آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

منصب صادف أهله 
 إنجاز جديد تحظى به المرأة العربية في المحافل الدولية، فالإعلان عن فوز سعادة شيخة ناصر النويس المرشحة من الإمارات، بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، يعد انتصاراً لدور المرأة في المشاركة الفاعلة بالتطوير والتنمية المستدامة، حيث تعد بذلك سابقة تاريخية كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975، وجاء الإعلان بالفوز خلال الانتخابات التي جرت مايو الماضي في مقر المنظمة بالعاصمة الإسبانية مدريد، بمشاركة 35 دولة من العالم. 
وفي الحقيقة أن هذا الترشيح والنجاح لم يأتيا من فراغ بل جاء من رحلة كفاح طويلة امتدت لسنوات من العمل والجهد، اكتسبت خلالها الخبرات والتجارب في مجال السياحة ، وبرز دورها في دعم المبادرات والمشاريع التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة للسياحة، ورسم ملامح مستقبل هذا القطاع، ودفع عجلة الابتكار والاستدامة وتنمية القوى العاملة، كما أنها أول امرأة تنضم إلى مجلس إدارة مجموعة فنادق دبي التابعة لغرفة تجارة وصناعة دبي، وذلك لإسهاماتها كبيرة في تطوير سياسات القطاع السياحي، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتقلدت عدة مناصب منها، نائب الرئيس لإدارة علاقات المُلّاك في شركة روتانا لإدارة الفنادق، ما عزيز الجهود لدعم نمو واستدامة السياحة العالمية، وتأكد دورها البارز في مختلف المجالات السياحية والإنجازات المهمة التي حققتها في مسيرتها التنموية خلال المرحلة الماضية، إلى جانب الخبرات والتجارب الاستثنائية السياحية التي تمتلكها في التعامل مع مختلف الملفات، ودعمها المتواصل للمبادرات والمشاريع التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة للسياحة. 
 وشاركت في نمو القطاع السياحي حن خلال دعم مبادرات التدريب المتقدم، كما تسهم، بصفتها رئيسة مجموعة عمل السياحة في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وعضوًا في مجلس أمناء أكاديمية أبوظبي للضيافة ، وعضوًا في المجلس الاستشاري للضيافة، في توجيه الجهود نحو ضمان تزويد الجيل القادم من قادة قطاع الضيافة بالمهارات اللازمة لدفع عجلة النمو المستدام والتنافسية في المشهد السياحي العالمي 
هذا التتويج لا يمثل الإمارات فقط ولكن يمثل كل الدول العربية التى تفخر بكوادرها النسائية في جميع المواقع من أنحاء الحياة، فهذا المنصب إضافة جديدة لحضور المرأة العربية بأرقى المجالات وقد تخطت الحدود الإقليمية بعلمها وثقافتها، وثقة القيادة الرشيدة بها وبإنجازاتها، فمنهن رائدات في الصحافة والإعلام، والطاقة، والقضاء، والفضاء، والتعليم، والعمل الإنساني والتطوعي، وجميع المجالات التي تدعم التنمية والتطوير ورفعة الوطن العربي، كله بشكل عام والإمارات صاحبة الريادة بصفة خاصة. 
الشيماء محمد : خبير صحافة وإعلام تربوي

بيوت من زجاج 
 نشر تفاصيل الحياة الزوجية على وسائل التواصل الاجتماع يتعرض استمرارها للخطر وذلك بسبب نزع الستر وهدم الجدران وتحويلها إلى غلاف زجاجي لا يحمي الخصوصية ولا يحافظ على المستور، فكلما زاد النشر كلما عجل في ضياع فرصة الاستقرار، ولأن وسائل التواصل هي في الأصل وسيلة تسهم في تضخيم الأمور وتوسعة الفرقة والفتنة، للأسف الكثير من الأسر تنشر تحركاتها وتفاصيل يومها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مما يجعل الناس الذين يعرفون هذه الأسر أو لم يعرفها يقيموا حياتهم ويحكموا على تصرفاتهم بل وتصنيفهم اجتماعياً، لدرجة أن أغلب من يرى هذه المحتويات يعلق بالسلب أو بالإيجاب ما يعكر صفو العلاقة، دعنا من أن العين حق وأن الحسد موجود، والقصص - التي نشرت وكانت عواقبها وخيمة انتهت بالموت - كثيرة، لمجرد نشر صورة للتباهي والزهو بجوار سيارة فارهة أو مشروع ناجح، فكل هذه القصص مدونة ومسجلة ومن السهل العودة لها ومتابعتها، لكن للأسف لم نتعظ ونمنع نشر الحالات اليومية على الملأ. 
