آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

عقول في إجازة 
خرجت علينا أبواق من هنا وهناك في الفترة الأخيرة رافعة راية الشماتة، مدعين أن الكوارث التي تحدث في الغرب نتيجة لدعائنا وتضرعنا، ورد فعل على ما يحدث في بلداننا بسببهم، وهذا خلط ساذج وأمر عار جدا من الصحة، وهذا ما لا يقبله عقل ولا حتى مجنون، أن تعاقب أشخاصاً ليس لهم دخل فيما يحدث بالشرق الأوسط، ومن الذين تضرروا لا يعرف أساسا موقع الشرق الأوسط على الخريطة ولا يعرف أسماء الدول التي تقع فيه. 
ويأتي شخص رأسه مربعة ليشمت في ناس لا دخل لهم في المأساة التي يعيشها بعض الدول المتضررة من تنفيذ الخطط الاستراتيجية للغرب، تغافل هؤلاء المنحازون لفكرة الدعاء بدون عمل واجتهاد وصبر وتسلح بالعلم والثقافة والخبرة، فهذه الأشياء هي أكثر الصفات التي تحمي الأوطان من الخطف والدمار، بالعلم والخبرات والإبداع ترتقي العقول وتنخرط في الحياة العملية الناجمة عن وعي ورؤية سديدة تجاه النصر. 
ما يحدث من كوارث في الغرب ليس ردا من السماء على ما يحدث في الشرق الأوسط، فانتبهوا يا أصحاب العقول ولا تنخرطوا في ترديد كلمات جوفاء لا تمت للحقيقة بصلة، فلا يؤخذ شخص بأفعال شخص آخر كان أمن في حياته وفجأة تعرض لظاهرة كونية تحدث في جميع أنحاء العالم، فتغيير المناخ الذي حذر العلماء منه من سنوات قد حدث، وتغير بالفعل المناخ وصار أكثر رعبا من ذي قبل، فصارت الحرائق والكوارث الطبيعية والظواهر الكونية تلوح في سماء الكون وفي أماكن متفرقة من العالم، وهذا الخراب على سكان الأرض أن يحافظوا على المناخ، فلا يقطعوا الأشجار ويحافظوا على التكافؤ البيئي، والتوازن الحقيقي للحياة فكل شئ بالكون له فوائده التي تمدنا بالاستقرار والديمومة الحقيقية في الحياة الهادئة، أما أن نذهب للخرافات والخزعبلات الفكرية فلا يقبل ولا يكون صادراً إلا من حفنة أشخاص من الجهلاء. 
محمد اسامة - كاتب 

الجهاز الهضمي 
من أمراض الجهاز الهضمي، سوء التغذية سواء بالنسبة للكبار أو الصغار، والمقصود هنا بأمراض سوء التغذية ليس نقص استهلاك المواد الغذائية بل علي العكس قد تكون زيادة استهلاك المواد الغذائية سبباً رئيسياً لسوء التغذية وبالتالي فأمراض سوء التغذية قد تصيب الكبار والصغار والأغنياء والفقراء بأشكال متفاوتة تبعاً للعادات الغذائية. 
