آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

قادة المستقبل 
يحظى الطفل الإماراتي باهتمام القيادة الرشيدة، الذي وضعته ضن أولوياتها بتحديد يوم 15 مارس من كل عام احتفالا به، والوقوف على متطلباته وما استجد من تشريعات تخصه، خاصة وأن هذا اليوم تم تحديده بناء على توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك " أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة مجلس الأمومة والطفولة بهدف الارتقاء به وبثقافته وتمكينه في المجتمع .
تجسد الاهتمام بالطفل الإماراتي في حزمة من التشريعات التى تضمن له حياة كريمة من جهة الجانب الصحي والاجتماعي والتعليمي والنفسي، من خلال رعاية الأسرة وتنظيم المبادرات والمهرجانات المحلية والدولية لمشاركته فيها، لغرس الانتماء والولاء للوطن، وتطوير ذاته وتنمية قدراته الذهنية والقيادية، ليكون نواة لقائد في المستقبل، ومن بين هذه المبادرات التى تتماشى مع شعار هذا العام " الحق في الهوية والثقافة الوطنية" مثل مهرجان المسرح المدرسي ومسرح الطفل، ومعرض القرائي الدولي للطفل، مجلس الطفل، مراكز تنشئة النشء، وغيرها من المبادرات التى ترسخ في وجدان الطفل حب الوطن وتطوير مهاراته .
كما أن تمكين الطفل وانخراطه في المجتمع وتواصله مع كبار المواطنين يمنحه القدرة على اكتساب خبرات وصقل معرفته وزيادة الوعي الفكري عنده، علاوة على الحفاظ على الإرث الثقافي والتراث الإماراتي، وترسيخ مفهوم العادات والتقاليد والقيم النبيلة .
الشيماء محمد – خبير صحافة وإعلام تربوي 

الفن التشكيلي رسالة لم تصل بعد -٢ 
بعد أن اعترفنا في المقال السابق بعدم وجود جمهور حقيقي للفن التشكيلي 
كان لزاماً علينا أن ندرس أسباب تلك الأزمة، وهذا ما دفعني أن أطرح السؤال التالي ماذا يقدم الفن التشكيلي للمواطن العادي ؟ أمر طبيعي جداً ، إن ظن المواطن أن الفن التشكيلي ليس له أهمية او فائدة، فمعظم الأعمال الفنية لم تقدم أو تناقش ما يهم رجل الشارع ـ أؤكد أن معظم الأعمال وليس الكل ومعظم الفنانين وليس الكل - ولأن الفن التشكيلي بات في نظره مجرد ديكور أو أمر يهم صفوة المجتمع ممن عندهم رفاهية اقتصادية وفكرية ومتسع من الوقت، ومعه كل الحق في ذلك فرجل الشارع عنده من الأولويات ومن هموم الحياة ما يشغله، وإن أراد الترفيه فالفنون السمعية والحركية معا تقوم بالواجب دون أدنى جهد منه في تأمل أو تدقيق نظر، بخلاف الحال في مجالنا .
ويعزز ذلك صخب للحياة العصرية والمتسارعة والتوتر المتزايد والانشغال بلقمة العيش فلا مجال ولا وقت للتأمل والتفكر، علاوة على ذلك نرى سطحية الرسالة الفنية الموجهة من خلال العمل الفني، فمن ذا الذي يهتم بأمر لا يهمه ؟ 
فمن المعتاد أن يتخذ الفنان التشكيلي الفن وسيلة لطرح تجاربه او معاناته الشخصية فقط، ماذا يعني المتلقي في أمرك الشخصي ؟ وهو أيضا عنده من الهموم ما تنوء بالعصبة أولي القوة فلتناقشها، اطرح من القضايا ما يهمه، انزل إلى أرض الواقع واحتسب نفسك من الناس، فهم إذن معذورون إن قالوا أن الفنان يسكن برجا عاجيا، وأنه يتعمد أن يظهر بمظهر مختلف ليقول انا مختلف ، واسمحوا لي ان اشارككم تجربة شخصية في هذا الصدد . اهتمام الناس بما أقدمه ينبع في الأساس بمدى اهميته في حياتهم، التذكير بقضايانا، على سبيل المثال طرح قضية المساواة والتمسك بالعدالة عوضاً عنها وكشف حقيقة تلك المطالبات النسوية إعادة تأصيل قيمة الأسرة بدلاً من النزعة الذاتية، التنبيه لأخلاقيات المجتمع وما آلت إليه، وغير ذلك من الموضوعات المهمة جعلت جمهوراً يأتي من كل مكان ليتواجد ويقول هذا ما نريد أن نناقشه !! 
