باللتر أو أجساماً تقاس بالكيلو، لذا لا يمكن أن نطلب كليو حب أو ود أو اهتمام، وإنما نعرف الحب من الكره والود من الهجر والاهتمام بعدم الاكتراث، وكما قال الحكماء: نعرف المؤدب من قليل الأدب والكرم من البخل، فكل هذه المعايير والصفات نعرف وجودها من ضدها. 
وقال الحكماء نعرف العصا المستقيمة من العصا المنحنية، والجمال من الدمامة وغيرها من السمات الإنسانية، وإن كنا نرى أحاسيس ومشاعر تخطت الإنسانية عند الحيوانات، فالعلاقة بين هذه الأمم علاقة فيها الرحمة والشفقة والكرم، على الأقل لا يسعون لإدخار رزق الغد، ولا يشغلون أنفسهم بالبحث عن ممتلكات وإرث يتركوه لأبنائهم، صحيح نرى في عيونهم البهجة والحزن، ونرى استقبال الأسود لمدربهم بحفاوة وحب شديدين، وانتظار الكلب صاحبه والدفاع عنه ببسالة تفوق الصديق عند الإنسان، حتى الافتراس لا يكون إلا بمبرر الجوع والبحث عن زاد، فلا يفترس للعب أو العبث لكن لكل جوع حل به، وجدنا كلباً يدفن قطة تحت الثرى ويواري جسها، ونرى حيوانات تربي صغار فصيل آخر من الحيوانات، أما البشر فقلما وجدنا لديهم إنسانية مفعمة بالشهامة والمروءة، لم نر حيواناً يعذب آخر انتقاما منه أو لطمع، ولكن دفاعا مشروعا عن مكانه أو أليفته، فالأمر متعلق بالشرف والمواطنة. 
وقياس الحب عند البشر مخفي وراء ملامح الوجه والكلام المعسول والخداع أحيانا، والحب الحقيقي يظهر عند الدفاع ببسالة عما تحب، أو رؤية لهفة الأطفال واستقبالهم عند زيارة أهلهم، فالأطفال لا يعرفون الكره بل يعرفون الابتعاد والشعور بالخوف واللامبالاة، فإذا كان الأطفال مهتمين باللعب والمرح وتظهر البهجة عليهم، يكون أهل البيت يذكرونكم بخير أمام أطفالهم، أما إذا كان العكس فقطعاً يذكرونكم بسوء، ولا يشعرون تجاهكم بالحب أو الود. 
الضمير الحي لا نجده إلا في قلوب الأطفال الذين لم يتلوثوا بمضادات الحب واللهفة والطمأنينة، لذلك نعلم أن المشاعر والأحاسيس وضعت في جميع المخلوقات حتى النباتات تشعر بصاحبها وتفرح عند وجوده في الحقل، قد يستغرب البعض من هذه النظرية لكن بالواقع يشعر الفلاح بزرعه وينمو ويزهو لمجرد زيارته، فالفلاح يذهب لحقلة ومزرعته يوميا بدون طلب عمل كالري أو التهذيب أو نزع الحشائش الضارة ، لكن ذهابه إلى الزرع يضفي عليه محبة فيترعرع ويكبر وينمو. 
المشاعر تنمو نمو الزرع وكل الكائنات الحية، فتبدأ صغيرة وتكبر مع الوقت بالمعاشرة والألفة، وبين الأزواج تبدأ بالود ثم تتطور بعد المعايشة وفهم كل منهما الآخر، فيطبع الشكل ويبدو على وجههما أنهم من عائلة واحدة، وهذا لنمو العشق والمحبة والسكينة بينهم، الحب والمشاعر سمة من سمات المعبود يهبها لمن يشاء، وتأليف القلوب من صنعته وإرادته يمنحها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء، ولو انفقنا كل ما نملك لنؤلف قلبين ما استطعنا لأنها بقدرة الخالق وليس لنا فيها يد، ويبقى مقياس المشاعر في المضاد. 