من المعروف والمنطقي أن عدم حصول الجسم على الغذاء الكافي مرتبط بالكثير من الأمراض وبالعكس أيضاً فإن حصول الجسم على كميات كبيرة من بعض الأطعمة علي حساب أنواع أخري قد يكون له آثار سلبية علي الجسم وخير مثال على ذلك استهلاك كميات كبيرة من النشويات أو الدهون والتي قد تكون مسؤولة عن بعض الأمراض مثل زيادة الوزن أو السكر والضغط وارتفاع معدل الدهون في الجسم 
من المؤسف أن نمط الحياة الحديثة أصبح سريع الإيقاع لدرجة جعلت من الصعب الاهتمام بالصحة العامة أو الاهتمام باختيار الوجبات المتوازنة أو ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة حتى ولو كانت رياضة بسيطة مثل المشي حتي يتمكن الجسم من التعامل مع المواد الضارة مثل النشويات والدهون الزائدة ، وأيضاً عدم التوازن في استهلاك المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم قد تجعل أعراض سوء التغذية أكثر وضوحاً وأشد تأثيرا على الجسم وذلك لأن الجسم يحتوي على كميات زائدة عن الحاجة من بعض المواد مقابل نقص في مواد أخرى وهامة مثل البروتينات والمعادن والفيتامينات التي تدخل في بناء أنسجة الجسم وتساعد أيضاً في أداء وظائف الجسم علي الوجه الأمثل 
خير طريقة لتجنب أمراض سوء التغذية هو التوازن في استهلاك الأطعمة من نشويات ، دهون ، بروتينات ، فيتامينات ومعادن مع الحرص علي ممارسة الرياضة وليكن مثلا رياضة المشي حتي ولو دقائق معدودة والأفضل أن يكون في أماكن مفتوحة حتى تزداد الفائدة .
د . محمد دياب 

زي خارج القفص 
في مطلع الأسبوع الماضي ضرب أحد رجال العدالة نموذجاً مشرفاً في أروقة المحاكم، عندما تعرض رجل في منتصف الخمسينيات للعرض على النيابة العامة، وهو تحت طائلة القانون بسبب سب وقذف ممثلة معتزلة وتبادلا فيما بينهما ألفاظاً نابية لا تصح من رجل في مركزه وشخصية عامة مثلها، مهما كانت الأمور فالشخصيات العامة تعتبر قدوة يحتذى بها في المجتمع وتؤثر على النشء والمعجبين بهؤلاء الأشخاص. 
قصة الممثلة مع زميلتها في نفس المجال وحجب شهادتها دفعت صديقتها لحبس حريتها خلف جدران التهذيب والإصلاح، شهادتها التى منعتها تلك الممثلة عن صديقتها كان من الممكن أن تجعلها في حرية دائمة وبعيدة عن هذا الموقف، وفي لقاء تليفزيوني المعتزلة قالت إنها تزوجت من أكثر من رجل واضطرت لمحلل للعودة لزوجها، وهنا جاءت القضية والقصة، تدخل هذا الرجل بفتوى على قناة بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها أخطأت وأفتى بفعلها الرذيل وبدأ بينهما التراشق بالألفاظ انتهت بتحريك دعوى ضده في المحاكم مما جعل الشارع يتناول القضية كقصة فيلم مشوق في الواقع. 
وكعادة البشر في الزهو والغرور عندما يكون معه الميكروفون والتبجيل من بعض الأشخاص، صال وجال على الفضائيات متمسكاً بفتواه تجاه الممثلة، ونعتها بألفاظ سوقية لا تليق بمقامه كعالم دين له من يؤيده ويأخذ عنه، ولأنه ضيف دائم لبرنامج تليفزيوني فضلاً عن أنه لا يترك الشاشة مطلقاً ويظهر على مواقع السوشيال ميديا يتحدث عن أشياء تبدو في مظهرها تأتي بالترند. 
عندما امتثل أمام القاضي في المحكمة والموقف المشرف للقاضي رفض أن يدخله قفص الاتهام وهو يرتدي زي الأزهر تكريما واحتراماً للزي الذي بات راسخاً في أذهاننا بالوقار والعلم والورع، مجرد رداء له مكانته في المجتمع لأنه ينتمي لهيئة لها تاريخها المشرف على مدار ما يزيد عن ألف عام، مؤسسة نشرت العلم الوسطي واحتضنت جميع الأفكار وساهمت في نشر الدعاة من جميع الدول حول العالم، لذا جاء موقف القاضي من هذا المنطلق لكنه فصل بين الزي وبين مرتديه. 