الحياة الزوجية مهددة بالفشل بسبب نشر الحالات بكل تفاصيلها، فمن يحب يتمنى أن يعيش حياة تلك الأسرة، ومن يكره يغل ويحسد وفي كلتا الحالتين الموضوع مرعب ومخيف، فالضرر الذي يقع على الأسرة من دمار لا يساوي لحظة سعادة واحدة ولقطة نشرت، فالناصر لحياة الآخر ينظر لما ينقصه في كمال الآخر، ومع ذلك لا يهتم أن يعرف الوجه المظلم من حياة الآخر الذي لا يعرفه، فلو عرفه ربما عزف عن التمني لأن غالبا ما يكون في الحياة ما يؤلم ويمنع السعادة الكاملة، فعلى من يرجو أن يحصل على الناقص عنده في حياة الآخر، أن يأخذها كامله بحلوها ومرها. 
ينبغي على الجميع منع نشر الحالة اليومية والتحركات اللحظية، لا تصور الطعام أو السياحة والسفر، أو نجاح الأبناء وأعياد الميلاد، فكل هذه المحتويات البسيطة محط نظر بشر لا ينظرون إلا للصورة الخارجية ويتمنون زوال النعمة من الآخر، ولعل في القصص والمواعظ تكون عبرة للحفاظ على الأسرة. 
على الرغم من مشاهدة الكثير من حالات الحوادث المروعة، وحالات الطلاق المتزايدة لنفس السبب، إلا أن النشر مستمر وتدوين الحالات لا ينقطع، حتى في الذكريات وموعد نشر المقاطع والمحتوى تأتي مرة أخرى، والزوجان منفصلان وربما كل منهما تزوج من آخر، أليس الأمر جلل ويحتاج لوقفة مع النفس، وإعادة الاهتمام بمفهوم الستر من خلال بناء جدران البيوت من فولاذ. 
خالد سالم

صمت الكلمات في عصر الضجيج الرقمي 
 تتلاشى الكلمات الآن كما تتلاشى أوراق الخريف تحت عجلات الزمن المتسارع ، تضيع الحروف بين ضجيج الإشعارات والرسائل المتقطعة ، وتذوب المعاني العميقة في بحر من المحتوى السطحي الذي يتدفق بلا انقطاع على شاشاتنا الصغيرة ، تصرخ التقنية في وجه الصمت ، وتخترق التطبيقات أقدس لحظات التأمل التي كان يحتاجها القارئ ليغوص في أعماق النص ويستخرج كنوزه المدفونة . 
كانت الكلمة المكتوبة يوماً ما كنزاً ثميناً ، يُحفظ بعناية في الكتب ويُتناقل بين الأجيال كميراث ثقافي مقدس أما اليوم ، فقد باتت الكلمات تُستهلك كوجبة سريعة ، تُقرأ في لمحة بصر وتُنسى في لحظة تمرير الإصبع على الشاشة نحو الأسفل . 
يبحث القارئ المعاصر عن العناوين البراقة والمحتوى المختصر ، متجاهلاً عمق النص وجماله ، تحولت القراءة من رحلة استكشاف روحية إلى مسح سريع للمعلومات ، ومن حوار صامت مع الكاتب إلى استهلاك آلي للبيانات .  كما يقول الأديب الإماراتي الدكتور شهاب غانم : 
"الكلمة التي لا تُقرأ بتأمل ، تموت قبل أن تولد في قلب القارئ ". 
تواجه المكتبات اليوم مصيراً غامضاً ، بينما تزدحم منصات التواصل بالنصوص المبتورة والأفكار المشوهة ، يفقد الشباب القدرة على التركيز العميق ، ويعتادون على الإشباع الفوري للمعلومة دون هضمها أو تأملها . 