محمد أسامة - كاتب 

صنائع المعروف 
هناك أناس لا تجدهم إلاّ في مواطن الخير وجبر الخواطر، ترى الخير في أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم، أولئك الذين يؤمنون أنّ الحياة رحلة ، ولا يبقى منها إلاّ كرم الأخلاق وحُسن التعامل والأثر الطيّب، وهنالك أُناس قلوبهم سوداء، يستطيعون التقلب وترك كل شيء فالمحبة بالنسبة لهم كذبة والعشرة تنمحي، أنواع البشر عديدة، فقد يعجبك الجمال الظاهر لكن الوسامة الحقيقية تكمن في الوجوه المطمئنة، يأسرك الذكي لكنك لا تشعر بالراحة إلا مع الحنون، ترضيك روح الفكاهة، لكنك لا تسكن إلا لمن يحسن ضماد جرحك وينير عتمتك، كل ما يمس الروح هو الأكثر أصالة في النفس، هو الأبقى والأثمن، وأعلم أنهم قلة في حياتنا الحالية. 
رنا الشريف 

الفقد 
يتعرض الإنسان في مراحل عمره لفقد عزيز أو البعد عن محبوب وغالٍ، إما بالفراق الأبدي أو بالغربة الممتدة لسنوات، لكن يبقى الفراق والفقد علامة من علامة سنة الحياة التي لابد أن وتقبلها بصدر رحب، وبدون الخروج على دائرة الإيمان بالقدر، فعزائنا الوحيد في اللقاء بعد غياب فترة أو في الحياة الأبدية، ولا ننكر الوجع الذي يصيب أدق الأعضاء وهو القلب حين نشعر باستحالة العودة لقبل رحلة الفقد 
شعور القلب وانكساره لحظة الفقد المفاجئ، أشد مليون مرة من الفقد المتدرج الذي يكون فيه تمهيد لمرحلة الغياب، ويظل وجع القلب مستمراً لا يطيب وإن علت الضحكات ومرت السنوات، فمجرد ذكر المفقود يعود شريط الذكريات الجميلة لتبرز وكأنه فيلم تسجيلي عن حياته ، ونكتشف أن عقولنا ومركز الذاكرة لا يمحو أحداث ومواقف وإنما تظل موجودة في ملف، تظهر حين يتم الضغط على زر الاستعادة، وهذا واضح تماما في كل مرة نذكر فيها مواقف مر عليها زمن طويل حتى من أيام الطفولة، وهذا دليل على عدم طمس الذاكرة وأن كل المعلومات مخزنة بشكل تقني ترجع حين استدعائها بالمرور على مكان أو موقف مماثل حدث مع شخص غاب، أو كلمات قيلت كقول مأثور سمعناه من شخص عزيز فقد بالموت أو الغربة. 
الغياب الأبدي مؤلم جداً خاصة ولو كان هناك مواقف نبيلة تربط بيننا، ففي كل شارع وكل مشهد نجد أنفسنا تنجذب لهذا الموقف بلا وعي وتتأثر العين فتدمع وينقبض القلب ويحزن، فالفراق الذي ليس بعده لقاء موجع وموحش ولا يترك النفس هادئة مستكينة بل يشدها دائما لبئر الألم والوجع بلا رحمة، وكم من فاقد حبيباً فصوره المتعددة فقد الحياة ولحق به، فالحزن على الفقد والفراق يعجل بالغياب والذهاب إلى من يحب ويهوى، ولنا من الأمثال الكثير في حياتنا اليومية، فالغائب المؤثر بفضائله كزوج أو أب أو أم يعجل بمن يحب للقائه، فينطوي القلب على نفسه ويتحطم تحطم الزجاج الذي لا يعود لأصله مرة أخرى، ولكي لا نخرج من دائرة الإيمان بالقدر فعلينا بالصبر والإيمان المطلق أننا سنفارق كما فارقنا الأحبة، وأننا سنفقد كما فقدنا عزيز وأن الدائرة مستمرة ومن تأتي لحظته سيمضي بلا استئذان أو مشوره، فرحم من فقدناهم وصبرنا على فراقهم .
حمادة الجنايني 

فهم العمل الفني 
العمل الفني يعكس حالة شعورية أو خبرات نفسية وثقافية مر بها الفنان وجسدها في هذا العمل ، والمشاهد أيضا يترجم مفردات العمل حسب خبراته الحياتية والنفسية وحسب ثقافته، والعمل الفني الذي يشاهده عبارة عن خطوط وأشكال ولون في مساحة، وعلى المشاهد أن يدرك بعض النقاط في عملية قراءته العمل. 
