أغاديز.. ملاذ مهربي البشر والتنظيمات المسلحة في النيجر
يرى محللون سياسيون أن حادثة اختطاف المواطنة النمساوية في النيجر تشير إلى تحول إقليم أغاديز إلى ملاذ آمن لعصابات تجار البشر والتنظيمات المسلحة، بما في ذلك القاعدة و»داعش».
ويشهد الإقليم استنفارًا أمنياً وعسكريًا واسعًا من أجل العثور على إيفا غريتزماخر، البالغة من العمر 73 عامًا، التي اختُطفت ليل السبت – الأحد الماضي.
ويُعد إقليم أغاديز منطقة عبور مهمة للمهاجرين وغيرهم، ما جعلها تحتل مكانة استراتيجية بالنسبة للجماعات المسلحة والإرهابية التي تحاول استعادة قوتها، خاصة بعد إلغاء المجلس العسكري الحاكم قوانين كانت تحد من نفوذ عصابات الاتجار بالبشر وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
استغلال الارتباك
ونفى تنظيم القاعدة أي صلة له بحادثة خطف المواطنة النمساوية، في حين لم يصدر تنظيم «داعش – ولاية الصحراء الكبرى» أي بيان بشأن الحادثة، مما يبقي الباب مفتوحًا أمام التكهنات بشأن مصيرها. وتجدد نشاط المهاجرين في النيجر بعد أن أقدم المجلس العسكري الحاكم في نيامي، المنبثق عن انقلاب في 2023، على إلغاء قانون مكافحة تهريب المهاجرين غير النظاميين. هذا التغيير أتاح لعصابات الاتجار بالبشر والمنظمات الإرهابية زيادة نشاطها في المنطقة. وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الوضع قائلاً: «عصابات الاتجار بالبشر والمنظمات الإرهابية تحاول استغلال حالة الارتباك التي تسود الجيش النيجري، الذي يجد نفسه مشتتًا بين قتال هذه المجموعات في مناطق حدودية مع موريتانيا أو غيرها، وأيضًا محاولة بسط الأمن في مناطق أخرى».
وأضاف ديالو في تصريح خاص لـ «إرم نيوز» أن «الوضع الأمني في النيجر معقد للغاية، ويصعب الحديث عن إمكانية تطهير أغاديز من هذه العصابات والتنظيمات التي قوت شوكتها بشكل كبير في السنوات الماضية، خاصة في ظل هشاشة الجيوش النظامية وغياب الاستقرار في المنطقة».
وشدد ديالو على أن قرارات المجلس العسكري، التي يحاول بموجبها الضغط على الأوروبيين من خلال إلغاء قانون مكافحة الاتجار بالبشر الصادر في 2015، من شأنها أن تجعل بالفعل أغاديز ملاذًا آمنًا لنشاط المهربين وتجار البشر.
تحشيد أمني
يأتي ذلك في وقت يتولى فيه الجيش قيادة البلاد في النيجر بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم في يوليو/ تموز 2023.
وقال المحلل السياسي النيجري، ناصر سيدو، إن «الوضع صعب في أغاديز، ومع ذلك فإن السلطات تقوم بتحشيد أمني كبير نحو الإقليم لبسط الأمن والاستقرار، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستثمر هذه الجهود في العثور على المواطنة النمساوية».
وتابع سيدو في تصريح خاص لـ «إرم نيوز» أن «المنطقة شاسعة جدًا بما يتيح للتنظيمات المسلحة والعصابات فرصًا هائلة للتخفي عن أنظار السلطات الأمنية والقضائية، لكن في اعتقادي أن القوات الأمنية والجيش في النيجر قادران على إعادة الأمن ووضع حد لحالة الفوضى التي تعرفها أغاديز».