لكن وسط هذا الضجيج الرقمي ، تظل هناك أصوات تحاول إحياء قدسية الكلمة ، كتّاب يكافحون لاستعادة جمال اللغة ، وقراء يبحثون عن الصمت الذي تحتاجه أرواحهم لتستمع إلى همس الحروف ، فالكلمة الحقيقية لا تحتاج إلى ضجيج لتعبر عن نفسها ، بل إلى صمت يحتضن معناها ويسمح لها بالتأثير . 
حيدر فليح الشمري : صحفي 

حين يُطفئ الكبار نور الطفولة 
 عندما تُذكر كلمة "عقوق"، غالبًا ما تتجه أصابع الاتهام نحو الأبناء. تربّينا على فكرة أن "العقوق" خطيئة لا تُغتفر من الابن تجاه والديه، وأن على الأبناء الطاعة والاحترام مهما كانت الظروف، لكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة؟ 
ماذا عن آباء يطعنون براءة أبنائهم كل يوم لا بالصراخ فقط، بل بكلمات، ومواقف، وصمت قد يكون أقسى من الأذى المباشر؟ نسلط الضوء على أشكال من العقوق يمارسها بعض الآباء دون وعي، لكنها تترك جراحًا طويلة الأمد في نفس الطفل. 
1. التحقير المستمر: كسر بلا صوت، حين يسمع الطفل مرارًا وتكرارًا عبارات مثل: 
"أنت غبي… ما راح يطلع منك شي… فاشل مثل أمك/أبيك…" 
فإن هذه الكلمات لا تمر مرور الكرام. هي كالمطر الحمضي، تتسرب إلى الداخل، وتذيب مع الوقت ثقة الطفل بنفسه، قد يضحك ظاهريًا، أو يتظاهر باللامبالاة… لكنه في الداخل يبدأ بتصديق تلك العبارات، تتشكل لديه قناعة خفية: "أنا لا أستحق النجاح"، التحقير لا يُعدّ وسيلة تربية، بل أداة هدم نفسي. 
2. المقارنة القاتلة: إطفاء التميز 
"شوف ابن عمك كيف شاطر"، "ليش ما تكون مثل أختك؟، الطفل لا يملك الخبرة الكافية ليفهم الفروق الفردية، لكنه يملك قلبًا حساسًا يشعر بالخذلان، المقارنة لا تزرع الطموح، بل تنسف الثقة بالنفس وتُشعل نار الغيرة، بدلًا من أن يرى في الآخرين مصدر إلهام، يراهم خصومًا ومصدر خطر على حب والديه له، كل طفل مميز بطريقته، والمقارنة تسرق منه هذا الإحساس. 
3. التجاهل العاطفي: الصمت الذي يوجع 
ليس كل الأذى يُقال، أحيانًا، ما لا يُقال هو الأشد وجعًا، طفل يركض ليُري والده رسمة رسمها بنفسه، فلا يجد نظرة ولا كلمة، طفلة تحاول احتضان أمها، فتُدفع برفق دون تفاعل، يبدأ الطفل في بناء فكرة داخلية: "أنا غير مرئي… وجودي لا يُحدث فرقًا"، التجاهل العاطفي لا يعني فقط غياب الكلمات، بل غياب الدعم، الاحتواء، والمشاركة الوجدانية. 
4. فرض الأحلام: القتل البطيء للهوية، كم من موهبة دفنت تحت جملة: "ما في شغل بالرسم"، أو "الطب أحسن مستقبل"، حين يُجبر الطفل على أن يكون نسخة عن طموحات والديه، يفقد شيئًا من ذاته، ربما ينجح أكاديميًا، لكن بداخله فراغ، ربما يُرضي والده بشهادة، لكنه يعيش عمره يبحث عن معنى لحياته، التربية الحقيقية تدعم شغف الطفل، لا تفرض عليه وجهة لا تشبهه. 