منها أن يلقى نظرة متأملة على العمل، مع تمييز وإدراك الأسس والعناصر الموجودة، التي بنى بها هذا العمل، ويفرق بين الخطوط الإنسيابية والمنكسرة، عضوية أم هندسية، الألوان مبهجة أم قاتمة متناغمة أم متباينة، مدى العمق فى المساحات والأبعاد داخل العمل، بالإضافة إلى معرفة الشكل أو الأشكال في العمل واضحة أم غير واضحة ومحرفة ومبهمة، فإن كانت واضحة فعمّ تعبر، وإذا كانت غامضة متداخلة ومحرفة فكيف تبدو أو بما توحي، ثم يدرك مدى الترابط بين مفردات العمل لإخراج تكوين كامل، وما المشاعر التى تتباين حين النظر والتأمل، ومن خلال النقاط السابقة، ما الرسالة التي أراد الفنان أن يوصلها أو الفكرة التي يطرحها في هذا العمل حسب استنتاجك، وكيف طوّع الفنان عناصر العمل لإيصال تلك الرسالة وهل للمفردات والعناصر داخل العمل مدلول يوصل المعنى والحالة 
وأخيراً نفهم أن الصبر والتأمل مهمان لإعطاء فرصة للعين والروح لقراءة وتذوق الفنون، نعلم أنه في الوقت الحالي وبسبب الضغوط والتوتر أصبحنا لا نعطى لأنفسنا الفرصة لتذوق الجماليات وإخراج المشاعر الرديئة من داخلنا، وخير مثال على ذلك أنواع الفنون السمعية الأصيلة والحديثة وتفاعل الناس معها قديماً وحديثاً والفرق الشاسع بينهما. 
كما أن العمل الفني يمكن ألا يحمل تأويلاً واحداً، فربما تشعر خلال قراءتك بمعنى آخر وربما أكثر عمقاً من الذي قصده الفنان، لأن كما قلت: قراءتك تحددها ثقافتك وخبراتك ومشاعرك وهذا يختلف من مشاهدٍ لآخر، حيث أن قراءة الأعمال الفنية من مدارس فنية مختلفة يعتمد على مدى معرفة المتلقي بفلسفة كل مدرسة فنية. 
ولاء محمد الباشا – فنانة تشكيلية 

الاستماع الجيد 
كن مستمعاً جيداً في النقاش لتصنع فكرة أجود للإقناع" فالاستماع الجيد يقود العقل إلى التدبير والقلب إلى التوجيه و مراجعة الحديث وتحليل الكلمات وفقا للمدلول الصحيح وفهم المعنى الأصح ، لذلك احرص دائما أثناء المناقشة أن تستمع إلى المتحدث بكل شغف ورحابة وأن تكون أذنك صاغية بكل ود وجد ، حتى تستطيع جمع الفكرة التي هي أساس الكلام ونهاية المعنى، وبذلك تكون الحواس قد استوعبت الأساس وقامت بترتيب الرد الواضح، كن آلة تسجيل واستماع ذات جودة عالية وتركيز أعلى على النقاط الأساسية أثناء النقاش ، وضع في أولوياتك حسن الكلمات ومعرفة المعاني المقصودة وسجلها في أفكارك لتسردها أثناء الرد على التساؤلات أو التعقيب على ما طرح من المتحدث ، الاستماع الجيد طريق بين الحكمة والاحترام وصورة تجسد الذكاء في جمع التحليل وصياغة الكلمات التي تعبر عن الشخصية الذاتية والثقافة المعرفية للمجتمع، كثير من المشكلات تنتج بسبب "مفهوم لم يُقصد أو مقصود لم يُفهم " والسبب في ذلك هو عدم الاستماع الجيد.
يمثل الاستماع ركيزة قوية ومسؤولية تامة لذلك عند الحديث يبدأ المتحدث بالإلقاء على المستمع حينها لابُد من تحليل الكلام وعدم الاستعجال في الرد واستفسر إذا راودك الشك في الفهم حتى يتم الرد الكافي والذي يرضي المتحدث "الاستماع الجيد يصنع الرد الأفضل والأنسب" 
د/ هشام عثمان ابراهيم