وحديثي موجه للفنان، ليكن اختلافك في طرائق تناولك لقضايا الناس ذات القيمة والأثر، فنحن إذن قد وضعنا أيدينا على أصل المشكلة وهي ( قيمة الطرح ) وذلك بالطبع يرجع لشخصية كل فنان ولعمقه أو ضحالة فكره، وهنا ألتمس للمتلقي كل العذر إن سأل، ماذا يعني فن تشكيلي وما فائدته ؟ وكيف نقرأ العمل الفني ؟ وغيرها من الأسئلة التي تردني .
ولاء محمد الباشا – فنانة تشكيلية 

ميزان الحق 
 بعض أصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكر، يرفضون استخدام رخصة الإفطار في رمضان ويتمسكون بالصوم، مع أن هناك تشديد على تنفيذ أوامر الله، ولو علموا الأضرار التى من الممكن الوقوع فيها بسبب عدم وجود ماء في الجسم، ومضاعفات على الكلى وباقي الأعضاء .
الحكمة من هذه الرخصة أن كل مفطر يفطر 60 صائما وهنا يكمن السبب، هو التكافل الاجتماعي وانتشار المحبة بين أفراد المجتمع، فكلما زاد عدد المرضى والمستفيدين من الرخصة كلما زاد عدد الذين تشملهم الصدقات والأفكار وبهذا نقضي على الاحتياج والعوز، فالحكمة من الله وعلينا تنفيذها ولا ضرر منها، لأن المرض بيده والشفاء بيده  وإطعام المساكين أيضا بيده وكل ذلك في ميزان الحق .
علاء رياض


دقيقة من القيم 
كذبوا على الجمهور حين قالوا إن الجمهور محتاج هذه النوعية من الدراما والأفلام، كذبوا حين أنتجوا مسلسلات بهذا الاسفاف لتغيير هويتنا العربية، تضمنت المسلسلات كل ما هو محرم من تجارة والعبث في كل شئ مخالف للشرع والدين والعرف، والمتاجرة بمكانة المرأة ووضعها الاجتماعي المرموق جعلوها في صورة لا تليق مطلقا كونها أم وأخت وزوجة وابنة . إن الإطار الذي وضعت فيه المرأة لا يليق، فظهرت بالأم الانهزامية والفتاة المنحرفة والصوت العالي وأسلوب الحوار المتدني للإسقاط على مدلول منافي للأدب وهذا للأسف الشديد لم يعكس مجتمعنا العربي ولا إيماننا بالقيم والأخلاق 
المشكلة تكمن في تجسيد تجار الحرام بالشهامة والمروءة مع أنهم خارجين عن القانون، والصورة والحوار يجعل المشاهد متعاطف معهم ، فالخوف أن معدل الجرائم يزداد بعد انتهاء المسلسلات، ولما وجدنا برنامجا لا يتعدى الدقيقة يتحدث عن القيم تم متابعته والإشادة به والنفور من الإسفاف والضياع لمسلسلات تستمر أكثر من الساعة، فالجمهور لا يحتاج ما في عقول الفنانين بجميع مواضعهم .
حمادة الجنايني

الدراما وانعكاس ثوبها بغزاة الوعي 
في زوايا غرفهم المظلمة ، يجلس الشباب أمام شاشات التلفاز ، مستسلمين لموجة عارمة من المسلسلات التي تتسلل إلى أعماق وعيهم بلا استئذان ، إنها ليست مجرد قصص تُروى ، بل أدوات مبرمجة تنسج الأفكار وتعيد تشكيل العقول ، حتى تصير الحياة بالنسبة لهم مجرد محاكاة لما يرونه على الشاشة .