قضيتي ليست في الحكم أو في حواراته المتعددة وإنما في احترام المجتمع للزي وعدم احترام مرتديه لنفسه وللزي، وهذه تعتبر قضية شائكة بين الشكل والمضمون، فينبغي أن يكون هؤلاء متصالحين مع أنفسهم وباطنهم كظاهرهم حتى لا يربكوا النشء ويدمروا الأجيال بهذا الانفصال الواضح في الشخصية والعلم الذي يحمله وينشره بين العامة. 
حمادة الجنايني 

الصالحون 
يظن البعض أن لجوء بعض الأشخاص إليهم بعد فترة انقطاع طويلة شيء من التردي الفكري، وأنهم لم يسألوا إلا وقت الحاجة وغالبا ما يضطر متلقي الطلب برفض المساعدة وتلبية احتياجات الطالب، وهذا أمر شائع بين شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، لكن في الوقت نفسه لا يبالي الشخص السوي من طول فترة الغياب وعدم السؤال، ولا تشغله هذه الأمور البسيطة ولا يهتم بها، بل يستقبل الطالب بوجه بشوش وصدر رحب وآذان صاغية لما يعانيه ويحتاجه. 
هؤلاء الأشخاص الصالحون يدركون أن طلب المحتاج منهم المساعدة لم يكن من تلقاء أنفسهم، بل الطالب دعا الخالق والخالق بدوره دله على هؤلاء الأشخاص ليلبوا له مطلبه وينفذوا له مبتغاه، ولأنهم على دراية وثيقة من منحهم صفة من صفات خالقهم في جبر الخواطر والرحمة والمساعدة، يقومون بهذه المقابلة الرحيمة وتهدئة روع السائل والاجتهاد لتلبية مطلبه فهو مرسل من عند المتعال القادر على كل شيء. 
هؤلاء الصالحون يدركون أن العباد يلجأون للقادر بعد فترة انقطاع بالتضرع والتوسل لتلبية رغباتهم، والقوي لا يرفضهم ولا يؤنبهم على فراقه والبعد عنهم، بل يلتقي بهم بالرحمة ونشر الراحة في نفوسهم، لذلك نجد الصالحين في أوائل الصفوف التي تدعم الجميع بدون سؤال عن الجنس أو اللون أو حتى المعتقد واللغة، فمن يهم بالمساعدة لا يفرق بين البشر بهذه المعايير الجوفاء التي لا يهتم بها أمثالهم 
من خصال هؤلاء الذين يقدمون المساعدة بلا أجر، غالبا ما نجدهم سعداء لسعادة الآخرين، وجل همهم هو نشر الطمأنينة في نفوس المجتمع وغرس روح المودة بين الناس، وهم في الحقيقة بشر صنعوا لخدمة جنسهم وأجناس أمثالهم، فالمساعدة لا تقتصر على البشر بل تمتد إلى الحيوانات الأليفة التي تقع في مأزق، فلا يبالي أن يخوض معركة من أجل تحرير الحيوان من مأزقه، وتقديم العون والمساعدة ولا يطلب لا حمداً ولا شكوراً، لأن المساعدة نابعة من القلب والنية الخالصة لصاحب الكون ومقدر الأقدار. 
أما الذين يغلقون الأبواب في وجوه السائلين، نجدهم أكثر كبداً وقلقاً وتوتراً، لأنهم ببساطة يحسبون الأمور بشكل مادي ملموس ولا يهتمون بالمعنويات والرحمة، وأن تقديم المساعدة يزيد من هرمون السعادة والاطمئنان في النفوس، ليتهم يدركون أن السعادة تبدأ من إسعاد الآخرين. 
علاء رياض 

التعليم 
تفقدت بعض الدول الكبرى ريادتها في مجال التعليم بعد أن تنازلت عن بعض الأفكار البسيطة التي كانت تميزها، فالتعليم ارتبط بالتربية في جملة واحدة، وواضعو المناهج والتشريع الخاص به اعتبروا أن التربية لابد أن تسبق التعليم، لأن المتعلم لا يرتقي بعلمه إلا إذا كان مؤدباً صاحب خلق ومبادئ ومحافظاً على القيم، والتربية تأتي متزامنة مع التعليم ومهارة القراءة والكتابة والتفكير السليم، وتنحصر هذه الصفات في المتعلم المدرك لدوره في المجتمع، وأنه واحد من ناشري القيم والمبادئ. 