5. القسوة باسم التربية: الخوف لا يُربّي الضرب، الصراخ، والتهديد المستمر تُبرّر أحيانًا تحت شعار "التقويم"، لكن الحقيقة أن الطفل الذي يُربّى بالخوف، لا يُصبح مطيعًا، بل خائفًا، متوترًا، وربما كاذبًا ليحمي نفسه، القسوة لا تُعلّم الاحترام، بل تُعلّم الانكسار، والانسحاب، أو التمرد الصامت، البيت ينبغي أن يكون حضنًا دافئًا، لا ساحة معركة، العلاقة ليست استحقاقًا بل أمانة، الوالدية ليست بطاقة تمنح صاحبها سلطة مطلقة، بل مسؤولية عظيمة تبدأ بالحب، وتنضج بالعدل، وتزدهر بالرحمة. 
الطفل الذي يكبر في بيئة يُعامَل فيها بكرامة، يتعلم بدوره كيف يُكرم الآخرين، أما الطفل الذي لا يشعر بالأمان من والديه، فكيف له أن يثق بالعالم الخارجي؟ 
وأخيرًا، حين يكون الأب أو الأم مصدر دعم، احترام، واحتواء، فإن طريق البرّ يُعبد تلقائيًا، الطفل لا يحتاج إلى قوانين صارمة ليحب والديه… بل إلى قلب دافئ يشعره بأنه محبوب كما هو، إن من يُحسن تربية قلب طفل، يُحسن بناء إنسان. 
نهلة الضويحي: الاستشارية الأسرية

الإصابة بالدوالي 
 الدوالي هي أوردة ملتوية ومتضخمة، على الرغم من أنها تظهر في الغالب في الساقين لأن الوقوف والمشي يزيدان الضغط على تلك الأوردة، القريبة من الجلد، بالإضافة إلى ان هناك نوع معتدل من دوالي الأوردة يعرف باسم الأوردة العنكبوتية، وهي تبدو مثل شبكة العنكبوت الزرقاء أو الأرجواني وفي العادي ما توجد على الوجه أو الساقين. 
كما تنتشر الدوالي الوريدية على نطاق واسع وتصيب حوالي ثلث البالغين في مرحلة ما من حياتهم، ما يسبب الشعور بعدم الراحة وقد تؤدي في النهاية إلى مشاكل أكثر خطورة، فهى تؤثر عند بعض الأشخاص على مظهر الجلد، اما أوردة الساقين تقوم بتصريف الدم من الساقين إلى الوريد الرئيسي في منطقة البطن ثم إلى القلب، وقد يتأثر تدفق الدم بالعديد من العوامل مثل، قوة الجاذبية على الساق، المقاومة في تجويف البطن، والنظام الداخلي للصمامات المفردة التى تجبر الدم على التدفق في الاتجاه المطلوب، علما بأن السبب الأكثر انتشارًا للإصابة بالدوالي هو فشل الصمام الذي يربط الوريد الصافن (أكبر الأوردة السطحية) بالوريد الفخذي العميق في الفخ، وغالبا ما يصيب كبار السن والحامل والإناث والعوامل الجينية ومن ثم السمنة والوقوف وقت طويل. 
علامات الدوالي وأعراضها تقتصر على المشاكل التجميلية، والتي قد تظل مزعجة، ومن اشكالها عند إصابة الأشخاص بالدوالي يرون شبكة من الأوردة الأرجوانية أو الزرقاء أو الخطوط الحمراء أو الزرقاء الصغيرة، بالإضافة إلى أن الدوالي تسبب هذه الأعراض، 
ثقل الساقين: ثقل في الساقين والشعور بعدم الراحة أثناء المشي، خاصة في المساء، أكثر انتشارًا بين النساء. 
الحكة: في بعض الأحيان، قد تسبب الحكة في المنطقة المحيطة بالدوالي 
الألم: الشعور بوجع أو ألم في الساق، خاصةً خلف الركبة و أو تشنج عضلي 
التورم: قد تتورم قدميك وكاحليك ورجليك مع حدوث خفقان 
تلون الجلد وتقرحاته: في بعض الأحيان، يمكن أن تسبب الدوالي تغيرات في لون الجلد، وفي الحالات الشديدة، تقرحات وريدية لا يمكن شفاؤها دون تدخل العلاج الطبي المناسب 
ارتفاع درجة حرارة الجلد: من أكثر الأعراض انتشارًا عند الرجال ارتفاع درجة حرارة الجلد، ويصاحبها إحساس بالتنميل أحيانًا 
عند الشعور بهذه الأعراض يجب أن نذهب للطبيب، ليرى ما يلزم اتخاذه من اجراء فوري للعلاج، وتنفيذ كل أوامره من تعامل مع الإصابة وتفادي العواقب الوخيمة بسبب الدوالي. 