المسلسلات ، التي كانت يومًا وسيلة للترفيه والخيال ، تحولت إلى وحش يُطعم الشباب أفكارًا مستوردة ومفاهيم مغلوطة ، هنا يظهر البطل المغرور الذي يُقدّم التمرد كقيمة ، وهناك البطلة التي تخلع القيم باسم الحرية ! أما الأخلاق ، فهي ضحية تُدفن تحت طبقات من الحب المزيف ، والعنف المبرر ، والنجاح المبني على الغش والخداع ،
لكن القصة لا تنتهي هنا، فالشباب في لحظة ضعف أو فراغ ، يتماهى مع هذه الشخصيات ، ويبدأ في بناء عالمه بناءً على ما رآه تتلاشى حدود الواقع ، ويُصبح التقليد الأعمى حبلًا يلف أعناق الأحلام البريئة، أين لأمل حين تغيب القدوة الحقيقية لتحل محلها رموز زائفة ؟هذه هذه الدراما الموجهة لا تبث فقط أفكارًا ، بل تزرع ثقافة ، تقتل الحلم بالإبداع ، وتستبدله بشهوة الشهرة السريعة والمظاهر الجوفاء، إنها معركة صامتة ، يقف فيها الشباب أعزل أمام قوة ناعمة ، تُعيد تشكيل وعيه دون أن يدرك أنه أصبح جزءًا من لعبة أكبر، اليوم نحن بحاجة إلى صحوة ، إلى دراما تعيد بناء الإنسان ، لا تدميره ، دراما تُحاكي الواقع لكنها تُلهم نحو الأفضل تنقل قيمًا نبيلة ، وتزرع في العقول بذورًا تُثمر يومًا ما تغييرًا حقيقيًا، فلا تُضيعوا أعماركم بين فصول تُكتب لتُضيع أعماركم أيها الشباب وأنتم لا تعلمون .
 حيدر فليح الشمري - كاتب صحفي 


دقة قلب 
الغريب أنني لاحظت في واحدة من زياراتي الأخيرة للكلية، أن المعيد "خليل" يستوقفني، وكأنه كان يراقبني وأنا أقف مع زملائي ولما انتهينا وكل منا هم أن يسير في اتجاه حضر ليكلمني، اقترب مني وعلى وجهه ابتسامة خفيفة من شأنها كسر حدة اللقاء خاصة وأنه أول مرة يعترض طريقي ويحاول الحديث معي خارج جدران المدرج وقت ما كنت في الدراسة، ألقى التحية دون أن يمد يده ليسلم، بادلته الابتسامة نفسها ، قلت فرصة سعيد أن أراك يا دكتور، فرد بكلمات بسيطة ومرتبة ومفاجأة بالنسبة لي قال: بالعكس الصدفة رائعة بالنسبة لي، ولو ألتقي بك اليوم كنت سأطلب رقمك من زميلاتك، اندهشت لقوله وقلت لابد الأمر مهم؟ 
 اقترب خطوة نحوي وهو يضم كفيه لبعضهما في اتجاهي، وقال إن الموضوع خير لا تقلقي، وأرجو ألا أكون تسببت لك في الإزعاج، كان لابد أن أرد بدبلوماسية وأسبق كلامي بابتسامة لا يا دكتور أنت علمتنا ولك حقوق علينا ما حيينا، وكنت خير من درست لنا وتمكنت من توصيل العلوم المعقدة لتبسيطها وتقديمها بأسلوب متميز، انفرجت أساريره وكأنه حصل على نقطة في صفه، وقال لقد وفرتِ علي الكثير مما كنت أريد قوله، خاصة وأنك من الفتيات التى يشهد لها القاصي والداني بأدبها وحسن خلقها والتزامها المفرط ونهمها على المعرفة والعلم، فضلا عن كونك قيادية، ضحكت باستحياء ثم سألت كيف تصفني بهذه الصفة ولم تكن قريبا منا؟، رد بهدوء أي دكتور أو معلم من السهل أن يكتشف مواهب طلابه من تصرفاتهم ومعاملتهم مع بعضهم البعض.   شكرته على هذا الإطراء ولما شعر أنني أنوي إنهاء المقابلة، مدح تفوقي في الدراسة وانضباطي في الحضور والتركيز في المناهج النظرية والعملية، ولم يتطرق لوصف الجمال أو ما شابه، لكنه اكتفى بعد هذه الكلمات بطلب ، أومأت برأسي دون رد ممكن أقابل والدك لخطبتك؟ 