جاء التراجع لهذه الدول الكبرى عندما استبدلت أغلفة الدراسة من جدول الضرب على الغلاف الخلفي إلى صورة أبطال أفلام الكرتون، استبدلت الإرشادات الصحية التي تنصح الأطفال بعدم استخدام فوطة اليدين لأفراد الأسرة والالتزام باستخدام ممتلكاتك، تحث التلاميذ على نظافة المدرسة في صورة بأغلفة الكتب والكراسات، استبدال الكتب المدرسية التابعة للوزارة بكتب خارجية وضعوها خبراء من خارج الوزارة، ليس عليهم رقيب أو موانع أو حساب، استبدال النصوص والمناهج بأخرى تحث التلاميذ على التسريب من المدارس، عندما يضم المنهج لاعب كرة لا يجيد القراءة والكتابة ويصبح أسطورة في الدولة ويتقاضى راتباً شهرياً بالملايين فهذا دافع قوي للتسريب من المدارس. 
اتجهت بعض هذه الدول التي خرجت من التصنيف التعليمي على مستوى العالم بفضل ضم الراقصات والفنانين ولاعبي الكرة إلى المناهج التعليمية، ووجود هذه الأسماء ضمن أسئلة التقييم السنوية، ما جعل التلاميذ يتجهون إلى فقدان الثقة بالعلم والتربية وتفشي روح اليأس والضجر من الفقر واستكمال الدراسة في ظل وجود طريق سهل لتحصيل الأموال والشهرة، وربما أضيفت أسماؤهم للمناهج ليدرسها التلاميذ في يوما ما، حتى الآباء أصابتهم صدمة من هذا التغيير الطارئ على المجتمع. 
ترك وزارة التربية والتعليم في هذه الدول التلاميذ وأولياء الأمور سلعة في يد الدروس الخصوصية، عجل بخروج هذه الدول من التصنيف العالمي، ومع الوقت تأخر الحضور وفقدت المدرسة قدرتها على جذب التلاميذ لانتشار مراكز الدروس الخصوصية وتعويض المدرسة، والسبب في هذا التراجع المسؤولين على إدارة المدرسة وهيىئة التدريس لعكوفهم عن الحضور والتفرغ للدروس الخارجية وتحصيل أموال أضعافاً مضاعفة من المرتب والالتزام بالحضور والالتزام بالتدريس داخل الفصول كما كان في السابق. 
عوامل كثيرة توحدت لفك طلاسم هذه المنظومة وتفكيكها، في السابق كانت المناهج تحث التلاميذ الصغار على احترام المدرسة ونظافتها وتبجيل المعلم وتقديسه، وحصص للعب وحصص لتعلم الموسيقى وحصص للزراعة وحصص للاقتصاد المنزلي، أما في وقتنا الحالي استبدلت مكاتب مدرسي الحاسب الآلي والمعامل ومكاتب الأنشطة إلى فصول دراسية تستخدمها المدرسة في تعويض زيادة التلاميذ وتوزيعهم لتقليل عددهم في الفصول. 
كثيراً من الأمور أصبحت شبه عادية جداً بالنسبة للأجيال الجديدة التي لم ترَ هذه الدول عندما كان لها ريادة في هذا المجال، الأجيال الحالية ظنوا أن الوضع قديم ولكنه حديث ومن فترة وجيزة، والسبب أن الدولة تركت زمام الأمور للإدارة المصغرة المتمثلة في المدارس وغفلت الرقابة وأن المدراء ما هم إلا لتنفيذ الخطة والرسالة والرؤية التعليمية الشاملة، عندما فقد المعلم هيبته واستبدل جدول الضرب بصورة بطل كرتون وانتشرت الدروس الخارجية وغاب الكتاب المدرسي والدول فقدت ريادتها. 