علاء رياض 

العائلة الممتدة 
كثرت الكلمات وادعاءات مغلوطة عن الأهل، ونشرت أمثلة كثيرة تتحدث عن البعد عن الأهل غنيمة وأن الأقارب أعداء، والحسد لا يأتي إلا منهم، وهذا غير صحيح بالمرة، لأن الدين يحثنا على صلة الرحم وزيارة الأهل والبر بهم والوقوف بجانبهم ومنحهم الاهتمام وكل المحبة، لأنهم هم الأولى بالمعروف، وسوف يحاسب المرء عن تصرفاته تجاه أهله وعشيرته، فليس كل ما يقال في العلن وبين الناس صحيح، وليست كل الأمثال الشعبية صحيحة وسليمة. 
الأهل هم العزوة والقوة والسند، وإذا كان هناك أمور سلبية فهذا أمر صحي فكلنا بشر لنا ما لنا وعلينا ما علينا، فلماذا الغضب والكره والضياع بين الأقارب، فتجنبهم ليس صحيحاً، وإذا رأيت منهم حسداً فهذا يعود للشخص الذي لم يبرهم ولم يسأل عن الفقير والمريض منهم، يجعل الفقير يتأمل التصرف ويكون ناقماً عليه، فلو أعطى من صدقاته للأقارب لتمنوا له الخير ودعوا له بالغنى والستر، وما نقص مال من صدقة، والبر بالأهل واجب وصلة الرحم أمر يجب أن يطاع وينفذ. 
ليس معنى الكلام أن كل الأهل ملائكة ولكن الكل بشر، والنفوس البشرية مختلفة، منها الأمارة بالسوء واللوامة والمطمئنة، وكل من هذه النفوس تظهر ما بها من فكر، ولا نستطيع أن نعمم الموضوع ونقول كل الأقارب صح أو معظمهم خطأ، فربما هناك عائلات مترابطة فيها صندوق للفقراء ولتفريج الكربة والمواساة أو لمساعدة الشباب على الزواج، وفي عائلات لا تهتم ولم تعرف أكثر من بيت الأخوة وتقطعت الأرحام فلم يعرفوا أبناء العمومة أو أولاد الخال والأحفاد، الجميع يحتاج للكل فلا يمكن أن تستقيم الحياة بدون تكامل وتكافل. 
العائلات والأقارب سيكونون السند عندما تكتمل فكرة الإخاء والبر، العطاء بمنع الحسد والكره، ويمنح الحب والصدق والرحمة، فالأهل لا يحتاج سوى السؤال الذي لا يحمل أي غرض، والكرم بوابة كبيرة للدعاء باستمرار الستر والثراء، فالمال ليس مال الفرد ولكن فيه رزق للجميع، وعلينا أن نعرف أن الشرع أمر بالميراث للأقارب وهذا دليل على وجوب الاهتمام بهم ومراعاة الفقير منهم والمريض والمحتاج حتى تعم المنفعة وترد كل ما هو منافٍ للمحبة والبر. 
حمادة الجنايني


في الذاكرة  
أربعون يوماً مرت 
على فراقك 
ونحن قاتلنا الفقد 
 وطول الأشواق 
عمود الخيمة انكسر 
والعين فارقها المنام 
 والدمع منها منهمر 
على الدوام 
القلب حزين منفطر 
ذكراك في القلوب حية 
 وباقية فينا هوى وغرام 
 لم نكل ولم نمل 
مهوية مهما أقول وأعدد 
لصفاتك ما بحدد 
كنت للحائر دليل 
 بمشورتك يستجير 
ظهرت هباتك 
  بعد الممات 
قالوا مهوية كانت سند 
 وطوق نجاة في محنتي 
كنت للمحتاج غيمة ماطرة 
بيدك الممدودة في الخفاء 
ساترة 
 كنت للقلوب المنكسرة 
 جابرة 
وللمظلوم ناصرة 
للصغير مضاحكة 
ومحتسبة علي آلامك 
 صابرة 
منال الحاج

جارٍ تفعيل الأخلاق 
أدنى أخلاق الشريف كتمان سره، وأعلى أخلاقه نسيان ما أسر له، في العصر الرقمي الحديث، أصبحت السوشيال ميديا شخص له الحرية المطلقة دخيل يعبث داخل أدق خصوصيات العائلات وجزء من حياتهم اليومية، ومع ذلك فقد لاحظ في الآونة الأخيرة غياب أخلاقي على هذه المنصات، مما أثار قلق الكثيرين حول تأثيرها على المجتمع ، من التنمر الإلكتروني حيث يتعرض الأفراد للتنمر والتحرش من قبل الآخرين. 