ارتبكت وصار قلبي ينبض بسرعة لم أعهدها، وشعور بالخجل لأن الطلب مفاجئ وغير متوقع، من إنسان لم أفكر فيه ولم أره الشخص المناسب، ضاق المكان جداً وأدركت أننا بمفردنا في فناء الجامعة، شعرت أن الزمن توقف والهواء تجمد   وضح عليه الارتباك من منظري فبادر بالاعتذار لطلبه المفاجئ وأنه كان لابد أن يقدم نفسه أولا، قلت لا عليك وأنا أتلعثم وأعطاني هاتفه لأدون رقمي وفعلت وأنا كالمسحورة أو السكرانة بلا خمر، سمعت صوته يشكرني من بعيد وهو يأخذ الهاتف مني وانصرف ليتركني في صراع مع نفسي، لم أصدر أي تعليق هل أوافق ؟ أم أنتظر حبي الذي أسعى أن أراه وأتحدث معه، لكن في قلبي شيء رفض هذا المبدأ وسرعان ما تجدد أمامي منهج الكرامة والشعور بالتمرد والخروج عن المألوف، انسحب من أمامي وبعد خطوات قليلة التفت لينظر إلي ومضى في طريقه دون الحصول مني على رد . لكن وقفت كشجرة تتمايل أغصانها من شدة الحرب الطاحنة في عقلي لمشهد غير متوقع، شد وجذب في قلبي وعقلي وحواسي، منهم من يتمسك بالحب ومنهم من يطالبني بالتمرد والموافقة على المعيد، وحواسي بينهما لا إرادة لها ولا رأي، خاصة وأنها تدرك مدى الانكسار الذي شعرت به حين كانت تلتقي به ويغادر بلا كلمات، كم مرة انطفأ الشعور بخيبة أمل لسماع كلمة بحبك، اليوم توقفت الأحاسيس والمشاعر بين مفترق الطرق، ترفض الخنوع والتمسك بشخص لم يعترف بحبه صراحة، ولم يبادلها نفس الاحساس حين تلتقي العيون، لم يكن حبا أو إعجابا بل هو الشوق للتجربة .
 في تلك اللحظة عدت إلى المكان والزمان ولنفسي، رأيت "خليل" يفتح باب سيارته ويضع يده أعلى الباب وقبل أن يدس جسده داخلها نظر لي نظرة ود وابتسامة خفيفة ولوح لي بيده وانصرف في هدوء، الدخان الصادر من السيارة تلاشى سريعا، أحسست بأن الحب الذي أحببته لـ "سمير" كان بمثابة دخان سيجارة خرج من أمعائي، أو دخان لفظته سيارة " خليل" 
سحر الألفي - كاتبة 


روضة المدارس 
في القرن العشرين ظهرت  في الأفق شمس النهضة على يد الشيخ الأزهري «رفاعة الطهطاوي» رحمه الله، وأتى أمر الخديوي إسماعيل حاكم مصر إليه بالإشراف على قلم الترجمة الملحق بديوان المدارس، والإشراف على جريدة علمية اسمها «روضة المدارس» لنشر العلم والثقافة في الطلاب وعموم القراء الراغبين في الاستفادة، وقد صدر العدد الأول من «روضة المدارس» في 17 أبريل لعام 1870
وهذه الجريدة تدل على وفرة العلم في ذلك العهد الذي حظي برجال مخلصين وعلماء عاملين كانوا رجالاً بكل ما تعنيه الكلمة من معاني الحكمة والنبل والإخلاص والشهامة والتدين والاستقامة، فقد كانت مصر محظوظة بهم وبالعلم الذي أحيا أموات القلوب بعد الجدب والظلام .
