منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
أنمي "بليتش".. مفاجآت عن شخصيات بدت رتيبة
بعد الانقطاع الطويل، لم يبدأ الموسم الجديد (المكون من أجزاء صدر منها اثنان حتى الآن)، من أنمي Bleach، بأي محاولة لتلخيص الأحداث الطويلة السابقة، وكأن الاستوديو يطالب المشاهدين بإعادته من البداية، وإلا فسيكون من المفاجئ التعامل مع الحلقات الأولى لموسم حرب دم الألف عام المثيرة والتي جاءت من دون أي تمهيد. أما شرائح العرض التي تظهر كل حلقة لشرح شيء ما، فهي عملية تساعد في اختصار الفصل الأخير لأربعة أجزاء تصدر سنوياً كما هو مقرر، وربما أكثر، وذلك حتى الانتهاء من أحداث المانغا التي أنهاها الكاتب تايت كوبو منذ وقت طويل.
رحلة إيتشيغو تبدأ من نقطة فارقة متعلقة بالتعرف إلى النفس قبل التدريب للحصول على القوة، فقتاله مع سيد الكوينشي يظهر له أمراً كان يجهله عن نفسه، ومن المعرفة التي سيحصل عليها، يرتفع إيتشيغو كوراساكي مرتبة عن مجرد بطل شونين تقليدي، فهويته التي يكتشفها أخيراً، لا ترتبط فقط بقوة سيحصل عليها، بل أكثر من ذلك، تجعله مرشحاً لإحلال السلام.
ما زال هناك المزيد
مع عدد الحلقات الكبير في الماضي، والمفاجآت التي تظهر في كل آرك، ما زال هناك المزيد مما لا يمكن تخيله من المفاجآت عن شخصيات بدت رتيبة وعادية، بل ووظيفية فقط، لتكون المفاجأة الكبرى في الموسم هي شخصية القائدة أونوهانا. قال مانغاكا "بليتش" سابقاً، إن أونوهانا ستخوض قتالاً واحداً وسيكون مفاجأة للجمهور، وبالفعل كانت المفاجأة الأكبر في الموسم، بطريقة تُذكرنا بما اعتدنا رؤيته في "بليتش" من جوانب غير متوقعة من شخصياته العديدة، وإن دل هذا على شيء؛ فهو أن بنية القصة كانت مقررة من البداية، وكل تطور في شخصية ما هو متسق مع كل ما ظهر سابقاً وليست تغييرات طارئة.
تحتمل هذه الشخصيات العديدة، إلى جانب القوة والفلسفة الضروريتين للقتال، خصائص درامية وكوميدية مبالغ بها، أحياناً لتكسر رتابة الحروب المتتالية. وفي هذا الموسم، نرى هذه الخصائص مجدداً، رغم عدد الحلقات القليل الذي بالكاد يحتمل الملحمة الدموية لحرب الكوينشي والشينيغامي. وفي هذا الموسم، علينا الاستعداد لأول مرة لاحتمال موت هذه الشخصيات المحببة على يد كيان غير مفهوم وغير متسق مع الطبيعة، وبشكل فني ساحر مكّن العمل من تجنب الابتذال المرافق للدموية عادةً، وهو أمر ينجو منه أنمي "بليتش" كل مرة.
لغة دخيلة
ملك الكوينشي هو في الأساس وجود غير طبيعي، وممارسات جيشه في قتل الأرواح الهائمة تخل في توازن الطبيعة. لذا، وإمعاناً في الغرابة إضافة للون المميز لهم ولشخصيات المقاتلين الغريبة، تدل الأسماء على هوية بعيدة عن تلك اليابانية والصحرواية في عوالم "بليتش" المختلفة، فاسم يوهاباخ بحد ذاته يدل على ثقافة أخرى بعيدة، وبشكل ما قد يظن المشاهد أن الكوينشي رمز للنازية، خصوصاً مع استخدام مصطلح الرايخ للفرق الحربية الخاصة بالكوينشي، لكن هذا لا يحمل دلالة أكثر مما يُظهر. الكاتب استخدم بعض الكلمات الإسبانية في مواسم سابقة، وفي مقابلة معه قال إنها تبدو عاطفية بالنسبة له، بينما الألمانية لغة قاسية. لذلك، لا ينبغي المبالغة في تأويل الكوينشي كرمزية للنازية، ويمكن القول إن اللغات في "بليتش" هي إضافات لتفرد الشخصيات الجديدة فلا تشبه سابقتها، وهذه التسميات الألمانية جاءت متناسبة مع غزو جديد للعالم المستقر لتمعن في نزع هذا الاستقرار فنيّاً حتى.
الأزرق لون غير طبيعي
أسلحة الكوينشي وطاقتها تحمل اللون الأزرق، وما اعتدنا عليه في "بليتش" هو طغيان الأسود والأبيض، ألوان أزياء الشينيغامي، والأرواح. اللون الأزرق سيكون طاغياً كإضاءة القمر على صورة الأنمي مع تدرجات الأبيض والأسود، وبشكل ساطع جداً الأحمر يظهر في الخلفية بشكل يتناسب مع المجازر اليومية في هذا الموسم. الاستخدام المدهش للألوان جاء كإضافة بديعة للموسم الجديد، مع الصور الفنية التي يتميز بها "بليتش" المأخوذة من الثقافات الشرقية، والصحراء والموسيقى الشرقية. بين العوالم المتعددة في "بليتش"، تختلف اللونية والموسيقى بشكل يتسق مع هذه العوالم، والدخيل الوحيد هو ذلك الأزرق من الكوينشي الذي سيفرض سيطرته مع مقاتلين بشخصيات أقرب للمختلة وتبدو مضحكة رغم خطورتها ومأخوذة من ثقافة البوب في العالم مثل المصارع المقنع وفرقة الفتيات. ما يميز "بليتش" عن بقية أعمال الشونين الطويلة، هو المستويات اللونية المتعددة واتساق أي إضافة جديدة معها، ليبدو النشاز جزءاً من العمل الفني.