الأقليات تكتسح المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة

الأقليات تكتسح المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة


برز مشهد سياسي موازٍ في الولايات المتحدة حمل دلالات تتجاوز حدود التنافس الحزبي التقليدي بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث شهدت الولايات الأمريكية حضوراً لافتاً للمرشحين القادمين من المهجر الذين تمكنوا من تحقيق اختراقات انتخابية غير مسبوقة، عكست تصاعد تأثير الأقليات في المشهد السياسي الأمريكي.
وتولى النائب الديمقراطي المسلم ذو الجنسية الأوغندية - الأمريكية من أصول هندية ومتزوج من امرأة ذات أصول سورية، زهران ممداني منصب عمدة نيويورك.

معارك انتخابية
وخاض ممداني معركة انتخابية ساخنة واجه خلالها حملة تشويه واسعة شارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي ألقى بثقله وراء منافس ممداني أندرو كومو.
وفي ولاية جورجيا سطرت غزالة هاشمي “إنجازاً تاريخياً” بفوزها بمنصب نائب حاكم الولاية، وأصبحت بذلك أول مهاجرة مسلمة تتولى موقعاً تنفيذياً بهذا المستوى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وقوبل فوز غزالة بترحيب واسع من مسلمي الولايات المتحدة، ووصف من قبل أوساط مهاجرة عربية وإسلامية بأنه “إنجاز تاريخي».
ويعكس نجاح ممداني وهاشمي ثمرة عمل سياسي منظم داخل “الحزب الديمقراطي” لتعزيز حضور الأقليات، خصوصاً بعد أن أدرك الحزب أهمية هذه القواعد في حسم المعارك الانتخابية في الولايات المتأرجحة وهي النتيجة التي يطمح إليها لتحسين قواعدة الانتخابية مستقبلاً.

القناعات السياسية
في بلد مثل الولايات المتحدة التي عانت التمييز العنصري على مدى تاريخ طويل، لا يمكن الفصل بين نجاح هاشمي وتوجهاتها التي أسست قناعاتها السياسية، وأهمها اتخاذها من مكافحة التمييز قضية رئيسية إلى جانب التركيز على قضايا مثل تغير المناخ وحماية البيئة وتوفير الإسكان بأسعار معقولة.
وقالت الهاشمي على موقعها الرسمي حول هذا الموضوع: “لدينا مسؤولية أساسية لمحاربة الكراهية أينما وجدناها، وأن نضمن تحقيق قيم العدالة والمساواة والإنصاف لجميع المواطنين».بعد سنوات من الجدل حول قضايا الهوية والانتماء، بدأت شريحة متزايدة من الأمريكيين، لا سيما الشباب والناخبين في المدن الكبرى، تتقبل التنوع العرقي والديني ضمن المشهد السياسي الوطني.

جيل زد !
وهنا تحضر كات أبو غزالة كمثال كونها المرشحة الديمقراطية للكونغرس عن “جيل زد” ومن إقلية مهاجرة في ولاية إلينوي.
وتعتبر أبوغزالة آخر السياسيين الديمقراطيين الذين يواجهون تبعات قانونية بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكنها في طريقها لمشاركة سياسية واضحة إذا ما دخلت مبنى الكابيتول (الكونغرس) ممثلة للديمقراطيين.
ويرى مراقبون أن صعود مرشحي المهجر من الإقليات وتحديداً المسلمين في المشهد السياسي الأمريكي لم يعد مجرد “حالة رمزية” أو استثنائية، بل يعكس تحوّلاً أعمق في بنية الناخبين الأمريكيين وتوجهاتهم الانتخابية.