الشيماء محمد – كاتبة ـ خبير تربوي 

فيلم الرعب 
 أفلام الرعب هي نوع محبوب من الأفلام بالنسبة للعديد من عشاق السينما، فهي تستغل مخاوفنا الأساسية وتمنحنا طريقة آمنة للشعور بالإثارة والتشويق، وذلك من خلال الصور المزعجة، وتصميم الصوت المتعمد، والقفزات المفاجئة المرعبة التى تجعل المشاهدين على حافة مقاعدهم من شدة الخوف والقلق، كما أن هذا ما يجب أن يفعله فيلم الرعب الجيد أن يفرز هرمون السعادة والنشاط المفرط، إلا أن هذا نادرًا ما يحدث في دور العرض اليوم أثناء عرض فيلم الرعب 
تعاني العديد من أفلام الرعب من كبت النمو في أي شكل من أشكال الفن وذلك لافتقار مفهوم الأصالة، وفي الحقيقة أن أفلام الرعب هي العامل الأكبر الذي يحدد مقدار الرعب الذي يشعر به المشاهد عند مشاهدة الفيلم الذي من طبيعة نوعه وتصنيفه من أفلام الرعب، فإذا تخيل المشاهد وجوده على حافة مقعده، والسينما مليئة بالصمت بينما يكون بطل الرواية في خطر، ينتظر حدوث موقف مرعب للبطل، وعندما يتم تنفيذه المشهد بمهارة يكون الفيلم وصل للهدف المنشود الذي تم إنتاجه من أجله 
كما أن الأهم في إخراج هذه المشاهد يكون بشكل غير متوقع للمشاهد لكي يتبين الرعب منه وتكون النتيجة شعوراً مضموناً بعدم الارتياح، وهذا يشير إلى نجاح الفيلم فيما بدأه خاصة وأن التصوير جاء مغايراً لفكر المشاهد، فإذا استهل فريق العمل الفكرة أصبح من الأسهل بشكل متزايد التنبؤ بموعد حدوث الفزع المفاجئ وحتى كيفية حدوثه بالضبط، وهنا يفقد الفيلم جزء مهم من معاييرها وهو التسوق وعامل المفاجأة، مما تعمل هذه الصيغة المتكررة على تقويض هذا النوع، وتحرمه من عدم القدرة على التنبؤ التي تعد ضرورية لتقديم الرعب الحقيقي، وعندها تقلل من الفزع المفاجئ المتوقع من التأثير النفسي طويل الأمد الذي من المفترض أن تحدثه أفلام الرعب 
 ومن التجارب السينمائية الغزيرة التى ظهرت منذ ظهور هذه الأفلام، ما يجعل المشاهد في هوس لعدة أيام بسبب المشاهد المرعبة والمخيفة المصاحبة لصورة ذهنية متعاقبة، كتصوير الحرق البطيء والرعب المرتبط عادة بنوع معلوم من الخوف البشري المتمثل في الاشباح واللعب بالضوء والكاميرا تسير من الخلف ببطيء وتقترب من البطل أثناء السير، هذه المشاهد التى تركز على مواقف الخوف والرعب تجعل المشاهد يبحث تحت السرير لأسابيع بعد المشاهدة. 