كذلك الخطاب العدائي الذي يؤثر على تفاقم الخلافات والصراعات بين الأفراد والسب والقذف ونشر الشائعات وسوء الظن والتجسس والجرأة في الفتوي والخوض في الدين وعدم مراعاة التواصل بين الجنسين حتى وصلت الإشاعات حد الدول وبعضها ، ولم تتوقف عن ذلك فقد نشرت الصور والفيديوهات غير اللائقة، والتحرش الجنسي والقتل والادعاءات الكاذبة يوميا أحدثت لهم البلادة كأنهم يشاهدون أفلاماً كرتونية يوميا ومستمتعين بالترند وهل من مزيد المشكلة ليست في الكبار ولكن في الأجيال القادمة والأطفال والتقليد ومحاكاة لهذه المشاهد السريعة لتذوب أخلاقهم بهدوء لخلق كائنات عدوانية في غياب رقابة الأسرة. 
 اختفت الأخلاق حتى بين الكبار فجأة ترى كبار السن والشباب بتعليقات أو منشورات لا تليق أين ذهبت القدوة؟ وأتساءل هل ذهبت الأخلاق والحياء والدين وتحولت الأرض والبشر لوحوش، وغاب الوعي أم ماذا يحدث على الأرض !؟ أم هناك فرصة لاسترجاع ما تبقى ! 
فالأخلاق هي أيضًا التي تجعلنا نترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع، حتى بعد رحيلنا. عندما نكون قدوة حسنة، ونترك أثرًا إيجابيًا في قلوب الناس، نكون قد حققنا شيئًا عظيمًا، وهو أن نكون حاضرين في قلوب الناس حتى بعد رحيلنا، فبمشاركه كل فرد فهو أول مسؤول بتشجيع المحتوى الإيجابي لترويض الضغوطات النفسية والتوتر التي لها أثر كبير على السلوك العدواني غير الأخلاقي، من الممكن تدريبك ببعض الطرق السهلة ستأخذ منك بعض الدقائق لا تتردد أنها بسيطة ومفيدة وصحية لتقليل بعض من هذه الضغوطات : 
خذ نفسًا عميقًا واشعر بعضلات بطنك وهي تسترخي ببطء كما لو كنت تنفخ ببطء في شموع كعكة عيد ميلاد، اشعر بعضلات بطنك وهي تصير مشدودة بينما تقوم بإطلاق نفسك افعل ذلك مجددًا مرتين أو أكثر ، ابتسم حتى إن كنت لا تشعر برغبة في الابتسام، فالابتسام يطلق مواد كيميائية طبيعية تخفض ضغط الدم وتزيد الاسترخاء، افتح فمك قليلًا هذا التمرين يوجه رسالة إلى مخك ليوقف إطلاق هرمونات الضغط النفسي. 
الضحك يزيد تدفق الدم ويعزز قدرتك على مقاومة الأمراض حتى وأنت حزين حاول المقاومة احضن نفسك ومن تحب فالأحضان تطلق هرمونات تبقيك في صحة أفضل ، اجرٍ في مكانك فالتمرينات الرياضية تطلق مواد كيميائية تساعد في حالات الاكتئاب، قشر برتقالة فإن رائحة الحامض تساعد على الاسترخاء، وأحمد الله وقل شكرا لنفسك ولغيرك وفكر في أشياء أنت ممتن لها. 
إيمان الصقار : مهندسة ديكور