كانت الجريدة تصدر مرتين كل شهر، وشعارها " نشر ما يستحسن نشره بين الناس من الفوائد العلمية لأجل توسيع دائرة الأفكار" وأن يكون تحريرها بعبارة سهلة التناول وجيزة ومفيدة .
وصارت الجريدة توزع على طلبة المدارس، ويحكي الدكتور رائد علم الإعلام "عبد اللطيف حمزة" في كتابه "مستقبل الصحافة" أن الطلاب كانوا يقبلون على قراءتها إقبالاً عظيماً ومن الناحية الإخبارية الصرفة كانت الجريدة مقتصرة على أخبار المدارس والامتحانات .
وطبعاً كانت الجريدة تمدح الخديوي وتثني عليه لأنه شجع حركة التعليم وأنشأ المدارس، وهو ثناء في محله طبعاً .
وتجد في جريدة الروضة مثلاً فصلاً من كتاب "حقائق الأخبار في وصف البحار" لعلي باشا مبارك، وفصلاً من كتاب "تنوير الأفهام في تغذية الأجسام" له أيضا، أما للسيد عبد الله فكري فتجد فصلاً من كتابه "آثار الأزهار ومنشور الأفكار" والمدهش أنك ستجد فصلاً من كتاب "بهجة الطالب في علم الكواكب" لإسماعيل بِك الفلكي، فقد كان علم الفلك يُدَرَّس في المدارس، ومعه علم النبات، وكانت الجريدة تنشر فصول كتاب "المباحثات البَيِّنَات فيما يتعلق بالنبات" لمحمد أفندي ندا، وفي الطب كانت الجريدة تنشر على حلقات فصول كتاب "الصحة التامة والمنحة العامة" للطبيب محمد بدر . وفي الفكاهة والتسلية اعتنت جريدة "روضة المدارس" بنشر كتاب "غرائب النوادر والمضحكات والألغاز والأحاجي والنكات" للشيخ "عثمان مدوخ" مدرس الإنشاء بمدرسة المساحة والمحاسبة تطول إذا ذكرنا كتب علم الطبيعة والجغرافيا واللغة المصرية القديمة والدين الإسلامي والحكم والأمثال والكيمياء والميكانيكا، وعلاوة على كل ذلك فقد كانت الجريدة مصورة تنشر صوراً للأجهزة الحديثة حينَئِذٍ، وكانت مقسمة إلى ثلاثة أقسام: قسم للعلوم، وآخر للأدب والإنشاء، والثالث للأخبار المدرسية .  ونقول لا نهضة إلا بنشر الثقافة العلمية والاعتناء بعلوم الطبيعة والأحياء والفيزياء والتقنية، فالجاهل عدو نفسه، لا يستقيم أمره ولا تنهض همته ولا ينجح مطلقاً، والنجاح يكون للمتعلم الذي أحياه العلم وأصقله الأدب وهذبه الدين، وهكذا تكون النهضة، علم نافع وأدب راقٍ ودين يصلح النفوس.
حاتم السروي 

عقوق الأبناء 
عندما يذكر العقوق يكون دائماً مرتبطا ً بأذهاننا بعقوق الوالدين فقط ، لكننا ننسى ثمة عقوق أيضاً ولكن للأبناء ، ولكن كيف ذلك في ظل الاعتقاد الراسخ لدى الأباء أن التربية هي القوامة من حيث توفير المأكل والمشرب والتعليم وكل ما يتعلق بالالتزامات المادية فقط ، وفي حديث الرسول صلي الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) لم يتم إدراكه حتى الآن بالمجتمع بمفهومه الصحيح والشامل .
