رئيس الدولة والسوداني يؤكدان أهمية تسوية النزاعات والأزمات بالشرق الأوسط سلمياً
يعرفنا إلى تطور رياضة كمال الأجسام النسائية
Killer Sally حكاية لاعبة كمال الأجسام سالي ماكنيل
بثت "نتفليكس" أخيراً، المسلسل الوثائقي Killer Sally (القاتلة سالي). نتعرف في العمل إلى حكاية لاعبة كمال الأجسام سالي ماكنيل، التي أدينت بقتل زوجها روي ماكنيل، المشارك الدوري في مسابقة "مستر أولمبيا" الشهيرة لكمال الأجسام. مسابقة أطلقت شهرة كثيرين، منهم أرنولد شوارزنغر، الذي فاز باللقب عدة مرات في السبعينيات.
يضيء المسلسل على خلفية الزوجين العسكرية، ثم وقوعهما في الحب وسعيهما المشترك إلى التفوق في رياضة كمال الأجسام نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. هذه العلاقة التي تبدو وردية في البداية، تكشف لنا في ذات الوقت عن تطور هذه الرياضة، وكيف هددت المنشطات والستيرويدات حياة روي، ثم سالي التي بدأت بتعاطيها، في سبيل الوصول إلى جسد مثالي يستعرض في المسابقات.
يحرك فينا الوثائقي الرغبة باكتشاف عوالم هؤلاء الرياضيين. في ذات الوقت، نكتشف مأساة الهوس بالجسد، والعنف المتبادل بين الاثنين، ليس فقط الجسدي، بل العاطفي أيضاً؛ إذ اضطرت سالي إلى المخاطرة بأبنائها في سبيل الحصول على البروتينات والمنشطات والتستوستيرون لزوجها، الذي يريد الانتصار بالمسابقة، ليتحول إلى ما يشبه ماكينة من لحم ودم، يلتهم وجبات خيالية الحجم، ويفرغ غضبه وإحباطه على زوجته ضرباً وصراخاً.
اللافت في المسلسل أنّه يعرفنا إلى تطور رياضة كمال الأجسام النسائية، وحيرة القائمين عليها بصورة ما، عبر عجزهم عن تخيل وضعيات الجسد الأنثوي مفتول العضلات، ثم كيف بدأت بعض المتسابقات باستهلاك التستوستيرون. صحيح أنهن يكتسبن كتلة عضلية هائلة، لكنّهن يفقدن حسهن الذاتي بالأنوثة، لنكتشف أنّ مستقبل هذه المهنة لا يبدو واعداً؛ إذ اضطرت إحداهنّ، وتُدعى كيلي، من أجل أن تعيل نفسها إلى العمل مصارعة للهواة، كنوع من أنواع الفيتيشية، فتصارع رجالاً عاديين وتثبتهم أرضاً، من دون أي ممارسة جنسية، وتسجل ذلك على شرائط وتبيعها، ما وفر لها دخلاً من نوع ما.
المشكلة التي يطرحها المسلسل تدور حول اتهام سالي بقتل روي، بعد سنوات من العنف المنزلي بينهما، وعجزها عن الدفاع عن نفسها أمامه، إذ استخدمت في إحدى المرات بندقيتها الشخصية، وأطلقت النار مرتين على روي لترديه صريعاً في المنزل.حجة سالي أنّ روي كاد يقتلها، ولا بد لها من الدفاع عن نفسها كونه أشد قوة منها، وله تاريخ من العنف المنزلي، لكنّ الادعاء أَثبت العكس، سالي ذات طبيعة عنيفة، وسبق لها أن دخلت في شجارات علنية، أما فعل القتل نفسه، فكان عن سابق إصرار وترصد. وهنا يبدأ تداول مصطلح المرأة المعنّفة، ومدى قدرتها على إدراك ما يحصل معها. كلّ هذه الجدالات والشهود، لم تفد شيئاً، وحكم على سالي بالسجن من 19 عاماً إلى مؤبد عام 1996، لكن أطلق سراحها بشكل مشروط عام 2020، وتزوجت مرة أخرى.
تثير السلسلة الوثائقية القشعريرة، نكتشف عالماً خفياً وراء الكتل العضلية والمنشطات، عالماً مليئاً بالعنف الأسري والتهديدات الجسدية. ناهيك بالريبة حول مفهوم المرأة المُعنَّفة، ومدى أحقيتها بالعنف للدفاع عن نفسها، خصوصاً أنّنا لسنا أمام سيناريو تقليدي. سالي وروي يمتلكان قوة جسديّة لا يستهان بها، ناهيك ب شهادة الأبناء ضد والدهم، المشتبه به أيضاً في جريمة سابقة. كل هذا حيّر القضاء، لتدان سالي في النهاية، علماً أنّها طوال المسلسل وفترة تصويره، تؤكد أنها كانت تدافع عن نفسها.
المرعب في كلّ ما نشاهده هو مستقبل فئة من الرياضيين الأقل حظاً، كحالة روي الذي كان يؤمن بأنّ مسابقة مستر أولمبيا ستشكل خلاصه. الأمر نفسه ينطبق على كيلي، هناك صراع مع الجسد ذاته من أجل إتقان بنائه في سبيل الخلاص من الفقر، الذي كانت نتيجته رفض جميع من حول سالي مساعدتها لدفع الكفالة.