 إن أفلام الرعب ليست مجرد هواية بل إنها مرآة تعكس أعمق مخاوفنا، ومواجهة منظمة مع المجهول، واستكشاف للنفس البشرية، حيث إن مثل هذه الأفلام تشكل ملعبا آمنا للخوف، إن جوهر جاذبية أفلام الرعب يكمن في مفارقة تجربة الخطر من مكان آمن وهذا أشبه بركوب قطار الملاهي، حيث يسعى اللاعب إلى التشويق والإثارة في السقوط، ولكننا نثق في المسارات، وتقدم أفلام الرعب فرضية مماثلة ووعودا مماثلة، ففي ضوء الشاشة الخافت، نغازل الخوف دون أن نضطر إلى مواجهة عواقب حقيقية على الأقل في أغلب الأحيان فالقاتل الطليق، أو الشبح الكامن في الزاوية، أو الشيطان تحت السرير، قد يجعل قلوبنا تنبض بسرعة، ولكنها لا تستطيع أن تؤذينا حقا وهنا تكمن عبقرية أفلام الرعب فهي تستغل استجابتنا الأولية للخوف، فتفرز الأدرينالين والإندورفين فنشعر باندفاع ملموس، ويتلاشى العالم الحقيقي وتستهلكنا القصة، وفي تلك اللحظات العابرة، لا نكون مجرد متفرجين بل نحن الناجون، وهذا يعود في الأصل لاختيار النص ومكان التصوير والإضاءة والاعتماد على الخبرات المتراكمة عند المخرج ورؤية مدير التصوير بالإضافة للموسيقى التصويرية التى تلعب دورا كبيرا في هذا المجال. 
معاذ الطيب – مخرج 

أهيم شوقاً 
أهيم شوقاً 
والشوق تمخض من هيامي 
أفحمني الأشواق 
فأي سبيل للتلاقي 
الجنون أجن من جنوني 
وتناص مني 
أهيم في دروب العشق 
فيرأف بحالي 
ومعشوقة عشقي 
عنود لا تبالي 
أتوهم أنه 
قاب قوسين 
أو أدنى مني فأغزل من أوتار قلبي 
لحن الوفاء 
في شتاء الوحدة 
تشيد غربتي 
لعلك تأتي بين أمواج الشوق 
جفت منابع الجوى 
سحبت منها آخر أرصدتي 
أقامر بها 
سهد الليالي 
لعل فتيل العشق 
يرق لحالي 
منى بنحدو 

كن أنت 
يقول شمس الدين التبريزي، " كُن على مَقرُبة من أي شخص يجعلك سعيداً، لِتشعُر أنَّك ما زلت حياً، فكيف يمكن للبذرة أنْ تُصدِّق أنَّ هناك شجرة ضخمة مُخبَّأة داخلها، ما تبحث عنه موجود بداخلك" انتهى كلامه، وهذا واقع الأمر خاصة في هذه الأيام التى نعيشها والسبب أن جانباً كبيراً من الناس صار يشتكي ويضجر من الحياة بل ويرمي من على عاتقه الطاقة السلبية ليبتلي بها الآخرون، وأصحاب الشكوى المتكررة من الذين إذا جلسنا معهم عمت الجلسة ظلال الاكتئاب وعدم الرضى ويصيب الجالسين بحالة من العبوس وتنتقل للجميع حالة من اليأس وكأنه عدوى تصيب من يقترب منه ويجالسه. 
والغريب أن المفكر حين قال مقولته أشار للأشخاص الذين لا يشكون حالهم، بل يصفون الحياة سعادة ووداً، وينشرون الطاقة الإيجابية على الحاضرين، فمثل هؤلاء يجب أن يصاحب ويجالس الواحد منا، فمن لم يشكو مصائبه والجميع مصاب يحترم شعور الآخرين ولا يريد أن يتحملوا تعباً فوق تعبهم وألماً فوق ألمهم، فبعض الذين يسمعون الشكوى يعيشون في الحالة ويتأثرون بالمشكلة مما يصيبهم بالمرض العضال، فلابد من مجالسة من هم ينشرون الطاقة الإيجابية. 
ثم على الأشخاص الذين يشتكون حالهم، أن يعرفوا أن الحل داخلهم، وقدراتهم محتاجة فقط لتعديل وإعادة ترتيب وإدارة وقتهم وإمكانياتهم، ففي هذه الحال سيكونون كالبذرة التي بداخلها شجرة مثمرة وظل ممتد يشمل الجميع. 
راجح محمد