فمثلاً عندما يصيب المجتمع أفة مرض ما نرى الكل يسعى لتلقي المصل الواقي خوفاً من الإصابة بذلك المرض أو تداعياته، بينما نجد في عصرنا هذا مازال هناك أناس يتركز تفكيرهم بالتربية تربية النساء والبنات بعدم الاختلاط مع الجنس الآخر ، وجود محرم للمرأة بغض النظر عن ظروف يمكن أن تحول من تواجده معها ، عدم الخروج أو الذهاب لدي بعض الأقارب، ولو تسأل البعض في ظل تلك الظروف التي تفرضها، ماذا لو تركوا أبنائهم في خضم الحياة ورحلوا بأي وقت فالموت والوفاة ليس له وقت ، ما مصير تلك الأجيال التي نشأ وتربى في ظل تلك الأفكار والقيود ، تري سوف يقودون سفينة حياتهم بسلام ؟ 
قد ينجح القليل منهم ولكن بعد خوض معاك ضارية مع الحياة، بينما يفشل الأغلب منهم وفي كل مرة يتذكر ما فعله به الوالدين أو من لهم حق القوامة عليهم ، وعلي العكس تماما نجد في أغلب التربية في عصرنا الحالي تمنح كامل الحرية المطلقة لأبناء دون قيود أو رقابة ، ولا يرتبط ذلك بطبقة مادية معينة بل شمل كافة طبقات المجتمع ، فعلى سبيل المثال نرى كثيراً من فئات المجتمع ليست مدركة أهمية العلم والتعلم لأبنائها، لارتباط ثقافة التعليم بمفهوم ما يحصل عليه الأبناء من شهادة دراسية ومن ثم العمل فقط بعض النظر ما يحصل عليه من ثقافة ومعرفة ، لاشك من أهمية العلم الذي يؤدي إلي العمل ، ولكن في ظل ما يمر به العالم أجمع من ضيق اقتصادي وضعف في الموارد مما ساهم بشكل كبير في ضعف فرص العمل المتاحة، لا يعني أن يتم نبذ التعلم لدي الكثير من طبقات المجتمع خاصة الفقيرة ودون الفقر ، كذلك قد ينبذ العلم أيضاً تلك الطبقة المرفهة ذات ثراء مادي باهظ ، فتري الأب غير مدرك لأهمية تعليم أبنائه فكل شيء لهم متاح، فماذا سيضيف التعلم والشهادة الدراسية لهم في ظل الإمكانيات الرهيبة المتوفرة لهم ؟مما يشكل انطباع أيضاً واقناع ذاتي لدى الأبناء بذلك . بالطبع ليس تعميما على كل طبقات المجتمع في ذلك ، فيوجد الكثير من طبقات بالمجتمع التي تحرص وتزرع وتحث علي العلم والتعلم، ولكنها ظاهرة تجتاح المجتمع منذ بعض عقود ، ولو نال كل الأجيال ما يليق بهم من العلم لاكتشفوا أن التشريعات السماوية لا تحث على التشبث بتلك القيود المشروطة أو الحرية المطلقة ، بل هي الحرية مع تحمل بمسؤولية، وأدركوا أيضاً أن الحياة هي امتحان مؤجل، فلابد أن يكن أبنائنا علي أهبة الاستعداد لخوض تلك المرحلة من أعمارهم ، هنا يمكن مفهوم حديث الرسول الكريم ، فلابد من زرع بذور الحرية والصداقة مع الأبناء ولكن في ظل المسؤولية بكل ما تشمله من معنى، نحصن الأبناء من صدمات الحياة والضياع عند رحيل قائد وربان سفينة الحياة دون رجعة وهما الوالدين ، وقبل كل ذلك لابد من أن يعي الآباء أن التربية الصحية والقوامة بخاصة للفتيات هي الحرية مع المسؤولية وأنه لابد من مراقبة ومراعاة الخالق قبل المخلوق أو الناس ، فقد يرحل الوالدان لكن الخالق باق وموجود وسوف يحاسبون على أعملهم بمفرهم، فعلينا أن نسمو بعقولنا نحو تربية صحية أساسها الدين القويم ، والاعتدال في كل الأمور فلا قيود مشروطة ولا حرية مطلقة بدون مسؤولية .
سماح سليم - شاعرة