صحيح أنّ هناك ما هو غريب في هذا الشأن، واتهامات لكيلي بممارسة الدعارة أو العمل الإباحي، لكنّ تلك الفئة لم تخذلها، ما يدفعنا إلى إعادة طرح التساؤلات عن مفهوم مسابقات ملكات الجمال عموماً؟ هل الرهان فيها فعلاً على الأجمل والأقدر، أم على المخيلة الفانتازية للمعجبين المستعدين لدفع النقود لقاء خدمات محددة؟
يضيء المسلسل على خلفية الزوجين العسكرية، ثم وقوعهما في الحب وسعيهما المشترك إلى التفوق في رياضة كمال الأجسام نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. هذه العلاقة التي تبدو وردية في البداية، تكشف لنا في ذات الوقت عن تطور هذه الرياضة، وكيف هددت المنشطات والستيرويدات حياة روي، ثم سالي التي بدأت بتعاطيها، في سبيل الوصول إلى جسد مثالي يستعرض في المسابقات.
يحرك فينا الوثائقي الرغبة باكتشاف عوالم هؤلاء الرياضيين. في ذات الوقت، نكتشف مأساة الهوس بالجسد، والعنف المتبادل بين الاثنين، ليس فقط الجسدي، بل العاطفي أيضاً؛ إذ اضطرت سالي إلى المخاطرة بأبنائها في سبيل الحصول على البروتينات والمنشطات والتستوستيرون لزوجها، الذي يريد الانتصار بالمسابقة، ليتحول إلى ما يشبه ماكينة من لحم ودم، يلتهم وجبات خيالية الحجم، ويفرغ غضبه وإحباطه على زوجته ضرباً وصراخاً.
اللافت في المسلسل أنّه يعرفنا إلى تطور رياضة كمال الأجسام النسائية، وحيرة القائمين عليها بصورة ما، عبر عجزهم عن تخيل وضعيات الجسد الأنثوي مفتول العضلات، ثم كيف بدأت بعض المتسابقات باستهلاك التستوستيرون. صحيح أنهن يكتسبن كتلة عضلية هائلة، لكنّهن يفقدن حسهن الذاتي بالأنوثة، لنكتشف أنّ مستقبل هذه المهنة لا يبدو واعداً؛ إذ اضطرت إحداهنّ، وتُدعى كيلي، من أجل أن تعيل نفسها إلى العمل مصارعة للهواة، كنوع من أنواع الفيتيشية، فتصارع رجالاً عاديين وتثبتهم أرضاً، من دون أي ممارسة جنسية، وتسجل ذلك على شرائط وتبيعها، ما وفر لها دخلاً من نوع ما.
المشكلة التي يطرحها المسلسل تدور حول اتهام سالي بقتل روي، بعد سنوات من العنف المنزلي بينهما، وعجزها عن الدفاع عن نفسها أمامه، إذ استخدمت في إحدى المرات بندقيتها الشخصية، وأطلقت النار مرتين على روي لترديه صريعاً في المنزل.حجة سالي أنّ روي كاد يقتلها، ولا بد لها من الدفاع عن نفسها كونه أشد قوة منها، وله تاريخ من العنف المنزلي، لكنّ الادعاء أَثبت العكس، سالي ذات طبيعة عنيفة، وسبق لها أن دخلت في شجارات علنية، أما فعل القتل نفسه، فكان عن سابق إصرار وترصد. وهنا يبدأ تداول مصطلح المرأة المعنّفة، ومدى قدرتها على إدراك ما يحصل معها. كلّ هذه الجدالات والشهود، لم تفد شيئاً، وحكم على سالي بالسجن من 19 عاماً إلى مؤبد عام 1996، لكن أطلق سراحها بشكل مشروط عام 2020، وتزوجت مرة أخرى.
تثير السلسلة الوثائقية القشعريرة، نكتشف عالماً خفياً وراء الكتل العضلية والمنشطات، عالماً مليئاً بالعنف الأسري والتهديدات الجسدية. ناهيك بالريبة حول مفهوم المرأة المُعنَّفة، ومدى أحقيتها بالعنف للدفاع عن نفسها، خصوصاً أنّنا لسنا أمام سيناريو تقليدي. سالي وروي يمتلكان قوة جسديّة لا يستهان بها، ناهيك ب شهادة الأبناء ضد والدهم، المشتبه به أيضاً في جريمة سابقة. كل هذا حيّر القضاء، لتدان سالي في النهاية، علماً أنّها طوال المسلسل وفترة تصويره، تؤكد أنها كانت تدافع عن نفسها.
المرعب في كلّ ما نشاهده هو مستقبل فئة من الرياضيين الأقل حظاً، كحالة روي الذي كان يؤمن بأنّ مسابقة مستر أولمبيا ستشكل خلاصه. الأمر نفسه ينطبق على كيلي، هناك صراع مع الجسد ذاته من أجل إتقان بنائه في سبيل الخلاص من الفقر، الذي كانت نتيجته رفض جميع من حول سالي مساعدتها لدفع الكفالة.
صحيح أنّ هناك ما هو غريب في هذا الشأن، واتهامات لكيلي بممارسة الدعارة أو العمل الإباحي، لكنّ تلك الفئة لم تخذلها، ما يدفعنا إلى إعادة طرح التساؤلات عن مفهوم مسابقات ملكات الجمال عموماً؟ هل الرهان فيها فعلاً على الأجمل والأقدر، أم على المخيلة الفانتازية للمعجبين المستعدين لدفع النقود لقاء خدمات محددة؟